أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محسن ظافرغريب - بقية السيف وSALINGER















المزيد.....

بقية السيف وSALINGER


محسن ظافرغريب

الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 02:40
المحور: سيرة ذاتية
    


بقية السيف ومراغم المهجر بعد نكبة العراق في مؤامرة شباط الأسود، مثل هذا اليوم من سنة 1963م، وإثر حيف انفراد العتل الزنيم بالتسلط بحزب العضاريط(*)، تكرست مرارة الهجرة داخل الوطن الجريح، مع ممجوج قيح (**) الهجرة المبكرة خارج الوطن عبر شماله، بواسطة (تراكتور) مزارع عراقي كردي استضاف مواطنه الجنوبي المخنطل(***) ليلا؛ ولسان الحال يردد:

تغربنه كاكا حمه، نركب (تراكتور) الخوف/ والگلب بينا إلتفت صوب اللي تحت السيف!.

مع طيف من تماه بين مؤلف (Jerome David SALINGER) رواية "حارس حقل الشوفان The Catcher in the Rye" وبطل هذه الرائعة (Holden Caulfield) تزامنا ومولد المؤلف في 1 كانون الثاني 1919 ورحيله في 27 كانون الثاني 2010م، ورائعة شاعر الشعب "مظفر النواب" باللهجة الدارجة الجنوبية العراقية (للريل) بدل (التراكتور) و(حمد) الجنوبي العراقي بدل (حمه) العراقي الشمالي، وتمظهر ضيف كاكا حمه، في تغريبة عراقية شمال جنوبية!!.


وُلد J. D. SALINGER في مدينة New York، ونشأ في حي The Bronx‏ الخامس (شمال شرقي جزيرة Manhattan، شمال كوينز وإلى الجنوب من مقاطعة Westchester County‏، وبدأ كتابة القصص القصيرة في المدرسة الثانوية. نشر العديد مطلع أربعينيات القرن 20م، قبل أن يشارك في الحرب العالمية الثانية. في 1948م نشر قصته المُزكاة (يوم مثالي لسمك الموز)، في مجلة الـThe New Yorker. وفي 1951 نشر (The Catcher in the Rye). والدته ماري جيليتش كانت نصف اسكتلندية نصف أيرلندية. ووالده صول كان يهودياً من أصل بولندي عمل ببيع جبن كشروت. غيّرت أمه اسمها إلى ميريام وتحوّلت إلى اليهودية. ولم يعلم Jerome أنها لم تك يهودية الأصل إلا بعد حفل الـ بار متسفا الخاص به. و لـJerome شقيقة وحيدة: دوريس.


داوم SALINGER في المدارس الحكومية في الجانب الغربي بـManhattan. ثم انتقل إلى مدرسة مكبري الخاصة في الصف التاسع والعاشر وعندما انهى الدراسة الاولية بمدارس الحكومة ارسله والداه الى مدرسة خاصة (ماكبيرني) لمتابعة دراسته الثانوية، ولكن حياته الدراسية تظل تتراوح بين الانجاز والابداع والفشل والتغيير من مساق لآخر. ففي هذه المدرسة لم يظهر اي اهتمام او ارتباط بالدراسة مما ادى الى فصله من المدرسة بعد عامين. وفي السنة السادسة عشرة من عمره ارسلته العائلة الى اكاديمية فاليري فورج العسكرية في ولاية بنسلفانيا وتخرج منها بعد عامين وفي عام 1932م انتقلت العائلة الى شقة جديدة في بارك افينيو. وبالنسبة لوالده سول (يهودي) فقد كان يعيش من تجارة استيراد المواد الغذائية الفاخرة التي كان يستوردها من أوروبا أمام والدته. حاول مواصلة دراسته فسجلفي في جامعة كولومبيا ليعيش بعد رائعته روايته حارس حقل الشوفان عزلة نصف قرن من الزمن!.

