أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - أمريكا واسرائيل رأس الأفعى















المزيد.....

أمريكا واسرائيل رأس الأفعى


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إلاعلان الديماغوغي لرئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، بوقف جزئي للاستيطان لا يشمل القدس، هو فرية وقحة مستهترة ليس فقط بالامة العربية من خليجها الى محيطها، بل بكل الرأي العام العالمي.
فالمراقب لما يجري في الضفة الغربية المحتلة، يشاهد بأن اعمال البناء الاستيطانية مستمرة قبل 26/11/2009 ، وبعد هذا التاريخ وتاريخ الاعلان عن وقف الاستيطان الجزئي والمحدود.
واستنادا الى المعطيات الرسمية من دوائر حكومية وغير حكومية واجنبية يتضح بان اسرائيل مستمرة في عملية الاستيطان في العديد من المناطق الفلسطينية المحتلة، منها المنطقة الصناعية في اريئيل، برقان، والقانا، وتبواح. ففي مستوطنة تبواح هناك مشروع اسكاني لـ 65 وحدة سكنية ، واعمال بناء مختلفة تجري بوتيرة عالية في اكثر من 50 مستوطنة وفي المناطق الصناعية حورون وعتسيون. طبعا الى جانب غرس الاشجار من قبل نتنياهو في معاليه ادوميم وغيرها، والتي تمت بشكل تظاهري اعلامي من خلال التأكيد على ان هذه المناطق ستبقى اسرائيلية. ويأتي حكام اسرائيل ويطالبون الطرف الفلسطيني بالعودة الى المفاوضات المباشرة بدون شروط بينما يعملون هم وبدعم امريكي على فرض الامر الواقع على الارض في عدة اماكن في الاراضي المحتلة وفي القدس. والعمل على تهويد حي الشيخ جراح في القدس الشرقية لاكبر دليل على ان اسرائيل لا تحترم القرارات الدولية العديدة الرافضة لممارسات اسرائيل في القدس الشرقية عاصمة فلسطين العتيدة.
بالاضافة الى كل ذلك هناك سيطرة للمستوطنين على اراض زراعية فلسطينية خاصة في مستوطنات براخا، وكوخاف هشاحر، وتبواح، وايتمار والون موريه، وسوسيا وغيرها. وايضا هناك 3000 وحدة سكنية بدأ العمل على اقامتها في فترة الاعلان عن وقف الاستيطان، بالاضافة الى 492 وحدة سكنية وافق عليها وزير الدفاع ، لا بل وزير العدوان والاستيطان ايهود براك. وملاحظ بان عملية الاستيطان ازدادت وتيرتها خلال فترة المحادثات بين اسرائيل والولايات المتحدة، حول موضوع وقف الاستيطان والذي في نهايته تنازلت الولايات المتحدة الامريكية عن مطلبها بالوقف الكامل للاستيطان. وبموجب معطيات حركات ومنظمات اسرائيلية واجنبية فان اعمال البناء الاستيطانية خلال فترة تجميد الاستيطان المزعومة، هي اكثر واضخم من اعمال البناء داخل اسرائيل. فمثلا في المستوطنات خلال فترة التجميد المزعومة سيجري بناء 1167 وحدة سكن لكل 100,000 انسان بينما داخل اسرائيل نسبة وحدات السكن التي يجري بناؤها لكل 100,000 مواطن داخل اسرائيل هي فقط 836 وحدة سكن. فخلال فترة تجميد الاستيطان المزعومة سيجري فيها بناء 476 وحدة سكن في مستوطنة معالي ادوميم. بينما هناك مدن داخل اسرائيل عدد سكانها يقارب عدد سكان معالي ادوميم مثل رأس العين، يجري بناء 149 وحدة سكن، وفي كريات بيالك 160 وحدة سكن. وفي اريئيل خلال فترة تجميد الاستيطان المزعومة سيجري بناء 146 وحدة سكن مقابل 21 وحدة سكن في بيسان و 51 وحدة طبعون. وفي موديعين العليا سيجري بناء 860 وحدة سكن.
وهنا لا بد ان نذكر بألم كبير بان اغلبية المشاريع الاستيطانية يقوم بها عمال فلسطينيون، ويطرح السؤال، لماذا لا تكون هناك حملة شعبية واسعة ومدروسة تهدف الى خلق بدائل لاماكن عمل للعمال الفلسطينيين من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية، والعمل على منع العمال الفلسطينيين من القيام باعمال بناء لدى المستوطنين.
