أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - قفل قلبي(رواية)11















المزيد.....

قفل قلبي(رواية)11


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 22:30
المحور: الادب والفن
    


الورقة الرابعة عشر..

داهية كانت،كما حكت لي عن هروبها من عرين ذلك الجرّاح،لقد مشت كثيراً بين ممرات خانقة وأحراش متشابكة ـ هذا ما قالته ـ هربت لحظة كان غارقاً في نومه،حاولت جهد مسعاها أن تقنعه كي يحررها،حاول هو أن يستبقيها كوسيلة تسلية بعدما ماتت زوجته جراء داءٍ عضال،حكت لي(هي)عمّا عمل معها،ولك أن تتخيل ما الذي يحصل بين رجل وأنثى هي ليست ملكه في مزرعة تبعد عن المدينة نصف يوم سيراً على الأقدام..قلت لها:
ـ كيف واجهتيه..
ـ لم يفعل شيئاً يزيد من متاعبي..
ـ وأهلك..
ـ تحايلنا عليهم..
ـ كيف..
ـ قلنا لهم عملنا خدعة لنعرف مدى اهتمامكم بابنتكم بعدما نسيتموها كل النسيان..
ـ وهل صدقوا..
ـ المهم لم يبدوا ردود أفعال مضادةّ،كانوا فرحين بنا لحد الجنون..!!
***
ـ أتدري يا ليمون..
ـ وهل هناك ما أخفيتيه..
ـ السر الوحيد الذي طال عمره..
ـ إن كان يقلقك لندفنه معاً..
ـ الجرّاح..
ـ ثانية..الجرّااااااااااح..
ـ هو من عقّر زوجي..!!
***
مفاجأة تليها مفاجأة،مثلما الحرب،هجوم وراء هجوم،أناس يدفنون وحاكم عنيد وبليد يتغنى بأمجاد العنف على ضفاف أنهر دم أبرياءه،حيطان المنازل بدأت تفقد سرابيل الفرح،اللون الأسود صار لون النساء المفضل،أوراق الزمن تتهرأ،وحدي أمضي سابحاً في ماء الفرح،من أنا..من أكون لأغدو الشمّاعة التي بوسعها حمل آلام إناث البشرية كلّها،مشيت كثيراً في الليل،أحاول نثر ما يحتشد في من هواجس،طواحين الذات تطحن الهموم وتلقيها على أديم الظلام،لا شيء يا عزيزي يسترد الفرح من فك المجهول،أتذكر أنني ذات ليلة وصلت من غير وعي أو سابق رغبة بيت(هي)وقفت أحاور الصمت،لا أعلم أ..كنت أهذي بصوت أو مجرد تهيؤات تتراءى لي الآن بالذات،حاولت أن أقتحم الأسوار كي أكون هناك،كي أتخلص من مضجة الجحيم الذي راح يمزقني،لا رنين..عالم جاف،ليل أخرس،لا ساعة تحرك الجمود المهيمن،مثقلاً ببالونات اليأس عدت أجرجر أقدامي،دفعت الباب، كانت(الأم)وديعة الهيأة،مرتاحة البال والضمير كأنها طافت حول ضريح ولي صالح وتخلصت من وزر آثام أثقلت كاهلها لسنين طوال،لمحت البسمة ترتسم على شفتيها،سرور لا ينطفئ يضفي ألواناً من الرغبة في مقلتيها،اكتفيت بنظرة ذات مغزى ومضيت إلى غرفتي،كنت أعرف أنها ستتبعني، وكنت أشعر بأنني بحاجة ماسة لبشري يشعرني أنني ما زلت كائناً يستحق الشفقة والعون،جلست على السرير،جلست بقربي وراحت تربت على كتفي ربتات إغوائية..فهت:
