أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الفلسطينيون بين تزايد التأييد الخارجي وانهيار الوضع الداخلي














المزيد.....

الفلسطينيون بين تزايد التأييد الخارجي وانهيار الوضع الداخلي


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 19:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


مفارقة خاصة بالقضية الفلسطينية،حيث تتقدم القضية الوطنية وتكسب مزيدا من الدعم والتفهم خارجيا،فيما تتراجع داخليا: كنظام سياسي وسلطة ومصالحة وطنية. تفَهُم العالم وتعاطفه مع الفلسطينيين يبدو اليوم أكبر واوضح من تفهم وتعاطف القيادات الفلسطينية التي تتصارع على سلطة ومواقع ومصالح مادية،الأمر الذي يجعلها اصغر شأنا من عظمة القضية وعظمة الشعب الذي ضحى من اجل القضية والذي بتضحياته استقطب هذا التاييد العالمي.لعقود والفلسطينيون يناضلون على جبهتين :مقاومة ضد الاحتلال الصهيوني بكل أشكال النضال،ونضال لا يقل ضراوة وهو النضال السياسي والدبلوماسي لكسب تأييد العالم الخارجي لعدالة القضية الوطنية،وقد حقق النضال الفلسطيني بكل أشكاله تقدما ملموسا وخصوصا من جهة التأييد العالمي.ما ساعد على تحقيق المكتسبات الدبلوماسة والسياسية آنذاك هي وحدة الموقف والقيادة حيث كانت منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد.
أما اليوم فنلاحظ مفارقة ملفتة للانتباه، فمن جانب هناك تزايد للتأييد الشعبي العربي والإسلامي والدولي للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة وخصوصا بعد سلسلة الجرائم التي أرتكبها العدو وخصوصا في قطاع غزة ،وتزايد تحسس دول العالم وشعوبها لعدالة القضية ولحق الفلسطينيين في الدولة المستقلة والتنديد بالممارسات الصهيونية بل وتحميل إسرائيل مسؤولية تهديد السلام العالمي،فلأول مرة تُصدر محاكم أوروبية قرارات بجلب قادة صهاينة للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ،ولأول مرة تخرج استطلاعات للرأي العالم في الغرب تُحمل إسرائيل مسؤولية تهديد السلام العالمي ،ولأول مرة تَصدُر تقارير دولية – كتقرير جولدستون- تتهم إسرائيل بإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية،ولأول مرة تَخرج مسيرات حاشدة في عواصم أوروبا وفي مختلف العواصم والمدن عبر العالم تندد بالممارسات الصهيونية وتطالب بمقاطعة إسرائيل،ولأول مرة تقرر جامعات أوروبية مقاطعة اكاديمية للجامعات الإسرائيلية،ولاول مرة تصدر قرارات دولية تعترف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة ذات سيادة، الخ ،ولكن الوجه الآخر للمفارقة هو عدم توظيف القيادة والنخبة السياسية الفلسطينية هذا التحول الإيجابي في الموقف الشعبي – وبدرجة اقل الرسمي –العربي والإسلامي والدولي لا لصالح القضية الوطنية ولا لصالح تقوية النظام السياسي الفلسطيني، بل على العكس نلاحظ تزايدا في ضعف وانهيار النظام السياسي الفلسطيني بكل مكوناته .
للأسف فهذا التأييد العالمي المتزايد لعدالة القضية الفلسطينية لم يتم استثماره بسبب الانقسام الحاد في الساحة الفلسطينية والمتداخل مع الانقسام العربي والإقليمي ،ربما وظفت حركات سياسية فلسطينية كحركة حماس هذا التأييد الخارجي ،ولكن للأسف ليس لخدمة مشروع وطني بل لخدمة مشروع (إسلامي) متجاوز للوطنية الفلسطينية،وهناك نخب فلسطينية استفادت أيضا من التأييد العالمي ولكن لمصالحها الخاصة،هذا بالإضافة لدول عربية وإقليمية.ولكن القضية الوطنية الفلسطينية كقضية حرية واستقلال وقيام دولة مستقلة ما زالت تراوح مكانها من حيث تجسيدها على أرض الواقع بل وتتراجع ،من خلال ما نلمسه من خلال التوسع الاستيطاني المتعاظم واستكمال تهويد القدس والسيطرة عليها، كما ان الحياة المعيشية للناس تزداد بؤسا.هذا الأمر يدفعنا للقول بأن الخلل الداخلي في النظام السياسي الفلسطيني يتحمل مسؤولية إهدار فرصة التأييد العالمي لقضيتنا الوطنية.
جهلا أم مصلحة يعتقد البعض أن هذا التأييد والتعاطف الدولي يمكنه ان ينوب عن الفلسطينيين في انجاز أهداف المشروع الوطني الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة،وهذا خطا لأن الموقف الدولي وحتى التأييد العربي والإسلامي لا يمكنهم إلا أن يكونوا عوامل مساعدة لأصحاب الحق ،عوامل تدعم مشروعا سياسيا وطنيا فلسطينيا ولا تحل محله. في التعامل الدولي وخصوصا إن كان الامر يتعلق بحقوق سياسية وتقرير مصير لشعب وإقامة كيان سياسي ،فإن العواطف وكل اشكال التأييد حتى القرارات الدولية لا تكفي ،قد تؤدي لتخفيف عنف الاحتلال أو الحد من سيادته أو تقليص سيطرته ،ولكن في ظل غياب المشروع الوطني محل التوافق الوطني ،فإن هذه الأمور لن تؤدي إلا لوصاية أو حماية دولية تحل محل الاحتلال ولن تؤدي للحرية والسيادة الوطنية الكاملة،وقد لاحظنا كيف بدا التأييد الشعبي الواسع الذي تبلور أثناء العدوان على غزة يتراجع.
العواطف والتأييد الشعبي وحتى الرسمي بدرجة أقل ،أمور غير مستقرة ،فإن لم تكن القيادات الفلسطينية في مستوى المسؤولية وإن لم يوظفوا التأييد العالمي ،فقد يتلاشى أو يَضعُف هذا التأييد مع مرور الزمن ،والاخطر من ذلك ان يُوظف هذا التأييد لخدمة أصحاب مصالح ومشاريع غير وطنية ونخب تتعيش على الوضع القائم ويحدث بينها توافق ضمني يأخذ بعدا سياسيا كتحويل الانقسام بين غزة والضفة إلى تقاسم غير وطني،ما نخشاه أنه وبالرغم من عدائهما المعلن إلا أنهما سيواجهان معا أية قوة وطنية جديدة وصادقة في مسعاها،أو أية قوة متمردة تنبثق عن أي منهما، وستواجهان معا أي أصوات تتحدث عن فسادهما وتحاول ان تنهج نهجا مغايرا.



