أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طاهر الخزاعي - محكمة صدام بين السلب والايجاب ومحاولات تغييب صوت الضحية العراقية















المزيد.....

محكمة صدام بين السلب والايجاب ومحاولات تغييب صوت الضحية العراقية


طاهر الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 885 - 2004 / 7 / 5 - 02:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


من المهم جدا أن يمثل صدام ورفاقه في الاجرام أمام محكمة عراقية تقتص منهم ما اقترفوه من جرائم يندى لها جبين ابليس وهتلر ونيرون والحجاج وفرعون .. وجميل جداً أن ينتعش الشعب العراقي – نفسيا – لبرهة من الزمن وهو يرى جلاده المتجبر في المحكمة ذليلا خانعا تعلو وجهه سنحة البؤس والشقاء والهزيمة النكراء .. وجميل أيضا أن تكشف المحاكمة الأوراق أكثر لتنبري أصوات صدامية في الاردن ومصر وليبيا وغيرها من الدول العربية والاجنبية لتدافع عن جلاد العراق لتشارك بذلك صدام في إجرامه ضد الشعب العراقي , ومهم أيضا أن يرى رفاق البعث أمين سر قيادتهم القطرية وعضوها القومي وفارس الأمة الأوحد وحامي حماها وفخر العرب وعبد ربه المؤمن وقد واجه مصيرا لم يكن في الحسبان , تلك هي محكمة الشعب لطاغيته .. كل هذا مهم وجميل وله مغازٍ ودلالات كبيرة على المستوى السياسي والأمني والاجتماعي ولعل رمزية العدالة في عراق ما بعد صدام بحيث يحق لأكبر جلاد ومجرم في التاريخ المعاصر أن يمثل أمام محكمة عادلة علنية شفافة , يدافع عن نفسه ويوكل محاميا لذلك , لعلها اشارة عظيمة في معناها اذا نظرنا الى الأمور بصورة مجردة ! وأن يطلع من لا يعرف صدام على حقيقته من خلال المحاكمة .. ولكن الأهم من ذلك كله أن يكون الخصم حاضرا في المحكمة وأن يكون للضحية صوتها والشعب العراقي هو الضحية لسني حزب البعث وصدام العجاف .
ونظرة تحليلية سريعة لمحاكمة طاغوت العراق الأكبر يمكن تثبيت بعض الاثارات :
الأولى : ليس الوقت مناسبا لهذه المحاكمة ومن الواضح ان اختيار يوم الثلاثين من حزيران والاستعجال الشديد لظهور المحكمة في هذا اليوم تم للاشارة الى أن العراق استعاد سيادته .. وهذه لعبة سياسية لا ينبغي أن يلعبها الساسة الجدد في العراق لأن الشعب العراقي أصبح خبيرا بمثل هذه الحركات أولاً ولأن الشعب تواق الى الشفافية والى سيادة حقيقية غير منقوصة ثانياً .. كان بالإمكان تأجيل هذه المحكمة حتى خروج قوات الاحتلال من شوارع بغداد على أقل التقادير أو الى يوم اعادة فتح أحد مطاراته المفتوحة لطيران الاحتلال !.. واذا كان هذان الأمران من الصعوبة بمكان أن يتحققا في المستقبل القريب كان التريث لمدة اسبوعين أجدر ومحاكمته في يوم 17 تموز ليكون رمزاً لكل من أوصله في هذا اليوم ليحكم العراق بجرائمه !! .