مثّل العديد من المسرحيات المدرسية وأظهر موهبة درامية رغم معارضة والده لأن يصبح Jerome ممثلاً. التحق بأكاديمية وادي فورغ العسكرية في وين بـبنسلفانيا. وهناك كتب قصصه (تحت الغطاء) في حجرته ليلاً على مصباح ضئيل. عام 1936م، التحق بجامعة New York، وغادر الربيع التالي. في خريف العام دفعه والده لتعلم تجارة اللحوم. وأُرسل ليعمل في شركة في فيينا بالنمسا. غادرها قبل وقوعها بأيدي النازيين بشهر. في آذار 1938م داوم في كلية أورسينوس في بنسلفانيا لفصل دراسي واحد فقط. في عام 1939م حضر درساً مسائياً للكتابة في جامعة كولومبيا. يلقيه وايت بورنيت المحرر بمجلة ستوري. ووفقاً لبورنيت. لم يظهر SALINGER نفسه إلا في الأسابيع القليلة قبل نهاية الفصل الدراسي الثاني. "عاد فجأة إلى الحياة"، حسب قوله. وأكمل ثلاث قصص قصيرة. وأُخبر أن قصصه محكمة وجيدة. ونُشر له في مجلة ستوري.

عام 1941م بدأ SALINGER يرسل قصصاً لـThe New Yorker التي رفضت سبع من قصصه. بينها (غداء لثلاثة) و (أنا ذهبت للمدرسة مع هتلر)، لكنها قبلت قصته (عصيان ماديسون)، عن مراهق غير مبال بأحداث ما قبل الحرب، ما جعلها غير صالحة للنشر حتى 1946م. خاصة مع أحداث الهجوم الياباني على ميناء بيرل هاربور.

خلال حملة النورماندي نحو ألمانيا. التقى SALINGER بـ ارنست هيمنغواي. الكاتب الذي تأثر به والذي عمل كـمراسل حرب في باريس. وقال SALINGER أن لقاءهما كان من ذكرياته الإيجابية عن الحرب. كما عمل كمستجوب لـ أسرى الحرب نظراً لتفوقه في الفرنسية والألمانية. عانى SALINGER من صدمة نفسية سيئة بعد الحرب. وأُدخل المشفى للعلاج النفسي بعد حادثة سقوط برلين. وفي مرة أخبر ابنته أن: "المرء لا يتخلص أبداً من رائحة اللحم المحترق في أنفه. مهما عاش". ودارت بعض أعماله حول هذه التجربة.

عام 1946م وافق وايت بورنيت على نشر مجموعة من قصص SALINGER القصيرة عن طريق دار نشر مجلة ستوري. ليبنكوت . معنونة بـ (الشبّان)، لكن الدار رفضت النشر ولام SALINGER بورنيت على الأمر. أواخر أربعينيات القرن 20م، اعتنق SALINGER الزن، وفي عام 1948 أرسل قصته "يوم مثالي لسمك الموز" إلى The New Yorker. في الأربعينيات تحدث SALINGER مع العديدين حول رواية عن Holden Caulfield، بطل قصة (عصيان ماديسون). وقد نشرت في 16 تموز 1951م بعنوان "حارس حقل الشوفان"، ما جعله مفضلاً لدى فئة المراهقين من القرّاء( استخدم تقنيات مثل: الحديث الداخلي، الخطابات، المكالمات الهاتفية، ما يظهر موهبته في مبنى الحوار).


The Catcher in the Rye
تسع قصص (1953)
فراني وزووي (1961)


توفي SALINGER في منزله في New Hampshire عن عمر 91 سنة. وقد أشير في صحيفة نيويورك تايمز ان الكاتب قد اتاه كسر في الفخذ في أيار 2009م، إلا أن حالته الصحية كانت ممتازة حتى حدث له هبوط مفاجيء.

The Catcher in the Rye‏
أصبحت جزءً أساساً من منهج المدارس الثانوية والجامعية في البلاد الناطقة باللغة الإنجليزية. كما تمت ترجمتها إلى أغلب لغات العالم. حوالي 250000 نسخة تباع كل سنة، بأرباح تتجاوز الخمسة وستين مليون. وبطل الرواية، أصبح نموذجاً للمراهق المتمرد على مجتمعه.
استخدم اللغة الاصطلاحية الدارجة وموهبته في النطق بلا كلمات وقدرته الرشيقة على ابداع قصص داخل قصص وأُذنه المرهفة لالتقاط ايقاعات اللغة العامية وموسيقيتها وعينه الثاقبة في اقتناص الحركات الكاشفة وتظل من اكثر الروايات قراءة في اللغة الإنجليزية، وقد اقبل طلاب المدارس الاميركية على قراءتها فيما منعتها اخرى، وترجمت الى اكثر من 30 لغة عالمية وبيع منها منذ صدورها 65 مليون نسخة. فيما تقاطعت حياة بطل الرواية هولدن كولفيلد مع الكثير من حياة الشباب الذي يجمع في حياته او صباه (كان عمره 16 عاما) بين البراءة والتمرد!.
اختيرت الرواية بواسطة مجلة التايم ضمن 100 أفضل رواية مكتوبة بالإنجليزية من العام 1923 إلى 2005. وبواسطة مجلة المكتبة الحديثة وقرّائها ضمن 100 أفضل رواية إنجليزية في القرن العشرين. وأثارت جدلاً ورفضاً في الولايات المتحدة بسبب استخدامها السافر للألفاظ النابية والإباحية.

