أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أماني محمد ناصر - علي فرزات.. الفنان الكاريكاتيري السوري العالمي في حوار مفتوح















المزيد.....



علي فرزات.. الفنان الكاريكاتيري السوري العالمي في حوار مفتوح


أماني محمد ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 18:06
المحور: مقابلات و حوارات
    


علي فرزات.. الفنان الكاريكاتيري السوري العالمي في حوار مفتوح /

--------------------------------------------------------------------------------

أجرى الحوار: أماني محمد ناصر

هادئ، رزين، متواضع، متواضع...
مليء بالأفكار، عنيد، متمسك بمبادئه لأبعد الحدود.
تجلس معه، فتحس بأنك أمام رجل جمع العلم مع الثقافة مع المبادئ مع الأخلاق، رجل عركته الدنيا برحاها فلم تزده إلاّ إصراراً وثباتاً على مواقفه، لم تلن عريكته لكل الضغوط التي واجهها على مدى عشرات السنين.
لا تفارقه روح الدعابة، لسانه كقلمه لاذع، حاد، صادق إلى حد الوجع، وهذا ما أثار الزوابع حوله.
همه الأول: المواطن. لم يترك تفصيلاً صغيراً إلاّ ونقده اجتماعياً وسياسياً وثقافياً وأخلاقياً.....
علي فرزات... إنسان خالص صافٍ، نذر حياته لقلمه، وقلمه لهموم الناس.


علي فرزات في سطور:


ولد في مدينة حماة.
1963: ظهر له أول رسم كمحترف على الصفحة الأولى لجريدة “الأيام”.
1969: بدأ يرسم الكاريكاتير لجريدة الثورة.
1970: بدأ دراسته للرسم في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق
1973: تزوَّج بعائدة الأنصاري من دمشق، وأنجبا صبيين وبنتين.
1980: صار رئيساً لرابطة رسامي الكاريكاتير العرب.
1980: نال الجائزة الأولى في المهرجان العالمي برلين- ألمانيا.
1980: بدأت رسومه الكاريكاتيرية تظهر في جريدة اللوموند، إضافة إلى جرائد عالمية أخرى.
1980: نال الجائزة الأولى في المهرجان الأول للكاريكاتير في دمشق.
1982: نال الجائزة الأولى في المهرجان الثاني للكاريكاتير في دمشق.
1984: أحيا مقاومة تلوث الهواء والفضلات التجارية للتلفزيون القطري.
1985: أقام معرضاً في مركز الثقافة السورية في موسكو.
1985: نال الجائزة الثالثة في مهرجان كابرافو الدولي في بلغاريا.
1987: نال الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا.
1989: أقام معرضاً في معهد العالم العربي، باريس- فرنسا.
1990: نال الميدالية الذهبية لأفضل رسام كاريكاتير عربي من مؤسسة الشرق الأوسط للطباعة.
1991: نال الميدالية الذهبية لأفضل رسام كاريكاتير عربي من مؤسسة الشرق الأوسط.
1991: ظهرت رسوماته في الصحف الخليجية العربية.
1994: انتخب كأحد أفضل الرسامين الكاريكاتيريين الخمسة في العالم في مهرجان مورج- سويسرا.
2001: أصدر جريدة الدومري، وهي أول جريدة سورية مستقلة.
2003: استلم جائزة الأمير كلاوس.

- الأستاذ علي فرزات
لماذا اخترت الفن الكاريكاتيري دون غيره؟


والله الفن اختارني ولست أنا من اختاره، أذكر عندما كنت صغيراً وعمري خمس سنوات، أنني أزعج الضيوف الذين يأتون لمنزل والدي بتأليفي قصصاً ساخرة قبل تعلمي الرسم، تلك التي كانت تنال من الضيوف الذين لا يعجبوني. مثلاً رجل ثقيل الظل أو يكذب، كنت أؤلف عنه قصصاً ساخرة، كحكاية شفهية، وكان والدي دوماً يطلب مني الخروج خارج الغرفة التي تضم الضيوف كي لا أحرجه. الهدف من تأليف حكاياتي كان الكاريكاتير الذي قبل أن يكون صورة أو رسماً هو روح ساخرة، فالرسم يمكن لأي شخص أن يتعلمه، لكن الروح الداخلية أو الموهبة ليس لها قواعد، فهذه تنشأ بالجينات، بالوراثة، لكن الروح الساخرة هي الأساس، فأنا وعيت على هذه المسألة، أما كيف بدأت القصة وكيف انتهت لا أعلم. الكاريكاتير بالذات أي الرسم تعلمته فيما بعد لما وعيت، أي لما أصبحت في الصف السادس أو السابع فقد كنت أشتري جرائد ومجلات وكنت معجباً بالكاريكاتير تحديداً فرأيت أنه الأنسب كإطار يستوعب الأفكار الساخرة التي لدي. لذلك تعلمت رسم الكاريكاتير وأتقنته ليكون وسيلة لتوصيل الأفكار، لذلك الرسم ليس هو الأساس عندي، الفكرة هي الأساس، الرسم المتقن هو الجسر لتوصيل الفكرة بشكل صحيح، فلذلك أقول إن الكاريكاتير والفكرة هما شكل ومضمون يتقاسمان بالنصف، إن لم نقل إن المضمون أكثر، أما إذا كان شكلاً بلا مضمون فلا قيمة له، والعكس صحيح. وهنا الترابط.


