أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حافظ سيف فاضل - الحرة فلانة بنت فلان














المزيد.....

الحرة فلانة بنت فلان


حافظ سيف فاضل

الحوار المتمدن-العدد: 885 - 2004 / 7 / 5 - 02:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


رزقت بمولودة جميلة أسميتها "روزالين" تمت ولادتها في مستشفى جيد التحضير والنظافة والمعاملة الحسنة كان ذلك في مدينة اوروبية. عندما حان وقت تسجيلها واٍستصدار وثائق الميلاد طلب منا وثيقة عقد الزواج مترجمة الى جانب جوازات السفر او بطائقنا الشخصية. كانت سفارتنا مشكورة قد اعدت سلفا لمواطنيها ودارسيها مذكرات جاهزة تفيد بشهادات تطلب دوما عند المعاملات لمواطنيها فقط يعبئ اسم صاحب الشأن في الفراغ, ومن ضمنها شهادة الزواج ولكن لم تقبل كونها ليست عقد النكاح الشرعي الاصلي ومترجم ترجمة محلف.
احسست بالاحراج عند تحويل صيغة عقود النكاح الشرعية وترجمتها الى لغة اخرى أجنبية فنجد كلمة "الحرة" فلانة ونجد جملة "المهرالمتراضى عليه والمؤجل والمبلغ.. بمئات الالوف من الريالات". فسؤلت سؤالا متوقعا هل لازال في بلادكم اليمن اٍماء وعبيد, فكلمة الحرة في عقد النكاح الشرعي تدل على التمييز بين الاماء والحرائر فلفظ كهذا يوحي الى زمن العبودية والقرون الوسطى التي عمدت على اٍزالتها الانسانية بالثورات الدموية والانعطافات التاريخية الهامة في حياة البشر!! ولم نخلص بعد من هذا الموقف المحرج, فصيغة المبالغ المالية المكتوبة المرتفعة المدفوعة حال العقد والمؤجلة جعلت الاعين تتلاقى والابتسامات الساخرة تصبح عريضة في المكتب المعني باستصدار الوثائق للمواليد, ففي مفهومهم - ومن حقهم- الزواج عندنا بيع وشراء.
اعتقد ان وزارة العدل اليمنية وتحديدا (الادارة العامة للتوثيق والتسجيل) قادرة على ان تعيش العصرالحاضر وان تجد صيغ مقبولة عصرية في عقود نكاحها الشرعية باسلوب مدني فتلزم كتاب العقود ان يلغوا من مفاهيمهم كلمات لم تعد لها اثر على ارض الواقع "كالحرة", وموضوع "المهر" ممكن ان يرفق بسند شرعي يطابق رقم العقد مستقل يمكن الاستغناء عنه وعرضه عند الشرائع او وقت الحاجة تجنبا للاحراج من هول المبالغ الباهظة والخزى امام الاجانب.
**

بلادنا اليمن ليس لها مثيل فهي رائعة ولكن بما حباها الله لا بما صنعه اٍنسانها فهي رائعة من حيث الجو والطبيعة وتنوعها, ولكن بنيتها التحتية مكسحة والبنية التحتية هي من صناعة الانسان. عند عودتي الى ارض الوطن عبر بوابة مطار صنعاء الدولي مرورا بمطارات اشبة بالمدن التي تأخذ الالباب والوجوه الرطبة الحسنة المزالة من المظاهر المسلحة والعسكرة ويغلب عليها العنصر النسائي, فمطارنا للاسف يتصف بقلة الاضاءة ترهقه قترة, يصطف القادمين لختم الجوازات على خطوط طبشور يخطها عسكري صارخا بالدور.. بالدور وأخر يشعل سيجارته وهناك من يخزن القات, والبديع في الامر اننا وجدنا صفا اخر ماكث منتظر "ترانزيت" فهرع موظف المطار (مصمط مبنطل) وبيده جهاز لاسلكي يدعو ركاب الترانزيت للاستعداد والهرولة للمغادرة.. هيا هيا جبوتي جبوتي, وكأنها فرزة "دمت" فعلم المسافرون ان طائرة جيبوتي مستعدة للاقلاع وركضوا خلفه كل يحمل شنطته. لم يكن هناك لوحة كبيرة مضيئة للاقلاع والمغادرة كمطارات (مدن خلق الله) او ان اللوحة كانت لاتعمل مطفية لذلك لم نلحظ وجودها ربما, لاني في الحقيقة لست مقتنعا بان مطار صنعاء الدولــــي لايوجد به لوحة اقلاع ومغادرة والاهم من ذلك ان وجدت ان لاتكون مضيئة!!
**
يصطدم من دخل بلادنا بسبب نقلة التغيير المفاجئ من الخارج للداخل ويشاهد كل ماحوله قديم ومقزم حتى اشارات المرور ومظلة عسكري المرور التي طال عمرها منذ زمن دخول الجيش المصري اليمن لاتزال بل تجدد برنج ابيض واسود مخطط شبعت النفس من رؤيته. مسألة الالوان هامة لها تاثير على النفس البشرية وعلم النفس الحديث يعتمد على الالوان وتاثيراتها السلبية والايجابية. فدول المنظومة الاشتراكية الشيوعية سابقا كانت تصبغ بكثرة اللون الاحمر الرسمي والالوان القاتمة الرمادية وما ان اندحرت تلك النظم حتى زيلت معها طبعة الالوان الشيوعية الشائعة من على الشوارع والمؤسسات الحكومية وطليت سيارات الشرطة والجيش وبزاتهم بالوان زاهية مغايرة حتى لايتذكر المواطن تلك الحقبة الثقيلة على العقل والحرية وتبدلت المحلات التجارية وتزخرفت بحلل راقية وتنورت شوارعها وابتهجت في ظرف سنتين اثنتين من سقوط الحكم الشيوعي. الا المدن اليمنية تتقدم ببطء شديد وعشوائية والطريف في الامر يتم مقارنة الجمهورية اليمنية بحقبة عهد الامامة البائد ومدى الفرق وقطع الشوط الحضاري. وينسى المقارن ان لنا جيران هم مقياس تقدمنا وتحضرنا اين هم واين نحن الان!!! الآ يصاب بالحرج من هم في مركز القيادة او اعضاء الحكومة عند استضافتهم لوفود ورؤساء دول عربية واجنبية ومرورهم من شوارع العاصمة ؟!



#حافظ_سيف_فاضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبية من هذا الزمان
- مقترح لتطوير العملة اليمنية
- خديجة والنقاب
- اعادة صياغة الثقافة العسكرية
- اكذوبة الاصلاح من الداخل
- مجموعة خيبات امل
- الارهاب من المنظور النفسي
- الاعلام وتشكيل الوعي المزيف
- الايدز ليس رعبا.. مرعب مادمنا نجهله
- من ابو غريب الى دار البشائر
- الآم المسيح
- الخطاب المأزوم
- كنت اتسائل.. (!؟)
- مقترحات للحد من ظاهرة حمل السلاح /في الحالة اليمنية
- انظمة العقد القادم والبقاء للاصلح
- ولايات من ورق !!
- الماورائيات
- المطلوب من الاشقاء العرب تجاه العراق
- ارهاب القنابل الموقوتة
- صعوبة العقلية العربية


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حافظ سيف فاضل - الحرة فلانة بنت فلان