أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وديع العبيدي - المكان هو المنفى.. الوطن هو الغربة!.. (6)















المزيد.....

المكان هو المنفى.. الوطن هو الغربة!.. (6)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 16:32
المحور: المجتمع المدني
    


وديع العبيدي
المكان هو المنفى.. الوطن هو الغربة!.. (6)
(تطبيق في الحالة العراقية!) – ج2
*
القاعدة التوراتية..
كيف يمكن توظيف القاعدة التوراتية في حياتنا؟..
هل يأخذ أبناء اليوم هذا المبدأ بنظر الاعتبار قبل أن يلقوا بنطفهم في الرحم. ان الأب وزعيم الجماعة ورئيس الدولة مطالّب باعتماد هذا المبدأ قبل التخطيط السكاني وعقد الصفقات التجارية واستعراض القوة القتالية للقوات المسلحة.
المكان/ أسباب المعيشة/ الكهرباء والماء.
ثلاثة مقوّمات رئيسة يفتقدها الفرد العراقي في عقدة الألفية الثانية والألفية الرابعة للتعليم التوراتي، وإذا كان لأرض ما بين النهرين دور ما في التاريخ العبراني، فأن هاته الأرض وأنهارها العديدة ما زالت تفرق ولا تجمع، تجيع ولا تشبع، تذل ولا تحفظ كرامة، تقتل وتدفن ولا تقيم أودا.
لقد غادر ابرام وذووه ذات لحظة من زمان ودون شرح الأسباب اللازمة أرض سومر باتجاه حاران (سوريا) باحثا عن وطن بديل. ومنذئذ تستمر قوافل الهجرة من أرض أقدم مستوطنة أرضية حسب اجماع المؤرخين في بلاد الغربة. "اعلم يقيناً أن نسلك سيكون غريباً في أرض ليست لهم"/ (تك 15: 13)، وما أظن غربتنا هذه عن أرض آبائنا وأجدادنا غير امتداد لتلك.
ثمة أرض.. مكان
وثمة مقومات.. علاقة بالمكان
في الوطن ثمة مكان.. هو الطين الملتصق بجذر شجرة العائلة..
ولكن العلاقة بذاك المكان تعرضت للاعتوار بفعل الملابسات السياسية.. وعدم تشكل نظرية مجتمع مدني أو ميثاق اجتماعي مشترك يحفظ الأرض والمقومات..
كانت الدولة العثمانية تجند الناس للقتال في بلاد خارج أرضهم.. والحكومات العراقية ارسلت العراقيين للقتال خارج حدودهم، وبدون وجود دافع حقيقي يدفع العراق للقتال ضدّ تلك الأطراف. تم تجنيد العراقي في حرب طاحنة بالاستعارة. الجندي يسير الى الحرب ولا يعرف عدوه أو المكان الذاهب إليه. هذا ما حصل في حرب الخليج الثانية.. مثل غنم تساق للمجزرة ..
هذا المواطن المرسَل إلى الحرب (كلّ عراقي مشروع دائم للتضحية!)، هل يتمتع بمقومات الأمن والاستقرار وضمانات المستقبل. إذا كان الجواب بالايجاب، فالشرط مشروط. مشروط بالطاعة والولاء الشخصي. حكومة الاحتلال أدخلت شروط جديدة في الموضوع رغم أنها لما تزل عاجزة عن توفير الحد الأدنى من المقومات أو حتى الحديث الجادّ عنها. كلام مثل الآداب والأعراف العامة. شيء مثل قانون (العيب) الذي أدخله السادات عندما غيّر الفقرة 24 من دستور مصر ليجعل منها (دويلة اسلامية)، أمرها وانفاقها يأتي عبر البحر. العراق مثل مصر. طريقه طريق مصر. ولكن العراقيين ليسوا مصريين. على العراقيين أن يصيروا مصريين، لكي تستوي الأمور ويرضى ولي الأمر. مصر الفاطمية وبغداد العباسية. مصر السعودية الوهابية وبغداد الفارسية الخمينية. ولله الأرض جميعا.
