أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - امين يونس - أخلاقية موظفي الدوائر الحكومية














المزيد.....

أخلاقية موظفي الدوائر الحكومية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 08:57
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في كثيرٍ من الدول التي تُصّنَف على انها متحضرة او ديمقراطية ، تُسارع الحكومة وبصمت وبعيداً عن الصخب الإعلامي ، بإدامة الخدمات المُقَدمة للمواطنين وتصليح الأعطال والأضرار سواءاً في الطُرق والجسور او الكهرباء والماء والمؤسسات الصحية وكل ما يتعلق بحياة الفرد . تفعل ذلك بأقل قدرٍ من الضجيج ، لسببٍ بسيط جداً وهو ان ما تقوم بهِ هو من صُلب [ واجباتها ] وليس هو مِنّة أو إنجازاً يجب الإشارة اليه بالبنان ! ، فعندما تتكسر اجزاء من الشارع او تظهر فيهِ التخسفات جراء التقادم والعوامل الطبيعية ، فمن اولى واجبات الجهات الحكومية المَعنية ان تُبادر فوراً الى إصلاحها قبل ان تُسبِبَ أضراراً للناس وقبل ان تعطي المجال للصحافة والإعلام ان تشير الى الإهمال او التقاعس ، هذا في بلاد الله المتحضرة والديمقراطية كما أسلفنا . أما ما يحصل عندنا فهو العكس تماماً ، فبعد أشهرٍ طويلة من معاناة الناس من طفحٍ في مجاري المياه الثقيلة مثلاً ومُراجعاتهم المتكررة وشكاويهم من الروائح الكريهة وإنتشار الامراض وتقارير الصحفيين وريبورتاجات الفضائيات ، يظهرُ في احد الايام مسؤول القسم البلدي في كامل هندامهِ البديع ووجههِ الحليق وبمعيتهِ الآليات والمكائن والعمال والمهندسين وعشرة كاميرات ومُراسلي التلفزيونات والمحطات ومندوبي الجرائد والمجلات ، ليقول ويُصّرح بكُلِ اُبّهة امام كل هذه المايكروفونات بانهُ عاتبٌ على الاعلاميين والاعلاميات لانهم يركزون على السلبيات ولا يتحدثون عن الإنجازات ! ، أليسَ هذا إنجازاً عظيما ؟ سوف نقوم بتصليح المجاري الآن ، وسيستطيع أطفالكم عبور الشارع من غير ان يطمسوا في " الخ..." . حّشَدَ المسؤول جيشاً من الكاميرات والصحفيين لكي يُبرِز عمله الكبير الذي ( مَّنَ ) بهِ على هؤلاء المواطنين الذين لا يستأهلون كل هذا التعب ، وكأنه باعَ ذهب اُمهِ لكي يصرف على تصليح المجاري !
أو ذلك الموظف في دائرتهِ ، الذي كُل عملهِ هو ان يُؤشر على معاملة المواطن المُراجع ثم يطمغها ويُذيلها بتوقيعهِ الكريم ضمن سلسلة من الروتين المُزعج القديم الذي لا جدوى من وراءهِ ! ، هذا الموظف نادراً ما يُمارس عملهُ لعشرة دقائق متواصلة رغم إنتظار عشرات المواطنين ، فتراهُ يرمي قلمه ويغادر الغرفة بكل بساطة من غير تعليق او يرن هاتفه النقال فيتكلم بصوتٍ مرتفع عن امور تافهة تاركاً الحيرة تلف رؤوس المساكين الواقفين في إنتظار جنابهِ ، او يأتي الساعي ليبلغه ان " المدير " يطلبه فوراً فيذهب وعندما يعود بعد فترة يكون مُحّمَلاَ برزمةٍ من مُعاملات " حبايب " المدير فينشغل بها بكل هِمة ونشاط ويُكملها على احسن وجه ثم يأخذها شخصياً الى السيد المدير فيكون هو قد أثبتَ تفانيه وإخلاصهُ ويكون المدير قد أظهرَ لحبايبهِ الضيوف بأنه مسؤول مُهم وخطير . وسيكون الدوام قد أوشك على الإنتهاء وليذهب " المُراجعون " الى البيت او الى الجحيم ول " يرجعوا " غداً او بعد غد ، فليس إعتباطاً انهم " مُراجعون " إذ يجب ان " يرجعوا " في اليوم التالي وإلا تكون صفة " المُراجع " قد إنتَفَتْ ! هل هي صدفة ان " الرجعية " من جذور كلمة " مُراجِع " ؟! على كل حال صاحبنا الموظف هذا ليس حالةً نادرة للأسف بل ان أغلب الموظفين والعاملين في الدوائر الحكومية أصبحوا من هذا النوع . فهُم يُوجهون إستيائهم وعدم رِضاهم عن الاوضاع ومشاكلهم الشخصية وِجهةً خاطئة ، فبدلاً من البحث عن الاسباب الحقيقية لعدم وجود العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص ، فانهم " ينتقمون " من المواطن العادي غير المدعوم بتأخير معاملاتهِ وتكريس الروتين القاتل ، فالموظف عندما يُمارس " سلطتهُ " على مُواطنٍ بسيط أعزل ، أسهل كثيراً وأقل خطورةً من " مُجابهة " قمع السلطة العُليا .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى سيُزّين نُصب - سلام عادل - إحدى ساحات بغداد ؟
- بترايوس البعثي واللامي الإيراني !
- بعدَ ضرب - تخت رمل - إعلان نتائج الإنتخابات القادمة !
- ديمقراطية الطماطة الفاسدة !
- صندوق النقد الدولي والكلاب السائبة في البصرة !
- كيف يكون النائب مُمَثِلاً للأغلبية - الصامتة - ؟!
- وا بايدناه !
- لا تصنعوا من المُطلك بطلاً وشهيداً !
- لصٌ مُؤمِن وشريفٌ مُلحِد !
- أشعة الأنتربول تكشف ( ليرة ) زينة التميمي !
- العراقيين وبرج خليفة
- إكتمال النِصاب !
- نحنُ بحاجة الى - سلوك أخلاقي - وليس سلوك إنتخابي
- جلال الدين الصغير مُرَشحاً عن دهوك !
- أحزابنا الشيعية والإنتفاضة الإيرانية
- فوضى الحكومات المحلية ، صلاح الدين نموذجاً
- 5% مكافأة !
- خذوا العِبرةَ مِنْ برلسكوني !
- التَحزب في الأجهزة الامنية العراقية
- عَزفٌ على - قانون - الإنتخابات !


المزيد.....




- الإحصاء الفلسطيني: انخفاض الصادرات والواردات السلعية خلال فب ...
- المصريون ينتظرون أكبر زياة للرواتب في التاريخ
- اختبار طريق شحن أسرع من قناة السويس
- صحيفة: واشنطن تصيغ عقوبات ضد بنوك صينية
- الذهب يواصل انخفاضه مع انحسار مخاوف التصعيد في الشرق الأوسط ...
- العراق وتركيا.. نقلة نوعية في العلاقات الثنائية
- النفط يرتفع مع استمرار التركيز على المخاطر في الشرق الأوسط
- -G42- الإماراتية تعلن التعاون مع -كوالكوم- الأميركية
- أرامكو السعودية تجري محادثات لشراء 10% من هنغلي الصينية
- جي بي مورغان يحذر.. -التصحيح- في وول ستريت لم ينته بعد


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - امين يونس - أخلاقية موظفي الدوائر الحكومية