أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام ابراهيم عطوف كبة - الحزب الشيوعي العراقي والعربنجية















المزيد.....


الحزب الشيوعي العراقي والعربنجية


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 23:27
المحور: كتابات ساخرة
    


أوراق التين على سذاجتها بتخبى ثماره
والديك الخايف م التعلب بيدارى آثاره
وزعيم الأمة اللى مكمل بجيوش وعقول
بمزاجه بيستدعى عدوه لاستعماره
مين المستحمر؟ طب مين الجارى استحماره

في دراستنا المعنونة"الحزم والحكمة والتعقل سلاحنا لمواجهة التخرصات الرجعية والارهاب في العراق"اكدت ان"جوهر الفكر الرجعي اليوم يتمحور في معاداة الشيوعية،معاداة الاشتراكية العلمية،الدعاية للرأسمالية،تشويه مفاهيم القومية والاشتراكية والديمقراطية،مسخ كل ما يتصل بثورة 14 تموز،تشويه تاريخ العراق الحديث.ان الاسلام والقومية بمضمونهما التقدمي والديمقراطي معا براء من هذا التزييف المبتذل لتاريخ العراق الوطني.تؤدي هذه الشكلية العلمية والادلجة الاكاديمية العنصرية الطابع عمليا الى تشويه التاريخ الوطني للشعب العراقي وهي من السمات الثابتة للمدرسة التاريخية البورجوازية في العهد الامبريالي.الديمقراطية والتعددية والفيدرالية والبرلمانية والتأسيس المدني،كلها ثقافة الاقرار بالوحدة الوطنية في مواجهة المستقبل والاعتراف بالخصوصيات المتبادلة،واقرار الجميع بالانتماء الأول للوطن الحر والشعب السعيد.وهي ثقافة لا يستغرب ان يلفظها الجهلة من خريجي الكتاتيب القروسطية ودور ايتام الصدامية وشاربي كؤوس نتانة الاقتصاديات المريضة للبلدان المجاورة".
ان هيمنة فكر التيارات القومية والدينية المختلفة ومن مختلف اطيافهما لم يأت عبثاً أو عفويا،بل بسبب الغياب الطويل للفكر الديمقراطي والتقدمي عن الساحة السياسية العراقية نتيجة ارهاب الدكتاتورية،في حين استمرت المساجد والحسينيات بالعمل والتثقيف والاستفادة من الحملة الايمانية البائسة لصدام حسين.في" ثقافات الجوهر المتماثل والمظهر المختلف"كتبت"لقد اسهمت الثقافتان القومية البائسة والطائفية اليائسة معا في اشاعة ثقافة الفكر الواحد والرأي الواحد والجمود والتهميش، وإحتقار المثقف!ثقافة الفساد وآليات إنتاجه،ثقافة سيادة عبادة الفرد وتأليه الطغاة،ثقافة وديمقراطية القطيع والرعاع،ثقافة وديمقراطية الولاءات دون الوطنية،ثقافة وديمقراطية"حاضر سيدي ومولاي"،ثقافة الامة الواحدة والرسالة الخالدة،الثقافة التوتاليتارية الشمولية،الثقافة الهجينية الانتقائية النفعية،والممهدة للثقافة الفاشية!"
وفي ردي على فاروق سالم وضحت"يستغل هذا القزم المناسبات البعثية من قبيل انقلاب 17 تموز ليطلق خياله الشيزوفريني واحلامه في طمس الحقائق ومحاولات تشويه وعي الناس،محاولات التمشدق بالدين والأخلاق والتمويه والمخاتلة،تكريس نهج الطائفية السياسية والمحاصصات الطائفية،نهج الدفاع عن الفكر الرجعي!ومن المستنقعات البعثية ينطلق الهمام فاروق سالم للدفاع عن رموز الطائفية السياسية التي تدير دفة بعض مفاصل دولة ما بعد التاسع من نيسان 2003!مخلدا اجداده البعثيون الشيعة من رهط على صالح السعدي وحازم جواد وجوقتهم الفاشية.ويستشهد الدعي فاروق سالم بعبارات الكاولية – المدرسة التي تخرج منها كما يبدو!من قبيل"اذا سمع الشيوعي بنشرة الأخبار هناك مطر بموسكو فيسارع لوضع قبعته فوق رأسه!"