هناك تنسيق كامل بين حكومة اسرائيل، والمستوطنين، حيث اعلمت حكومة اسرائيل اوباش الاستيطان حول قرارها بالتجميد الجزئي للاستيطان قبل الاعلان عنه رسميا وسمحت لهم بالقيام بمشاريع واسعة حتى على حساب اراض فلسطينية خاصة.
حكومة اسرائيل تدفع ميزانيات كبيرة لدعم الاستيطان على حساب ميزانيات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية داخل اسرائيل نفسها.
وبعد وفاة ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني الرمز، رُحب بوفاته من قبل الادارة الامريكية واسرائيل، واستطاعت امريكا واسرائيل خداع العالم، باعتبار وفاة عرفات فرصة لتحقيق رؤيا بوش الالهية القادر على محادثة الرب خلال نومه، باقامة دولة فلسطينية دمقراطية، ولكن الدعم الامريكي لسياسات اسرائيل العدوانية ودعم الاستيطان يؤكد بان امريكا واسرائيل، وخاصة بعد تراجع ادارة اوباما – كلينتون – ميتشل عن مطلب الوقف الكامل للاستيطان، تسعيان وبتنسيق كامل من اجل فرض الحلول التي تساعد على فرض الهيمنة الامريكية على المنطقة وحل القضية الفلسطينية من خلال رؤيا اسرائيلية امريكية، امريكية اسرائيلية قديمة – جديدة وهي اقامة دولة مكونة من كنتونات لا بل محميات كمحميات الهنود الحمر في الولايات المتحدة نفسها.
وهنا لا بد ان نؤكد بأن السياسة الامريكية في منطقة الشرق الاوسط، والمتماثلة مع والمنقذة لمصالح رأس المال المالي والعسكري الامريكي، ومصالح اللوبي الرأسمالي اليهودي في امريكا، من خلال منظمات صهيونية يمينية مثل ايباك، ومؤسسات وهيئات يمينية امريكية متنفذة داخل الادارة الامريكية جمهورية كانت ام دمقراطية تتماشى مع الفكر والفلسفة والايديولوجيا اليهومسيحية تجاه قضايا الشرق الاوسط عامة والقضية الفلسطينية خاصة. وهذا الامر جعل "امريكا المختطَفة" من قبل كهنة رأس المال والحرب تعمل على مدى اكثر من ثلاثة عقود على اعاقة اجماع دولي شبه كامل يسعى ويدعو الى حل عادل للقضية الفلسطينية، وآخر هذه المساعي محاولة امريكا فرض الموقف الاسرائيلي الرافض لمستحقات السلام على اللجنة الرباعية، لولا موقف روسيا الرافض لذلك.ولكي نفهم مدى ضلال وفشل السياسة الامريكية في المنطقة، انقل اليكم قطعة فكرية تصدرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية تحت عنوان رئيسي هو: "على امل ان تحل الدمقراطية الفلسطينية محل معبود فلسطيني" وجاء في هذا المقال ايضا الجملة التالية: "ان حقبة ما بعد عرفات ستكون آخر اختبار لفعل ايمان امريكي من حيث الجوهر، مفاده ان الانتخابات تؤمن الشرعية حتى لاضعف المؤسسات" ولكن وفي نفس الصحيفة وعلى صفحة اخرى نقرأ طروحات تتناقض مع ما سبق، فقد جاء ما يلي"غير ان المفارقات التي تنتظر الفلسطينيين دسمة حقا، ففي الماضي قاومت ادارة بوش اجراء اية انتخابات وطنية جديدة بين الفلسطينيين، اذ كان الظن يومها ان الانتخابات سوف تجعل عرفات افضل حالا، وتمنحه تفويضا جديدا وقد تعمل على منح حماس مصداقية ونفوذا".
فمن هنا نرى فعل "الايمان" الجوهري الامريكي هو ان الانتخابات لا بأس بها اذا كانت تخدم المصالح الامريكية، وهي مرفوضة، أي الانتخابات حتى لو كانت دمقراطية، اذا كانت نتائجها تتعارض مع سياسات الهيمنة الامريكية الاسرائيلية.
ومن هذا المنطلق صرح حليف بوش رئيس وزراء اسرائيل الاسبق شارون عام 2005 في الامم المتحدة بأن "اسرائيل ستستخدم كل ما في حوزتها من وسائل، لتعطيل الانتخابات الفلسطينية في حال سُمح لحماس بخوضها نظرا لارتباط هذه الاخيرة بالعنف". ولنتصور، لو قام مسؤول فلسطيني وطالب اسرائيل بمنع حزب الليكود او احزاب اليمين الاسرائيلي المتطرف واوباش المستوطنين بعدم خوض الانتخابات الاسرائيلية لكانت قد قامت الدنيا، ووُصف هذا المسؤول الفلسطيني بالارهابي، او المهدد لأمن اسرائيل. وفي حينها صرح شارون بأن اسرائيل ستتخلى عن التزاماتها بتجميد الاستيطان