أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صباح كنجي - لماذا يتمادى البعثيون في جرائمهم؟!!















المزيد.....

لماذا يتمادى البعثيون في جرائمهم؟!!


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 12:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


فكرة الموضوع/ المقال لا علاقة لها بالتفجيرات الأخيرة التي حدثت في بغداد والموصل وكربلاء وبقية المحافظات التي ما زالت تنتظر دورها قريبا ً، ولا أضن إني متأثرٌ بما آلت إليه الجرائم البشعة التي حدثت وأدت إلى مصرع العشرات والمئات من الأبرياء في العديد من مؤسسات الدولة والمناطق السكنية.. ولستُ من المتحاملين على البعث ومخلفاته رغم جرائمه التي لا تعد ولا تحصى كي لا يعتبرني البعض الفقُ تهمة جديدة الغرض منها تشويه سمعة هذا الحزب المكنى بحزب البعث العربي الاشتراكي..
سؤال مازال يقلقني وأبحث له عن جواب، يدفعني للبحث والتقصي بحكم نشأتي في بيئة تسمى وطناً تحكمَ فيه البعثيون لأربعة عقود من الزمن، هي في ذات الوقت الأربعين من عمري الذي ضاع بين ملاحقات أجهزة الأمن والمخابرات قبل مغادرة المدن والتوجه للجبال البعيدة والقاصية لأكثر من عقد ونصف في اجواء الكفاح المسلح، الذي منحنا الفرصة للتعامل مع البعثيين المعتقلين في سجون الأنصار والبيشمركة وعدداً من ضباط مخابراتهم وبقية تشكيلاتهم المسلحة.
هذه التجربة التي كشفت لي ولغيري من العاملين في حركة الأنصار خواء وجبن ونذالة وسفاهة البعثيين. كما كشفت لنا في ذات الوقت أبعاد مخططاتهم الدنيئة وعدم وجود حدود لجرائمهم بحكم فقدانهم للقيم الإنسانية وعدم مراعاتهم لحقوق البشر والناس واستعدادهم لممارسة كل السبل لتحقيق غاياتهم..
من هنا يبرز السؤال المشروع عن هوية البعثيين الحقيقية؟.. هل هم بشر كسائر الناس؟.. هل تنطبق عليهم المواصفات الإنسانية ولو بحدودها الدنيا؟.. أي بمعنى آخر هل هم بشر عاديون؟.. أم صنف آخر من المحسوب على البشر؟.. هل لهم صفات خاصة تميزهم عن غيرهم؟.. ما هي ابرز صفاتهم؟ ..
وتبعاً لهذا وتأسيسا ً على الجواب المحتمل والمناسب.. ما هي طبيعة الحزب الذي أنشأهُ وشكله البعثيون؟ وكيف يمكن تقييمه؟ هل هو حزب سياسي تنطبق عليه شروط ومواصفات الأحزاب السياسية؟.. هل يمكن تصنيفه كحزب سياسي مثل بقية الأحزاب السياسية المعروفة؟ أم انه اقرب إلى عصابات القتلة والمجرمين؟!.
لقد تشكل حزب البعث كمكون تاريخي من مجموعة عاتية من العنصريين المتطرفين العرب، المتأثرين بالفكر النازي المؤمنين بفكرة الأنقلاب المستندة على العنف وتبجيل القسوة والظلم وسحق وتدمير الآخر المختلف معهم في الشكل واللغة والفكرة والأنتماء..
لهذا رفضوا أي شكل من اشكال الديمقراطية والتعددية وقدسوا الدكتاتورية وجعلوها وسيلة وحيدة للتحكم في مصير الشعوب والغاء حقوق بقية المكونات الأجتماعية والفكرية. ومارسوا ابشع وسائل الدمار والتخريب بحق من واجههم او وقف ضد اجراءات سلطتهم ونظامهم القمعي طيلة اربعة عقود من الزمن في السلطة بالأضافة الى ممارساتهم الارهابية المتواصلة عندما يكونون خارجها..
إنّ سلوك البعثيين الدموي مؤشرٌ لا يقبل الشك على استمرار خطورتهم على المجتمع من خلال جملة مظاهر متلاحقة منذ عام 1959 حينما باشروا بتنفيذ عمليات الأغتيال السياسي بنطاق واسع طال كوادر وشخصيات وطنية يسارية وديمقراطية بالاضافة الى الأبرياء من المواطنين العرب وغيرهم في الموصل وبغداد وكركوك وبقية المحافظات التي جعلوا من ابنائها اهدافها لهم فيما بعد فشل مؤامرة الشواف في الموصل.
واعتبروا مهمة تصفية قادة الدولة في المقدمة من اهدافهم بمن فيهم عبد الكريم قاسم الذي اطاحوا به فيما بعد في شباط من عام1963 ليبدأ فصلاً جديداً من ممارساتهم الأجرامية واستمرطيلة وجودهم في السلطة لغاية التاسع من نيسان2003.
والآن تتواصل ممارساتهم الأجرامية من خلال المفخخات والتفجيرات المتواصلة بالتنسيق والتحالف مع مجموعات القاعدة الاجرامية..
وعند التساءل عن مدى أهلية وإمكانية حزب البعث والبعثيين لتجاوز خندق الجريمة ونبذهم للعنف؟.. تستوقفنا الدعوات التي يطلقها البعض من السياسيين لجر هذا المكون من بقايا النظام السابق للعمل السياسي الراهن ودمجهم في قنوات العمل الديمقراطي بما فيها الأنتخابات، وتشكل دعوة رئيس الجمهورية الطالباني نقطة انعاطف في هذا الموقف الموالي لهذه النزعة الفكرية التي ما زالت تعتقد بامكانية حدوث متغيرات في تكوين وتفكير ممارسات حزب البعث..
