أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار جاف - ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 1-6















المزيد.....

ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 1-6


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 20:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أثارت و تثير الثورة الايرانية التي إندلعت بوجه النظام الملکي الايراني شباط عام 1979 و اطاحت به، تساؤلات و استنتاجات متباينة و بصيغ و اساليب مختلفة، لکن کان هناك إتفاقا و تطابقا في جميع وجهات النظر بصدد أن هذه الثورة کانت واحدة من الاحداث المهمة جدا و التي عصفت بمنطقة الشرق الاوسط بشکل خاص و العالم الى حد ما بحيث أعادت من جديد أهمية إيران الجيواستراتيجية و قوة تأثيرها على المنطقة و العالم.
الثورة الايرانية التي لفتت أنتباه العالم بأجمعه من حيث کونها واحدة من الثورات النوعية و الفريدة من نوعها في التأريخ المعاصر، تتأتى أهميتها و قيمتها الکبيرة من حيث أن الشعب الايراني بمختلف شرائحه الاجتماعية و الفکرية و قواه الوطنية، شارك في إنجاز هذه الملحمة السياسية التي بعثت برسالة للعالم کله من أن اقدار الشعوب هي أکبر بکثير من قوة و سطوة و نير و جور النظم الاستبدادية القمعية.
وعودة الى التأريخ الايراني القريب، تعيد الى الاذهان الحرکات و الوثبات و الانتفاضات الکبيرة التي قام بها الشعب الايراني من أجل حريته و حقوقه الاساسية وعلى رأسها ثورة الدستور التي تؤکد عمق الوعي السياسي ـ الحضاري للشعب الايراني، واکد هذا الشعب الاصيل و النبيل بأن حضارته الممتدة لأکثر من 2500 عام، قد بنيت اساسا على تطلعاته و فهمه الثاقب للأمور و تفهمه العميق لمعنى و مغزى الحياة سيما من حيث تشبثه بالحرية و الکرامة الانسانية کأهداف سامية لايمکنه التنازل او المساومة عليها. وعندما بدأت الساحة الايرانية بالتحرك غير العادي في عام 1978 من القرن الماضي وتوج ذلك بنصر مبين، تصور الکثيرون(ولازال هذا التصور يهيمن على جانب کبير من الشارع العربي) من أن الثورة الايرانية قد إندلعت بسبب و تأثير مباشر من جانب آية الله الخميني وان الثورة الايرانية کانت اساسا مجرد حرکة دينية ـ إجتماعية محضة بسياق عفوي ليس الا، مسقطين بذلك أدوارا رئيسية و حاسمة لقوى سياسية إيرانية أخرى بإتجاه التصادم مع نظام الشاه وتوعية و تنوير اذهان الشعب الايراني وإعداده بالصورة الملائمة کي تتحرك بالصورة المطلوبة من أجل المطالبة بحقوقه. ان الساحة الايرانية في عهد نظام الشاه محمد رضا بهلوي، قد حفلت بقوى سياسية مناهضة و رافضة للحکم الملکي الفردي ومن ضمنها منظمة فدائيي خلق(المارکسية) و نهضت آزادي بزعامة الدکتور مهدي بازرکان و الجبهة الوطنية(جماعة الدکتور کريم سنجابي) والحزب الديمقراطي الکوردستاني(حزب الدکتور قاسملو) وتيارات سياسية أخرى، بيد أن أهم تيار سياسي إيراني معارض للحکم الشاهنشاهي قد تجلى في منظمة مجاهدي خلق(التي تأسست على يد مثقفين و اکاديميين إيرانيين عام 1965 من أجل إسقاط نظام الشاه) و خاضت نضالا سياسيا و جهاديا عنيفا ضد ذلك الحکم داخل و خارج إيران وشکلت صداعا مزمنا و قلقا و توجسا دائما لکافة الاجهزة الامنية القمعية للنظام بل وانها کانت تربك زيارات الشاه للعالم الغربي وتثير له الکثير من الاحراج عندما کان أفراد و نشطاء هذه المنظمة الثورية يقومون بتظاهرات و إعتصامات و احتجاجات ضد سياسات النظام و يقومون بفضح ممارساته الدموية و اساليبه القمعية في التعامل مع الشعب. وقد برز اسم هذه المنظمة بشکل ملفت على مختلف الاصعدة وبالاخص على صعيد الداخل الايراني إذ تمکنت من إستقطاب الجانب الاکبر من الشارع الايراني الى الافکار و المفاهيم التي تؤمن بها و تطرحها. کما ان النضال المسلح الذي کان يخوضه أفراد هذه المنظمة في شوارع طهران بشکل خاص و مختلف المدن الايرانية ضد القوات البوليسية و