علاقة الفرد بالأرض.. البيت.. العائلة.. الوطن.. أمور ليست من حق الانسان ولا اختياره أو ملء إرادته. انما هي قرار أولي الأمر، فبيدهم وحدهم حياة الفرد وموته. رفعه وخفضه. وفي أفضل الأحوال.. عندما يكون راضيا مرضيا، فليس بيته غير خيمة وليس علاقته بالبيت غير جمل أعرج. يحملها وينتقل، ولكن ليس ملء إرادته. هذا ما تم في برامج التطهير الطائفي وشرّد مليوني عائلة داخل البلاد. فصل زيجات لأسباب طائفية وعرقية. اخراجهم من بيوتهم وبيوت آبائهم. نساء وأطفال يقيمون في خيم على أطراف المدن.. الانسان غريب ومنبوذ في وطنه.. وهنا يضاف منجز جديد لمنجزات حكومة الاحتلال.. الهجرة في الداخل.. يفوق منجز النظام الأب، هجرة نحو الخارج.
فالهجرة نحو الخارج لها أمل في الأمان وكسب مقومات الحياة من بلد أوربي كريم الأصل. أما الهجرة في الداخل فلا أمل ولا مأمول. لا راهن ولا مستقبل.
لماذا اهتزت علاقات المكان العراقي.
هل المؤامرة كل المؤامرة تتعلق بالمكان وتستهدفه.
تفريغ العراق وتشريد العراقيين هل هو هدف السيناريوهات الخجولة على قدم وساق، والتي لم تصدق سقوط الدكتاتور حتى ترفع معاولها وأرفاشها وتهدم البلد. هل مساحة ايران قليلة أم مساحة السعودية أم تركيا أم الولايات المتحدة ووووووو
هل حققت ايران والسعودية وسوريا وكل من وراءهم، مستوى من الرفاه لشعوبهم وبلغوا مراتب من الحضارة والتقدم لكي يجدوا في جوع العراقيين وتخلفهم عائقا بوجه مدنياتهم وتطورهم نحو الأفضل، أم نعمتهم زادت فجاءوا يفيضون به على أهل النهرين.
أسئلة كثيرة تراود الذهن، سرعان ما تتحول إلى دمامل وتتحول قمة الجدية والاحتراق إلى ذروة المسخرة والحقارة.
هذه البلدان والمجتمعات بكل ما ينسب لها من أكاذيب العظمة والأصالة والانسانية ليست غير صورة للبدائية والعمى المتوارَث.
ان فكرة التوسع الجغرافي تجاوزها الفكر الاستعماري الحديث وتحول نحو الاقتصاد والحضارة. أما بلاد الشرق فما زالت تفخر بغزوات الطوائف والعشائر والأفخاذ والأجناب.
الجائع الذي يحارب الغني لكي لا يكتشف أبناؤه لون الخبز ويثوروا عليه.
المشرّد الذي يخشى ان يثير طعم الاستقرار خياشيم أتباعه فيهجم على الحواضر ويصمهم بالكفر والباطل وكل سوء. لأنه وحده هو الحق والصح والصواب.
ماذا يمكن للتخلف والانحطاط أن ينتج غير مزيد من التخلف والانحطاط..
حاول الامريكان توظيف الاعلام لترسيخ صور النهب ولصقها بالعراقيين..
صور النهب هذه لم تتم ايام صدام أو سواه، وانما في ظل الأمريكان..
والانحطاط والتخلف الاجتماعي والحضاري جاء بعد الاحتلال، فهو يستمد مشاربه وقوته وأغطيته من سلطان الحكم والنفوذ، وليس من تربة البلاد.
هذه الدول، وحماقاتها في العراق ، مثل شجرة وثمارها. لها أن تتباهى وتفخر ان استطاعت ارساء مقومات الاستقرار والرفاه والأمن في البلاد، لتثبت للملأ أنها أفضل وأكثر جدارة ورقيا..