ثم جاءت مرجلة الدعي حميد الشاكر ولغوه اللاهوتي،وهو من خريجي مدرسة نزار الحيدر احد اعمدة جوقة طبالي الطائفية السياسية في العراق.كتبت في حينها"يستغفل هؤلاء كبقية طبالي الطائفية السياسية ان تخبط الاخيرة اسهم في تعميم الفساد والانتهاكات الخطيرة الصريحة المتعمدة الجبانة واستعراض القوة غير المبرر وتقديم آلاف الضحايا الابرياء قرابينا،وفي تعزيز المصالح الضيقة والفردية والطبقية للتراتبية الطائفية والعصابات الطائفية.وبات في خبر كان،بفضل الرعاية الابوية للعصابات الطائفية الكسيحة والتستر عليها،حرمة الجامعات وحرية الفكر والبحث العلمي والتخطيط المبرمج عبر الوسائل العلمية والتعبير الحر عن الآراء والمساهمة البناءة في دعم العلوم والثقافة الانسانية".
لقد رد كتاب اليسار والديمقراطية مرارا على خزعبلات عبد الاحد سليمان بولص ورياض الحسيني ومحمود المشهداني والحاج سلام ابو الجبن مثلما اخرسوا من قبل سمير عبد الكريم!في"سوق التداول بالعملة النتنة معاداة الشيوعية"ركزت على"ان من عادة العراقيين التعلم حتى بعد فوات الأوان،والتاريخ لايعيد نفسه بل يعيد دروسه كما يقول علماء الاجتماع،والخلاصة السياسية والاجتمااقتصادية في بلادنا بعد سنوات من حكم الطائفية السياسية هي ان العودة الى الماضي والبدائل القومية والاسلامية والطائفية ردود افعال على التخلف ودليل عمق ازمة المجتمع العراقي،وهي نتاج المرحلة التي سببت التخلف.فالتخلف والبدائل القومية- الاسلامية – الطائفية ترتبط بعلائق تاريخية وشيجة!هكذا يقدم العراق تجربته الغنية في كيفية تلون الاحزاب القومية والدينية والطائفية كي تصل الى السلطة ومن ثم تفعل ما يفوق اي دكتاتورية اخرى!"
اما علي الاديب وكمال الساعدي وبعض من قادة حزب الدعوة فقد درجوا في لقاءاتهم الصحفية والفضائية الاخيرة للاساءة الى الحزب الشيوعي.رد عليهم ممثلو اليسار العراقي ثانية في"الى الأخ د. علي الأديب تحية عتاب وإستغراب"للدكتور حسان عاكف،و"هل الحزب الشيوعي العراقي غير واقعي كما يقيمه علي الأديب؟"للدكتور اكرم مطلك،و"يا أديب كن أديب!"للاستاذ محمد علي محي الدين...وعلقت حينها في"علي الاديب والتصريحات الانشائية الفارغة اللامسؤولة""تميز عهد نوري المالكي باللغو الحكومي المفرط والخطب الانشائية الفارغة،والمواقف السياسية والاجتماعية والفكرية والدينية والثقافية المتخلفة والطوباوية العاجزة،الممجوجية الفكرية في وضع الحلول المقنعة للمعضلات القائمة بالبحث عنها في الماضي وصيغه التقليدية وشعاراته البراقة،واللف والدوران والمراوحة في نفس المكان!مقابلات ومواجهات أو حوارات ومحاورات،مؤتمرات تحشيدية..مع العشائر ومنظمات المجتمع المدني والشبيبة والطلاب واساتذة الجامعات والكادر الرياضي،يرفع نوري المالكي نفسه اصبعه في كل مرة مهددا ولاعنا الطائفية والطائفيين والعمل على القضاء عليها متناسيا ومتغابيا،هو وحزبه والعديد من الائتلافات الاخرى،انهم هم الذين اسسوا وبدأوا وتمسكوا ولا زالوا متمسكين بالطائفية،وهم الذين اسسوا الاحزاب الطائفية،لايدخلها احدا غير المؤمن بشباك عباس وبقرب ظهور المهدي المنتظر،المؤمن والملتزم باللطم على الحسين وعبادة قبور اولياء المعصومين،ولابسي المحابس الفضية المزينة بعين زرقاء دفعا للبلاء!!"
لازالت جريدة المشرق العراقية الصادرة في بغداد والتي يديرها غاندي محمد عبد الكريم الكسنزاني،احد ايتام البعث ومن الذين استوقفتهم هيئة المسائلة والعدالة مؤخرا،تهاجم الحزب الشيوعي بمناسبة ودونها!وفي كل اعدادها اليومية!وكتب المرتزق محمد حسن الجابري مقالة تحت عنوان"العربة البريطانية ودورها السياسي في العراق"في عدد الجريدة 1728 ليوم 11 شباط 2010،يتهم الحزب الشيوعي بالعمالة لبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والامم المتحدة معا!ويشوه فيها صورة الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز المجيدة!المقالة الحقها كاملة بدراستي هذه ليطلع القراء على آخر صيحات الصعلكة السياسية في عراق الغرائب والعجائب!في"الشيوعيون العراقيون ... التاريخ المشرف والتحديات القديمة – الجديدة!"