أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شاكر فريد حسن - مع فكر فرح انطون














المزيد.....

مع فكر فرح انطون


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2908 - 2010 / 2 / 5 - 10:19
المحور: المجتمع المدني
    


في خضم وزحمة التحديات المصيرية الراهنة هناك ضرورة وحاجة ماسة للعودة الى مرجعياتنا الفكرية والثقافية ، التي أسهمت في بلورة حركة التنوير وتأسيس النهضة الأدبية والفكرية الحديثة وصنع الحضارة الانسانية ومستقبلها الزاهي، ونعيد قراءة ودراسة أعمالها وأثارها وألأطلاع على كنوزها الأبداعية وتراثها الخالد وأقتحام عالمها الذاتي ، المتعدد الأقانيم والمترامي الأفاق ، لنستضيء بأفكارها التحررية والتجديدية ونستلهم حلمها ورؤاها الثورية في معركتنا الفكرية المتواصلة لتوليد فكر عربي نهضوي طليعي وعقلاني معافى ، يتجاوب مع التطور والتقدم العصري وينير طريق النهضة العربية المنشودة والمأمولة ، ومن هذه المرجعيات المفكر والكاتب الاجتماعي والمثقف اللبناني البارز فرح انطون أحد رواد حركة التنويرالعربية، الذي عانق ضوء الحياة سنة 1874 في لبنان ومات سنة 1922 ، وساهم في رسم المشهد الفكري والثقافي العثماني.
عانى فرح أنطون من التعصب في حواره مع أهل التقليد وأصحاب الأفق الجامد ، هؤلاء الذين يسارعون الى تكفير المرء اذا اختلفت معهم في التأويل الديني ،أو اتهامه بالخيانة اذا غايرهم في الاجتهاد السياسي أو الضلالة اذا خرج عليهم في السلوك الاجتماعي.
حمل فرح انطون راية الحرية الفكرية والعلمانية وعمل على تحرير العقول من الأنغلاق والتزمت والتحجر الديني ، ومحاربة المعتقدات التي يرفضها العقل وتتبرأ منها الروح الانسانية ، وسعى الى تغيير الواقع الأجتماعي للخلاص من القهر والظلم والقمع والاضطهاد والاستغلال . اّمن بأفكار الثورة الفرنسية كالدعوة الى الحرية والعدالة وحقوق الانسان والتسامح، وكان يعتبر الدين أصل الحضارة والمنبع الأول لكل صور التسامح وأنواعه.
بدأ فرح انطون الكتابة في "الاهرام" و"الهلال" و" المقتطف" ثم أنشأ مجلة" الجامعة العثمانية" ذات النزعة الفلسفية الاجتماعية التي رفعت شعار الاصلاح الفكري والاجتماعي . وتأثر بالروح العقلانية والانسانية التي لمسها في الاداب الفرنسية ، فأنصب عليها ونهل من معينها ومنابعها، خاصة ابداعات ونتاجات " روسو" و" رينان" و" فكتور هوغو" و" اناتول فرانس" و" فولتير" و"منتسكيو" وغيرهم. وأصدر فرح انطون سلسلة من الكتب البحثية والفكرية الهامة نذكر منها : "ابن رشد وفلسفة الحب حتى الموت، الدين العلم المال، الوحش الوحش، مريم قبل التوبة، واورشليم الجديدة".
صاغ فرح أنطون رؤيته الفنية المتميزة صياغة تجريدية فلسفية ، وأطلق اسم" الانسانية الجديدة" التي تتحقق فيها أحلام البشر بعالم مثالي يقوم على التوازن بين القوى والمصالح والاتجاهات والمعتقدات ،والسؤال الذي كان يؤرقه : ماذا يحدث عندما تتصارع قوى الدين والعلم والمال وتتحول العلاقة بينهما الى علاقة تنابذ وقتال بدل أن تكون علاقة سلام ووئام وحوار وتفاعل؟!.
كان فرح انطون منفتحاً على العلم والمعرفة ، رافضاً التعصب والانغلاق، ومنحازاً الى الانسان وقضاياه ومؤمناً به وبقدراته.وكان داعية للخير والأصلاح والتسامح الديني والسياسي والاجتماعي بين الأديان والشعوب والأمم والحث على فصل الدين عن الدولة وتحرير المرأة واحترام العقل ، والنهوض والرقي بالمجتمعات العربية والأسلامية ، وبهذا الصدد قال: "لا مدنية حقيقية ولا تساهل ولا عدل ولا مساواة ولا أمن ولا ألفة ولا حرية ولا علم ولا فلسفة ولا تقدم الا في ظل مجتمع متطور ومتجانس ومفاهيم حضارية جديدة".
ومجمل القول ، أن فرح انطون مفكر مستنير ووجه نهضوي نقدي ، حاول التوفيق بين العلم والدين ، ورأى أن الخروج من المأزق الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية يتمثل في تحقيق مصالحة بين التيارات الفكرية، في أجواء ومناخ من النقد العقلاني وحرية التفكير والتعبير والابداع، وتأسيس المجتمع المدني والدولة المدنية. وقد عاش قلقاً ومهموماً وحزيناً الى أن مات مكتئباً وهو في عنفوان شبابه وغمرة عطائه ونشاطه.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجرة العقول العربية..!
- رسالة الى ابنتي في عيد ميلادها
- ابن الريوندي: ماأحوجنا اليه اليوم!
- الاغنية التراثية وقصة-عنات-و-ظريف الطول-
- الثقافة والقضايا المصيرية العربية
- 26 عاماً على الرحيل معين بسيسو شاعر الرفض والثورة والابداع ...
- لا بديل عن وحدة الشعوب لمواجهة المشروع الامبريالي المتعولم
- تميم الاسدي ، الصوت الجميل في اوركسترا الأغنية الشعبية
- الشاعر والروائي الجزائري محمد ذيب
- المشروع القومي العربي ..الى أين؟!
- في المشروع الثقافي العربي
- مجلة -الأصلاح -الثقافية في عددها الجديد
- مريد البرغوثي مجنون رام الله
- ياسين الحافظ، عين العقل العلمي النقدي
- تجليات الروائي مؤنس الرزاز
- الكتاب العرب وحالة البؤس الثقافي
- في المسألة الطبقية والوعي الطبقي
- في السؤال حول الثقافة والديمقراطية
- رئيف خوري ..المثقف الثوري
- في الفكر الليبرالي العربي


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شاكر فريد حسن - مع فكر فرح انطون