أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حسين عليوي - افاق جديدة















المزيد.....

افاق جديدة


سعيد حسين عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 15:48
المحور: الادب والفن
    


مجموعة من الاصحاب عاشت في ظرف معين وفي غمرة احداث مؤلمة كانوا يلتقون يوميا في موعد محدد في مكان محدد اختاروه ليس بارادتهم المحضة وانما هو المكان الوحيد الذي يوفر لهم الطمأنينية ولا يجعلهم يعيشون في هواجس الخوف او الريبة من اي طارئ . ايام تمر كالاحلام المشوشة تعصف بالانسان وتشل لديه كل قدرة خلاقة على التفكير السليم غير الغريزة الحيوانية في البحث عن افضل السبل في الحفاض على البقاء وكيفية الحصول على القوت اليومي وعلى حساب الاحتياجات الاخرى فهي في حالة نسيان وتجاهل ما دام الهاجس هو هوس فقدان الحياة في اي لحظة ولاسباب تافهة ولا يوجد اي مبرر لها ولا جرم مؤكد يجعلهم يعيشون هذه الحالة البائسة والمقلقة. تعاهدوا على اللقاء الحميم اليومي لعلهم في يتمكنوا في هذا اللقاء ان يغسلوا عن كاهلهم بعض همومهم اليومية بتبادلهم اخر الاحداث والاخبار ومحاولة تحليلها واستنتاج ما تضمره الايام من الاتي المبهم. كانوا يعانون كثيرا حتى يصل موعد لقائهم حيث انهم يظطرون في البقاء في البيوت وكانه حصار من نوع مؤلم اجبروا ان يعايشوه وبكل دقائقه ومفرداته البعيدين عنها نوعا ما والتي لم يكن يعهدوها من قبل. كانوا قبل هذا يأخذهم الشارع واماكن اللهو والعمل المستمر وان الفترات التي كانوا يمكثوها في البيوت قصيرة ولا يحسون بها لانها ليست مفروضة عليهم ولا هو بالحصار وانما هي الحياة العادية لكل فرد منهم . ان الحصار الذي فرض عليهم قد احدث انقلابا في كثير من مفاهيمهم وعلاقاتهم واصبحوا يلاحضون كل صغيرة وكبيرة في البيت واصبحت العلاقة بين الرجل وزوجته اكثر قربا من قبل. بات الرجل يهتم بعالم الصغار وعلى مساس كبير بعالم النساء. اصبح يعرف اخبار النساء من خلال زوجته ومن خلال الزيارات التي كان مجبرا على الترحيب بها وتعتبر متنفسا اخر لقضاء الوقت مع العلم انه لا تتوفر اي مادة ثقافية كالصحف والكتب الجديدة وحتى الشاشة الفضية مفقودة في اغلب الاوقات بفعل الكهرباء او مزاحمة الاطفال واصرارهم على مشاهدة الافلام المتحركة وحتى النساء يركزن على مشاهدة اما طرق الطبخ او برامج دينية تتحدث عن الخرافات او برامج معرفة الابراج والحظوظ وتفسير الاحلام فيكون الرجل نصيبه من متابعة الامور الثقافية او السياسية نزير جدا اذا كان من الذين يهتمون بالثقافة والسياسة .فكر احدهم ان يدخل الى عالم المرأة الشرقية ومحاولة التأثير على بعض افكارها وحرفها باتجاه تقبل الحقيقة الناصعة والامتثال لما يعانيه المجتمع ومعرفة همومه وكيفية بناء الانسان من الداخل والاهتمام بالثقافة ولكنه صدم بجدار اصم من اللامبالات والاغراق في الخزعبلات والشعوذة فالاشاعة لها وقع رهيب في عقول ربات البيوت مع تغميسها بالطابع الديني القدسي والذي يروج من قبل عقول متعفنة لا تريد ان يتحرر الانسان الشرقي من ازمته القاتلة وابقائه في دائرة الجهل المطبق مع استثناء الفئة القليلة من النساء اللاتي لهن علاقة وثيقة بالثقافة والسياسة والعمل في مجال الحياة العامة. اضفى عالم البيت على اللقائات نكهة جديدة بحيث بدأ كل منهم يسرد ما يحدث له في البيت من امور عجيبة وغريبة وكان هذا تراجعا في نظر احدهم عما كانوا يهدفون اليه من امال في بناء مجتمع متحرر والخروج الى الضوء بعد ان زال مسبب الظلام. اكثر ما