أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر علي - مسرحية جديدة















المزيد.....

مسرحية جديدة


حيدر علي

الحوار المتمدن-العدد: 885 - 2004 / 7 / 5 - 02:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكتمل الرواية إلى الآن فمازالت فصولها تتوراى ..ألرواية التي ابتدأت كتابتها منذ ستينات القرن المنصرم ,,لازالت تترى بفصول بعضها مضحكة في آن ,, ودراماتيكية في آن آخر ..أما الحقيقة فأنها تتوارى هناك ..في مبنى البتاغون،، أو في خزانة من خزائن السي أي إيه ...وبالذات في قسم الديكتاتوريات ،، وأول أبوابه هو العراق ...نعم فالعراق يشكل أهم قسم يمكن من خلاله أن نكتشف كيفية تطور النظم في منطقة الشرق ألأوسط منذ النشأة والنضج ثم السقوط المفجع والمدوي ...هذا السقوط الذي يجعلنا نشعر بالاشمئزاز والتقزز ..والرثاء في نفس الوقت إلى تلك الكاريكاتيرات العربية ..وأكذوبة مفاهيم الاستقلال ،والقيادات، والرموز...فبجرة قلم يتحول صدام من رئيس وممثل دولة ونظام ورمز تحرري إلى مجرد مسكين بائس لا يعرف ما يخبأ القدر له ، وهو مركن في زاوية وظلام حتى انه لا يعرف اليوم من الغد وما اسم يومه ...فهو مجرد كائن ، أو شبح كائن لشخص كان حتى القريب تخشاه الملايين، واقرب إلى الأسطورة منه إلى الإنسان ...فهو صورة لنظام أكلته العثة والتعفن فما عاد ينتظر سوى إطلاق رصاصة الرحمة عليه وبعدها يصبح حدث في الماضي ويركن،، وتركن معه أسرار المغامرات العسكرية ، وأسرار مقتل مئات الآلاف من العراقيين ،،وأسرار مقابره الجماعية وسجونه التي لا تحصى ...فرصاصة الرحمة هي بحق رحمة به، وبأمريكا بسياستها الخارجية فمقتل صدام المعنوي لا المادي هو إغماض وإسدال الستار على قذارة أمريكا وما فعلته بالعراق منذ نشؤ نظام البعث فيه ,,فالصورة جاهزة ولا تحتاج سوى إلى ر توش ولمسات مخرج بارع يتمها كي نقول ونهتف ...آه ما أجمل وأروع أللقطات ...فالبراعة التي تم بها كتابة فصول الرواية تجعل البعض يهمس خائفا ,,إنها أمريكا ماذا تريدونا أن نفعل ,, إنهم يقولون ..نعم هي أمريكا من قوًته وهي من ساعدتهُ وهي من دعّمت أركان حكمه بل أكثر ...هي من أحالتهُ وأعانته على إيران وهي من أعطته الضوء الأخضر لغزوِ الكويت بل أكثر فان بوش الأبْ من ساعده على الحصول على أسلحته التي أباد بها الأكراد ورامسفيلد كذلك ,,,نعم: نعرف هذا ، بل نعرف أكثر إنها هي من نصبت حكام بغداد الأخيرين كما نصبته من قبل ، نعرف كل هذا فماذا نفعل ,,,,,انظروا إلى هذه الديمقراطية هاهو جزار بغداد في الأغلال مقيد اليدين والرجلين ..يحال إلى المحكمة .أليس هذا ما كنا نسعى أليه ....؟؟؟؟