في المرحلة الاولى من "خريطة الطريق" واضاف: "ان اسرائيل لن تتخلى ابدا عن الكتل الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية حيث تقيم الغالبية العظمى من المستوطنين". كما اشار الى ان "الرئيس بوش قد أقر في رسالة بعث بها اليه في السنة الفائتة بأن "الحقائق الديموغرافية" يجب ان تؤخذ في الحسبان عند ترسيم الحدود بين اسرائيل ودولة فلسطين في المستقبل"، وهذه التصريحات لهي اكبر دليل على ديماغوغية الموقف الامريكي من الاستيطان الكولونيالي في الضفة المدعوم امريكيا.
وعرفات الذي انتخب على نحو دمقراطي والذي طالب مرارا وتكرارا بحقه في تنظيم انتخابات فلسطينية جديدة، لكن امريكا واسرائيل انكرتا ورفضتا هذا الحق، لان الفلسطينيين كانوا سينتخبون عرفات مرة اخرى، والرئيس الامريكي الذي ادعى بانه يحمل الدمقراطية للعالم العربي، صادق ووافق اسرائيل على سجن الزعيم العربي الوحيد المنتخب من قبل شعبه بشكل دمقراطي، والقضاء عليه لاحقا وقد وصلت الوقاحة الامريكية المتمثلة بالرئيس بوش "الصغير" بان تنعم على شارون وتمنحه لقب "رجل السلام" مع كل سجله الحافل بالمجازر طوال اكثر من نصف قرن، ويكفي ان نذكر سجله في صبرا وشاتيلا.
وواضح من هذا الطرح بان الادارة الامريكية لا ترى بالاحتلال والاستيطان السرطان الذي يقتل اماني وتطلعات شعوب المنطقة وخاصة الشعب الفلسطيني نحو السلام العادل والدائم وتراجع امريكا عن موقفها
المطالب بوقف كامل للاستيطان جاء ليدعم مواقف حكومة اسرائيل اليمينية الرافضة لشروط السلام العادل والدائم. وهذه السياسة الامريكية المترددة وغير الواضحة والمنحازة لاسرائيل وسياسات حكومة اسرائيل تضع المنطقة على فوهة بركان.
لقد اصبحت اسرائيل دولة تخدم مشروع دولة تخضع لمشيئة الاستيطان والاحتلال الاسرائيلي الهمجي البربري المستمر على مدى اكثر من اربعة عقود ادى الى انحلال وتفسخ المجتمع الاسرائيلي، فشعب يضطهد شعبا آخر لا يمكن ان يكون حرا، والآن حكومة اسرائيل اليمينية، والمجتمع الاسرائيلي اليميني والمتفسخ والمنحل والذي يعاني من فساد اداري واخلاقي وانساني خطير يقع تحت سيطرة المشروع الاستيطاني البشع والعنصري لاوباش الاستيطان والذي لا يكتفي بسحق ابسط الحقوق الاولية للفلسطينيين بل ايضا ادى الى هدم المعايير الاساسية للدمقراطية الاسرائيلية المزعومة.
وهذا الفساد يطال كل اطياف الخارطة السياسية الاسرائيلية، حتى القضاء الاسرائيلي، ولذلك نقول، إن خلاص الشعب الاسرائيلي هو من خلاص الشعب الفلسطيني من الاحتلال. فعلى كل قوى السلام داخل اسرائيل يهودَ وعربًا اقامة جبهة واسعة ضد الاحتلال، وليبدأ ذلك من القدس وحي الشيخ جراح ومن بلعين، فكنس الاحتلال من مصلحة كلا الشعبين.



#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألانسجام المتطور مع الذات ومع الآخر
- كيفما تكونوا يُولَّ عليكم
- ماركس المغربي
- أهمية -المعرفة المادية- والعمل من خلال الهيئات الحزبية
- جدلية القوى المنتجة
- ألعلاقة الجدلية بين البيئة الجغرافية وتطور المجتمع الانساني
- بمناسبة 90 عاما على تأسيس الحزب الشيوعي الإسرائيلي
- من أجل حماية الكنيسة والوجود الوطني في الارض المقدسة
- غرب الظلمات – إبن ميكيافيلي
- ألأهمية العالمية لثورة أكتوبر
- رسالة بروليتارية
- السلفية واستغلال التقنيات الحديثة
- ألشعب الإسرائيلي والتنكّر لمعاناة الآخر
- خواطر
- حول الأزمة العامة للاقتصاد الرأسمالي
- وصمة عار على جبين حكومة إسرائيل
- إبن رشد المشروع الذي أحرقه السلفيون وأنظمة الإستبداد
- شركاء في الجريمة ضد الانسانية
- كارل ماركس
- مقولات الديالكتيك الماركسي: المحتوى والشكل


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - أمريكا واسرائيل رأس الأفعى