كان يطرح في جلستهم المعهودة هو من هو المسبب الرئيسي والحقيقي للاحداث التي نمر بها وما هي الدوافع وراء كل هذا . طبعا كان لكل واحد منهم مفهومه الخاص للصراع ولم يتوصلوا يوما الى نتيجة شافية ولا اظن انهم في يوم من الايام خلصوا الى رأي موحد. وفي بعض الجلسات كانوا يتفرقون على زعل وكدر امام اصرار احدهم على رأيه ومحاولة فرضه على الاخرين . ان احدهم له معرفة كبيرة بالجانب الاقتصادي وعلاقته بالسياسة والمجتمع ويجزم رأيه على اساس هذا المنطق ويخرج بتحليل يكون غالبا قريبا الى الذهن ومقبولة واحيانا لا يوفق في ايصال فكرته امام مقاطعة الاخرين له . والثاني له بديهيات ثابتة مستنبطة من تحليلات عقله من خلال متابعة الاحداث السياسية ومشاهدة الندوات المختلفة على الفضائيات وكذلك لامتلاكه مخزونا سياسيا كبيرا من خلال عمله السابق في السياسة والعمل الحزبي والجماهيري ولكنه يحاول ان يصادر الاراء بأي طريقة من الطرق وكأنه يمتلك الحقيقة لوحده. والثالث له ثوابت لا يتزحزح عنها وله كذلك اراءمنفتحة اكثر من الاخرين ويمتلك مخزونا من الثقافة المتأتية من القراءة المستمرة ودائما يطعم كلامه ببعض المصطلحات التي قد تكون الفهم عند البعض وثوابته احيانا تدعو الاخرين الى الاستخفاف بها ولكن بعد انفضاض الجلسة البومية ولو اني ارى ان فيها بعض الحقيقة المرة التي نعيشها والتي يجب ان نتعايش معها .والرابع شخص اصوله فلاحية وثقافته ليست بالغزيرة بسبب قلة القراءة وله في الاساس تربية دينية ولكنه اصبح الان يجاهر بكل قوة بفشل التيار الديني وله مسلمات جميلة وهو انه يستخدم العقل المطلق في كل كلامه واحكامه ولكن يتصف بعدم ثباته على فكرة واحدة وانه ينتقل من قناعة الى اخرى عندما يرى ان حجته واهية ومفندة او انه يتظاهر بقبول الرأي الاخر ولكنه في حقيقة الامر في سره مصر على رأيه حتىلو كان خطأ في نظر الاخرين واهم خصلة محببة لديه انه دائما يركز على الجانب الانساني والعدالة الاجتماعية .اما انا فالاكثر متابعة للامور من الاخرين ولي حصيلة كبيرة في نقل الخبر والاحداث لما امتلكه من امكانية الحصول على الخبر وصبري في هذا المجال وقدرت على فرز الغث من السمين من الانباء والاحداث ولكني في اغلب الاحيان اكون ناقلا للخبر او الحدث ولا اناقش كثيرا ولي بعض الملاحضات واود ان اكون دائما الحلقة المفقودة بين الفرقاء واحاول ان اقرب وجهات النظر حتى لا ينفرط العقد وتبقى الحميمية مستمرة بين الاصحاب وااحيانا يتهموني باني انحاز الى احدهم دون الاخر او الى فكرة معينة واني لا امتعض واقبل هذا الكلام بكل روح رياضية. المهم ان هذا الجمع لازال محافظا على نشاطه بعد ان خفت او زالت الظروف واصبح الحال افضل ولكن المكان تغير واصبحت هناك عدة اماكن للقاء ومجال اوسع وبدأ الجمع يسترد عافيته بعد ان حمل توجها جديدا نحو الامل في مستقبل افضل لهذا البلد الجميل باهله واحبائه وعادت ماكنة العمل الى وضعها السابق واصبحت اللقائات قليلة نتيجة تشعب امور الحياة وانفتاح افاق جديدة.
**************************************************************



#سعيد_حسين_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلاد
- شئت ام ابيت
- اغماضة
- جذر
- تشابك
- فراغ
- حماري
- دمي ثلج
- بعيدا
- والبقية في الطريق
- ضمير مستتر
- قلمي
- شفة قاحلة
- الا يكفي ايها المساكين
- الشهب
- الاختيار الواعي
- بطاقة
- رؤى متجددة
- الاسوار
- وفاء


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد حسين عليوي - افاق جديدة