ـ لم أنا منبوذ اليوم..
ـ لا تقل مثل هذا الكلام..أنت فتى الفتيان يا ولد..
ـ أ..أنا في حلم أم..مااااااذا..خبريني يااااااا(أم)..
ـ ألم أقل أنك بحاجة إلى من تسندك..
ـ لا أحد يريدني..الكل يمقتني..
ـ كان بإمكانك أن تتخلص من العزلة وتشرك امرأة منامك..
ـ تكويني خطأ..لا امرأة بوسعها إعادة بناءي..أنا أريد فتاة زلزال..زلزال عاصف يا(أم)..
ـ كل فتاة حين تكون لك ستغدو إعصار مدمر يا ولد..
ـ ومن يقول أنني سأهتدي لواحدة ستفككني وتعيد بناءي من جديد..
ـ حين تعود ستجد من ترغبها،أعدني أنك ستوافق على من أختار..
ـ ليس قبل أن أزيح هذه الغبرة من حياتي،كل شيء من حولي مكسو بغبار يتكاثف..
ألقيت برأسي على الوسادة،لا أعرف كم من الوقت استغرقت في شرودي،لكن الذي أتذكره أن (الأم)هي من أيقظتني،وعرفت أنني تجاهلت منبه الساعة،قادتني كما يقاد العليل إلى المغسلة وبعدها إلى غرفة الطعام،تناولت كوب شاي بلا طعم..قالت :
ـ وراءك طريق طويل..
ـ أحشائي لا تتقبل شيئاً..
ـ كن قوياً،سأجد من ينتشلك ويجعلك بقربي..
ـ ربما لا تلحقين ذلك..
ـ لا تهتم..أعتنِ بنفسك..
قبّلت يدها،سرعان ما رأيتها وسط نسوة رحن يبكين وهن يودعن أحشائهن،لفيف من الفتيان محشورين في مركبات يساقون إلى معسكر التدريب،كنت ألصق عيني وشفتي بالنافذة،استحالت الوجوه إلى سواد،وراح الفضاء يتمرغل بغبار يتخثر،كف هبط من عالم الحظوظ،أفاقني من ضياعي..
ـ تهون يا عزيزي..!!
كان ولداً أسمراً،من أولئك الذين جربوا الحياة القاسية،بدا لا مكترثاً،كان يطلق دخان سيجارته محدثاً جواً كئيباً داخل فضاء الحافلة،ابتسم حين التقت نظراتنا الإستغرابية..
ـ لم أبتعد عن مدينتنا..
ـ هناك سنبني مدينة لنا..
ـ مدينة..!!
ـ مدينة بلا نوم..بلا حبيبات يا صديقي..
كانت الحافلات تسير بوتيرة واحدة،أفعى طويلة تبدو،وكانت جموع من الفتيان على جانبي الشارع يزعقون ويلوّحون لنا،كنت أشعر بوهنٍ مستتب في بدني،وكنت أرغب أن أنام كي أتخلص من عبء التذكر والحنين الذي بدأت أشعر ببوادره الجارفة،كنت أزفر الشهيق بحرقة،للحق أقول كنت أختنق رويداً رويدا،شعرت بيد تمتد إلي،كانت تقدم سيجارة علاجية..
ـ أمقتها..
ـ ستغدو خير صاحب في آتون الجحيم..
ـ لكنني لا أحتاجها هذه اللحظة..
ـ خذ يا ولد كي تعرف قيمتها أوان اليأس..
تناولت سيجارة ورحت أعب حرائق واقعية كي أخمد حرائق خيالية..!!
***
ذات ليلة أخرج زميلي من جوف قلم حبر فارغ الأحشاء حفنة حبوب،للحق أقول،خلت القضية لا تستحق السؤال،توقعت أنه خبئها كي يحافظ عليها من التلف،وكنت أزمع أنه مصاب بداءٍ مزمن،لكن توقعاتي لم تكن في محلها..
ـ يبدو أنك صيدلاني..
ـ متنقل..
