أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - انتصار الميالي - فرحة منظمات المجتمع المدني (العراقي).....كيف نترجمها واقعياً..؟؟؟؟؟















المزيد.....

فرحة منظمات المجتمع المدني (العراقي).....كيف نترجمها واقعياً..؟؟؟؟؟


انتصار الميالي

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 08:12
المحور: المجتمع المدني
    



رغم كل ما قيل ويقال عن البرلمان العراقي إلا إن الوجدان والضمير والعقل يدفعنا إن نقر ونعترف بأننا فرحين ومطمئنين بان لنا برلمان يناقش ويصوت ويشرع قرارات وباسم الشعب ليؤسس للعراق الجديد، والذي بالتأكيد باتت ملامحه تظهر أكثر للعيان وتبهر أكثر ما تستطيع ، فها هو قانون منظمات المجتمع المدني يحظى بالموافقة البرلمانية لنصبح نحن منظمات المجتمع المدني في العراق موضع فخر لكل المنظمات الأخرى في العالم العربي وربما الشرق أوسطي أيضا. شتان بين المسودة الأولى للقانون والشكل النهائي له فنحن إمام منجز كبير تحقق من خلال العمل الدؤوب والمنسق بين المنظمات المحلية ولجنة المجتمع المدني في مجلس النواب ومساعدة بعض المنظمات الدولية .

بعد مناقشات برلمانية مستفيضة استغرقت نحو عامين خرج قانون منظمات المجتمع المدني العراقية من قبة البرلمان ليرى النور أخيرا بعد أقراره من قبل مجلس النواب.
القانون الذي اقر يوم الاثنين 25 كانون الثاني 2010 يتكون من 32 مادة، يمنح المنظمات الحق في الحصول على المنح والهبات من منظمات عالمية مشابهة لها دون موافقة مسبقة من الحكومة، كذلك نص على حق المنظمات في التشبيك وإقامة علاقات وشراكات وتعاون مع المنظمات الدولية دون موافقة مسبقة من الحكومة، والنص على أحقية الأشخاص الأجانب الدخول في تشكيل منظمات محلية بحيث لا يتجاوز عددهم 25% من مجموع كادر المنظمة، وكذلك إن الإجازة التي تحصل عليها المنظمة في ضوء القانون تسري بدون تحديد مدة لها، إضافة إلى إلغاء العقوبات الصارمة والشديدة من القانون.

علما إن القانون لم يخلو من بعض النصوص التي تحتاج إلى تعديل مثل التدخل في رسم بعض ما ينص عليه النظام الداخلي للمنظمة، وربط دائرة المنظمات بالأمانة العامة لمجلس الوزراء وكان الأولى إن تكون الدائرة مرتبطة بمجلس النواب. لكنه يحمل بعض المميزات التي تدفع نحو استقلالية المجتمع المدني وحرية التنظيم.

وبعد إن كانت مسودة القانون قد تضمنت الكثير من الثغرات والأخطاء والخروقات التي أثارت مخاوف المنظمات العراقية وأحدثت جدلا بين أوساطه ، سعت المنظمات خلالها إلى عقد الكثير من اللقاءات لتدارس المسودة وإبداء الملاحظات عليها واللقاء بالمسؤولين والاستشاريين الدوليين والكثير من الخبراء الأجانب والعرب. لقد بذل الكثيرون جهودهم لتغيير مسودة القانون، وكان من الذين لعبوا دورا كبيرا وفاعلا بهذا الصدد، رئيسة لجنة مؤسسات المجتمع المدني في البرلمان العراقي ئالا طالباني.

كثيرا ما خشيت المنظمات من إن يُشرّع القانون بعللّه الكثيرة والذي سيؤدي بالتالي إلى انكفاء المنظمات وتراجع دورها الأساسي وتتحول إلى أفكار وأيدلوجيات تقليدية تخدم أطراف سياسية ,كما أن تعدد الواجهات الرسمية لهذه المنظمات بدءا بوزارة الدولة لشؤون المرأة ودائرة المنظمات الغير الحكومية في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء وهيئة النزاهة .......الخ، سيؤدي بالتأكيد إلى ضعف الدور الرقابي والمساعد مع الدولة كونها هي مساعدة وليس بديلا للدولة.