- هل هناك قواعد معينة على رسام الكاريكاتير اتباعها والالتزام بها؟

لا يوجد برنامج أو قواعد اتبعتها لأكون مثلما أنا اليوم. لاتنسي أن هناك معادلة دقيقة كثيراً ومعقدة، الرسام الكاريكاتيري كفنان وليس كرسام هو توليفة، خلطة سحرية، ممارسات مع اكتساب مع تجربة مع معاناة مع روح ساخرة مع دقة ملاحظة، كل هذه المسائل تنجبل ليخرج منها رسام كاريكاتيري، ونادراً ما يخرج منها رساماً فقط، لذلك رسامو الكاريكاتير في العالم قلائل جداً، أتحدث كفنانين وليس كرسامين. هناك رسامون كثر يرسمون للمحاسب، يرسمون لرئيس التحرير، يرسمون أفكاراً للمدير العام، لكن ليس هذا قصدي، ما أقصده هو الرسام الذي هو شاعر، هو الروائي هو المسرحي برسوماته،
وهو المواطن بالدرجة الأولى لأنه ينبع من البيئة التي يعيش فيها، هو جزء من الناس الذين يعانون ويمتلك القدرة على التعبير. ولا يجب أن يكون في برج عال، فمثلاً هناك أشخاص يذهبون إلى الخارج ويصعدون أبراجاً عالية ويحملون منظاراً ينظرون فيه لبلدنا ويتحدثون عن معاناة الناس وإنّ الفنان أو الأديب أو السياسي الذي يعيش في الخارج، لا يمكنه أن يعكس الصورة الحقيقية لواقع لا يعيش فيه. فأتحمل أنا كل الضغوط وكل المعاناة وكل الآلام.


-من يقرأ معلومات عنك، يعرف أنك بدأت في سن مبكرة، وأنّ إحدى الصحف كان لك معها قصة طريفة تبدأ ب: "حضرة السيد علي فرزات، نود حضوركم إلى دمشق للتعاون معكم في إطار .... "
هذه العبارة لها وقع في نفسك، وتحكي قصة طريفة، هل لك أن تحدثنا عنها؟


حينما كنت في البدايات بدأت أرسم الكاريكاتير، جربت أن أرسل بعض الرسائل للصحف، رسائل تحمل رسوماتي، كنت أجرب أن أعلم إلى أي حد، يا ترى، أنا مقبول كرسام، وكان عمري حينها 11-12 سنة، وبين المزاح والجد رسمت كاريكاتيراً وأرسلته لصحيفة الأيام السورية وكان في وقتها يصدرها الأستاذ نصوح بابيل. وبعد 4 أو 5 أيام تقريباً كنت أمشي في الشارع فمررت بجانب مكتبة تبيع صحفاً، وعادة تطوى الصحف لتتسع المكتبة أكثر. فأمسكت صحيفة الأيام بالذات المطوية نصفين وكان يظهر منها جزء من رسمتي التي أرسلتها تحت المانشيت بالصفحة الأولى، نظرت ولم أصدق قد أكون أحلم أو أنّ هناك من رسمها على عدد واحد فقط، أما مطبوعة فليس معقولاً وفي الصفحة الأولى، واسمي، وتوقيعي؟؟

أمسكت الجريدة وركضت إلى المنزل، لا أدري لمن سأقول. بعد فترة تصلني رسالة من الأستاذ نصوح بابيل نفسه يخاطبني بلغة تفخيم، "تحية طيبة نهديكم أجمل التحيات ونتمنى منكم الحضور إلى دمشق للتعاون معكم في إطار الرسم الكاريكاتيري و... و..." إلخ. احتفظت بالرسالة، بيني وبين نفسي سررت للغاية، فقلت لنفسي لو أني ذهبت الآن، وطرقت الباب، فيفتح الباب، ينظر إلى مستوى النظر ولن يجد أحداً، بل سيجد ولداً صغيراً يدخل ، بالتأكيد سيقول لي أين والدك؟!
كثيراً ما كان مدراء المراكز الثقافية لا يصدقون أنني أنا من رسمت تلك الرسوم، كانوا يسألونني من رسم لك هذه الرسوم؟ من ساعدك فيها؟ ولا يصدقونني! ذهبت يوماً وأنا في الثالث الثانوي إلى صحيفة الثورة في دمشق، فقال رئيس القسم الفني أعطنا رسوماتك لنرى ما لديك ، فرسمت رسمة أمامه، فقال لي: لا، هذه الرسمة أنت تحفظها، ارسم لنا غيرها، فرسمت له غيرها، فقال لي: لا هذه رسمها لك أحدهم وأنت حفظتها وتنقلها لنا، فسألته: يا أخي قل لي بالنهاية هل تريدون رساماً أم لا؟ فقال لي: لا والله يا أخي لدينا رسام هنا، كان حينها عبد اللطيف مارديني، فقلت له: قل ذلك من البداية. بعد ذلك أتى للصحيفة مدير عام، درس في فرنسا ويفهم جداً ومطلّع وذكي، وحينما رأى رسوماتي عينني في اليوم نفسه، وآمن أنني أنا الرسام. فمعنى كلامي، لاحظي كم يمر الفنان بطرق شائكة ويواجه عقبات كثيرة ليصل إلى هنا، يجب أن يكون مفلتراً، معقماً، مرّ بقصص كثيرة، هي معادلة صعبة للغاية. كما قلت لك هي موهبة + روح ساخرة+ معاناة+ مكتسبات بالحياة+ فهم وإدراك ودقة "شوال قد ما فيكي تحطي فيه".