كتبت"يحيي صعاليك الفكر الرجعي المعاصر طروحات اسلافهم في مهاجمة الحزب الشيوعي العراقي بحجة التزامه آيديولوجيات غريبة عن الجسم العراقي اجتماعيا و ثقافيا و تاريخيا ولمقاومته نظريات العلم!ولحزمه في كشف الاعيب القوى المناهضة لحركة شعبنا الوطنية التحررية،ولتحالفاته.لا يدرك هؤلاء ان تصفية اثار جرائم حزب البعث الفاشي لا تتم باتباع اساليب البعث نفسه بالارهاب والاغتيالات والتصفية الجسدية،وانما عبر المحاكم العراقية العادلة.اما محاولة الاتكاء على شماعة البعث كمبرر لوجود الانتهاكات والتجاوزات،فليس الا جانب يعبر عن فشل الخطاب الطائفي والتبريري،وسياسة تشكيل الميليشيات،والفشل الحكومي في تحمل المسؤولية لبناء عراق ديمقراطي فيدرالي يضمن حقوق الانسان،وإستخدام الوسائل الديمقراطية والإنسانية بالتعامل مع المواطنين.كيف اتفق أن من جاء لتخليص العراقيين من سفالة البعثيين،يمارس الان سفالتهم؟ ثم يأتي البعض الآخر ليشوه الحقائق التاريخية،نابشا الماضي، مطلقا التصريحات التي لا تسر كل من احب العراق وضحى من أجله،متقصدا الاساءة الى القوى السياسية الوطنية والديمقراطية العراقية الحقة والشيوعيين بالذات.ولينسب احداث الموصل الدامية آذار 1959 مثلا الى افتعال الحزب الشيوعي او استفزاز الأكراد والشعوبيين!.ويتعرض الحزب الشيوعي العراقي لحملة افتراءات ايضا لتشويه تاريخه من اليسار الطفولي واصحاب الجملة الثورية والانتهازية لا داخل بلادنا فحسب بل من رفاق الامس في الخارج.الشيوعيون العراقيون مصدر قلق جدي لأعداء الديمقراطية والتعددية السياسية،وهم يناهضون الطائفية السياسية والبعث والثقافة القومانية لأنها تريد ان يقرأ العراقي تاريخه كما هو مقرر له ومن ورائه شارع مسلوب العقل والارادة كما فعل صدام حسين وبما ينسجم مع رغبات التيارات الدينية – الطائفية السائدة اليوم.اعداء الحزب الشيوعي العراقي،هل يستوعبون التاريخ؟"
ان سلوك قادة المشاريع الطائفية والقومية لا يتبدل مهما غيروا من خطابهم الطائفي والقومي،ورددوا مفردات المشروع الوطني لبلبانية،فسرعان ما تجدهم يلوذون باصولهم الطائفية والطبقية حالما يشعرون بتهدد مصالحهم الذاتية والحزبية الضيقة،ويعودون لطرح نظرية التخويف.ويبدو ان مخاوفهم الحقيقية ليست ناجمة عن صراع المجتمع على أسس طائفية وقومية،فقد أصبح هذا أمراً مستبعداً،بل عن خوفهم من فقدان مناصبهم،وخروجهم من دائرة الأضواء،وتراجع أدوارهم.
ليست المرجعيات والنخب الطائفية والقومية مجرد مدارس فكرية وفلسفية سفسطائية،بل هي في المحصلة مشروع سياسي لا وطني معاد للديمقراطية والتحرر الوطني.ومع اقترابها من سدة الحكم تقفز لأحضان المدرسة الأميركية والغربية في التربية والاقتصاد الرأسمالي المعولم كما فعلت نخب البلاط في البلاد العربية.هكذا تستحوذ الطائفية السياسية على حصتها من ثروات العراق في اطار اقتصاد التساقط (TRICKLE – DOWN ECONOMY )اي حصة التابع والأداة والوكيل.ان حقيقة الطائفية السياسية والقومانية هي اصولية طبقية تتخفى وراء اللحى والملاءات والألقاب والشعارات الزائفة من قبيل وحدة ما يغلبها غلاب،فالولايات المتحدة تحولت الى مرجعية المرجعيات بدءا من قم وصولا الى النجف وكربلاء(لكم الكراسي ولنا النفط والقواعد والبلد).ويخضع الرأسمال المحلي والكومبرادوري العراقي الدين الأسلامي له،حاله حال المسيحي في الغرب،يحمله الى الغرب ويخضع به او يخضع وأياه،وليفضح البيت الطائفي نفسه بنفسه باعتباره بيت النخبة العليا من رجال الدين والرأسمال كما فعل البيت القومي بالامس،بينما يمسك الفقراء بسجادة الصلاة داعين الله ان يرزقهم،وهي سجادة تخدير الفقراء عبر الجلوس المتوازي عليها ولكن عليها فقط ،فلا مساواة خارج مكان العبادة.