الامنية لذلك النظام دفعت وکالات الانباء لکي تتناقل نشاطات هذه المنظمة وتسلط عليها الاضواء على الرغم من أن النظام الشاهنشاهي کان يمتلك باعا في المجال الاعلامي من حيث شراء الذمم او التنسيق مع صحف و وکالات خبرية من أجل حرف الحقيقة او تشويهها. هذه المنظمة بسبب من قوة تواجدها على الساحة الايرانية و دورها البارز فيه وکذلك التضحيات الکبيرة التي قدمتها في سبيل قضية تحرر الشعب الايراني من ربق الجور الملکي، أدت ليس بالشعب الايراني لوحده کي يحب و يؤمن بهذه المنظمة وافکارها وانما حتى معظم رجال الدين المعارضين لسياسات الشاه کانوا يتوددون إليها و يمنحونها مکانة خاصة في نفوسهم(ومن ضمنهم معظم رجال الدين البارزين في الثورة کآية الله مرتضى مطهري و بهشتي و خامنئي و رفسنجاني). منظمة مجاهدي خلق، بشهادة معظم الذين عاصروا التأريخ الايراني الحديث و کتبوا او بحثوا فيه، أبليت بلائا حسنا في مقارعة نظام الشاه وکانت واحدة من أهم العوامل الرئيسية التي أدت الى إسقاطه و محوه من الوجود وان الکلام عن مايسمونه(کاريزما)الخميني او تأثيره على الشارع الشعبي الايراني، کان يقابله حضور جماهيري قوي و فعال للمنظمة وعلى مختلف الاصعدة داخل و خارج إيران وان العودة بالاذهان الى الوراء سيما في العامين الاولين من عمر الثورة، نجد انه في الوقت الذي لم تکن هناك أية مشارکة فعلية للمنظمة بالعملية السياسية الجارية وقتئذ، لکنه وعلى الرغم من ذلك کان هنالك ثمة علاقات و تنسيق ملفت للنظر الى حدما بين الخميني ذاته او ابنه احمد من جهة و بين منظمة مجاهدي خلق من خلال أبرز قادته و زعمائه خصوصا الاخ مسعود رجوي زعيم المنظمة وابرز و اصلب وجه سياسي معارض على الساحة الايرانية من جهة أخرى. تلك الاتصالات المکثفة، والتي وعندما سنسلط الاضواء بشکل مرکز عليها، سنجد أنها کانت ذات طابع خاص جدا، من حيث إحتفاظ الجانبين بمواقفهما و رؤيتهما الخاصة للأمور المطروحة على الساحة الايرانية وقطعا ان علة ذلك الاهتمام من جانب الخميني بالمنظمة کان يعود اساسا لإدراکه العميق بالدور الکبير و الاستثنائي الذي لعبته هذه المنظمة في الساحة السياسية الايرانية و حضورها الاستثنائي و الکبير بين الجماهير وکذلك في دفعها للأحداث بإتجاه المزيد من التصعيد ضد نظام الشاه. هذه الاتصالات التي کانت تجرى بين الفينة و الاخرى، کانت في حد ذاتها بمثابة واحدة من أهم الاحداث الدراماتيکية الحساسة و الاستثنائية في تأريخ الثورة الايرانية حيث أنها کانت تعد و تخطط ببطأ و تأن(من جانب الخميني تحديدا)لوضع سياسي خاص ، أما لماذا هذه الاتصالات و لماذا هذه السرية التي أحيطت بها الى حد ما من جانب الخميني فهو ماسنأتي عليه لاحقا.



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أين بدأت مشکلة الاقباط؟
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان 3
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان 2
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان
- کتاب العهر الاهوج
- أحمد زکريا: الصورة الكوردية في فيدرالية الجنوب ليست قاتمة
- عدنان حسين: الإستقلال هو مطلب مشروع للشعب الكوردي
- الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان : شاعرة أنا أقترف شعري المتمرد ...
- وفاء سلطان: يحق للشعب الكردي قيام دولته
- رغد و نصرالله
- جلعاد شاليط..قضية فيها أکثر من نظر
- المرأة و الحجاب..إشکالية النص المقدس
- الدکتور مصطفى النبراوي: نشوء دولة کوردية سوف يعيد رسم المنطق ...
- مؤتمر المصالحة و الخيار الوحيد
- حرب الفنانات المحجبات
- ترکيا..دولة الفتونة!
- الرئيس الحافي
- ميراث مصطفى البارزاني..من يجسده؟
- في الحرب القادمة نهاية إسرائيل
- الذاهبون من الابواب و الداخلون عبر الانفاق


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار جاف - ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 1-6