أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال نعيم - إنوثة...!














المزيد.....

إنوثة...!


جلال نعيم

الحوار المتمدن-العدد: 884 - 2004 / 7 / 4 - 06:12
المحور: الادب والفن
    


أنا إمرأة بلا أشرعة ..
أو هكذا قال لي (ألرّجل) ألمُعلّق مثل مسمار في حجرتي ، أو هذا ما قالته لي عيناه ، ربما لأنّه يصمت ليراقب ، أو يراقب ليحلّل دون أن ترتجف له شفة ، أو ترمش له عين ، قال لي مرّة " إنّكِ تجدّفين بألإتجاه ألذي تريدين دون أن تثنيكِ ريح او حتى عاصفة ! " (رأس ناشف) هو ما خرجت به من ألدنيا ، أو من تلك ألبلاد ألبعيدة ( أليست هي ألدنيا ؟! )
كنتُ اقول لا ، وأوافق نفسي دائماً ، إلإ إن نفسي لا توافقني وتروح لتتمرّد عليّ ، ربّما لأنّه ألمسمار نفسه ، ألمُعلّق في كلّ ألحجرات ألتي أسكنها ، هكذا ، حتّى بلا إذن أو مُقدّمات ، وحتّى بلا بداية .. هل أبحث عن نهاية ؟! لا نهايات عندي ، كما إنّه ليس خياري ألذي أجدّفُ إليه قدرَ ما هو ما أجده وأنا أرسو عند كلّ ساحل ، بحاجبيه الكثيفين أو من دونهما ، بصمت أو بدونه ، مسمار مُتسمّر ومُتَمَسمر على حائط حجرتي أو في راحة يدي مادام هو نفسه مَنْ يُحدّق و يراقب ويُحلّل ، بينما لا أملك أن أخفي شيئاً ، فأنا واضحةٌ مثل زورق وحيد في نهرٍ عار ، بلا أشرعةٍ طبعاً ، كما قال أو كما أوهمني ، فما عدتُ أميّز من أيّ ضفّةٍ جئتُ ، وإلى أيّ ساحلٍ أمضي ، وكأنّها مسافتي ألتي لا تكتمل إلإ به ، بعينيه ألمُقفلتين أو ألدامعتين أو ألبرّاقتين بغضبٍ لا يندمل ولا يقوى على تفجيره مثل أيّ مسمار عُلّق على حجرة أو في راحة يد ، وأقصد يدي ، يدي ألتي دأبت على ألتجديف وما ملّت منه ، لتجده في آخر ألدرب مثلما تركته في أوّله ، يُحدّق ويُراقب ويُحلّل ، رغم أنّي أكثر وضوحاً من زورقٍ بعيد و .. وحيد ، يُشيّد سماواتٍ بلا عواصف ومجاذيف بلا أذرع ، يتطّلع إلى أفق بلا صلاواتٍ أو أمنيات .. هكذا .. مثل فراغٍ مُطلَق ، أو أبعادٍ بلا بوصلات ، ولكنّه حتى عندما يشمّ في ملابسي ألداخليّة رائحة زورقٍ آخر ، أو طعم أمنية ، يلوذ بصمته وتحديقه ، بينما تندلق أللّذة مثل عسلٍ أحمر .. وأتشجّع فلا أخفي حُمرة تصعد إلى خدودي أو دهشة تتسلّل ألى أصابعي مُلامسةً ذاك ألزورق ، بملابس أو بدونها ، حيث برودة ألخشب وصلابته وروعة ألخلاص أو لوعته ، أو حتى مُجرّد دفئه وهو يتموّج فيّ مثل نهر ، وأنا أراقص ذراعيّ وأرفع صدري مُستقبلةً عواصفه مثل شراع ، بينما يدبّ فيّ مثل طفل أو دُمية أو بحرٌ أشتهيه فألقي مجاديفي فيه بكلّ لوعة ألمسامير ألمحفورة على جسدي ، أهتفُ فيه بصمتٍ أن "خذني" ، وأتأوّه ولا أهمس ، وأتهادى في ريح .. بيضاء مثل حمامة ، تتهجّى روعة ألتحليق ، تخترقني ألسماوات ألواحدة بعد ألأخرى ، حيث أسجد ولا أصلّي ، بينما أحلّق بين ألقارّات بلا حجراتٍ أو مسامير ، ولا حتّى ملابس تتضمّخ بعطر هالة من بياض مستحيل ، أغرقُ فيه ولا أجدّف ، لأنّ لجريانه فيّ عُمقَ نهر ونعومة خشب أوغلُ فيه لأتنفّس مثل إمراة ، وأسيل مثل أنثى ، وأتأوّه ولا أصرخ ، حتّى يتكاثف فيّ ، في جمجمتي غيمٌ أزرق ، أحلم به ولا أدّعيه ، أتوسّده مثل حمامة وأعانقه كموج لأتيه وتهطل أمطاري بهيئة زخّةٍ وصراخ وزخّةٍ وصراخ آخر ثمّ .. زخّة وأنين .. هكذا في عرض بحر ما ، ومن دون بلادٍ بعيدة ، وبلا مسامير أو حجرات ..
" عفواً .. هل قلتَ أنّي بلا أشرعة ؟ "



#جلال_نعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيفا كولومبيا ..! - قصّة
- سياط .. - قصّة
- إحتراق ..! - نصّ
- حوار شخصي مع عبد ألهادي سعدون ..!
- خمسة مسافرين .. في خمسة زوارق ورقيّة ..
- إنّهم يقتلون الجياد .. !
- روزاليندا ..!
- اليوم ألأخير للمطر ..!
- وقت للحب .. !
- مجانين
- إستمناء آخر
- محاجر


المزيد.....




- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلال نعيم - إنوثة...!