ذهب الأمس الذي كانت فيه منظمات المجتمع المدني في العراق تستمد شرعيتها القانونية من أحكام الدستور المادة (45) ومن القوانين الوضعية ومنها القانون المدني رقم 40 لسنه 1951 فان هذه المنظمات أرست أهدافها ورؤاها ومبادئها الإنسانية من خلال التأكيد على مبدأ الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنوير ثقافة المجتمع بمعنى إن مهامها النهوض بالمجتمع من حالة الجمود إلى حالة التفاعل الميداني والسياسي والإعلامي والاجتماعي والتنموي والبيئي ....
منذ البداية كنا نتمنى إن تمتلك المنظمات العراقية رؤى ثابتة ومن منطلق ديمقراطي ودستوري وأن تؤسس لروابط وتحالفات قوية بينها لكي تكون أكثر اندماجا وعطاءا وتشجيعا لأصحاب الخبرات والكفاءات في نشر الأفكار الإنسانية بروح قوامها القيم الإنسانية والحضارية ،بعيدا عن التهميش والإقصاء وسماع الرأي والرأي الأخر .

هذا لايعني إن العراق ليست فيه منظمات فعالة ومحترمة ولها تأثير ودور لا بأس به في مجال تخصّصها، لكنها قد تفتقر للأموال اللازمة لديمومتها واستمراريتها، نحن نعرف عدداً منها قد أغلقت للأسف الشديد بسبب قلة الدعم (الموارد المالية) .. الأمر الثاني المؤسف في ذات الوقت، عدم تهيئة المجتمع العراقي بصورة صحيحة لقبول عمل هذه المنظمات .. ولا ادري إن كان القصور ينبع من ذات المجتمع نفسه الذي لازالت آثار الدكتاتورية تغطي خلايا تفكيره، أم إن المنظمات نفسها لم تستطع بخطابها إلى إحداث التغيير في معظم الأحيان، مما جعلها غير قادرة على ترويض المجتمع وتربيته على ثقافة جديدة .. على الأقل كي توازن بينها وبين ثقافة المجتمع السياسي الذي لم يسعى هو الأخر في ترسيخ المفاهيم السليمة.

واليوم وبعد ست سنوات من العمل ، والحياة السياسية لازالت تمر بمرحلة مليئة بالتوتر والتشتت والتجاذبات ، إن الأوان فيه إن تلعب المنظمات دورا مهما وبناءا، بعد إن تحرر نفسها من هيمنة الدولة، وان تقوم بتأدية مهامها المرئية والثابتة في المجتمع لتكتسب مواقع وصدقية وشرعية حقيقية تمكنها من إن تساهم في عملية بناء العراق الجديد وبناء أسس العلاقة الوطنية المبنية على ترسيخ الديمقراطية التي يتوق لها الجميع ليصلوا إلى الحرية والحياة الكريمة.
وهذا يتحقق عبر مقومات أهمها العمل على ترسيخ وتطوير ثقافة بناء المؤسسات، ونشر ثقافة حقوق الإنسان والمشاركة الديمقراطية، وقيم العدالة وتنمية الحوار، والتعاون في المجتمع المدني بالإضافة إلى أنشطة وفعاليات جديدة تستطيع من خلالها هذا المنظمات إن تفعل دورها وتوسيع نفوذها لتكون مؤثرة سياسيا.

أخيرا لدينا قانون ولدينا منظمات ومنظمات فعالة وممتازة ، لا أريد ذكر الأسماء، لئلا تُحسب وكأنها دعاية مجانية للبعض على حساب الآخر. وأقع في مأزق أخر كمأزق الترحيب والمباركة بإصدار القانون، حيث بارك ورحب الكثير إقرار قانون المنظمات غير الحكومية في العراق واعتبره الجميع نصرا وخطوة جيدة نحو التمكين لحرية التنظيم والمجتمع المدني في العراق.