- في حديثك لقناة الجزيرة عبر لقاء معك في برنامج زيارة خاصة بتاريخ 29/4/2006
قلتَ:
"والدي كان يعتبر وجودي في البيت محرجاً وخاصة عندما يأتي "
لماذا كان وجودك في البيت محرجاً بالنسبة لوالدك أستاذ علي؟

مثلما قلت لكِ سابقاً، حينما كان والدي يدعو أصدقاءه للمنزل،
كان يدرك من أقصد، مثلاً كان هناك رجل بخيل يأتي لمنزلنا بشكل دوري، من بيت بوظان، فكان صديق ابن عمتي، أتى بنا إلى معرض في الشام، وكنت صغيراً جداً، ولمدة يومين جعلنا نعيش على لحم بطننا، وكلما أراد ابن عمتي أن يشتري ما نأكله، مثلاً لحمة أو مشاوي أو ما شابه، كان يقول له بوظان: (لماذا؟ هل نحن ساكنون هنا؟ هات علبة طون، سردين بيضتين، لماذا هذا التبذير، وكنت صغيراً أشتهي النزول للسوق، فكان يقول لي (ماذا تريد من السوق، في حماة تذهب للسوق كما تريد حينما نرجع) فمن قهري، ألفتُ قصة وأنا عمري خمس سنوات، القصة هي: كان لدينا في المنزل هرّان أخوان، يعيشان مدللين، صوف ووبر طويل، نظيفين، سمينين، ممتلئين، مرة من المرات فتح الباب وهرب أحدهما، وذهب لمدة 6 أشهر. في يوم من الأيام طُرق باب منزلنا، ففتحناه ووجدنا قطاً، لكنه طيف، هيكل عظمي، عيناه غائرتان للداخل، ذنبه بلا ريش، على عكازة، فسأله القط الموجود عندنا: من أنت؟ فقال له: أنا أخوك، فأجابه لا لست أخي، أخي ليس كذلك، أخي سمين وخدوده حمر، فحلف له بالله أنه هو أخوه، فسأله: أين كنت كل هذه الفترة إذاً؟ فأجابه: كنتُ عند محمود بوظان!! فقال لي والدي: اخرج للخارج، لا تعد.


- مسؤول رفيع في سورية قال لك يوماً:
"اقعد بالبيت، أنت خذ معاشك وحلّ عنا بقى، حاجة لسة نحن بنحكي شيء بالصفحة الأولى أنت بتكذِّبنا بالصفحة الأخيرة"
لماذا لم تفعل مثلما قال لك، وبلا وجع رأس أستاذ علي؟

كان رئيس الوزارة في تلك الفترة حريصاً جداً أن أحضر كل اجتماع ، لا سيما أنني حينها كنت طالباً عنده في كلية الفنون، حيث كان عميداً، وكنت مشاغباً جداً وكان يحب مشاغبتي، لكن حينما أصبح رئيساً لمجلس الوزراء، ظلّ محافظاً على الجانب الجدي فيه وفي الوقت ذاته الروح المرحة. فانزعج مني، وقال لي مرة: "كل ما كتبنا شيئاً ما في الصفحة الأولى تكذبنا في الصفحة الأخيرة، نحن نقول إن المؤسسات الاستهلاكية توفر كل المواد، فترسم لي رجلاً يخطب بورق عليه لحمة وفواكه وخضرة، والمواطن يأكل الورق؟!" فقال لوزير الإعلام حينها: "أخي، ليجلس في البيت وأعطه راتبه وليحل عنا". فجلست في المنزل لكن جاءتني رسائل عدة من المواطنين ومن طلاب الجامعة ومن الجمهور تسأل عني هو الذي جعل لي حصانة، وأنا أقوى به، فخلفي شريحة كبيرة من الناس تدافع عني وتشعر أنّ هذا العمل لها، وصارت هذه الشريحة تسأل عني كلما جلستُ في المنزل أين أنا؟ هل أنا مسجون؟ أم معتقل، فقال ليعد، فذلك أفضل.
أجروا استفتاء، حيث كانت صحيفتا الثورة وتشرين تشترى من قبل المواطن لأجل الكاريكاتير. سألوا طلبة الجامعة: ما أهم الزوايا في تشرين؟ قالوا أول شيء الكاريكاتير.
قدري الرسم، فلم أستطع الجلوس في المنزل.