السؤال المرادف لهذا الطرح هل أن طبيعة حزب البعث الفكرية..أيديولوجيته ونهجه السياسي و تاريخية الأجرامي ومحتواه الاجتماعي تؤهلانه لهذا التحول؟..
هل يمكن ان نشهد تحولاً مرتقبا ً في سلوك البعثيين المؤمنين بقيم البداوة والعنف وحرق وشوي وسحق الآخر كما فعلوها مع خصومهم من شتى الألوان والأتجاهات في كافة الأوقات ممن اعتبروا خونة واعداء يجب التخلص منهم حيثما تطالهم اليد، ولم يكتفي البعثيون بهذا القدر من ممارسة الجريمة بل واصلوا نهجهم الخطر في اشعال نار الحروب وتجاوز الحدود من خلال غزو أراضي الدول المجاورة واستباحة ممتلكاتهم ناهيك عن ممارساتهم الاجرامية بحق سكان الاهوار وكردستان الذين تعرضوا لعمليات الرشق بالكيمياوي والتهجير والترحيل والابادة الجماعية.. وهذا لايقلل من شأن بقية المحافظات التي طالتها يد الأجرام طيلة سنوات حكم البعث...
لقد كانت هذه الممارسات تجسيداً حقيقياً لفكر ونهج البعث وتطبيقاته العنصرية والدموية اللاحضارية، لا بل الهمجية وهي تتفق مع سجايا وخصال مفكري هذا الحزب وقادته وتنسجم مع نوازعهم الأجرامية..
وقد شهدت مرحلة ما بعد السقوط محاولات للتسلل السياسي من خلال عناصر بعثية الى مفاصل في الأدارة والمؤسسات الناشئة استقدمتها المحاولات الداعية لمشاركة البعثيين في العمل السياسي فماذا كانت النتيجة؟..
مشعان الجبوري كان عضواً في البرلمان وفخاً ارهابياً سرق وقتل وعربد وانتقل الى مواقع الأرهاب البعثية ومن بعده جاء الدايني وناصر وعدنان الهزاز ومن ثم وزيرالثقافة القاتل الهارب... والعشرات ممن ما زالوا يمارسون من خلال مواقعهم عبر ارتباطهم بصلات سرية مع تكوينات حزب البعث الجديدة اجرامهم ولسوف يتمادون في ذلك طالما كانَ من يعتقدُ واهماً ان هذا الكيان المنغمس حد النخاع بالجريمة سيغير من نهجه.. أو يعتقد بوجود جديد في سياسة حزب البعث بشقيهِ التي يتنازع على قيادتها عزت الدوري ويونس الأحمد..
أين تكمن الخطورة في هذا النهج؟ وهل هناك من جديد حقاً في سياسة البعث؟... لماذا لا نستوعب ونتعض من تجارب الماضي؟.. الى أين تقودنا سياسة المهادنة مع المجرمين من البعثيين؟.. هل ثمة أمل في اصلاح هذا النفر الأجرامي من خلال التعامل السياسي ؟ ..
هل حقا ً أن مستقبل العراق السلمي وضمان نجاح ما يسمى بالتجربة الديمقراطية مرهون بمشاركة البعثيين في الحكم من جديد؟.. ان الدعوات التي أطلقها الطالباني بخصوص مشاركة البعثيين في الحكم وهي امنية لا يخفيها ويطرب لها المنحدرون من دهاليز وأروقة النظام البعثي المقبور، الذين يعيدون تجميع صفوفهم من جديد، والمتشددين اليمينيين من العروبيين القدامى والجدد وبعض التنظيمات الأسلاموية بدعم ومباركة الدول العربية التي تصطفُ وراءهم وتدعمهم في السر والعلن ماهي إن كتب لها النجاح الخطوة الحقيقية لتدمير ما لم يُدمر من بقايا المجتمع والوطن الذي ما زال ينوء تحت وطأة مخلفات دولة البعث المنهارة.. الذي لن يتعافى مهما بذلنا من جهد وامكانيات فنية ومالية في بناء اجهزته الأمنية والدفاعية قبل أن نتخلص من بقايا النظام الدكتاتوري المقبور وممارسات البعثيين الأجرامية التي لا تنفع معها المهادنات والمساومات السياسية التي لا تنتج الا الوهم.. والمطلوب سحق إرادة البعثيين ومنع وصول ممثلية تحت ستار تنظيمات وعناوين جديدة وتعرية كافة الأطراف والجهات والعناصر التي تسعى للتجاوز على نصوص الدستور الذي حرم النشاط السياسي لحزب البعث ومنع ممثليه من الترشيح للبرلمان أو التواجد في المؤسسات الرسمية المهمة وفي المقدمة منها المؤسسات الأمنية..
لا لعودة حزب البعث من جديد
لا للتهاون مع المجرمين من البعثيين
لا لفتح الأبواب للمجرمين من بقايا النظام
لا لقوائم البعثيين وحلفائهم
لا للتواجد البعثي من جحوش النظام في القوائم الكردية
ونعم للتصويت الحر لضمان مستقبل الوطن والمجتمع...نريده وطناً بلا عنف تعلو فيه هامات العراقيين..
ولا والف لا للبعثيين الجدد من السراق والمرتشين في كافة القوائم والأحزاب الدينية والعلمانية ممن يعتقدون ان مواقعهم تحميهم ويعتبرون انفسهم فوق القانون ويستغلون تواجدهم في مؤسسات الدولة لتحقيق مصالحهم الشخصية على حساب مصالح بقية افراد المجتمع..
صباح كنجي
ــــــــــــــ