تدور الرواية بشكل أساسي حول المراهق Holden Caulfield, ذو السبعة عشر عاماً، يزدرد مجتمعه ويرى أن الأفراد جميعاً غارقون في نوع من الزيف والغباء. يتعرض هولدن كولفيلد للطرد من مدرسة "بنسي" الداخلية, بسبب رسوبه في كل المواد عدا الإنجليزية. هكذا تبدأ الرواية، ثم يأخذنا الكاتب عبر مجموعة من المواقف التي تعطي فكرة عامة عن أفكار Holden. يلتقي بعدد من الأفراد، منهم مدرس التاريخ المسن، فتيات وفتيان في مثل عمره. ومدرس الإنجليزية الشاب الذي درّس له سابقاً، كل هذا حين يقرر هولدن أن يودع اقامته في مدرسة بنسي قبل الموعد المسموح له ويقيم بفندق، متحاشياً لقاء والديه وتاركاً لهم كل الوقت لتلقّي خبر طرده من المدرسة. والجدير بالذكر أن رغم عدائية البطل الواضحة تجاه البشر وما يمكن اعتباره على أنه صلف، قد يكون نتيجة تجارب سيئة مرّ بها في سنينه المبكرة، مثل موت أخيه المفضل بالسرطان، واصابته بنوبة عصبية جراء هذا. كما أن الرواية تعطي ايحاء بأن البيئة والمدينة عدائية فعلاً بالنسبة لفتى في سنه، وبالنسبة للجميع.

______________________________________

(*)
عضروط تستعملها العامة في السب والتهكم، فصيحة والعضاريط التبع، مفردها عضرط وعضروط: خادم بطعام مأكله.

(**)
إياكم وهوشات الأسواق/ السوقية (حديث شريف) مهاوش تستعملها العامة كإسم، هوش = إختلاط الشر. غثيث للعامة قول شخص مزعج، فصيحة، والغثيثة: ما سال من الجرح من مدة أو قيح. غميج، هي فصيحة: غمج الماء يغمجه غمجا، غمجة بالكسر، وغمجا= جرعه جرعا مترادفا. المثل الشعبي: الرجاجيل تلاثه رجال ورجيجيل ورجرجه والرجرجة الممجوج وشرار الناس ورذالهم، أصلها ماء خالطه لـُعاب.كرع: تصح لشرب الماشية.

(***)
كاد اللعاع من الحوذان يسطحها / ورجرج بين لحييها خناطيل تقول العامة للشخص الذي به تعب وأصابه نصب، مخنطل.



#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصائب مقاومة وSILJANDER
- تغيير؛ لاحقل للديانة ولا للنسب
- شعار التغيير الأميركي بدأ بالشمال العراقي
- My Name Is Khan‏
- چاڤدێر؛ كرد العراق من الشخصنة إلى الترشيد
- الإجتثاث بالإتهام أسلوب بعثي
- ضيعة ضايعة بين كوت وكويت
- سلطة خامسة لا انفلونزا رتل خامس
- فضيحة بغداد في دمشق
- البصرة محجة ومثابة رئاسة الجمهورية
- أضواء على مدلولات تعليقات
- شعار الحر للعبيد؛ التغيير
- البيان ش3 س
- مثل عراق التآخي كركوك
- الحكيم في ذكراه
- ملا أو آغا يقتل الأنثى الكردية
- سماحة . . -داعية- تسامح
- الديمقراطية صور لأيقونة ٍ أصل
- بطل معاق في العراق‏
- Miguel Hernandez


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محسن ظافرغريب - بقية السيف وSALINGER