أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - خليل خوري وسياسة التضليل القومي (2)















المزيد.....

خليل خوري وسياسة التضليل القومي (2)


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عشرة ايام من بدء الحرب العراقيه - الإيرانيه، خرج علينا محافظ البنك المركزي السيد النجفي من على شاشة التلفاز العراقي ليطمئن مواطنيه من أنهم مستعدون للحرب بأربعين مليارا من الدولارات يحتفظ بها البنك كإحتياطي من العمله الصعبه ... كان مبلغ هائلا بالفعل في تلك السنه، بعد إنتهاء حرب الثمانِ سنوات لم تكن تلك الخزينه خاويه فقط بل كان العراق ينوء تحت عبئ من الديون الضخمه لدول خليجيه وكان بحاجة إلى مليارات كثيره لإعادة بناء ما دمره الفيلد مارشال ( المهيب) صدام حسين بحربه العبثيه تلك، ولم يأته الإيرانيون زاحفين على ركبهم لطلب الصفح والمغفره كما أراد لهم في خطابه العسكري الأول عام 1980 (1981 خطأ كما في المقال الأول) .
توقف الدعم الخليجي، فالحرب إنتهت دون أن يحقق لهم صدام ما أرادوه منها ... إسقاط نظام الملالي لصالح " مجاهدي خلق " الذين كان يهيئهم لإستلام سلطة ما بعد الملالي، وتبخر رصيد البنك المركزي مع رياح الحرب العبثيه وكانت كل محاولات صدام لدعم مالي وإقتصادي خليجي قد باءت بالفشل، بل وأكثر من هذا، رفضت دولة الكويت إعفاءه من ديون حرب بلغت مقدارها ( 12 ) مليار دولار، رغم المباحثات التوفيقيه بين الطرفين برعاية سعوديه في جده، مما دفع برئيس الوفد العراقي عزة الدوري للتهديد بإحتلال الكويت في ليلة ظلماء . الرئيس مبارك إستطاع أن ينتزع وعدا هاتفيا من صدام حسين من أنه لن يهاجم الكويت .
كانت هذه مقدمات غزو الكويت نسوقها أمام السيد الكاتب الذي أراد أن يوهمنا أن تلك العمليه كانت " وحده قسريه " . النتائج ايضا وليس المقدمات فقط، تنفي إدعاءه ذاك، تم حرق ( 700 ) بئر نفطي وصل دخانها الأسود حتى العاصمه بغداد وكانت أمطار العاصمة في ذلك الشتاء مشبعة به مما ترك آثارا من الخيوط السوداء على جدران بيوتها، ونهبت الكويت بالكامل، الديوان والقصور والوزارات والشركات والمحلات التجاريه والسيارات والآليات عامة والمنازل ولم يبقى منها سوى الأحجار، حتى الأبواب والشبابيك والحمامات وصنابير المياه إنتزعت وشحنت لأسواق بغداد، وعندما كان يصعب على قوات علي حسن المجيد نقل شيئ ما، كان يتم تدميره في مكانه كما حصل مع الأقراص الضخمه لمحطة الكويت الفضائيه، النهب تم بطريقه منظمه، فقد تخصصت كل وزاره عراقيه بنهب ممتلكات مثيلتها الكويتيه، بل أن أقسام الوزاره الواحده تخصصت بنهب ما يماثلها هناك، ورغم إستهجان العالم لما أقدم عليه صدام، إلا أنه رفض الإنسحاب وأطلق مبادرته المضحكه في الأول من آب 1990 والتي تنص على ربط إنسحابه من الكويت بإنسحاب إسرائيل من فلسطين !!! في محاولة تهريجيه يريد صاحبها إبراز حرصه على تحرير الوطن الفلسطيني وكسب الشارع الفلسطيني والعربي المتعاطف مع الكفاح الفلسطيني، تلك المبادره التي يصدقها الفلسطيني السيد خوري ومن معه من سُذج السياسه الفلسطينيه والعربيه من القوميين، والتي سقطت بعد أيام قليله عندما أعلن العراق يوم 12 آب إنسحابه من الكويت وظهرت بعض آلياته على شاشة التلفاز وهي تنسحب، لم يكن إنسحابا حقيقيا بل أضيفت الكويت للعراق كمحافظة تاسعه عشره وظل الجيش يحتلها حتى أخرج منها قسرا على يد تحالف دولي قاده الأمريكان وضم إثنان وثلاثون دوله بعض منها من العرب كسوريا التي أعفيت من ديون بلغ مقدارها (7) مليارات دولار مكافئة لها .
مقدمات الغزو ونتائجه تبرهن أنه لم يكن هناك من " وحده قسريه " ، بل كان إحتلال قسريا، وإلا لماذا دُمرت المنشآت الصناعيه والتجاريه والقاعده النفطيه وسرقت الممتلكات ثم إعلان المبادره والإنسحاب وقتل الكويتيين المدنيين ؟ وما زال هناك أكثر من خمسمائه من المواطنين الكويتيين مغيبين .. كعادة الديكتاتور الدائمه في التغييب، السيد الكاتب لا يجد ما يدافع به عن الديكتاتور وتبرير جرائمه سوى التضليل الذي يرقى لمستوى الكذب الفاضح .. وهو الذي لا يضر بوعي الغالبيه من الناس وخصوصا وعي العراقيين وهو الأهم، إنما بمصداقية النزعات القوميه وكتابها .
نعم هناك وحده قسريه الآن في اليمن، لكنها جاءت كواقع حال بعد وحدة طوعيه، فهل للسيد الكاتب أن يفسر لنا نحن سُذج السياسه معنى وآليات تحقيق وحدته القسريه ؟ نكون شاكرين له بحق .