- الدومري... جريدة شغلت الناس والصحافة بشكل عام، وكان لها صدى غريب، حيث شكلت حالة صحفية نادرة، إذ بدأت العلاقة ما بين المواطن والجريدة تأخذ طابعاً حميمياً بعد أن ملّ الصحف الرسمية الباهتة..
الدومري... ماذا يعني لك هذا الاسم؟

الشهيد الحي...( الدومري) هو الإنسان البسيط، ابن الشارع الذي كان يشعل
المصابيح في الليل قبل اختراع الكهرباء، فينير الزوايا المظلمة والمساحات المعتمة، كان يخرج ليلاً بيده عصا طويلة في آخرها مشعل، يفتح أبواب الفوانيس، ويدخل هذه الشعلة ثم يغلق باب الفانوس. استعرنا في الدومري مهنته لأجل عمل إبداعي صحفي إعلامي نسلط الضوء على المساحات المظلمة في حياتنا.
على المشاكل، السلبيات، الأحداث، فاعتبرناه رمزاً واستخدمناه لوغو للصحيفة، والدومري اسم شعبي متداول ومعروف، استفدنا منه لأنّ كل الناس تعرفه تقول "الدومري" لكنها لا تعرف ما معناه.


- تختلف علاقة الفنان بالمواطن والمسؤول، أنت اخترت المواطن، ما دور المسؤول في حياتك؟

هل هناك أروع من تفاعلك مع الناس وبناء جسور محبة؟ أنا أعلم حينما تحدث مشكلة مع شخص يوكل محامياً لكن هل يوكل 17 مليون محامياً؟ فانكفؤوا على أنفسهم ووقف القضاء معي وحكم لي بأن ذلك تشهير بحقي، فرفعت دعوة ضد تلك الصحفية والجريدة التي هاجمتني فيها وضد وزير الإعلام حينها، وحكم القضاء لصالحنا وغرمهم.
وهذا يعني بأنّ الاستخفاف بعقول الناس أكبر من الجريمة التي افتعلوها ضدي.
وانقلب السحر على الساحر وأصبح علي فرزات أقوى، ولما أغلقت صحيفتنا الدومري صدرت من جديد، لله الحمد حينما أسير في الشارع يسألني الناس عن صحيفة الدومري. إنها ليست كبقية الصحف الدون كيشوتية الصادرة اليوم.
وتجربتي هي تجربة الآخرين، فلست موظفاً عند الآخرين. وليس لي راتب في نهاية الشهر لأني أتحدث بصوت سيدي.
لذلك تتم الآن مصادرة أصحاب الأقلام والفكر النظيف ويضعون بدائل عنهم، تريدون شاعراً؟ هناك شاعر. تريدون رجلاً ينتقدنا؟ هناك رجل ينتقدنا. تريدون صحفياً؟ هناك صحفي، لا نريد من يقول إنه لدينا مشاكل، فالصحفي الخاص بنا على الأقل يلمع أمورنا. تأتي تعليمات من بعض الأماكن بفلترة الصحف وتعقيمها قبل صدورها فهناك محررون يجلسون كالببغاء، هل من المعقول أنّ إنساناً يكرم في محافظة اللاذقية، وجامعة تشرين تكرمه مع شخص كان أسيراً في الجولان، يسقطون اسمه من وكالة (سانا) عبثاً؟ يسقطون اسمه تماماً من التكريم!!! ونتيجة تصورات أو نتيجة اعتبارات يجدون أن هذا نريده وذاك لا، هذا أظهروا اسمه وذاك لا، أما الموظف بدرجة مسؤول يقص شريطاً كهربائياً مثلاً لوزارة لا تنتج كهرباء وفي اليوم الثاني تجدين صوره بالخط العريض ملمعاً والذي كتب الخبر تصله مكافأة جيدة. أما الإنسان الحقيقي يحارب، أقول ذلك علناً ويوجد شواهد.
أنا لا أعمم لكن هناك من يقول إن ذلك لقمة عيشي، لا أسوأ من أن يحارب الإنسان بلقمة عيشه. لدينا مواهب في سورية تغرد خارجاً، كل الناجحين في الخارج إعلاميين وصحفيين وأطباء ومصممين كلهم من الجنسية السورية، تجربتي أمامكم، فالجوائز التي حصلت عليها من العالم والخارج لرجل سوري ولم أختر العيش خارجاً لأنني لا أحب أن أدير ظهري للعالم الذي أحبني، لستُ إعلامياً ولا صحفياً فالله خلقني هكذا، قدري هكذا... لا أستطيع تخيل ظروف معيشية واقتصادية من الخارج إن لم أكن أعيش فيها. لكن ليس هذا المطلوب، المطلوب من يصفق/ (يمسح جوخ)، من يضع سجادة فاخرة لكن تحتها قمامة، كل من لديه قليل من القمامة يرفع السجادة ويضعها تحتها. فكانت مهمتنا أن ننظف تحت السجادة.