نعم انه كذلك يا سادتي ...فإحالة صدام إلى المحكمة هي مبتغى وغاية لكل العراقيين بل؛ رؤيته مكبلا هي غاية الغايات ..ولو كان في الامكان تعذيبه سيكون أكثر فائدة ؛ بل الدوس عليه ، أو جعله في قفص كي تتفرج عليه شعوب الأرض حاله حال أي حيوان يكون في أقفاص السرك؛ سيكون المنى ....
عندها ستخمد نيران الحقد التي زرعها في نفوس ضحاياه، وعندها يمكن أن ’نسامح وننسى ما وقع ..أي أن نَنسى خمسة وثلاثين عاما من القتل والدمار ...عندها يمكن إن نُمحى هذه الفترة المظلمة من تاريخنا ولا نعود نشير أليها حتى ولو بكلمة .....
يا لِفرح أمريكا بل يا لزهوها وانتصارها الذي لم تكن تحلم به يوما أن يتحقق ...فهي تجني مالم تستطيع أن تجنيه في حديقتها الخلفية وتحقق مالم تحققه من قبل فمن يستطيع بعد ذلك أن يقول لها ؛
لا... أنت المسئولة عما جرى ؟؟؟
ومن يستطيع أن يُشير ولو مجرد إشارة إلى ما فعلت فصكوك البراءة جرى توقيعها في بغداد ...والغفران كذلك
إنها معجزة تتحقق عبر مسرحية محاكمة صدام ...إنها اكبر معجزات التاريخ المعاصر...فمن خمسة وأربعين دقيقة من الكلام لا يظهر للعالم منها سوى خمسة دقائق ...ومن إحداث خمسة وثلاثين عام لا يحاكم صدام سوى على سبعة تهم ....فالعملية واضح وضوح الشمس
لماذا دخلت الكويت ...لأنهم قالوا أنهم سيجعلون سعر العراقية عشرة دنانير
يا للبطولة ويا للعشائرية ...فحكامنا عشائريين أكثر من كونهم قادة ...وأبطال أكثر من كونهم أشخاص عاديين
لماذا ضربت حلبجة بالكيماوي ..أنا سمعت ذلك
طبعا أنهم معزولين يسمعون الأحداث من الراديو وليسوا هم من يقررها
فهذا ما تريده أمريكا .. يا .للمهزلة التي ابتداء الفصل الأول منها .....
فأمريكا ترسل رسائل واضحة سواء لحكام العالم والى كل الديكتاتوريات وكذلك إلى حكام بغداد الجدد...هذا مصيركم ومصير من يشق عصى الطاعة فهي ليست مسئولة عن أفعالكم حتى وان كانت هي من أصدر الأوامر بل انتم المسئولين وإذا في لحظة ما أدرتم ظهركم لها فالنتيجة هي قاعة تحاكمون بها.

