أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فدى المصري - القيادة في لبنان وواقعها القيمي الأخلاقي















المزيد.....

القيادة في لبنان وواقعها القيمي الأخلاقي


فدى المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 16:40
المحور: المجتمع المدني
    


عندما ننطلق بالشوارع ونقود سيارتنا تقودنا معنا تلك المفاهيم المتصلة و بالقيادة والمفاهيم المتصلة بالعلاقة بين فن القيادة ونزعة النفسية الجامحة للسرعة والقيادة الجنونية في قطع الأشواط وآلاف الأميال ببرهة ، كأن شيئا ما يسبقنا ويريد أن ينقض علينا حتى ننطلق بهذه السرعة الجنونية، قلما يمر علينا يوم دون أن نسمع بضحايا وآلاف الحوادث التي تحصد البشر قبل حصدها الممتلكات؛ مخلّفة وراءها الأسى على من احببناهم وحصدتهم يد الموت ضمن مآسم القيادة وهذا التطور الرهيب الذي حمل الأنسان في تحول ونقلة نوعية في حياته، عندما ترك الدواب والانتقال بواسطة وسائل النقل الطبيعي الحيواني ليجوب الصحراء ويقطع الوديان، ويستبدله بهذا الاختراع الذي ترافق مع تلك الثورة الفكرية للإنسان الذي دفعته الحاجة وراء هذا الاختراع الأخاذ. فأين أصبح هذه الأنسان ضمن أطر مفاهيم القيادة، هل أصبحت القيادة لتفريغ ما تكبتنه النفوس من ضغط الحياتة ويهرب بسرعته القيادية لسيارته حاصدا ً وراءه الحوادث، أم ما زال متحفظا ً بالمثل الأخلاقية المصحبة للزوق والمثل الأخلاقية في القيادة التي تعبر عن أخلاقيات الفرد وعلاقاته الذي حرر نفسه من الإلتزام بها أمام تحولات بنيوية فكرية عميقة المدى حصدت عبرها التخلي عن ما كان سائدا ً من معايير اخلاقية تدفع الفرد على إحترام القوانين ولا سيما قوانين السير.