- قال محبوك حينما أغلقت الدومري، نحن نحفظ رسوم علي فرزات في قلوبنا كما نحفظ أشعار نزار قباني، ما الرابط بين الفن الكاريكاتيري وبين الشعر؟ بل ما الرابط بين الفنان الكاريكاتيري علي فرزات والشاعر نزار قباني؟...

منذ زمن، وفي صحيفة الدومري إن كنت تذكرين وضعنا في الصفحة الثانية زاوية للدكتور صباح قباني شقيق نزار، كان مغرماً بالتناغم ما بين كتابات أخيه وبين رسوماتي. فكان يربط لنا بعض اللوحات ببعض الكلمات وكنا ننشرها تحت اسم (الرسم بالكلمات والكتابة بالرسم).
فكان هناك انسجام واضح بالمعنى، أنا لم ألتقِ بنزار لكن تشعري أن الواحد منا يفكر بشكل مزدوج يعني يفكر بالرسم والكتابة سواء كنت أنا أم هو، فالتقى الرسم مع الشعر في كثير من المواقف السياسية والاجتماعية والإنسانية وعن المرأة.


- "أصدرت محكمة بداية الجزاء السادسة بدمشق حكماً يلزم صحفية تعمل في إحدى الصحف الرسمية السورية، بدفع مبلغ مادي للفنان علي فرزات تعويضاً عن جرم قدح وذم اعتبرتها المحكمة قد ارتكبته بحقه.
وكانت هذه الصحفية قد نشرت في 31/3/2003 و1/4/2003 صفحتين كاملتين اتهمت فيهما الفنان علي فرزات ببيع دم ودموع الأطفال العراقيين بالدولار والدينار، واتهمته فيهما بالوقوف مع الأمريكان ضد العراق مستندة إلى رسوم كاريكاتير قديمة للفنان فرزات ينتقد فيها استبداد النظام العراقي. وكان فرزات نشر رسومه تلك في صحف خليجية إبان أزمة حرب الخليج عام 1990 - 1991، وأعادت بعض هذه الصحف نشرها أثناء حرب العراق الأخيرة.
وذكرت مصادر مقربة من فرزات في دمشق، أن ما نشرته هذه الصحيفة بحق فرزات جاء "في سياق الحملة التخوينية التي قادها وزير الإعلام حينها والمدير العام لتلك الصحيفة ضد الفنان علي فرزات وجريدته الدومري، والتي انتهت بسحب ترخيص الجريدة بتاريخ 31/7/2003"
ما هو دور الفنان؟ دوره تسليط الضوء على المشكلات؟ اقتراح الحلول؟ وضع المبضع على الجرح؟ أم فقط إثارة الشغب وإشعال هالة من حوله لجعله في مركز الضوء؟

أكيد رسوماتي مشاغبة، لكني لا أفتعلها، ولا أقصد الافتعال، أي ليست استعراضاً. رسوماتي تثير الزوابع والغبار دوماً، وهذا معروف عني في رسوماتي.
أنا لا أقصد إثارة الزوابع، القصة ببساطة هناك كم هائل من الكتّاب الماديين والفكريين والمعنويين موجود في هذا البلد على كافة المستويات، مادة وبيع وشراء وفكر وإعلام. رسوماتي من البداية وقفت إلى صف المواطن، من البداية يجب أن يختار الشخص ساحته، فإن اخترتِ السلطة لن يحبك المواطن، وإن اخترتِ المواطن لن تحبك السلطة، أنا أنتمي إلى هذه الشريحة، شريحة المواطن، أنتمي لها بتجربتي وعقلي وأفكاري وموهبتي ومعاناتي، ولم أكن أنظر إلى النتائج أو ثمن إلى هذا الشيء، فمعاناتي جزء من معاناة الناس. وحكم الناس ليس مجانيا فحينما تسمعي باسم علي فرزات تحكمي عليه من خلال تجربته وهكذا فعل الناس، فكان لرسوماتي صدى فلم تكن مانيكان أو شكلاً موجوداً بواجهة إعلامية بل منفعلاً ومتفاعلاً، هي حية من لحم وعظم وحرارة، حتى الناس عندما كانوا يرون رسوماتي كانوا يعتقدون ان هذه الشخصيات تعيش في الشارع، وتركت الباقي للناس ليدافعوا عن مشروعهم، صدقيني يوم اتهموني، كان هناك (4) صفحات من رسائل القراء، والعدد ما زال موجوداً، جاءت الرسائل من كافة المحافظات السورية تستهجن عملية القصف الإعلامي للفنان علي فرزات ولا نسمح لكم بذلك، هذا الرجل الذين تقولوا إنّ رسوماته ضد الشعب العراقي، وتخونوه، هذه الرسومات ذاتها نشرت في صحيفة الثورة وتشرين في عام 1989 أي قبل الغزو. الرسومات نفسها تنشروها وتخوّنوه فيها؟ مرة بطل ومرة خائن؟ ليكن بعلمكم نحن نحفظ رسومات علي فرزات كما نحفظ رسومات نزار قباني.