إن أخراج محاكمة صدام بهذه الطريقة السمجة,, وجعلها مهزلة هي ما تصبو أليه أمريكا فهي لا تريد أن تحرج نفسها ورموزها,, وتزجهم في مسالة غاية في الخطورة على مستقبلها السياسي ...فمعروف أن مستقبل أمريكا السياسي في العالم ومقدار سيطرتها سيكون على المحك إذا ما كُشفت أسرار العلاقة بينها وبين جزار بغداد ..فالادراة الأمريكية الحالية هي نفسها من دعمته إذا بان شهر العسل أيام الثمانينات,,, وهم أي الأمريكان لا يتحرجوا عن هذا القول ...فعندما سال رامسفيلد حقيقة الدعم الأمريكي لصدام وتزويده بالأسلحة الكيماوية لم ينكر أن مصلحة أمريكا اقتضت ذلك بل هو يقول بصريح العبارة أن دعمهم له كان في صميم المصلحة الأمريكية,, فتزويدهم له بتلك الأسلحة وغض النظر عن استخدامها ضد الأكراد كان مصلحة أمريكية على الر غم من تعارضه مع القانون الأمريكي نفسه الذي ينص صراحة على عدم تزويد أي جهة بالأسلحة الهجومية التي يمكن أن تستخدم ضد الآخرين.
فأمريكا في هذه الحالة انتهكت قوانينها من اجل مصالحها ...ومن اجل مصالحها داست على صدام حسين ومن اجل مصالحها تم الفتك بالعراقيين ,,ترى ماذا سيحدث في المستقبل من اجل مصالح أمريكا أيضا ؟؟؟
أي ما سيكون مستقبل الإنسان العراقي خصوصا بعد أن تم ربطه بمصالح أمريكا التي اقتضت إزالة صدام ....فالارتباط بالمصالح الأمريكية معناه المقامرة بمستقبل الإنسان العراقي ....هذا المستقبل الذي تلفه الضبابية والغموض الذي يتأتى من كون أن اغلب معاناة العراقيين هي نتيجة لسياسة تلميذ أمريكا النجيب صدام ......فخسائر الحروب والمديونية الهائلة وتعويضات الحروب مُطالب أن يسددها هذا الإنسان .....فدول الخليج التي دعمت صدام ومن ثم قاتلت ضده وعلاقاتها معه يجري التستر عليها ...حيث يجري التستر على الدور التي قامت به كل من السعودية والأمارات والكويت وغيرها بعرض هزلي بائس من تمثيلية المحاكمة..
فإخراج المهزلة بهذه الطريقة سيؤدي إلى اغماط حق العراقيين بالمطالبَ بالتعويض من كل القوى التي آزرت صدام ,,,فدول الخليج وأمريكا هي التي يجب أن تعوض العراق وهي المديونة بالاعتذار عما فعلته به ,,فتبجح الكويت بكونها شاركت بتحرير العراق لا ينفي كونها من ساهمت بقتل العراقيين من قبل عبر دعمها لصدام ودور السعودية لا يخفى في ذلك
من هنا يجب أن تكون محاكمة صدام علنية وحقيقية كي يبنى عليها أسس العلاقات العراقية مع العالم في المستقبل ,,,فالشعب العراقي هو الخاسر الوحيد في كل الأحوال وهو من يستحق إن نقول له أننا قد أجرمنا بحقك فمهما تفعل أمريكا,,, ومهما تنازلت دول العالم عن مديونيتها فهي شيء قليل في حق العراقيين ..فهم من خسروا الأرواح والمال والمستقبل فأي جيل سيخرج من العراق بعد كل ما شهده وأي إنسان..
فالإنسان العراقي هو المادة لتجاذب وتنافر هذه القوى,, وهو من دفع الثمن الغالي وله الحق أن يعرف حقيقة المجرمين ويستحق أن يعرف هذه الحقيقة ......فتقديم أكباش الفداء لن يجدي نفعا,,, ولا يوقف تفاقم حالة التردي الإنساني التي يعيشها العراقيين ...فمحكمة من هذا النوع ستزيد من حالة اللامبالاة ومن تفاقم النفور بين مكونات الطيف العراقي ,,,فإخفاء الحقائق .والتحدث بأنصافها مع عدم كشف بؤر الأجرام الحقيقية في المنطقة هو خير مكافأة تتلقاها أمريكا على احتلال العراق وخير مكافأة لهذه النظم التي ساهمت بشكل رئيسي في محنة العراق.



#حيدر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحدث والتحليل ج2
- الحدث والتحليل ج1
- اليسار ومخاطر المرحلة
- ارهابي يراس حكومة
- ديمقراطية أمريكا ،،،، رومانسية الأحزاب
- أمريكا والغوص في الرمال العراقية المتحركة
- الديكتاتورية ،،، الجذور ،، الاستمرار
- إفلاس فكري ،،،إفلاس موضوعي
- المعارضة العراقية ،،،،، السير إلى المجهول
- الجلوس على الخازوق الأمريكي ،،،،،، ديمقراطية الخوزقة للمعارض ...
- الوعي ،،،الديكتاتورية ،، الفاعلية
- العشائرية والنهاية المحتومة
- اليسار العراقي والموقف المطلوب ،،،،،،،، في الرد على كامل الس ...
- رامسفيلد بالأمس زادة اليوم
- ثقافة التغييب


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر علي - مسرحية جديدة