بغداد
12/2/2010

العربة البريطانية ودورها السياسي في العراق

محمد حسن الجابري
كاتب عراقي

كتبنَا سابقا عن القطار الامريكي وما حقيقته وكذلك عن "الدبابة الامريكية" ودورها التخريبي لضرب البنية التحتية للعراق كدولة وشعب ومارافق هذه الدبابة من راكبين عليها غير متجانسين فاذا نظرت اليهم لن تقرا في وجوههم الكالحة الصفراء اي معنى من معاني الوطنية وجوه باهتة خائفة مرتجفة انزوت في مستعمرة عرفت بـ"المنطقة الخضراء"وهي احدى ضواحي كرادة مريم من جانب الكرخ الابي الاشم.اما اليوم فحديثنا سيكون عن"العربة البريطانية" وحقيقة راكبيها الذين نفذوا ما تخجل الضمائر الحية من تنفيذه من ابناء شعبنا انهم فقدوا الضمير الشريف والوجدان الوطني هذه العربة كان لها ادوار خسيسة منذ انبثاق العراق كدولة الى لحظة جثمان الدبابة الامريكية على صدورنا.فللحقيقة التاريخية اجد نفسي ان اسجل بعض السطور لا نبشا للماضي ولكن لتوضيح بعضا من الحقائق التي عشناها وقبل ان ادخل في استمرارية الموضوع اؤكد ان حسبي الان يبدا من الايام الاولى للعهد الجمهوري لدور هذه العربة مؤكدا ومؤشرا على موقفين فقط لتبيان سياسة قادة 14 تموز 1958 في العراق.اولى هذه المؤشرات هو العداء القومي العروبي وعدائه المستميت للوحدة التي كانت طليعتها"الجمهورية العربية المتحدة والموقف الثاني هو عداء هؤلاء القادة"للوحدة الوطنية"وعملهم على السير في سياسة "فرق تسد" لضرب التآلف الوطني.مما لاشك فيه ان الشيوعيين بتحالفهم مع عبد الكريم قاسم قد قاموا بوعي او بغير وعي بدور مخالب القط للاستعمار البريطاني في العراق فبريطانيا بعد هزائمها المتكررة في معاركها ضد حركة التحرر الوطني العربي بعد انتكاسة فلسطين عام 1948 وخاصة هزيمتها المشينة في بور سعيد عام 1956 كانت قد تبنت ان اي تصادم مباشر بينها وبين المد القومي يترتب عليها حتما انهيار جديد في موقفها في المشرق العربي وقوة دافعة جديدة لحركة التحرر العربي لذلك لجات الى استخدام الشيوعيين وعدواتهم للاتجاه القومي وللجمهورية العربية المتحدة ورئيسها جمال عبد الناصر لايحتمل الشك لضرب المد القومي الوحدوي في العراق ونفذ لها ذلك عبد الكريم قاسم الضابط المغمور في الجيش العراقي وذلك بتحالفه مع كل القوى المعادية للوحدة الوطنية في العراق وللعروبة والوطن العربي.ان المناخ السياسي الذي انفجرت به ثورة 14 تموز 1958 والقوة الجماهيرية التي فجرتها وعباتها كانت كفيلة بمتابعة ترسيخ وتوسيع النهوض الثوري الجماهيري وتعميق اتجاهها الديمقراطي عن طريق تنظيم الجماهير لكن هذا المد الجماهيري الثوري كان عائقا بل مهددا لكل مصالح المستعمرين في العراق فكان ان طرحت وبشكل مباشر وفوري مسالة الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة وتحت شعار"وحدة..وحدة عربية،لاشرقية ولاغربية" اما الشيوعيون فقد رفعوا شعاراتحاد فدرالي..صداقة سوفيتية" وذلك خلال مظاهراتهم التي هتفوا فيها ضد الوحدة عند زيارة وزير التربية والتعليم في الجمهورية العربية المتحدة كمال الدين حسين في 28 تشرين الثاني 1958 لتوقيع اتفاقية الوحدة الثقافية مع الجمهورية العراقية.الا ان الحزب الشيوعي العراقي الذي اتخذ من شعار الاتحاد" وسيلة لكسر شعار"الوحدة" انقلب على شعار"الاتحاد"نفسه بتحريض من قادته الانتهازيين.وان عبد الكريم قاسم استطاع ان يجر الشيوعيين الى صفه وهكذا نرى الشيوعيين قد كسروا شعار"الاتحاد" الذي رفعوه بشعار جديد لهم هو:جمهوريتك ياكريم..مستحيل اتصير اقليم"ومن هذا المنطلق بدات تبرز وتقوى النزعات الفردية والدكتاتورية والاتجاهات المعادية للعراق وللعروبة والوحدة في الحكم.والسياسة الانتهازية التي سلكها الحزب الشيوعي بالاضافة الى اتجاهه المعادي للعروبة دفعت به ان يقع في شباك الحكم القاسي الذي مثل احسن تمثيل لصورة السياسة البريطانية المعادية للعرب.