أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حربي - امرأة على ظهرها كفن!














المزيد.....

امرأة على ظهرها كفن!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 19:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلمات
-295-
طارق حربي
امرأة على ظهرها كفن!
نقلت احدى الفضائيات الطائفية (إعلامنا سني وشيعي!!) مشاهد ملايين الزوار الزاحفين إلى مدينة كربلاء بمناسبة زيارة الأربعين، ومما يثير المشاهد هو أن العديد من النساء العراقيات وضعن أكفانا – للرياء - على ظهورهنَّ، وبدا أن النفاق المتصل منذ عشرات السنين خرج من محيط البيت والحسينية إلى البرلمان، وأنتج نساء محنكات ومكففات، ولم تخفه بعض السائرات لتميزنَ أنفسهنّ بين الجموع، نساء مرتهنات للماضي تجهزن للموت أكثر مما تجهزن للحياة وعيشها وتوقيرها، وقد منحها الخالق مرة واحدة.
كن يسيرنَّ مهمومات - لاسير القطا حسب توصيف شاعر جاهلي - بأيديهن زوادات بعدما عزت مناسبات الافراح والسعادة في العراق، وتدهورت مفردات الحصة التموينية!، لكن هل هذا هو المطلوب بعد سبع سنوات من سقوط نظام الطغيان!؟، أن تحمل المرأة العراقية الكفن على ظهرها وهي على قيد الحياة، وبيدها زوادة فقراء الهنود في الروايات والافلام!؟، فيما وطنها أغنى الأوطان بالنفط والمعادن والمياه الوفيرة وخضرة بلد السواد!؟
ترى هل ترفع المرأة راية استسلام لواقع يضطهدها ويستلب آدميتها وأنوثتها!؟، أم لرفع مستوى الحماس ومواجهة حدث ما في الطريق!؟، أم أنه نوع من التحدي للرد – في أفق الاستعداد الفيزيائي للموت- على سياسة أحزاب وشخصيات مناوئة، مثلما حمل الشهيد الصدر الثاني كفنه تحديا للطاغوت في التسعينيات من القرن الماضي!؟، ومعلوم أن التيار الصدري الذي صار له الكفن - علامة وكاريزما – يعد نفسه معارضا للوجود الأمريكي بأجندة خارجية معروفة، عدا معارضته للحكومة على طول الخط، لكني أعتقد أن المرأة التي تضع كفنا على ظهرها وهي على قيد الحياة، إنما ترفع راية استسلام لقدر محتوم، زائدا الأوضاع المعيشية الصعبة التي تواجهها، وأرادت التمييز بينها وبين بقية الزوار في أداء شعيرة دينية واحدة.
التأريخ يعيد نفسه على شكل مهزلة في العراق، فحكومة الشهيد عبد الكريم قاسم التي واجهت كما هائلا من الأزمات السياسية والاقتصادية عبر قرون عديدة من تأريخ العراق ومن بينها قضية تحرر المرأة، وأصدرت قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 59 الذي ساوى بين الرجل والمرأة وحررها من نير عبوديتها للرجل واطلق نصف طاقة المجتمع العراقي آنذاك، ليؤلب فيما بعد رجال الدين على الثورة وقياداتها باعتبار أن القانون الجديد خرج عن تعاليم الاسلام والشريعة، وما أن جاء مجلس الحكم حتى حل القانون القديم الذي كان ساريا بقانون رقم 137 ليحيل البت في قضايا الاحوال الشخصية إلى الشريعة الاسلامية، كل حسب المذهب الذي يعتنقه وليس قانونا مدنيا ينصاع له جميع العراقيين بمختلف أديانهم ومذاهبهم ومعتقداتهم، هذا القانون الذي لايوجد له تطبيقات على أرض الواقع ويحفظ آدمية المرأة في ظلال أحزاب الاسلام السياسي، طوح بالكثير من الآمال وجعل أوضاعها تتدهور أكثر فأكثر إلى حد ممارسة هواية حمل الأكفان لدى بعضهن مع الأسف الشديد..!!
وبعد ذلك حدثت الكثير من المتغيرات في الانساق الاجتماعية والمعيشية خلال سنوات الحصار الجائر وسياسة الطغيان والحروب وغيرها، وبنهوض أحزاب الاسلام السياسي بأعباء العراق الجديد، تدهور كل شيء ولم يجد المواطن العراقي رجلا كان او امرأة موسم سعادة واحدا ومتنفسا، غير السير في اطول طريق في العالم الممتد من البصرة إلى النجف وكربلاء، وتكرار مناسبات الحزن فيه لإماتة قلوب العراقيات والعراقيين، وتستغله الأحزاب الطائفية لصالحها، سيما وان زيارة الأربعين هذا العام تزامنت مع انطلاق الحملات الانتخابية النيابية في 7 آذار 2010.
لقد خلق الله الأنثى لتستمر بها الحياة ويحفظ النسل البشري، هي الواهبة المعطاء في الأساطير العراقية القديمة، وتفيض من جسدها ينابيع الحياة والمحبة والرحمة، وفي كل سنة ينام الراعي تموز مع آلهة الحب والجمال إنانا تتفتق أكمام الزهور في موسم الربيع، ويبدأ التقويم وتصبح المرأة رمزا لتجدد الحياة الدائم، ثم تأتي صورة الكفن بعد آلاف السنين وسيطرة طالبان الشيعية في العراق، لتمحو الصور المرسومة في الخيال وتشد المشاهد البعيد عن وطنه إلى حافة اليأس من كل مايجري العراق الجديد، ابتداء من الدستور حيث المرأة وحقوقها لاتستند إلى المواثيق الدولية في تكريس مبدأ مساواتها مع الرجل، وكانت إحدى فقراته أوصت صراحة بفرض الشريعة الاسلامية كمصدر وحيد للتشريع، مايعني المزيد من اضطهاد المرأة واستلاب حقوقها، صورة الكفن تلغي تأريخا كاملا مما حضيت به المرأة العراقية من سمو وتقديس واحترام، وكان يمكن للمرأة المكفنة أن تحتفظ بآدميتها وانوثتها وتسير بدون رياء ونفاق الذي تضيفه الخرقة، مع ملايين السائرين طالما أن العراق يخلو من مواسم الفرح والسعادة، ذلك أن الكفن المقزز هو النقيض والنقطة الأخيرة في مسيرة الحياة الآدمية غير المحفوظة في العراق مع شديد الاسف سواء للمرأة أو الرجل، وكان يمكن أن يتحول حمل المراة لكفنها إلى نقيضه لو تمسكت الحكومة بعقدها الاجتماعي ووفرت فرص عمل لملايين العاطلين، وتحررت المرأة بتشريعات برلمانية تضمن لها الحياة الحرة الكريمة في العراق الجديد لاحمل الأكفان.
4/2/2010
[email protected]
www.summereon.net



