أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان














المزيد.....

انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 09:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبدو أن السيد ليبرمان، وزير خارجية الكيان الاستيطاني، غير المدرك، تماماً، للوضع الجيواستراتيجي الجديد في المنطقة، ولاسيما بعد حرب تموز 2006، وغزة في أواخر كانون الأول 2008 والتي خلقت واقعاً جديداً ومعطيات لا يمكن لأي سياسي حاذق وماهر أن يتخطاها حين التعاطي مع ظروف وأحوال المنطقة، ناهيك عن وجود جرح أمريكي نازف في العراق، لم يندمل بعد، وأن الواقعية والحكمة والاعتراف بمصالح الآخرين، واعتبارها، واحترامها، باتت من أولويات أي عمل دبلوماسي وسياسي في منطقة متشابكة المصالح والأهواء وتغلي على مراجل من نار. ومن هنا فإطلاق الكلام غير المسؤول قد ينعكس سلباً، وخيبة على مطلقيه بالذات، وهذا ما حصل بالضبط مع التصريحات العدوانية الأخيرة لفتى الحانات الأوروبية، التي أحرجت قيادته، واستدعت شبه اعتذار، وتأنيب وتعنيف، من رئيس وزارته بنيامين نتنياهو المصنف، غالباً، في خانة صقور إسرائيل، فالأخير أكثر حنكة وخبرة دبلوماسية ومعرفة بذاك الوضع الجيوستراتيجي واللوجيستي الجديد القائم في المنطقة، وأن أية كلمة في هذا الصدد يجدب، أن تحسب بدقة، واتزان، كي لا تعود على صاحبها بسواد الوجه.

ومن هنا، لا يختلف اثنان في العالم على أن زمن العربدة الإسرائيلية، والصولات والجولات العسكرية، وسياسة اضرب واهرب، قد ولت تماماً، وأصبحت في خانة النسيان، بعد أن تبنت شعوب المنطقة خيار المقاومة والمواجهة اللغة الوحيدة الذي يبدو أن إسرائيل تفهمها جيداً. فلقد بينت حرب عام 2006، والتي كانت بمثابة "بروفه"، وتجربة مصغرة، لما يمكن أن يحدث، فيما لو اندلعت مواجهات أعم وأشمل فعندها لن تكون الأمور، لا مزحة، ولا لعب "عيال"، ولا مجرد تصريحات خاوية جوفاء كما حاول أن يفعل بطل "الحانات"، وهو يتراءى له أنه ما زال يعيش في زمن إسرائيلي غابر. ولم يفت هذا الأمر الوزير المعلم، في معرض تعليقه على ليبرمان، حين لمّح وبشكل خاطف وسريع، إلى أن المعركة اليوم قد تنتقل إلى داخل وقلب المدن الإسرائيلية، وهنا لن يكون لا ليبرمان ولا أي إسرائيلي آخر مسروراً البتة بسماع مثل هذه الأخبار " الثقيلة" على سماعهم، وهذا هو أسوأ سيناريو، وكابوس يمكن أن يفكر به أي إسرائيلي، مهما صغر أو كبر، ما يعني سقوطاً دراماتيكياً ومثيراً وفاجعاً، و"بكل أسف"، لنظرية الأمن الإسرائيلي التي حاولت بناءها عبر عشرات السنين منذ قيامها وحتى الآن. والتي يبدو أنها تبخرت اليوم، مع صواريخ حماس، وحزب الله، التي باتت واقعاً عسكرياً، ولوجيستياً لا يمكن تجاوزه على الإطلاق.

لقد جرب من هو أقوى من ليبرمان بكثير عنترياته، وعرض عضلاته، أمام شعوب المنطقة، ونعني بهذا مجرمي الحرب الثنائي غير المرح، بالمرة، بلير-بوش، فلاقيا ما هو جدير بهما من صفعات أدمت خديهما، وجعلتهما في حال من الأسى والحسرة والندم، وها هو مجرم الحرب بلير، يمثل، بكل مهانة أمام لجنة تشيلكوت للتحقيق في حرب العراق، ومن يتطلع إلى تقاسيم وجهه، وتعابيره، سيدرك على الفور، أنه ليس بأحسن وضع، وأفضل حال، ومجرد استدعائه، وحضوره أمام تلك اللجنة، هي إهانة كبرى، ما كنا لنرضاها البتة لرئيس وزراء بريطانيا العظمى، فيما يقبع حليفه الآخر منزوياً، ملوماً محسوراً، في مزرعته في تكساس، لا يقوى على الخروج ومواجهة نظرات وأسئلة الناس البسطاء والصحفيين ورجال الإعلام.

ولا أدري إن كان السيد ليبرمان لا يلم بالوقائع البسيطة للخسائر المذلة والفادحة، لأقوى جيشين في العالم في "سواد" العراق، ولا بد من التذكير ها هنا، بعملية الهروب الجماعي لنخبة الجيش البريطاني من البصرة تحت جنح الظلام، تحت مسمى الانسحاب وإعادة الانتشار خارج المدينة العراقية الباسلة التي سطرت أروع ملاحم البطولة الرجولة والفـَخـَار والإباء..

هناك اليوم قوى ردع إقليمية تشكلت وتتشكل منذ حين في المنطقة باتت واقعاً قائماً على الأرض، وهناك خيط ناظم، وجامع فيما بينها، وتملك، وكل على حدة، من منظومات الردع الفعال، ما يكفي لجعل تصريحات ليبرمان العدوانية مجرد ثرثرة، وفقاعات هواء، فما بالك لو اجتمعت تلك في لحظة واحدة، وانهمرت حممها دفعة واحدة فوق المدن والقرى الإسرائيلية، يؤلزرها غضب وتأييد شعبي عام جراء السياسات الإسرائيلية، وهذا ما لا نتمناه بكل صدق فلسنا دعاة قتل وتدمير ولا نهلل لموت أحد من الناس، ولكن فيما لو حدث ذلك السيناريو ولا سمح الله، فعند ذلك قد يصحو السيد ليبرمان من سكرته الأسطورية، وغروره وأوهامه، وعندها فقط قد يشعر الناخب الإسرائيلي بفداحة خطئه، وكم سيتمنى ألا يكون قد انتخبه ممثلاً له في هذا الكيان في أي يوم من الأيام، وسيعلم الجميع عندها، أن زمن العربدة الإسرائيلية قد ولى وانقضى، فعلاً، وبات في ذمة التاريخ والزمان.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السادة وزراء الثقافة العرب: هذه ليست ثقافتي
- العلاقة السورية الإسرائيلية
- الزعران
- الخليج على كف عفريت
- قصف إسرائيل برؤوس بدوية غير تقليدية
- لماذا لا يتعلم القرضاوي من المفتي حسون؟
- متى نعثر على الصندوق الأسود العربي؟
- الموساد في الخليج
- ديفيد كوهين: دول الخليج ودعم الإرهاب الدولي
- النايل سات في قفص الاتهام
- لماذا لم يكن العرب متحضرين قبل غزو الجوار؟
- نشرة الأحوال العقلية في منطقة الشرق الأوسط
- صراعات الأشرار
- خبر عاجل: أوباما يطالب بتفكيك البرنامج البدوي العربي
- نظام الكفيل: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أماتهم أحرارا؟?ً
- الفقهاء: كسلطة الخامسة
- الفقاعة الصحوية
- في جدل الغزو البدوي
- فرمان لاختيار عاصمة للثقافة العربية
- عربي سوري أم سوري عربي؟


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - انتهى زمن العربدة الإسرائيلية يا ليبرمان