الثانية : عنوان جلسة المحكمة هو قراءة التهم على صدام , ولا ندري هل أن صداما مجرم أم متهم ؟ وهذا العنوان وحده يلزم الجميع أن يتعامل مع صدام كونه بريئا الى الآن وبالتالي هذه الاخفاقة الكبيرة تعطي الحق – الشكلي – لمن يطالب بالدفاع عنه , ذلك لأن المتهم بريء حتى تثبت ادانته ! , ومنطق المحكمة يقول أن صدام متهم والقاضي أحضره ليخبره بالتهم الموجهة اليه وفي هذه وحدها معنى عميق وكارثي في آن واحد . لأنه ببساطة شديدة يتسلل الاشكال حتى الى معارضة صدام بل والى قرار الاطاحة به لأن الجرائم لم تثبت بعد !!! فصدام لا زال متهما وكيف يصح ترتيب قضايا كثيرة جدا على ضوء نتائج لم تظهر بعد ؟! أليس هذا التناقض بعينه ؟ . يبدو أن الهدف السياسي الوحيد والاستعجال الشديد في تنفيذه أوقع القائمين على المحاكمة في اشكالات وتناقضات مُحكمة . والسبب في ذلك كله يعود الى استبعاد الجانب العراقي الوطني من التخطيط لهذه المحكمة .

الثالثة : في التهم الموجهة لصدام تم ذكر بعض المفردات لا تصب في مصلحة العراق كدولة , مثل تخصيص الأكراد , وكان الأجدر أن يكون انتقاء المفردات مناسبا والهم العراقي , فصدام أجرم بحق الشعب العراقي وضرب الشعب العراقي بالمواد الكيمياوية , وهكذا صب جرائمه على الشعب العراقي دون النظر الى كردية هذا وشيعية ذاك بقدر ما كان الأهم عنده الولاء والتمجيد لشخصه وحزبه . كان يجب توجيه التهم الى صدام بعنوانها العام وليس الطائفي أو العرقي كأن تُصاغ بـ ( ضرب ابناء الشعب بالاسلحة الكيمياوية واستخدام سياسة الابادة الجماعية ضد الشعب , مدينة حلبجة مثلاً ) . العزف على الوتر العرقي والطائفي في نصوص الاتهامات يضر بمصلحة الشعب العراقي .

الرابعة : الشعب العراقي ليس وكيلاً عن ايران لكي تكون جريمة صدام في حربه ضد ايران من بين التهم الملقاة عليه .. هذه ليس من اختصاص محكمة عراقية بل شأنها دولي تتكفل متابعتها ايران في المحافل الدولية .. وهذه الجريمة الصدامية بحق ايران لا علاقة للشعب العراقي بها , بل بالعكس تماماً فالشعب العراقي كان ضحية هذه الحرب وراح ضحيتها قرابة نصف مليون عراقي فضلاً عن تبديد ثروة العراقيين على الاسلحة لاستدامة الحرب الظالمة تلك .. والمشكلة أن المحكمة بادراج هذه التهمة – الجريمة – لصدام تحاكم الشعب العراقي وليس صدام ! إذ ان ايران من حقها - اذا اعترف صدام بالاعتداء – أن تطالب بتعويضات ومعلوم أن هذه التعويضات ستكون حملا اضافيا على كاهل الشعب العراقي وفي أحسن الاحوال ستكون ورقة ضغط خانقة على الحكومة العراقية المقبلة ! ولا ندري ماهي مصلحة فتح هذا الباب الذي يجلب الظلم والنهب لثروات الشعب العراقي من جديد باسم جرائم صدام ؟! . اللهم الا المغازلة ضمن المعادلة السياسية من أمريكا تجاه ايران لكن على حساب الشعب العراقي وثروته الوطنية .