وكان لرابطة المرأة العراقية مباركة بهذه المناسبة التي أبهجت الكثير بعد إن وردتها الكثير من رسائل التهنئة تبارك إقرار القانون ومن جهات عديدة ، كما كان للرابطة دور في الكثير من اللقاءات المباشرة والجلسات المشتركة التي ضمت الكثير من المنظمات والشخصيات الناشطة والفاعلة ومن ذوي الخبرة في عمل المنظمات. وقدمت ملاحظات تناقش جوانب الضعف في القانون، ولان الرابطة كانت جزء مساهم في مناقشة مسودة القانون، ولأننا كرابطيات تحمسنا لفكرة إبراز الفرحة بالقانون كتبنا رسالة سريعة بالمناسبة ، تلك الرسالة التي تضمنت أهم ما حققه القرار وأسماء ابرز المشاركين في مناقشة مسودة القرار اعتمادا على سيل الرسائل التي تلقيناها ونحن نتبادل التهاني والتبريكات بصدور قانوننا الذي ناضلنا من اجله وغيرنا مسودته التي كانت ستقيد إن لم تقتل عمل منظمات المجتمع المدني في العراق. وليس في ذلك إي ضرر أو مشكلة وبالتأكيد لا يعد سرقة لجهود الآخرين، كما ادعى البعض واتهمونا بالسرقة ، فماهكذا تؤخذ الأمور ، فليس ذلك من شيم الرابطيات، وهم يعرفون ذلك جيدا، لقد حاولنا فقط إن نعبر عن فرحتنا ونبارك للجميع محاولين إن نشكر الجميع وان لاننسى من ساهم معنا وكان عونا لنا ، وأن نسينا حتى إن نشكر أنفسنا كما فعل البعض..؟ كمنظمة ساهمت ككل المنظمات العراقية بجزء بسيط من اجل إقرار القانون.

اليوم علينا إن نترجم فرحتنا بطريقة أفضل، وان لاتتحول فرحتنا إلى لوم وزعل واتهامات قد لاتتناسب مع مهماتنا اللاحقة ، فلا بأس إن نشترك ونتحد وان نعمل سوية كمنظمات حقيقية ونضيف مزايا أخرى على القانون في الأيام القادمة بعد إن يخضع القانون للتحليل والدراسة ويكون حيز التطبيق فعلا من قبل أناس يفهمون بالقانون وبعمل المجتمع المدني ولهم أخلاق عالية أمناء على إيصال رسالتهم بهدف بناء المجتمع



#انتصار_الميالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقطات بالأبيض والأسود من واقع المرأة العراقية..!
- العملية السياسية في العراق وأجابات على تساؤلات آريين
- السفر في عينيك
- حماية الأمومة والطفولة لدى المنظمات العالمية..أين نحن منها ؟ ...
- الحُلمْ
- حين انشد الشرقي الصغير للمرأة
- (ختان الفتيات) عنف تتعرض له النساء في بعض قرى كردستان
- أعتراف
- ابحث عنك
- عيد الثورة
- إلى من (؟) اطلبهُ الكثير....
- دور(المجتمع المدني) والمؤسسات والبرلمان في حماية الطفل
- باقة ورد عراقية وكاسات حناء إلى....د.معصومة المبارك..د.سلوى ...
- تحت المجهر... إلى من يتساءلون عن تجمع الفرات الأوسط...مع الت ...
- اعترافات في الخامس من نيسان
- إلى كرنفال الفرح بالعيد الماسي
- عيد أمرأة رابطية
- ذكريات آذارية
- قطرات ندى في صباح شباطي
- لقطات تستحق العرض والمشاهدة


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - انتصار الميالي - فرحة منظمات المجتمع المدني (العراقي).....كيف نترجمها واقعياً..؟؟؟؟؟