عاد الجنود الروس إلى منازلهم غاضبون عام 1918 وهم يحملون سلاحهم بعد الظروف القاسيه التي عاشوها في خطوط القتال على الجبهة الألمانية والهزائم التي منيت بها جيوشهم هناك في حرب لم يكن لهم فيها أي مصلحه، وسرعان ما تحولوا إلى مادة الثوره الرئيسيه تحت شعار كل السلطه للسوفيتات التي كانت مكونه من العمال والجنود والفلاحين، إنتصرت ثورتهم بإسقاط حكومة كيرنيسكي وبقيادة حزب لينين من البلاشفه وبقياده لينينه من طراز فريد لم يتوفرا للجنود العراقيين العائدون من الكويت .
بشكل أمَرّ وأقسى عاد الجنود العراقيون بأسلحتهم الفرديه من المحافظه التاسعه عشره الكويتيه إلى مدنهم وقراهم ينهكم الجوع والعطش والتعب، قاطعين على أقدامهم مسافة تزيد على السبعمائة كم للبعض منهم، كان ضباطهم الكبار قد فروا بعد أن نزعوا عنهم ثيابهم ورتبهم العسكريه خوفا من إنتقام الجنود أو أهاليهم على طريق العوده، وتركوهم مكشوفين ( كما لاحقا عام 2003 ) أمام آلة حرب التحالف الرهيبه التي حصدت منهم مائة ألف قتيل على أقل التقديرات، ولم تقدم وزارة الدفاع العراقيه كعهدها في الحرب السابقه أية معطيات عن نتائج مغامرة المهيب الفذ الذي كان يصيح من قصوره وبأعلى صوته : فليخسئ الخاسؤون وغدر الغادرون !!!! صدام كان مازال يستبعد أي هجوم للتحالف عليه رغم كل مقدماته التي لا يعجز عن رؤيتها سوى قصارى النظر من أمثاله، مراهنا على حلفه التاريخي مع الغرب والإداره الإمريكيه على نحو خاص، لذا جاء في مقدمة بيانه الأول .... غدر الغادرون .
غضب هؤلاء الجنود المنكوبين دفعهم وحال وصول مدنهم للإنتقام من منظمات حزب البعث والأجهزه الأمنيه وإحتلالها وقتل الكثير منهم ممن لم يستطع الفرار من غضبة الشعب الذي توحد مع جنوده المتعبين .
إذا، ها قد بدأت الثوره التي إمتدت لتشمل كافة المحافظات الوسطى والجنوبيه وأجزاء واسعه من بغداد حيث فقدت السلطه نفوذها في أحياء كثيفة السكان كالشعلة ومدينة صدام والحريه، ولكن، وهنا كان مقتلها ... دون حزب ينظم ويقود تلك الإنتفاضه العفويه نحو هدفها النهائي في الإطاحه بالسلطه المترنحه، العامل الذاتي كان هو القاتل الغائب، وكان صدام قد أجهز على كافة معارضيه ومن قد يشكل خطرا مستقبليا على نظامه الفردي وفي مقدمتهم الحزب الشيوعي العراقي ... ومنذ أكثر من عقد من الزمن . خلو ساحة الإنتفاضه العفويه من الأحزاب، كان قد تركها صيدا سهلا بيد شيوخ وسادة الدين من الطائفه الشيعيه ليتصدروا قيادتها خصوصا في كربلاء والنجف وبابل والبصره مما ألصق بها تهمة التشيع وإمتداد النفوذ الإيراني لأوساطها، وهو ما يروجه الكتاب القوميين وسبقتهم فيه المملكه السعوديه عندما روجت له بنشاط داخل الإدارة الأمريكيه وهو الذي دفعها لإيقاف عملياتها العسكريه وإعطاء الفرصه كاملة للديكتاتور في أن يحرك ألويته الخاصه المدرعه والمدعومه بآليات عسكريه جديده صغيره وخاصه بحروب المدن وصلت توا من تركيا وشاهدها أبناء بغداد وهي تُنقل مكشوفة فوق عربات القطارات المتجهه جنوبا ... الحلف غير المقدس يعود من جديد، الصدامي - الأمريكي - السعودي في مواجهة إنتفاضة آذار المجيده والمغدوره ... إنتفاضة الجنود والكادحين من أبناء العراق ضد نظام فردي متسلط قتل منهم قبل قليل مائة ألف إنسان في مغامره نزقه ومجنونه أسماها السيد خليل خوري " وحده قسريه " !!!!