الخامسة : التهمة السابعة ( غزو الكويت ) لا محل لها من الاعراب في هذه المحكمة للسبب ذاته لأنها شأن دولي وليس شأن المحكمة العراقية .. كل هذا يدعو المراقب أن يشكك بعراقية هذه المحكمة من جانب . ومن جانب آخر تلك المفارقة الكبرى في هذه التهمة السابعة , فكيف يكون صدام متهما بغزو الكويت ولم تثبت الجريمة بعد ؟! لستُ قانونيا ولكن أجدني مضطراً لتوضيح هذا الهراء الذي جرى في المحكمة .. حسب منطق المحكمة أن صداما متهم بغزو الكويت وهذا يعني أن الجريمة لم تثبت باعتبار براءة المتهم لحين ثبوت الجريمة ! .. بينما نجد أن الامم المتحدة ومجلس الأمن أثبتا هذه الجريمة – غزو الكويت – وترتب على ذلك التحالف الذي حرر الكويت في عام 1991 بل والأهم من ذلك كله أن العراق دفع ولا زال يدفع التعويضات للكويت ولكل من تضرر في الكويت وبسبب الغزو الصدامي لها ! فهل كان دفع كل هذه التعويضات لمجرد تهمة لم تثبتها المحكمة الخاصة بصدام بعد ؟! أليس هذا خلاف المنطق ؟ . مع العلم أن التعويضات التي حصلت ولا زالت هي من أموال الشعب العراقي وتم تكبيل العراق بها كدولة وشعب وليس كمسؤولين .. هل يحق للشعب العراقي أن يطالب باستعادة كل التعويضات التي دفعها العراق الى حين استكمال اجراءات المحكمة لمعرفة ثبوت التهمة أم لا ؟ وحتى لو ثبتت – وهي ثابتة – فالمجرم هو صدام وليس العراق ! .

السادسة : على المحكمة أن تدرج تهمتين – جريمتين - اُخريين لصدام لا تقلان عظمة في الجرم عن جرائمه الاخرى .
أولها : هي تمكين أمريكا من احتلال العراق , فصدام شخصا هو المسؤول الأول والاخير عن جلب الاحتلال للعراق , بغزوه الكويت , باصراره على الكذب والتدليس في قضية اسلحة الدمار الشامل , باصراره على لعبة جر الحبل مع المفتشين الدوليين طردهم مرة والتمويه عليهم مرات , برفضه كل المبادرات الموجهة اليه قبل الحرب بالرحيل عن العراق لتجنيب العراق هذا الاحتلال الكارثي المقيت .
ثانيها : الهروب من المعركة – وفقاً لقانون صدام – ووفقاً للقوانين العسكرية , صدام هرب من الحرب التي جر العراق اليها وسكن في حفرته الشهيرة ثمانية أشهر وأربعة أيام معرضا منصب رئيس الدولة الى أعظم اهانة واذلال (طبعا وفقا لمنطقه ومنطق المحكمة) فكلاهما يؤكد ويوجه الاتهام والدفاع بعنوان (صدام حسين رئيس جمهورية العراق) .. فالعراق وشعب العراق لابد أن يحاكم من يدعي رئاسته وقد هرب قابعا تحت الأرض لشهور عديدة ! ..

السابعة والأخيرة : المحكمة يجب أن يكون عنوانها ( محكمة الشعب ) عنواناً وفعلاً , وغياب هذا العنوان هو أول الغيث في تغييب صوت الشعب العراقي في هذه المحكمة , فالشعب العراقي هو الخصم الوحيد الذي لم يأخذ حقوقه من المجرم صدام .. وعلى هذا ولكي تكون المحكمة معبرة بحق عن الشعب العراقي وممثلة له في مواجهة خصمه يجب أن تتأجل المحكمة الى ما بعد انتخاب حكومة عراقية وطنية ذات سيادة كاملة غير منقوصة ولا تقع تحت أي تأثيرات أمريكية أو دولية أو اقليمية ولم يكن هناك أي تأثير سوى تأثير الشعب العراقي وحقه في القصاص من جلاديه . ومن هنا هي دعوة للشعب العراقي للحضور ميدانيا والمطالبة بأن يتولى هذا الشعب وحده محاكمة جلاديه بعد أن تحمَّلَ وحده دون منافس او مشارك كل عذابات هذه السنين الطوال وكل ويلات هذه الحروب والسجون والمآسي الجسام .. وان الذين أجرموا بحق الشعب ليسوا هؤلاء الـ 11 فقط وبقية حملة الفكر الاجرامي ينعمون في العراق بسلام آمنين !! .



طاهر الخزاعي
www.iraqsawad.net



#طاهر_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الوراء در !


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - طاهر الخزاعي - محكمة صدام بين السلب والايجاب ومحاولات تغييب صوت الضحية العراقية