ـ أراك تكثر من تناول الحبوب..
ـ وكيف تريدني أن أصرف حياتي في هذا العماء..
ناولني قرصين صغيرين..قلت:
ـ ماذا تتوقع أشعر به..
ـ خذ وتخلص من يومك الثقيل..
ـ هي أيامنا كلها غدت ثقيلة..
ـ جرّب هذا العالم لتدرك أن هناك عقاقير غير مكلفة لكنها منقذة من أشد المهالك..
ـ قل لي ما فائدتها..
ـ ستنسيك جراحاتك العاطفية..
تناولت الحبتين ورشفت كوب الشاي ومضيت أسبح في عالمٍ أثير كملك بلا مملوك..!!
***
عالم وحشي،وحياة ما عادت تغري،حلقوا رؤوسنا ورحنا نقرض أعمارنا على إيقاعات رتيبة وتدريبات بدائية من أجل أن نتعلم كيف نقتل أو نتجنب القتل العشوائي للمدافع،ليست أمامي حلول سوى اللجوء إلى أية وسيلة تنقذني من هذا العذاب الذي لا يطيقه حمار وحشي أو متمدن، أقتل ساعات الليل بالتفكير العاطفي،ودائماً أجد ذلك الصديق القريب منقذاً وموفراً لي ساعات نوم لذيذ،دائماً كنت أجد بعدما أتناول الحبوب الساحرة فجوات مستصرخة تنزف ماء أغواري ،دائماً كنت أحتضن شيئاً أنيساً وودوداً،مخدة المنام تارة وأحياناً الصخور،كل شيء يغدو ذو ملمسٍ ناعم ومثير للشهوة وسيلة ترضية للأغوار المحتدمة،هكذا مضت أيام التدريب المختزل والمرهق قبل أن تنقلنا الحافلات إلى آتون جبهة سماءها قذائف وأرضها زلازل لا تهدأ براكينها..!!
قال لنا ضابط كبير:
ـ الواجب يتطلب وجودكم هناك،سترفعون رأس بلادكم..!!
أجابه صديقي صاحب الصيدلية المتنقلة:
ـ سيدي كيف نقتل العدو ونحن لا نعرف كيف نرمي..!!
تقدم منه الضابط الكبير،ربت على ظهره..قال:
ـ هناك ستتعلمون كيف ترمون أعداءنا بالرصاص..!!
ذهب الضابط الكبير،أعددنا حاجياتنا،رحنا نصعد إلى الحافلات،بينما مكبرات الصوت من فوق بناية التوجيه المعنوي تصدح بنشيد حماسي مرعب..
(ها..خوتي..عليهم..عليهم)
***
خجلاً أمشي وأنا أتسربل بلباس حرب معنوية أكثر مما هي حرب دفاع عن كرامة مستلبة،كان الزمن يحسسني أنني عدت من بعد دهر من الضياع،كانت أقدامي تصطكان ببعضهما خشية أن يراني أحد متسربلاً بلباس لا يليق بالعشاق،وحين وصلت الباب طرقته باستحياء:
ـ أمك في المأتم تعال..!!
دائماً هي هناك حيثما أكن،تخرج كومضة برق،تمتص أو تضخم ما أنا فيه من موقف،أخذتني وألقتني على الأرض ونالت ما كان يريح جسدها ـ لا تسأل كيف ـ فقدت صلتي بالعالم ما أن فاهت بما حدث،بالنسبة لي مات كل شيء،وموتي الآن هو موت تحقق سابقاً ولم يبق سوى جسد فارغ عائم على بركة قذرة من ذكريات وصدمات قدرية،آه..لم أعد أعرف لم أرجأت موتي طيلة هذه الفترة، كان موتي أطهر لحظتها ـ لا تقل كيف ـ كنت على أقل تقدير متجرداً من آثام ستضاف لاحقاً إلى كتابي المفضوح،آثام ثقيلة يا جناب الدكتور..!!
***