ولكن يا لبؤسها، وقد فضحت حالها..
فكل ما تم منذ الاحتلال هو أتعس مما كان في ظل الدكتاتورية..
وإذا كان الامريكان وأعوانهم في المنطقة غير قادرين أن يقدموا أفضل من الدكتاتور، لماذا يمدون رؤوسهم وألسنتهم وأيديهم في العراق، وقد ثبت خزيهم. فالشجرة تعرف من ثمارها. كان العراق جريحا.. وشعبه موجعا..
فانهال عليه الجياع والأوباش والسفلة، سلبا ونهبا وذبحا وتقتيلا..
وقام بعضهم بحمل أطراف من سكانه غير المرغوبين تحت سلطة الباسداريه لزرعهم في العراق وتوسيع مجاله الجغرافي. هل هي ايران الفارسية البهلوية البغيضة.. أم هي ايران الفارسية الاسلامية النزيهة السمحاء..
ما الفرق بين الأثنين.. وهل يختلف الثالث عنهما..
هل هذه هي وثيقة الجوار التاريخي التي تتقدم بها ايران للعراقيين..
وماذا يكون رد الفعل..
لقد اختلط الحابل بالنابل، عندما قام النظام السابق بترحيل جماعات (التبعية)، وما زالت الثائرة لم تهدأ.. فكيف تصرفت ايران..
رفضت استقبالهم والاعتراف بهم رغم عشرات سنينهم فيها، وعملت على ضخ المزيد منهم في العراق، غذاء لحكومات عراقية قومية مقبلة لتلقي بهم من حيث أتوا. هل يثور الثائرون كذلك.
أقام العراقيون أكثر من عشرين عاما في ايران، مع ان بعضهم له جذور نسب هناك، دون أن يحصلوا على أوراق ثبوتية أو شهادات مدرسية معترف بها منها..
فكيف تتصرف حكومة عراقية مع ايرانيين داخل حدودها..
أسئلة وكوارث هل كل ما يقدمه الجوار العراقي المسكون بالتخلف والعفونة..
*
الشرق الأوسط القديم.. مجموعة قبائل متنقلة ومتناحرة، عاشت كل أمدها تتقاتل على أسباب المعيشة العارضة.. وما زالت حتى اليوم، لا تملك غير العنف والحقد والأذى للآخرين..
اذا كنت الشجرة العقيمة تتعرض للقطع، فما حال شجرة تثمر السوء!.
*
لا بدّ من الاعتبار بكل الظروف والمستجدات لرسم خريطة الشرق الأوسط الجديد، وتنظيف المنطقة بما يؤهل لمستقبل انساني مستقر وآمن.
*
لندن
في الثالث من يونيو 2009



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الانسان والمكان -5-)
- الألم ونظرية التوازنات الذاتية
- أنا أتألم.. أنا إذن موجود!..
- هل الحيوانات تتألم ؟؟!!..
- حول نسبية المكان.. (سعدي يوسف نموذجا..) (4)
- مدن في حياتي .. الوجيهية (4)
- مدن في حياتي.. الوجيهية .. (3)
- مدن في حياتي.. الوجيهية .. (2)
- مدن في حياتي.. الوجيهية .. (1)
- فليحة حسن.. وقصيدة (أنا لست مريم يا أبي!)..المقارَبة والاختل ...
- هذه الجريمة اليومية
- فراغات النسيج الاجتماعي في العراق
- المرأة كونترا المرأة
- رسالة من بعيد
- صادق الطريحي في (أوراقٌ وطنية)*
- -ولد للبيع-* الطفولة وبقايا الاقطاع
- -هذا عالم جايف.. اكتب!-
- سليم مطر في (إمرأة القارورة)
- سيلين براكاش- أوزر
- (سماء..)


المزيد.....




- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وديع العبيدي - المكان هو المنفى.. الوطن هو الغربة!.. (6)