- قرأتُ في إحدى المنتديات لأحد المدافعين عن حقوق الإنسان، موسى شناني:

"لقد تسنى لي قراءة آخر عدد ( 1+115) الذي تم منعه ومصادرته وبسببه احتدمت المعركة إلى أن تم إغلاق الصحيفة وسحب ترخيصها
والحقيقة أن الحجج الحكومية لسحب الترخيص غير مقنعة .. ولا أحد يقتنع بها
ولكن عندما تقرأ العدد الأخير الممنوع .. تعرف السبب الحقيقي
عملا بالمثل العربي الشهير : إذا عرف السبب ..بطل العجب"
حدثنا عن هذا العدد.

سمينا العدد الأخير العدد الانتحاري، كنا ندرك تماماً أنه العدد الأخير وستغلق الجريدة بسببه علماً أنني عند كل عدد كنت أقول إنه آخر عدد سيصدر، لكن العدد هذا الذي أصدرناه كان حلاوة الروح، آخر صرخة وجهناها وسمعها كل الناس ورفضنا أن يقتلوا الجريدة ويخرجوا بجنازتها لأنّ الهدف كان أن أغلق أنا الصحيفة، لما وجدوا أنني لم أغلقها وما زالت مستمرة لجؤوا إلى المنع المباشر للمطابع بتوجيه كتب لها (تمنع طباعة الدومري إلا بأخذ موافقة خطية من وزير الإعلام حينها وكل عدد بعدد) يعني أن لا أطبع بشكل مستمر، وأنّ لكل عدد موافقته. عندما ذهبنا للمطابع لطباعة العدد قبل الأخير رفضوا إلا بعد إذن خطي من الوزير، طلبنا من السيد الوزير إذناً لطباعتها فرفض، في هذه الحالة الصحيفة تتوقف، استغلوا بنداً بقانون المطبوعات يفيد أنه في حال توقفت الصحيفة لثلاثة أعداد عن الطباعة تغلق، فلا هم يعطونا موافقة ولا المطابع تقبل بالطباعة، هنا، كنتُ أمام حلين إما سأغلق الصحيفة وأموت بنظر الناس لأنّ الصحيفة أغلقت، وإما أن أعمل رد فعل عكسي تماماً وأقلب المنقلة، جمعنا كل الكوادر الممنوعة من الكتابة في سورية وتنشر في صحف عربية وأجنبية، وصممنا على تصميم عدد انتحاري نهربه تهريباً دون علم وزارة الإعلام لأننا قبل ذلك كنا مجبرين على حذف الكثير من قبل وزارة الإعلام في صحيفتنا، كم أنشأنا صفحات بيضاء نتيجة الرقابة. العدد الانتحاري هو العدد الوحيد الذي أفلت من الرقابة، فضمّ مجموعة كبيرة من المحررين وقلت للكادر الذي جاء من خارج الجريدة: عليكم الكتابة وعلي السجن، أريد تحصيل حق الناس بالقوة، وأريد توزيع هذا العدد بيدي. ذهبنا للمطابع لم يرضَ أحد أن يطبع لنا بسبب قانون المنع، تقريباً مررنا على كل المطابع ورفضت الطباعة، إلى أن وجدنا مطبعة بالسبينة وقلنا له لا نريد أن نغشك، فهناك كتاب من وزارة الإعلام بمنع طباعة صحيفتنا، فقال لنا: أعلم، لكن أليس معكم رخصة بطباعتها؟ قلنا له نعم وكان شجاعاً جداً. طلبنا منه طباعة 100 ألف نسخة، لكنه قال لي: خذ بنصيحتي، اطبع 15000 نسخة في كل مرة كي لا يصادروها دفعة واحدة. فعلاً طبعنا الجزء الأول ووزعناها بأيدينا، أرسلنا للمراسلين وللفضائيات وللمشتركين وللصحف الخارجية، الساعة الثامنة صباحاً وزعنا العدد ووصل سعره إلى 1650 ليرة سورية، وصاروا يطبعون عنه (فوتوكوبي). الساعة التاسعة والربع انطلقت مجموعة دوريات تلم الأعداد من المكتبات، بعض المكتبات استطاعت الاحتفاظ بالعدد والبعض سلمه، استطاعت الدوريات أن تلم حوالي 3000 عدد. المهم في اليوم ذاته أصدروا قراراً بإغلاق الجريدة وسحب الرخصة، وللمرة الأولى في تاريخ سورية يفعّل قانون بهذه السرعة خلال ساعات. والله لو أعطوني مليون يورو أو دولار ما كنت بهذا الارتياح الذي شعرت به حينما صدر قرار من عندهم بإغلاق الجريدة.