الورقة الخامسة عشر

ماتت(هي)..أنا متُ،شجرة بتروا جذورها،كائن سملوا عينيه،لا أرض تريح أقدامي،واصلت ثورتي، عيناي قررتا أن تخاصمان طيور الوسن،قلبي ينبض،الشهيق ما عاد يستعيد نظامه،هل حقاً حدث الذي سمعت،ظلّ السؤال مثل مطرقة يفتتني من غير إجابة،الدنيا تصرخ،ماتت(هي)،الشوارع تنوح(هي.. هي..هي)ماتت..ما..ما..ما..تت..تت..تت،)نعم أيها الباحث عن آلامي،مت بموتها،لا أعرف كيف أنقضت أيام إجازتي السبعة،لم أعد أعرف كيف انصرمت الليالي من غير رنين،من غير(هي)،قالت لي(الأم):
ـ لم تهذ يا ولد..!!
ـ أهذي..!!
ـ تمشي وتهذي،كأنك محموم..!!
ـ آه..أريد أن أهرب..!!
ـ تهرب..!!
ـ نعم..لدي رغبة أن أهرب..!!
ـ أين تهرب،الدنيا ملغومة بالوشاة،سيمطرونك بالرصاص في ساحة عامة..!!
ـ ليكن ما يكن،أريد الهروب من العالم..!!
ـ أنت تهذي يا ولد،سأأخذك للطبيب..!!
ـ دعيني..اتركيني..لا أريد مواعظ،لا أريد علاج..!!
تهاويت في حضنها،في تلك اللحظة شعرت بشيء يتمزق في جوفي،شيء أحدث صوتاً مثل تمزق قطعة قماش،وراح سيل الدمع يتدفق،هبط كفا(الأم)وراحا يروضان جسدي المرتعش..قالت:
ـ لم لا أقود لك أنثى تريحك من وجع الدنيا..!!
ـ كل إناث الدنيا لن يطفأن حرائقي..!!
ـ هناك واحدة جميلة ستعيد لك صوابك..!!
ظلّت تواسيني وأنا أغوص عميقاً..عميقاً صوب التعاسة،قبل أن تدركني(الحفّافة)وترافقنا إلى المشفى،تم ترتيب إجازة مرضية لي من عشرة أيام،فيما بعد عرفت أنها قامت بترتيب موعد غرامي مع ضابط كبير مدير المشفى العسكري،سحلت له تلك البنت الصغيرة التي أتت بها لي مرتين..!!
***
ـ يا بقرتي..كيف ماتت..!!
ضحكت بمكر ورثاثة،هزّت جسدها برقصة مبتذلة،تقدمت مني و(الأم)تراقب نمو العافية على وجهي..قالت:
ـ مثلما يموت البشر..!!
ـ لم ماتت،لم..لم..لم..!!
ـ ماتت كي تتخلص من تعاستك..!!
ـ أريحيني كي أريح مستودع فضلاتك..!!
في تلك اللحظة،استعدت وعيي،وجدت نفسي في محنة،خشيت أن أدلقت وعاء أسراري أمام المرأتين،وجدت(الأم)ناحتة عينيها بغرابة في،قل لي،أيها المعالج،هل أخطأت حين قمت من فراشي ورحت أهرب إلى العالم،نعم نهضت وأعلنت ثورتي على نفسي وعلى العالم،مضيت أشق مسارات الأزقة،مشيت عبر مجازات البساتين والحقول،بقدمين حافيتين،وأسمال النوم،فيما بعد تذكرت حماقتي،وتذكرت كيف خرج الناس ليلقوا نظرة إشفاق على شاب(تخبل)هكذا سمعت من أفواه النساء،بمجرد لبست العسكرية،عالم أين أيها الطبيب،وأنا أين،ألم أقل لك عالم غير متعلم،يفسر الأشياء من قشورها،عدت ووجدت(الأم)صامتة،تنحت عينيها في بأسئلة فضائحية..قالت:
ـ ألهذه الدرجة كنت تحبها..!!
***
قبل عودتي إلى آتون الحرب،وجدت نفسي أمام(الأم)،كانت ترتب غرفتي،كنت عائداً من تجوالاتي الهذيانية،قرار اتخذته بعدما صارت العيون تفتكني،مضيت أختلي على حافة النهر،بين الأشجار،أنزف دموعي وأعود بلا مشاعر،لا رنين في الليل،ماتت الساعة بموت(هي)،مات الكائن اللعوب المشاغب،همد غير راغباً مواصلة الحروب الليلية،دخلت ووجدت(الأم)،توقفت وألقت نظرة غريبة علي،تجاهلت نظرتها،تقدمت من سريري وألقيت بجسدي على فراشي..قالت:
ـ يا ولد عيب أن تحتفظ بهذه(..........)..!!
توقفت عن الكلام،ألقيت نظرة،وجدت في يديها صوّر،كادت روحي أن تطفر،كانت صوّر(هي)،قبل التحاقي بالعسكرية طلبت منها بعض الصوّر،أعطتني ما أردت كتذكارات للتخاطر والتواجد الروحي..قالت:
