أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عبد الرحمن علي - بين الابتلاء والعذاب














المزيد.....

بين الابتلاء والعذاب


رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 21:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتقد بعض الناس إذا تعرض الإنسان إلى أي مرض أو أي مكروه هذا سوف يقلل من سيئاته التي ارتكبها، وهو قوي وفي كامل قوته البدنية، وهذا العتقاد من الممكن أن يكون اعتقاد غير صحيح، والذي سوف نتعرف عليه، ما هو الابتلاء وما هو العذاب والفرق بينهما في هذا الموضع، الابتلاء يأتي إلى جميع الناس أما العزاب يأتي إلي أشخاص بعينهم في الحياة الدنيا بسبب ظلمهم وطغيانهم وأكلهم حقوق الناس بغير الحق، ومن الممكن أن يكون العذاب عذاب نفسي وليس بالضرورة أن يكون بدني لأن الله لم يحدد ما هو نوع العذاب للظالمين أو المستبدين في كل زمان ومكان إلا أنه ذكر لنا عن هذا الصنف من الناس يقول تعالى:

((وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)) سورة التوبة آية 101.



ولنتخيل أن شخص ما قام بجمع ثروة عن طريق النفاق والظلم أو أكل حقوق الآخرين لكي يؤمن مستقبل أولاده أو يكون له مكانة في المجتمع وأتى الله له بمرض مزمن وتخلى عنه أولاده وزوجته وتركوه يواجه مصيره بنفسه مع ذاك المرض، بعد أن كان له سلطة أو مكانة بين الناس أصبح لا شي يؤنسه غير العذاب النفسي أو العذاب البدني، بعد أن تخلى عنه اقرب الناس له، أعتقد لا يوجد أكثر من ذلك عذاب في الدنيا قبل الآخرة إذا حدث ذلك مع أي ظالم أو منافق هذا لا يقلل من سيئاتهم بل أنه نوع من أنواع العذاب الذي توعد به الله هؤلاء، أما الابتلاء شيء آخر، وهو أن يصبر الإنسان على ما ابتلاه الله في كل شي، ولنا في ذلك أن نتعلم من نبي الله أيوب علية السلام، يقول تعالى:

((َاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ{41} ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ{42} وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ{43} وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ{44})) سورة ص.



أي إذا صبر الإنسان علي أي نوع من الابتلاءات من الممكن أن يبارك له الله في أولاده أو في زوجة وأهله مهما حدث له من محن يكونوا بجواره متحلين بالصبر، يقول تعالى:

((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)) سورة البقرة آية 155.



وإن البشرى هنا للصابرين، أي الذين صبروا ونجحوا في اختبار الله لهم في الحياة الدنيا، ونلاحظ أن الصابر جاء هنا عن معظم مقومات الحياة أي الجوع ونقص من الأموال والأنفس وخلافه، ولكن ماذا بعد ذلك؟!.. وبشر الصابرين، أي الذين رضوا بأقل القليل حتى لا ينفقون من أجله الأموال أو يأكلون حقوق الناس، فصبر له شروط غير قابلة للجدال، ومما لا شك في أن كل إنسان يعلم علم اليقين ما قد قدمت يداه ومن عدل الله على عباده أن كل إنسان سوف يحاسب عن نفسه، يقول تعالى:

((وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً{13} اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً{14})) سورة الإسراء.



أي لا احد سوف يقرأ مكان احد ولا في كتب غيره، وأن القران قد ذكر لنا عن بعض الأحداث من الأمم السابقة حتى نتجنب أفعال هؤلاء الظالمين أو المنافقين ومع ذلك فإن الأغلبية لا تعتبر، وتلهث وراء الآمال والسلطة بالنفاق والظلم والاستبداد، وتضييع حقوق الآخرين، كل هذا لا يؤثر عليهم المهم أن يتوصلوا إلى الأموال أو السلطة وكلاهما وجهان لعملة واحدة، ونقرأ في ذلك قول الله، يقول تعالى:

((فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ)) سورة القصص آية 8.



فأين فرعون والمنافقون الذين كانوا من حوله يخدعون الناس من أجل حاكم ظالم؟!.. أي أن المنافقون ليس لهم سلعة إلا أن يكونوا مشتركين في ظلم الناس أو خداعهم من اجل الحاكم، يقول تعالى:

((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)) سورة النساء أية 142.



أي في النهاية إن المنافقين لا يخدعون إلا أنفسهم.



#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من فقراء مصر إلى أغنياء العالم
- دفاعاً عن الاسلام وحقوق الاقباط
- مفتي الخمس نجوم
- أغلب المسلمون يعترض على آيات الله كما فعل المشركون من قبل .. ...
- الإنترنت وجبن الظالم والمظلوم
- من المستحيل أن يتبع الاسلام
- الإحسان إلى البشر وليس للحجر
- من يدخل النار لن يخرج منها
- أين يرحل الكافر وإلى أى مكان سيسافر ..
- ليس في العرب غير الرسول
- القرآن ليس كتاب موسيقى او ألحان .
- علم الحديث من وجهة نظري
- حقائق منسية بين الشرق والغرب
- مع مين اتفقوا المسلمين
- المتطرفون أكثر خطرا من النووى
- أمة ظلم ..!! أم خير ..!!
- الشعوب والأرض والحكام
- دون ذكر آيات
- لا يجوز تكفير الآخرين
- مغامرون بمستقبل مصر


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عبد الرحمن علي - بين الابتلاء والعذاب