يقول"محمد المصري" الذي اشتغل في العراق في فترة ما قبل حركة الشواف عام 1959 قائلا:"ان جمال عبد الناصر علق على تقرير حول احداث العراق:"فعلا نجح الانكليز بالانتقام من ضربة تاميم قناة السويس مما لم ينجحوا ويقدروا عليه في زمن نوري السعيد"وخلال هذه الفترة نفسها فان الحزب الشيوعي قد استطاع في محاربته لاي شكل من اشكال الوحدة ان ينال تاييد عبد الكريم قاسم وجميع القوى الغربية والصهيونية التي كانت تعارض اي شكل من اشكال الارتباط مع الجمهورية العربية المتحدة خوفا على مصالحها الاستراتيجية في منطقة المشرق العربي حيث اتضح ان الحزب الشيوعي تحول الى قوة في ذيل السياسة البريطانية التي ينتهجها عبد الكريم قاسم في العراق فنضبت ثورية هذا الحزب واصبح مجرد تنظيم واسع مقطوع الاواصر بالوطن وبالجماهير.الى هنا كشف عبد الكريم قاسم فقد ارسل على مدير الاستخبارات العسكرية العقيد محسن الرفيعي ومدير الامن العام العقيد عبد المجيد جليل قائلا لهما:"يظهر ان الشيوعيين لايعرفون مقدار حجمهم وقيمتهم وقوتهم لقد كانوا في زمن نوري السعيد في جحورهم ولم يستطع ان يخرجهم الى النور اما انا فقد اخرجتهم لكم من جحورهم الى النور فتولوا امرهم.يقول صبحي عبد الحميد في كتابه "اسرار ثورة 14 تموز 1958 في العراق"صفحات 122-123."يبدو ان السفير الهندي في بغداد كان ذا صلة قوية بعبد الكريم قاسم كما ان السفير نفسه ذا صلة قوية بدوائر الغرب السياسية خاصة دوائر لندن وسفارتها في بغداد"ولقد اعلمني فيما بعد الاخ السيد عبد الله جزيلان نائب رئيس وزراء اليمن انه عندما زار العراق بعد قيام ثورة اليمن واجتمع بعبد الكريم قاسم اخبره قاسم بانه صرف سبعة ملايين دينار من اجل فصم الوحدة بين سورية ومصر.وذكر الدكتور فاضل حسين في كتابه"سقوط النظام الملكي في العراق"ص104."روى لي ضابط كبير رجاني ان لا اذكر اسمه"ر.ف" وكان صديقا لعبد السلام عارف قائلا انه بعد الثورة ذهب الى عبد السلام وساله لماذا لم تعين الثورة صديق عبد السلام الضابط "م.د.ن" في منصب يليق به؟اجاب عبد السلام ان ذلك الضابط من اسرة موالية للانكليز نقل هذا الضابط الكبير جواب عبد السلام الى صديقه وصديق عبد السلام فدهش لجواب عبد السلام معلقا:"عبد السلام يقول ان اسرتي موالية للانكليز فهل نسي عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم اني كنت اقوم بدور المترجم بينهما وبين شركة نفط العراق الانكليزية في كركوك حين كانا يتصلان بالانكليز عن طريق الشركة للاعداد للثورة.
في نفس الوقت حاول قاسم ان يلعب بسياسة التوازن بين القوى السياسية وتهديد قوة باخرى غير ان هذه السياسة لم تستطع ان تخلق ظروفا مستقرة في العراق اضافة الى ان النضال ضد الاحتكارات النفطية بقي في حدود الكلام وقوى الاستعمار بقيت سليمة واخذت تعمل في الخفاء ان الشيوعيين في العراق عندما تبنوا المبادئ الماركسية العلمية انطلت عليهم لعبة اليمين بواجهة يسارية لعبة اليمين هي المعادات لكل اماني الجماهير المحرومة ولعبة اليسار هي تبنيهم لسياسة قاسم بحجة الدفاع عن الطبقات الكادحة بحكم كون قاسم ابن عامل "نجار كادح.لكن حاول ان يضحك بذلك على الجميع لكن ضحكة قاسم هذه لم تنطلي سوى على قادة الحزب الشيوعي وقواه التي انطلت عليهم الشعارات المشبوهة المزيفة..انطلق الشيوعيون برفع اولى شعاراتهم بحجة ان هذا الشعار يعزز الوحدة الوطنية قالوا:"العرب والاكراد والتركمان وباقي الاقليات المتاخية الاخرى شركاء في هذا الوطن شركاء كان الوطن شراكة بين هذا التجمع والتكتل البشري لا كشعب واحد والشراكة في شيء ممكن ان تنفصم عراها في اية لحظة هكذا صوروا الوطن وهكذا اخذوا يعملون عل تجزئة الشعب الى كتل بشرية لايجمعها جامع وطني مقدس وكانت بداية الماساة التي اخذ يعاني منها شعبنا العراقي.واذا اضفنا الى كل ذلك ما اخذ يعرف بـ"المشكلة الكردية"في عهد قاسم خاصة بعدما اخذ نظام قاسم مايعانيه على الصعيد الداخلي من متاعب ومشكلة تعفى الجهاز الاداري للدولة وسقوطه النهائي والكامل بيد العناصر الانتهازية والفوضوية تحركت اكبر "ورقة ضاغطة"على حكومة بغداد وهذا هو مايعرف بـ"الحركة الكردية" ورقة بيد من يحركها على اي نظام حكم في العراق منذ بداية النظام الملكي.ان سياسة قاسم تجاه الكرد من ابناء شعبنا العراقي في الشمال وحتى سياسته تجاه الاقليات القومية والدينية الاخرى كانت لوحدة العراقي ارضا وشعبا لانها جزء من سياسة فرق تسد.