ـ هناك ضعني أمامك لنواصل الحب عبر الأثير..!!
لم أعد أعرف ماذا أقول،كل شيء أتضح،لابد أنها سمعت هذياناتي ووقعت على الجرم المشهود،تقدمت مني،جلست قربي ونهضت كي أجلس..قالت:
ـ يا ولد عد لرشدك..!!
نهضت وخرجت تاركة الصوّر على الطاولة..!!
***
لم أقتنع بما سمعت،ليس موتها طبيعياً،هذا ما قر في بالي،لابد أن هناك سبباً أكاد أن ألتمسه،وكما توقعت جاء الخبر اليقين من صاحبة الأسرار(الحفّافة)..قالت:
ـ حاول كثيراً إسعافها..!!
ـ ولم ماتت..!!
ـ أنت تعرف أيها الشقي لم ماتت..!!
ـ أنا..!!
ـ نعم أنت،تعرف..لم تتغابى..!!
ـ صدقيني أنا..أنا..
قاطعتني،ودنت مني،لم تكن(الأم)في البيت،خرجت لتتبضع،وكانت الساعة العاشرة صباحاً قبل يوم من ذهابي إلى الحرب..همست في أذني:
ـ أفعل ما آمرك به لتعرف سر موتها..!!
ـ سأنفذ ما تأمرين به،لكن ليس قبل أن تبوحي بما عندك..!!
ـ حسناً..لنتعرى أولاً..!!
ـ وهل في كلامي شك..!!
ـ كلاّ..سأبوح بالسر لحظة أرى كائنك في لحظة غضب..!!
أجبرتني أن أفعل ما أرادت،كنت مريضاً،يائساً،لا أرادة لي،مثل قشة تتناهبها الرياح،جلست قبالتي، جسد ضخم لا مجال لومضة إغراء في ربوعه،نامت علي بثقلها الخرافي..همست بشهوة كاذبة أو مصطنعة:
ـ كان يحشر في أحشاءها لولباً مطاطياً..!!
***
في اليوم التالي ودعتني(الأم)،ذهبت أجرجر نفسي إلى جبهة الحرب،استقبلني صديقي صاحب الصيدلية المتنقلة..قال:
ـ لا تقل أنك لم تتزوج..!!
ـ أ..تـ..ز..و..ـج..!!
ـ سبعة عشر يوماً يا أبن(المكرودة)،ماذا عملت بها..!!
ـ كنت عليلاً..!!
ـ لا..لا..لا تكذب علي..!!
ـ صدقني كنت طريح الفراش..!!
ـ حسناً..تعال ورائي..
مشيت وراءه،خائر الإرادة،ليس لدي رغبة في الحياة،وصلنا مكان في الساتر الرئيس،قبالة مزغل يطل على المسافة الفاصلة بيننا وبين الإيرانيين..قال:
ـ أنظر..!!
أرسلت عيني،وجدت جثث طافية في الماء..قلت:
ـ من هم..!!
ـ نصف الزملاء،لقد نجونا من الموت،كنّا في إجازتنا يوم تعرضوا للهجوم..!!
في تلك اللحظة صفّرت رصاصة قنّاص واستقرت في كتفي اليسار،تهاويت وسحبني صديقي،بعد يومين وجدت نفسي في إجازة خالدة..!!
***
متمدداً على فراشي،لا رغبة لدي في شيء،جاءت(الحفّافة)عصر اليوم الثاني لوصولي،ثرثرت كثيراً مع (الأم)،لم أجد لدي رغبة للحوار معهن،غارقاً في تيه(هي)التي تركتني ورحلت باكراً،يائساً من قوادم الأيام،انتهزت فرصة خروج(الأم)..قالت بهمس مبحوح:
ـ كانت حامل..!!
ـ ممن..!!
ـ منك يا ملعون..!!
***



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفل قلبي(رواية)10
- قفل قلبي(رواية)9
- قفل قلبي(رواية)8
- قفل قلبي(رواية)6
- قفل قلبي(رواية)7
- قفل قلبي(رواية)5
- قفل قلبي(رواية)4
- قفل قلبي (رواية)3
- (قفل قلبي)رواية 2
- (قفل قلبي)رواية1
- الحزن الوسيم(رواية)9 القسم الأخير
- الحزن الوسيم(رواية)8
- الحزن الوسيم(رواية)7
- الحزن الوسيم(رواية)6
- الحزن الوسيم(رواية)5
- الحزن الوسيم(رواية)4
- الحزن الوسيم..(رواية)3
- الحزن الوسيم..(رواية)2
- الحزن الوسيم..(رواية)1
- مزرعة الرؤوس(قصة قصيرة)


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تحسين كرمياني - قفل قلبي(رواية)11