في لبنان يشهد ظاهرة غريبة من نوعها، رغم صغر مساحته الذي لا يتجاوز الألف وأربع مئة واربعة وأربعين متر مربع، إكتظاظ فريد من نوعه للسيارات، لا سيما على مداخل العاصمة بأقسامها المختلفة حشد غريب لمظاهرات ولكن من نوع آخر تظاهرة لعشرات الآلاف من السيارات، والأجمل من هذه التظاهرة هو اللبناني نفسه الذي ينطلق بسيارته ولو بمفرده متحديا ً الزمن والوقت الذي يقضيه على الطرقات من زحمة السير التي تترافق مع تظاهرة الآليات صباحا ً ومساءً، فإذا كان عدد سكان لبنان ثلاثة ملايين نسمة، فهناك أكثر من مليونين سيارة تجوب الطرقات بمعدل سيارة للفرد الواحد تقريبا ً. فإذا تناولنا آثار هذه المشكلة، وونتائجها نجدها تختلف بإختلاف المناطق وبإختلاف الأماكن وفق لدرجة إتساع الطرقات وتمدنها بالجسور المنظمة وفق تخطيط وزارة الأشغال العامة، إلا أن مضي اللبناني قسم كبير من نهاره على الطرقات فهذه النتيجة محتمة لدى غالبية المواطنين، فالموظف وطالب المدرسة والعامل ينتظر والأنتظار المطول ضمن عجقة السير ووسط آلاف السيارات ألفه إلى حد التعود، فيضطرإلى الاستيقاظ المبكر يطال الساعة أو أكثر قبل بدء دوام العمل يغض النظر عن درجة الالتزام وأهمية التوقيت وفق طبيعة العمل المناط به. أو يمضي وقته بالانتظار رغم تعب النهار وتعب العمل ومتطلباته عند العودة مساءً ليصل منزله بشكل مقدرة أعصابه على تحمل مثل هذه الأزمة المضاف إلى تعب الاعصاب المرافق للعمل اليومي ومشاكله وتحدياته، فيتشكل لدى اللبناني التحدي المرافق لأزمات السير هم آخر مضاف إلى همومه المعيشية، المهنية، الخدماتية، الأمنية،........ رغم هذه الهموم ومصاعبها لجأ إلى آلية التكيف الذاتي مع تبعات هذه الأزمة لأنه تعود أن الحلول المستعصية لمثل هذه المظاهر لا تتم بالعصى السحرية إنما لها مواقف رسمية تتجاوز انعقاد وزير الداخلية والقوى الأمن من أجل تدارس الوضع وأزمة السير، الذي تعايش ميدانيا ً مع هذه الأزمة وانتظاره المطول على الطرقات رغم الالتزام والوصول المتأخر للموعد الرسمي المنتظر، مما دفعه لإتخاذ الاجراءات المتعلقة بالقوانين السير، وذلك من خلال ضبط المخالفات للسيارات المتهربة من المعاينة المكانيكية، ضبط السيارات وتوقيف من هي غير صالحة للسير بحكم قدم هيكلها، ضبط المخالفين لقوانين السير، أو السيارات المسرعة. إلا أن المحسوبيات والوساطة تظل هي المسيطرة في كمثل هذه المواقف فالذي له ظهر سياسي يحميه يبقى بعيدا عن ما تطاله يد القانون ويظل الشارع مفتوح ذراعيه للمخالفات التي تحصد الصالح قبل الطالح، ولعل حوادث السير المختلفة تحدث نتيجة هذا الاهمال المزمن والمتشعب ولا سيما تراخي المساءلة والمحاسبة القانونية. ولعل الدور السلبي لوزارة الأشغال العامة لعب دورا ً في عرقلة السير على الطرقات من خلال تماطل تنفيذ المشاريع المتعلقة بتشيد الجسور وفق خطتها، أو غياب المحاسبة عن المتعهدين الذين يكلفون ببناء الجسور ويعهدونها للماطلة من أجل الاستفادة المالية قدر الامكان، ولا يدفع الثمن سوى هذا المواطن الذي يدفع حياته على الطرقات قيد الانتظار وتحمل عرقلة السير امام الحفر وعلى جانب الطرقات الوعرة لتطال أكثر من خمس سنوات أحيانا ً من الصبر ريثما ينجز مشروع الجسر وفق الخطة المستهدفة. هذا إذا لم تتنبه وزارة الهاتف أو الكهرباء لتمرير أقنيتها لتعيد فتح الطرقات من جديد ويكمن الثمن مضاعف من الاعباء المالية لخزينة الدولة، ومن الاعباء النفسية للمواطن جراء عرقلة شئونه مع عرقلة السير الشبه يومي. ومع ذلك يبقى اتكال المواطن على السلطة وفق الاجراءات الرسمية المتخذة كسبيل له في إيجاد الحلول المتعلقة بأزمة السير ومشاكل الطرقات وتنظيم السير وفق القوانين مرعية الاجراء. عبر توفر جهود قوى الامن وما تعمل على تطبيق القوانين. إلا أن السرعة تظل من أكثر المخاطر الذي تواجه المواطن وتسبب له المآسي بشكل أو بآخر. وقلًما يمر يوما ً دون أن نسمع أو نشاهد حادث لسيارة ما على طرقات لبنان يكون السرعة السبب المباشر له، والموت النتيجة الأكثر حدوثا ً له. رغم التثقيف والتوعية من القيادة والمخاطر المرافقة لها، عبر السرعة إلا أن زوق المواطن يظل هو الحكم في أصول تطبيق القوانين وما يتبعها من فنون أخلقية وقيم إنسانية تعد معيار رئيسي للرقي الإنسان وتحضره. وما يشكل من مظاهر إما تساعد في تخفيف من أزمة المشكلة أو تسبب مزيد من عرقلة السير وعرقلة المواطنين معها.


