أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - الضياع في كسب السلطة














المزيد.....

الضياع في كسب السلطة


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 20:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



في زحمة التحضير للانتخابات البرلمانية القادمة , ينسى البعض من العراقيين حقيقة العلاقة التي تضع النظام السياسي الجديد وتطور العملية السياسية تحت هيمنة المؤثرات الأمريكية , وعبر طرق قانونية , كبقاء العراق تحت طائلة البند السابع , والذي يعني ان العراق لا يزال قاصرا , وتستوجب رعايته من قبل طرف آخر , وكذلك الاتفاقية الأمنية وملحقاتها . الا ان هذه الطرق القانونية يجري تناسيها , وبدلها , يزدحم المكان باللافتات الوطنية , والأصوات المبحوحة التي تستجدي صوت الناخب العراقي , بالطرق المشروعة وغير المشروعة . وأخرها في الجنوب , بدل البطانيات والمدفئات يأخذ التعهد من الناخب مقابل خمسين دولارا . ولا شك ان رفع الشعارات الوطنية , والادعاء بتحقيقها دون الأخذ بتوضيح حقيقة مؤثرات الصراع الدولي – وهو الأهم – على سير العملية السياسية , وبالذات صراع المشروعين الرئيسيين , مشروع الراعي الأمريكي والقومي الإيراني , يجعل من هذه الأحزاب غير صادقة بادعائها علاج الوضع العراقي . والمتابع يدرك وبسهولة , ان اغلب هذه الأحزاب ترتبط بأحد هذين المشروعين , وبغض النظر عن التفاوت في إظهار حجم هذا الارتباط .

الطباخ الأمريكي , اعتقد انه المتحكم الأساس في الطبخة العراقية , ما دام باستطاعته زيادة النار وإنقاصها تحت وعاء العملية السياسية التي جمع فيها كل الأحزاب . وفاته ان التاجر الإيراني الذي ورّد بعض المواد الأساسية للطبخة , كانت غير صالحة , وعصية على النضوج , ومثلما يقول العراقيون على بعض حبات الفاصوليا التي تأبى النضوج ( نغلة ), إضافة إلى تدخل التاجر الدائم وبدون علم الطباخ , كأن يوضع الملح بكميات كبيرة , او البهارات الحارة جدا , والهدف هوإفساد الطبخة , وإبقاء الطباخ في احتياج دائم لبعض المواد الأولية من التاجر . وفي نفس الوقت زاد الطباخ الأمريكي من الحرارة تحت الوعاء لغرض القضاء على الزنخة البعثية , بعد ان وجد اللحم البعثي ارخص من باقي اللحوم , واقنع الآخرين باقتطاع الجزء الملوث , والمسبب للسرطانات والموت الزؤام , عن طريق شعار عودة البعثيين غير الملوثة أياديهم بدم أبناء العراق .

كلا الطريقين سيفشلان مثلما فشلا في السنوات السابقة , وما دامت الأحزاب العراقية لاتخرج في اطر عملها عن حدود هذين المشروعين نتيجة تهالكها للحصول على اكبر قطعة من السلطة , واعتبار السلطة هي الهدف الأساس وليس طريقا لإعادة بناء العراق , فستبقى الجماهير العراقية ساحة لهذا الصراع . إن إعادة بناء العراق لا يعطى من أي طرف كان , بل ينتزع , وبالقوة , من هذه الأطراف . وليس مقصود القوة استعمال السلاح فقط , وعندها سنغسل أيدينا إلى ابد الدهر , بل في توحد العراقيين حول مشروعهم الوطني , والذي لا يزال في الأفق البعيد .

لقد حاولت بعض الأطراف التي توالي احد هذين المشروعين , الخروج على سياقات مصالح الطرفين . والحالة الأكثر وضوحا , هو محاولة حزب" الدعوة " برئاسة المالكي , الذي انسلخ عن المشروع الطائفي لقائمته القديمة , وتبنى المشروع الوطني كما يؤكد هو وحزبه , وذلك عن طريق قائمته الجديدة " دولة القانون " , والتبشير بإقرار حقوق المواطنة المتساوية للجميع , وهو من الأسباب الرئيسية لفوزه في انتخابات مجالس المحافظات . إلا أن الأشهر الأخيرة كشفت ان هذا التوجه لم يدعم بخطوات عملية , مثل تجميع القوى الوطنية الحقيقية التي يهمها هذا المشروع فعلا , والقيام بخطوات إجرائية حقيقية لدعم هذا المشروع , مثل ترسيخ الأمن , والاهتمام بالحالة المعيشية للطبقات المسحوقة ,وتحقيق حدود الممكن من الخدمات الاجتماعية , وغيرها العشرات من الخطوات التي تعبد الطريق للمشروع الوطني , وليس الركض وراء أساليب فاشلة تبحث عن الفوز في البرلمان بأية طريقة , مثل زوبعة الاجتثاث , وبغض النظر عن من يستحق الاجثاث او من لا يستحق .

ان الركض وراء الكسب الانتخابي ولد إحباطا مزدوجا , للجماهير التي انتخبته على أساس برنامج " دولة القانون " من جهة , ومن جهة أخرى لحزب " الدعوة " وحلفاء " دولة القانون " الذين كان اغلبهم يطمح بالحصول على قطعة بسيطة من السلطة . ونتيجة عدم الثقة في تبني مشروع " دولة القانون " , والاستمرار على ذات النهج القديم , جرد المالكي وحزبه من الدعم الشعبي الذي حصل عليه في انتخابات مجالس المحافظات , وفي نفس الوقت فقد الدعم من الائتلاف الطائفي الذي خرج منه . ويعتقد البعض , ان عودته للتحالف مع ائتلافه القديم , قبل الانتخابات او بعدها , ستكون أشبه بالانتحار السياسي له ولحزبه " الدعوة " في نظر الجماهير وحلفائه الجدد , وفي نفس الوقت سوف لن يتمكن من فرض صوته مثلما كان قبل الخروج منه .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي خليفة والاستعارة من التاريخ
- بين الواقع والكلام
- حسين عبد المهدي والتوحد مع الضمير
- استعدادات مبكرة للأنتخابات
- القوى الديمقراطية العراقية والحراك المشتت
- من يضمن استقلال المالكي ؟
- واخيرا سينتهي الفساد
- 9 نيسان وبوصلة اللحظة التاريخية
- أحد بوابات سدة الكوت
- تداعيات ما بعد الانتخابات
- احداث من الزمن المنكوب
- شهادات تأبى النسيان
- المسرحية
- عمودي بحر العلوم وآية الله عجعوجي
- وقائع لاتبغي التوثيق
- الرسالة الاولى
- زوايا من زمن الطاعون
- احتفالات لها طعم خاص
- ذكريات لها رائحة الورد
- تهويمات تحققت بعد عشرين عاماً


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - الضياع في كسب السلطة