سقوط الإنتفاضه السريع كان حتميا مع غياب حزبها الطليعي المنظِم لحركتها، ودون أية مواجهات عسكريه وبمشاركة من عسكر " مجاهدي خلق " ، تمت السيطره على كافة مواقع الإنتفاضه أينما وجدت لتبدأ معها أبشع مجازر القتل العشوائي ودون تمييز بين رجل وإمرأه، كبير وصغير، وليدفنوا في مقابر جماعيه مازال الكثير منها لم يكتشف بعد حسب إعتقاد المطّلعين على أعداد القتلى في تلك المجزره الرهيبه، وما زال هناك أكثر من ثلاثمائة منها تم تأشيرها ولم تنبش بعد، وحسب التقديرات، فإن ما بين ثلاثمائة ألف إلى نصف مليون عراقي كانوا على لائحة قتلى نظام صدام التي نفذها بأمر منه، رجالاته وأبناء عمه الكيماوي وحسين كامل على وجه الخصوص في تلك المجزره النادره في التاريخ .

لا يمكن تصديق ما حصل بالفعل، فالإنتفاضه قد إنتهت سريعا ودون قتال، ولجأ معظم أفرادها إلى أهوار العراق، الملجأ التاريخي الآمن على مر العصور منذ ثورات الزنج والقرامطه وما قبلهما وما بعدهما، ومن تمكن، عَبَر الحدود إلى إيران، أما المحافظات الملاصقه للسعوديه فقد عبر أبناءها إلى هناك ليتم أحتجازهم في معسكرات عزل صحراويه ولسنوات طويله، النزعه التدميريه والجنوح الدائم نحو القتل اللتان تسكنان القائد صدام هو وحده مايفسر جرائم الإباده الجماعية في محافظات الوسط والجنوب .

السيد خوري يقفز عن الحقائق في وصفه لتلك المقابر الجماعيه من أنها لم تأتي إلا مع وصول الخميني للسلطه، وهو لم يدلنا أبداعلى دور الخميني فيها خصوصا وأنه كان قد وصل لسلطته قبل أكثر من إثني عشر عاما من وقوعها، هو ينفي إذا من أنها كانت نتيجة قاسيه لفشل ثورة عفويه مغدوره لجنود تحالف معهم كادحي المدينة والريف من أبناء قراهم ومدنهم بعد فشل تلك المغامره الذاتيه غير المحسوبه ..... التي أسماها كاتبنا العبقري بالوحده القسريه بدلا من إعطائها مدلولها الحقيقي كعملية إحتلال نزقه وفاشله .
ياله من منطق ساذج ومضلل، ذاك الذي يروج له عبدة الفرد دفاعا عن جرائم إقترفها سفاح بحق شعبه، ولم يقترف العدو الإسرائيلي شبيها لها بحق الشعب الفلسطيني رغم حجم جرائمه .... شعب السيد خوري . ولكن حسنا فعل السيد خوري بإعترافه الموارب من أن هناك مقابر جماعيه ألصقها بديكتاتوره المحبب بعد أن كان معسكره يروج لمقابر جماعية عراقيه من صنع الإيرانيين ... خطوة إلى الأمام لكنها لن تقنع أهالي ضحايا صدام وهم بالملايين، وسوف نفسر له لاحقا موقف أهالي هؤلاء الضحايا، من العرب والفلسطينيون على الخصوص .

يتبع



#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خليل خوري وسياسة التضليل القومي (1)
- نقد الدين أم صراع الأديان ؟
- على هامش الغناء للزعماء ...
- مهنة التحريض في عراق اليوم
- القرامطه ... إشتراكيه مبكره
- أيام في كوردستان العراق ...
- في الصراع الإسلامي - المسيحي
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 6 )
- أيام في بغداد ....
- جوله مع الاسماء ....
- الوعي المسلوب ...
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 5 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي ( 4 )
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (3 )
- إيران تستعجل قدرها .
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (2)
- بعض إشكاليات وتطبيقات الفقه الاسلامي (1)
- فضاءات رحبه وأمينه في - الحوار المتمدن -
- حديث المئذنه ....
- أضواء على الأزهر ... غير الشريف .


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - خليل خوري وسياسة التضليل القومي (2)