والجدير بالذكر هنا، غياب الرقابة القانونية تشكل العامل الأكثر تأثيراً في ظل غياب المبادئ وتغيب المثل في حياتنا، فنجد إصطفاف السيارات على جوانب الطرقات وما تسببه من ضيق المسافة غير مبالين بالنتائج لمثل هذه الممارسات، القيادة عكس السير، السير ليلا ً دون إضاءة، السرعة، الخروج عن يسار السائق، كل ذلك ليس لشيء سوى ضروب من الفنون وتلذذ بالمقدرة للقيادة، وإن كلف الثمن باهظا ً بحادث مروع ما، فقطع اليد والشحذ عليها تظل هي سيدة المواقف لعدم تطبيق القوانين ومحاسبة فعلية للمنحرفين، طالما أن التهرب من تحمل المسئولية سهلة على المواطن الللبناني. وعدم الاتزام بالتأمين الذي يحصد الملايين من الاموال الطائلة ولا يوفر منفذ قانوني ما للتفلت من المسئولية، هذا إذا اعترف التأمين مسئوليته، فالقيادة في لبنان شعارها الفن سماتها الزوق ، وأي زوق منها زوق الانحلال الاخلاقي والتفلت من سلطة الرقابة والتقيد بشرعة اللامسئولية والتفلت من ما تسببه مثل هذه الحوادث من دفع البلاء للآخرين وتكليفهم بآلاف مؤلفة من الاموال جراء تصليح سياراتهم لا من شيء سوى من زوق سائق قد رمى بلاءه على الآخر. فهل للصحوة مصير وهل للوزارات الاشغال والداخلية والخدمات البنية التحتية التكامل في تأدية الواجب القانوني الرسمي لإنقاذ المواطن من براسن هذه الأزمة الذي يدفع ثمنها من صحته ووقته على الطرقات.



#فدى_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنمية البشرية المستدامة بين واقعيتها وبين نتائجها
- ظروف الجسم التعليمي في النظام الرسمي
- تهنئة لبنانية لمضي ايجابا نحو تحرر المرأة وفق شعار-خذي كسرة ...
- التعليم الرسمي اللبنانية واستنهاض مناهجه التربوية
- العلمانية بين أدراج الحوار والتمدن إلى أين (2)؟؟؟؟؟
- العلمانية بين أدراج الحوار والتمدن إلى أين ؟؟؟؟؟
- صناعة الأعراس وأثرها على المنظومة الاقتصادية
- الانتخابات اللبنانية للعام 2009 واقعها وآليتها
- العناية النفسية والاجتماعية بالسنوات الأولى من حياة الطفل
- يوم الوفاء لرجل الكبير رفيق الدرب
- الأعضاء البشرية بين الوهب الإنساني والتجارة المادية
- التنمية السياحية في لبنان بين فاتورة الحرب وأزمة الإرهاب
- الخط الأحمر ؟؟؟؟؟؟
- قضايا الشرف في المجتمع العربي
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (4*)
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (3*)
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية (2)*
- العوامل البشرية والمادية المؤثرة في التنمية السياحية
- الطلاق واقعه وأسبابه وتأثيره على بنية المجتمع
- الجلسة الرابع عشر للبيان الوزاري بين الكسوف وإبصار النور


المزيد.....




- الجزائر: حان الوقت لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة
- أكسيونوف يؤكد اعتقال كافة المجموعات التخريبية التي تم كشفها ...
- فاقمت معاناة النازحين.. مغردون يتفاعلون مع السيول التي ضربت ...
- ليكن صمود الأسرى وصمود الشعب الفلسطيني نموذجنا في معارك شعبن ...
- ممثل الرئيس الفلسطيني بالأمم المتحدة: كيف يضر الاعتراف بدولت ...
- إسرائيل أمام مجلس الأمن: إذا اعتُمد قرار بمنح فلسطين عضوية ك ...
- بعثة فلسطين بالأمم المتحدة: نيلنا العضوية الكاملة يحمي مسار ...
- فلسطين تطالب الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوقف العملية الإسر ...
- اعتقال 40 فلسطينيا بالضفة وعشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
- مفوض الأونروا: موظفونا الذين اعتقلتهم إسرائيل تحدثوا عن فظائ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فدى المصري - القيادة في لبنان وواقعها القيمي الأخلاقي