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة نبيل شعت لغزة وتعدد مداخل المصالحة الوطنية
- المشهد الثقافي الفلسطيني بين الأمس واليوم
- لماذا لا تُثمر الجهود السلمية للرئيس الفلسطيني؟
- هل فشل ميتشل بمهمته بالفعل؟
- الأحزاب السياسية الفلسطينية :فشل أم تغير في الوظائف؟
- خلفيات وأبعاد التحرك الرسمي العربي الأخير
- كلما تأخرت المصالحة كلما أصبحت اكثر صعوبة
- وماذا لو امتلكت إيران السلاح النووي؟
- حصيلة عام 2009: سقوط مراهنات وإضاعة فرص
- العدوان على غزة كان الأبشع ولكنه ليس الأول
- تقاسم وظيفي وطني وإستراتيجية وطنية جديدة
- ماذا أنجزت الأحزاب الفلسطينية حتى تحيي ذكرى انطلاقتها بهذه ا ...
- حول مطالبة السلطة الفلسطينية بترسيم الحدود والبيان الأوروبي
- التيه السياسي الفلسطيني الجديد
- إشكالية العلاقة بين الانتخابات والمصالحة الوطنية والتسوية ال ...
- نحو مفهوم جديد للمصالحة والشراكة السياسية
- السياسة لا تقاس بالنوايا ولكن بالممارسات-منح جائزة نوبل للسل ...
- نعم أخطأ الرئيس أبو مازن ،ولكن ماذا بالنسبة للآخرين؟
- تداعيات متشعبة لتأجيل مناقشة تقرير جولدستون
- خطورة تاجيل بحث تقرير جولدنستون


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - الفلسطينيون بين تزايد التأييد الخارجي وانهيار الوضع الداخلي