المشمولين بالتسمية البعثيين المؤمنين بالفكر العنصري وليس الذين فرض عليهم الانتماء القسري او المخدوعين بشعارته الكاذبة ..



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حيونة الأنسان!
- الكيمياوي في ذمة الشيطان..
- حكاية شقيقين تناثرت أشلاؤهم
- الرجل المخيف
- لا يا العراقية.. اوقفوا هذا المعتوه!
- الدليل الموعود
- شجاعة مجهول
- لغزُ الهدف..!
- أم جمعة
- رمزي
- أيّها الشيوعيون لهذه الأسباب -لنْ انتخب قائمتكم-.!!
- في منتصف الطريق..
- الصورة وذاكرة الحدث قيس شاكر
- صومُ رمضان يكشفُ زيفَ ونفاق -المؤمنين-
- بالمختصر..3 مشهد.. كنتمْ خيرُ امةٍ اخرجتْ للناس ِ!!
- حوار عن البيئة مع الدكتور الشذر
- بالمختصر..2
- بالمختصر
- الموصل أم شعب الموصل؟.. نقاش في السياسة مع البروفيسور سيار ا ...
- من ذاكرة الشيوعيين العراقيين في بحزاني..2


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صباح كنجي - لماذا يتمادى البعثيون في جرائمهم؟!!