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشائر المالكي!!
- -غزوة الفنادق- تتحملها المساءلة والعدالة والحكومة العراقية!
- بايدن والبعث وهيئة المساءلة والعدالة!
- رئيسنا الخروعة!
- صقور مجلس ذي قار!
- لاانقلاب في بغداد!
- برج المالكي!
- لماذا تظاهر الصدريون في الناصرية لمساندة الحوثيين ولم يتظاهر ...
- هل يعيد أهالي الناصرية انتخاب الأعرجي لدورة برلمانية ثانية!؟
- الناصرية : معرض تشكيلي واحد مقابل (600) جامع وحسينية..!!
- الوقف الشيعي في ذي قار على خطى المقبور!!
- ماذا يعني ضرب صورة الملك السعودي بالاحذية في تركيا!!؟
- بمناسبة العيد السعيد..(عنزة) في ضيافة قناة السومرية..!!
- أتهم الاحزاب الطائفية بالوقوف وراء محاولة اغتيال الاعلامي ال ...
- نقض الهاشمي : تواطؤ شيعي استثمار كردي!!
- ثلث -لملوم- أعضاء مجلس محافظة ذي قار يؤدون مناسك الحج هذا ال ...
- ملاحظات على برامج القناة الفضائية العراقية (3)
- استعصاء إقرار قانون الانتخابات..!!
- مذبحة الصالحية : مطلوب محاسبة الوزراء الأمنيين..!!
- القائمة المغلقة ومرجعية السيستاني..!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طارق حربي - امرأة على ظهرها كفن!