- ما السبب الذي لأجله أغلقت الدومري؟

السبب: هو رسالة مفتوحة وموجهة للسيد الرئيس حول الإصلاح، كيف يفهمه الآخرون لهذا الإصلاح وكيف يعيقون هذا الإصلاح، من أجل المصالح الشخصية؟ فالحوار الوطني هو من يوصلنا إلى الصح، كانت الرسالة بعنوان: الإيمان بالإصلاح موجهة إلى سيدة يهمها أمرنا، ونتكلم فيها عن العراقيل التي نواجهها كلنا ! يعني كيف يوظفون مصالحهم الشخصية كبديل للمصلحة الوطنية، تحدثت في الرسالة بشكل وطني وحر ومن دون تشهير. الرسالة موجودة في العدد موجود بين الناس وليست سراً. وقلنا: لم لا يكون هناك تيارات وطنية تحاور الأحزاب الأخرى. فلو أخطأ مسؤول من سيحاسبه؟ كتبنا أيضاً كيف انهار سد زيزون بالوثائق، لماذا بعد قراءة العدد أعادوا محاكمات بعض الناس وخرج أناس أبرياء؟ كتبنا بالمانشيت العريض (الأبرياء مسجونون والمافيات كلها خارج السجن) هذا هو العدد الأخير وبالمختصر.


- مثلما تحدثنا في سؤال سابق، عن دور الفنان في تسليط الضوء عليه فقط، يبدو أن بعض الصحفيين اتبع الأسلوب ذاته، فهناك صحفيون يطلقون لألسنتهم ولمخيلتهم العنان، القصد منها إثارة المشاكل فقط.
- ورد في إحدى الصحف المحلية هذه العبارة: "أنت عميل أمريكي"

نعم؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!

-أنت عميل أمريكي!!!

نعم، هذا تكفير ليس بالدين فقط، تكفير بالسياسة أيضاً. كتبت هذه العبارة إحدى الصحفيات التي لا أريد تسميتها كي لا أعطيها أهمية لأنها كتبت ذلك كي تنشهر، ولأجل الرسومات التي اتهموني أنها تمس الشعب العراقي. لماذا هم لم يكونوا عملاء أمريكيين حينما نشروا رسوماتي تلك في صحفهم عام 1990/1989؟
ولماذا أنا عميل أمريكي حينما نشروها لي ذاتها عام 2003 ونشروها نفسها هم عام 1990؟


- قلتَ يوماً:
"تجرأت في إحدى المرات ورسمت في مجلة الدومري السورية بعض الشخصيات المسؤولة، فقامت الدنيا ولم تقعد"
ماذا تعني بــقامت الدنيا ولم تقعد؟

نعم، رسمت رئيس الوزارة في هذه المرحلة كمنجم، وأمامه كرة سحرية، كان يتبصر أوضاع البلد من خلال الكرة السحرية التي تعمل على الكهرباء، فوزير الكهرباء سحب (الفيش) فظهرت عتمة، وكان جالساً يتبصر فيها.
قيل له إنّ علي يتناولك بالكاريكاتير، فهاتفني وسألني ماذا أقصد به؟ قائلاً: قيل لي إنك رسمتني أنا، فسألته: أنت ماذا تقول؟ فطلب مني المرور لعنده، فاعتذرت بسبب انشغالي بالصحيفة حينها.

