أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - ماذا لو ؟














المزيد.....

ماذا لو ؟


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2914 - 2010 / 2 / 11 - 02:29
المحور: القضية الفلسطينية
    



تفيد التقارير والأخبار والدراسات والأبحاث عن الحفريات اليهودية تحت المسجد الأقصى وفي القدس ومختلف أنحاء وطننا فلسطين أنهم لم يعثروا على أيِّ أثرٍ يشيرُ إلى سابق عهدٍ لهم في الأرض التي بارك الله فيها للعالمين, أيِّ أثرٍ يسندون به ادّعاءاتهم, ويعلنونه على رؤوس الأشهاد علامةً على صدق اعتقادهم, ويبررون به اعتداءاتِهم واحتلالَهم وتنكيلهم وتشريدَهم لشعبٍ بأكمله وتفتيتَهم لسياقِ المنطقة بأكملها وتنكيدَ حياة كلِّ شعوبها, بل وفرض مقولاتهم على البشرية كلها وصبغ الكرة الأرضية وسمائها بنزقهم وأهوائهم وانحرافاتهم وحروبهم وإرهابهم وابتزازهم,
كان الراكب من أقصى المغرب يذهبُ راجلاً أو راكباً مروراً بليبيا ووادي النيل إلى دمشق وبغداد يتعلم ويُعلّم ويبتغي من فضل الله, يستريح في رحاب بيت لحم وأكناف بيت المقدس, ويقصد مكّة حاجّاً ومعتمراً ويقيم ما شاء له الله أن يقيم, ويُولّي وجهه شطر المسجد الأقصى, يصحو وينام كما الأنام, يتزوج إن شاء ويقيم, أو يعود من حيث جاء, فكيف تتقطع الطرق بينه وبين مفردات سياقه والوجود,
ونتيجةً لهذا الكيان المغروس تتغير كيمياء المنطقة والعالم لتصبح أهمّ عاملٍ في تبديد حياة كل فرد وجماعة في هذا السياق الممتد من الوحي إلى القلب, ويكمن وراء طبيعة العلاقات بين الأنظمة ومواطنيها, ومصدراً لكثير من التشريعات التي تلاحق أبناء البلد, وتُسنُّ قوانينُ لملاحقة المخالفين والمنكِرين, وتُفرض معتقدات اللاسامية والهولوكوست وأرض الميعاد والشعب المختار, وتبرز عقائدُ جديدةٌ للألفية السعيدة, ويكسبون مساحات من وعي المعمورة يدينون بالهيكل يتمحور حوله محافظون جدد يهيمنون على مصير الإنسان وجغرافيا السائلة واليابسة, وتُلاحَقُ الكلمةُ والصورة على الأوراق والفضائيات, وتكاد تصل إلى حديث المرء همساً مع سميرِه, وقد تمتدُّ إلى مطاردة القناعات والنوايا, ليصبح هذا الكيان دماراً للجغرافيا والتاريخ والروح والإنسان, وقاطعاً للطريق على الأمن والأمان, يبني الجدران بين الآن وبين الآن, وبين هنا وبين القادم من أيام, وبين شعاع الضوء وبين اليخضور, ويقطع الطريق على جذورنا وجرس الكنيسة والأذان,
متسلحاً بالأسطورة والسيف ما يزال يبحث عما يسندهما من آثار, مهووساً يحفر الصخر, ويتلوّى فيه, حتى نكاد ننهار فوق فراغاته, فيجدنا مرّةً أخرى نملأ ما ينفينا منه, ماضياً وحاضراً وأسطورة,
وهو وقد استطاع أن يُبلور أمراً واقعاً من الوهم في الأدبيات الغربية ومراكز الدراسات ووسائل الإعلام والمثقفين والحركات الدينية الغربية, فإنه أيضاً قد تمكن ربما من استدراجنا إلى ساحاته, وجذبِنا إلى منطِقِه, وما ترديدُنا أخبارَ فشله في العثور على أية آثار رغم سعيه لذلك ليل نهار, أيّة آثار له تسند جرائمه وتدعم ادّعاءاته في الأرض والتاريخ, ما هذا إلا علامةٌ على بنائنا على منطِقِه وحُجَجِه وتسليمِنا بصحتها, فيما يبقى العاملُ الحاسم هو أنّه لم يحققها حتى الآن, وأنّه لم يعثر على ما يثبتها ولم يكتشف إلا ما يُثبتُ حضورَنا وغيابَه كلّ ليل وكلّ نهار,
فماذا لو قاموا {وهم الخبراء} بالتزوير, وهم الذين هيمنوا على الوعي وفرض عقيدة المحرقة, وهم الحِرَفيّون في تفسير ألْ التعريف والتحريف, ونقل الكلِم من مواضعه, والحذف والدسّ والمجازر والاغتيال, والإخفاء والإضغام والإعلال والإبدال, ماذا لو ادّعوا أنّهم وجدوا أثراً أو هيكلا, إذا كان سَنَدُنا يتّكئُ على أنّهم فتشوا ولم يجدوا, فكأنّ الأمرَ حينئذٍ أنّه لو كانوا قد عثروا على هيكلٍ أو عِجلٍ لَصَحَّ لهم ما قالوا به وادّعوا,
فهل نحن بحاجةٍ لمنطقٍ آخر, إضافةً إلى أسانيدنا التاريخية وآلامنا وحضارتنا الكنعانية واليبوسية والعربية الإسلامية وشهادات الطابو ووثائق الأرشيف العثماني وتعاطف القلوب وأصوات الأحرار وقرارات المنظمات الدولية؟ علماً أنّ الصلف والموازين القوية في الميدان وفي الإعلام ومراكز الأبحاث ومراكز صنع القرار لا تعيرها من الاهتمام إلا بالمقدار الذي يقلل من حرجها في الحوار, فكيف سيكون الحال فيما لو قرروا أن يعلنوا أنهم عثروا لهم على أثر؟, كيف سنسنِدُ مقولاتنِا الجمعيّة, وقد بدأ البعض من المرجِفين والكامنين يروّجون لهم بالمجّان؟,
وقد بدأت إنذاراتهم وتسريباتهم بإقامة الهيكل عما قريب, وشرعوا في العربدة والتهويد, وواهمٌ من يظنُّ حينها أنَّ ما سينهار سيكون فقط المسجد الأقصى وأنَّ ما يُبنى هو الهيكل, لأنّ منظومة كاملة من التماسكات والبديهيات سيجرفها الانهيار, وستحلُّ هياكلُ من خراب,
وإذا كان السؤال ليس بلا جواب, فإننا نتمنى على الجميع أن يجتهد معنا في هذا السؤال اليباب.



#علي_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استدراج
- لسان الجرح المبين
- صورتان
- كل عام ونحن كما نحن
- هواري بومدين -صوفية السياسي -
- مجرّد عِناد
- بياض صمتها
- القدس في آخر العام
- حول الملعب
- مايعجز الكلام
- النيوءة
- نحن لا غودو
- ترجمان الاشواق
- الزمن الثقافي الفلسطيني
- موجز الكلام- فتحي الشقاقي-
- في منطقة اليقين
- الجريمة
- فيما هو آت من مستقبل الزمن الذي فات
- قدس الزمان
- القدس ستملأ الأفق


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - ماذا لو ؟