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعنة على عروس المنحرفين
- خليل مصطفي مهدي وصمت الرحيل القاسي
- حول انتخابات نقابة المهندسين العراقية القادمة
- على الدباغ وبراقش والتبعات الكارثية
- الحزم والتعقل سلاح البيشمركة لمواجهة الارهاب في بلادنا
- كركوك والفساد السياسي
- الاتصالات والشركات الترهات في العراق
- العقود النفطية الجديدة والامن الاقتصادي في بلادنا
- حقوق الانسان..مساهمة في كشف الاستبداد الديني في العراق
- يمنحوهم المخصصات ويستقطعونها منهم بأثر رجعي!
- الارهاب الابيض في عراق المستقبل المجهول..مساهمة في مكافحة ال ...
- ديمقراطية البقاء للأقوى في العراق
- انتخابات عام 2010 واعادة انتاج الطائفية السياسية في العراق
- فن تفتيت الحركة الاجتماعية والسيطرة عليها واحتكارها
- الشبيبة والمعالجة الواقعية لأزمة الرياضة العراقية
- المواطن والشركات المساهمة في العراق
- الهجرات الاحترازية والقسرية والحلول الترقيعية في العراق
- علي جليل الوردي باق في الذاكرة والوجدان
- هل الحديث عن حقوق الانسان مضيعة للوقت في العراق؟
- تأمين تدفق البطاقة التموينية ومفرداتها مهمة وطنية


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام ابراهيم عطوف كبة - الحزب الشيوعي العراقي والعربنجية