- هل خفت ؟

لا أبداً. قلت له بعد ساعة أكون عندك، عاد وهاتفني وطلب مني الذهاب إليه، فذهبت. قال لي ما المشكلة بيننا فقلت له: نعم ما المشكلة؟
قال الصورة واضحة لي، بكل الأحوال هذه الصفحة لن تصدر، (الصحيفة كانت بروفا) ووقفت ضدي إحدى الصحفيات والتي كنت أول من وظفها وعينها كمحررة في الجريدة.
أوقفوا العدد وهو في المطبعة وطلبوا مني صفحة جديدة كتابة، فقلت لهم كيف وهي جاهزة للمطبعة، فأعلموني أنها لن تصدر بهذه الصورة، حينها رسمت صفحة كاريكاتير عبارة عن صفحة بيضاء كاملة وفي نهايتها كاريكاتير صغير هو قلم ممسكه شوك يدمي الأصابع، القلم الذي هو رمز الفكر والصحافة، ويخرج من الأصابع دماء.
فهم الناس حينها أنها الرقابة. فأجبرنا على التوزيع الإجباري في ذلك العدد.
أعود وأقول لك لست من اخترع هذه المشاكل بل هم، في إحدى الصحف السورية حينها، حينما طلبت منهم نشر رد على ما جاء من تشهير ضدي في الصحيفة نفسها ومن اتهامي بأنني عميل أمريكي وضد الشعب العراقي، عندها رفضوا نشر الرد!!! وأنا طلبت نشر الرد عملا بأحكام مادة في قانون المطبوعات لكنهم رفضوه، وبالرغم من أنّ الحكم في المحكمة كان لصالحنا لكنهم رفضوه مع أنه حكم قطعي...
من يدخل داخل المشكلة يعرف حجمها وممكن أن يوضحها ويشرح كل شيء لكن من يراها من الخارج يراها إعلامية، سطوراً وعناوين فقط.
كانت معركة شرسة للغاية وأنا وحدي، مع احترامي لكل المؤسسات والاتجاهات والأحزاب أنا لست بحزبي ولم أنتمِ لأي مؤسسة رسمية بل انتميت للشارع وإلى هذا الوطن فقط بكل أشكاله وأطيافه، وإن لم أكن كذلك لا أكون أنا الآن كما أنا. لكني أعشق الوطن بهوية رسمية ولا أدخل الباب باحتيال ومراكز ومن باب الخزينة. هناك معركة بين الخير والشر منذ الأزل.
بعد إغلاق الصحيفة، قنوات (البي بي سي) و (الجزيرة) و(الــ سي إن إن) و(الحرية) أجرت معي لقاءات.
ومنهم مكتب (البي بي سي) مرة في بيروت بعدما قرؤوا في إحدى الصحف الرسمية السورية على يومين متتاليين صفحتين عن علي فرزات هدر دم، (إي والله شارون لم يكتبوا عنه ربع صفحة). ماذا اختلفوا عن الأصوليين؟
فجاؤوا ليجروا معي مقابلة حول هذا الموضوع ففوجئوا بمظاهرة ضدي في سورية، كانوا بموضوع عن علي فرزات فأصبحوا بموضوعين. سأل محرر بريطاني زعيم المظاهرة واسمه عماد، يا سيد عماد: نحن نعرف أنّ في سورية هناك قانون اسمه قانون الطوارئ والأحكام العرفية ويمنع التجمعات والتظاهرات، اشرح لي، أنت جئت مسافة 700 متر من ساحة المحافظة إلى شارع الباكستان دون أن يعترضك أحد، فهل أنت ضد هذا النظام وضد قانون الطوارئ وتعبر عن رأيك بحرية؟ هل تعلمين ماذا أجابه؟
((طوّل بالك يا أخي، نحن خرجنا بتوجيه أمني)). كتبتها النيويورك تايمز وعدة وكالات أنباء. كيف يقولون إنني أثير المشاكل وهم من يثيرها؟ رسوماتي طبعها هكذا لا تقف مع التزييف ولا مع الخطأ وليس لها مكان في النفاق، قدرها أن تكون هكذا. أنا هكذا وخلقت لأكون هكذا وإلى الآن لم أرسل لأي صحيفة في العالم بناء على توجيهات منهم لأفكار يريدونها، أنا أرسل رسوماتي ومن أعجبته ينشرها ومن لم تعجبه لا ينشرها.
حتى في الكويت، رفعوا ضدي دعوة في صحيفة الوطن التي أرسم فيها، لأنني انتقدت أعضاء مجلس الأمة.
أنا لا أساير أحداً، هل لأنني أرسم في صحيفة خليجية يجب أن أراعي الظروف وأساير الأمر وأحافظ على رزقي، لست هكذا. في كثير من الأحيان أرسم ضد قناعات بعض الناس لكن ليس للتشهير أو الاستعراض، بل ضمن قوانين أخلاقية واجتماعية ووثاق، لا أراعي ظروف أي مكان أنشر به، أنا هذا رأيي وهم يحترمونه.
في مجلس الأمة الكويتية رفع علي أحد أعضاءها دعوة ضدي، لأنني انتقدته وكسب الدعوة بغرامة 4000 دينار مع إلقاء القبض علي في مطار الكويت إن ذهبت إليه، أما صاحب الجريدة، فقد دفع الغرامة وأزال اسمي من مطار الكويت دفاعاً عن محرر يرسل له من سورية وليس من الكويت...
قلتُ مرة لأحد المدراء العامين في إحدى الصحف السورية الرسمية: جاء الأمن يسأل عني لأني رسمت كاريكاتيراً والتبس عليهم الأمر، فقال لي: اذهب لترى ما يريدون، فقلت له يا رجل يفترض أن تكون أنت في الواجهة وتدافع عن محرريك، فقال: إذا حصل شيئ معك أخبرني، فقلت هل ألحق أن أخبرك، لو حصل شيئا معي؟ فقارني أنتِ هنا...
أنا لا أنافق، ولا أؤطر بمواضيع مسبقة، من تعجبه ملامحي هكذا أهلا به.



#أماني_محمد_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وإعلامنا العربي وسياسة كم الأفواه!!
- كل فراق وأنت بخير يا قمري!!!
- والمشكلة أنني أحببتك في الزمن الصعب!
- مقبلة إليك بقلب ينبض فيه ماء زلالك
- كما تتحدُ الروح بالجسد، أتحد معك!!!
- إنفلونزا الخنازير
- في الأمسِ القريب كنتَ وكنتُ
- أقوال مأسورة
- لقاء مع الأديب محمد شعبان الموجي
- الأرنب والكل حفاة!!!
- شربة ماء
- المواطن... عربي!!!
- أبت قلائدي أن تزدهي إلا بك!!
- -سرق الذئب حذاء الأرنب-
- أنا والوزير وسائق السيرفيس - 2 -
- أنا والوزير وسائق السيرفيس!!!
- أغصان من الدفلى
- -أحلى طريق في دنيتي-
- تعال لأعطرك بالعنبر
- علمني كيف أرقص لك


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - أماني محمد ناصر - علي فرزات.. الفنان الكاريكاتيري السوري العالمي في حوار مفتوح