أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تميم منصور - هل يدخل المجلس الاسلامي الأعلى أنفاق السياسة؟














المزيد.....

هل يدخل المجلس الاسلامي الأعلى أنفاق السياسة؟


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 19:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تفتقر الأقلية العربية الفلسطينية في إسرائيل إلى الهيكلية الاقتصادية القوية والمؤسسات الثقافية المتطورة والأطر الاجتماعية المختلفة، وقد أثبتت التجارب أن غياب مثل هذه المؤسسات يضعف الترابط الاجتماعي ويزيد من مساحات التفكك ويقلل من الانتماء للتراث والوطن.
المؤسسات القوية المتطورة بالنسبة للمواطن كالجذور، تثبّت أقدامه داخل تراب وطنه وتدر عليه القيم الإنسانية والحياتية، غالبية المؤسسات والأطر الخاصة بالأقلية العربية حتى الآن هزيلة عاجزة سريعة الخفقان، والأسباب كثيرة، أهمها سياسة التهميش التي تعاني منها الجماهير العربية من قبل الدولة وجميع مؤسساتها، لأن هذه السياسة مبنية على فرضية ونظرية تقول: بأن المواطنين العرب لن يكونوا في يوم من الأيام قوة إنتاجية بل اسفنجة استهلاكية لا غير.
مع ذلك أقام المواطنون العرب أطراً ومؤسسات مختلفة، السياسية وغير السياسية.
كل شيء في هذه الدولة مجبولٌ بالسياسة وكل أطارٌ تقيمه الجماهير العربية لا بد من إدخاله في معترك السياسة لأن أطرنا مطلبية.
من بين الأطر والتنظيمات اذا جاز التعبير التي أعلن عن قيامها في الآونة الأخيرة، " المجلس الاسلامي الأعلى " ، مع أن هذا المجلس لا زال في بداية طريقه يتملس ويحدد مسيرته، لكن الحديث عنه وانتقاد قيامه ربما يثير نقاشاً ساخناً، يسبب الحساسية الدينية التي يرى بها الكثير من المتزمتين نهجاً وواجباً ونوعاً من العبادة.
إننا لا نشك بالنوايا الصادقة لكل المبادرين لإقامة هذا المجلس الذي ينحصر وجوده وأفكاره ونشاطه في طائفة واحدة، وأن المرارة وخيبة الأمل التي تلاحق كل عربي مسلم وغير مسلم بسبب سياسة التهميش والاستخفاف التي انتهجتها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة دفعت هؤلاء المبادرين لإقامة هذا الجسم الجديد، اسرائيل تتنكر لحقوق المواطنين العرب الدينية، وما العبث والتحكم بأموال الوقف الاسلامي الا جزءاً هاماً من هذه السياسة، فاسرائيل ترفض حتى اليوم السماح للمواطنين العرب من المسلمين إدارة شؤون الوقف الاسلامي، وهي تنبع هذه السياسة منذ قيامها حتى اليوم.
نعم من واجب الجماهير العربية أن تناضل بكل قواها وأطرها من أجل تحرير الأوقاف الاسلامية من أيادي وزارة الشؤون الدينية ، ولا يمكن الوصول إلى هذه الغاية بواسطة آلية دينية طائفية جديدة، وربما تكون تكراراً للأطر الموجودة التي سبقتها.
في رأيي إن هذا الخيار النضالي المكبل بهوية دينية وطائفة واحده لن يكون كافياً، وبالتأكيد إن وجوده سوف يجعل قيادات الأطر الأخرى تتقاعس عن القيام بواجبها.
المجلس الاسلامي الأعلى ذكرني بالمجلس الاسلامي الأعلى الذي سمحت حكومة الانتداب البريطاني إقامته برئاسة (أمين الحسيني) ، وكان هدف بريطانيا معروفاً وهو عمل توازن مع ما سمحت لليهود إقامته في فلسطين تحت حمايتها وهي الوكالة اليهودية التي كانت بمثابة حكومة لليهود في فلسطين داخل حكومة الانتداب، لقد أدى قيام المجلس الاسلامي الأعلى من قبل بريطانيا قيام قوى وعناصر قومية عربية بعزل نفسها عن ساحات الكفاح ضد الوجود البريطاني وضد الهجرات اليهودية والسبب هو الصبغة الدينية للقيادة الفلسطينية تحت سقف المجلس الاسلامي الأعلى.
أثبتت التجارب أنه من غير الممكن التصدي لسياسة القهر والاحتواء الاسرائيلية بواسطة أطر طائفية باستثناء الحركات الجهادية مثل حركة حماس وحزب الله والجهاد الاسلامي ، إن إقامة مثل هذه الأطر تساهم في تمزيق نسيج التلاحم ويشتت الجهود ويضاعف عدد القيادات، وهذا يمنع إقامة هيكلية وطنية قومية متراصة تجمعها وحدة الهدف ووحدة الصف.
المجلس الاسلامي الأعلى الجديد ، ما هو إلا تجمع اسلامي جديد يضاف إلى الأطر والحركات والأحزاب الاسلامية الموجودة حالياً كالحركة الاسلامية بشقيها الجنوبي والشمالي ، إضافةً إلى صفوف وشرائح كثيرة من الحركات الصوفية المختلفة المنتشرة داخل المدن والقرى العربية، جميع هذه الحركات جعلت من المساجد ودور العبادة مراكز قوى شبه معزولة عن تدخل المواطنين الذين لا ينتمون إلى هذه الحركات.
لماذا ترفض الحركات والأحزاب العربية قيام تنظيم عربي مسيحي أو درزي؟. على اعتبار أم مثل هذه الأطر تعمق شرخ الانقسامات الطائفية وتزيد من الاحتراب الطائفي ، وتمنع قيام ونمو كل إجماع قومي على قاعدة الهوية القومية، لقد أكدت كل المعطيات التاريخية بأن الإجماع القومي هو البديل والسقف الذي يمنع الاحتراب الطائفي ويفصله عن بناء وخلق شعوب لها هوية واحدة، مثل الشعب الألماني والفرنسي والايطالي.
ما هو يا ترى موقف الأحزاب العربية من إقامة المجلس الاسلامي الأعلى الجديد الذي أعلن عنه؟. إذا كانت هذه الأحزاب عاجزة عن القيام بدورها من أجل تخليص الوقف الاسلامي ، وفضح السياسة الاسرائيلية التي نعمل على تهويد القدس العربية، بما في ذلك الخطر الذي يهدد الأقصى إذاً ما هو دور هذه الأحزاب؟.
هل النقاط والمطالب التي أعلن عنها المجلس الاسلامي الأعلى موجوده في جدول مطالب وأعمال اللجنة القطرية للسلطات المحلية، ولجنة المتابعة؟
إذاً ما هو المطلوب من هذه القيادات التي تمثل كل الجماهير العربية بطوائفها المختلفة، إن حماية مقدساتنا وانتزاع حقوقنا لا يتم إلا بتلاحم جميع القوى والوقوف صفاً واحداً تحت راية ما قاله الثائر المعروف سلطان باشا الأطرش ( الدين لله والوطن للجميع ) .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فعل سلام فياض في مدينة هرتسل


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تميم منصور - هل يدخل المجلس الاسلامي الأعلى أنفاق السياسة؟