الياس الجلدة
الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 01:28
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
مع انتهاء فترة الولاية الدستورية للمجلس التشريعي دون أي أفق أو أمل بإمكانية التواصل إلي مصالحة وطنية أو وفاق وطني وهو أمل تعلق به معظم شعبنا الفلسطيني وبشكل خاص فقرائه وعمالة المهمشين والذين انتظروا وصبروا وتحملوا أبشع أشكال الظلم والعدوان الصهيوني والحصار الإسرائيلي الظالم واعتقدوا لفترة من الزمن بأن الرد الأمثل علي العدوان هو وحدة شعبنا والمصالحة وتحمل المسئولية من أطراف الصراع علي السلطة بالعودة إلي الشعب والخيار الديمقراطي علي قاعدة المصالحة والوفاق الوطني ,ألا أنة وللأسف جاءت الرياح بما لا يشتهي العمال العاطلين والمهمشين عن العمل وكان دور قوانا الوطنية والإسلامية مكملاً للأسف لسياسات الاحتلال في زيادة ومفاقمة معاناة شعبنا وخاصة سكان القطاع حيث فشلت كافة جهود المصالحة وانتهت المدة القانونية لدور التشريعي وخرج الجميع من دائرة الشرعيات إلي دائرة الهيمنة علي السلطة وكسر إرادة ورغبة الشعب الصامد والصابر ولتصبح القيادات السياسية للأحزاب المسيطرة علي دفة الحكم في غزة والضفة سيفاً إضافياً مسلطا ًعلي رقبة المواطن الذي وثق بقيادته وتعاقد معها علي إدارة أموره الحياتية, وبدلاً من تحسين أوضاعة المعيشية والقيام بواجبها تجاهه من توفير متطلبات الحياة الأساسية من مسكن ومأكل وملبس وتوفير الحياة الديمقراطية التي دفع ثمناً باهظاً للوصول إليها تم طعنة في ظهره بضرب الدستور والقانون بعرض الحائط وأصبح المواطن المغلوب علي أمره خارج دائرة تفكير العقل القيادي الفلسطيني والنتيجة معيقات أضافية من زيادة معدلات الفقر إلي ما يزيد عن 80% ثلثهم على الأقل يعيشون حالة من الفقر المدقع وارتفاع نسبة البطالة إلي حوالي 60% من القوة العاملة , وزيادة قصوى في نسبة الإعالة وتأخر بمستويات التعليم والصحة وتراجع الخدمات الأساسية وضرب للقيم المجتمعية والحياتية وكل ذلك في ظل ضرب معايير العمل السياسي الأساسية من ديمقراطية وتداول السلطة ليعود المواطن إلي حالة اليأس والإحباط والعجز عن تغيير واقعة ليتوقف حلم المواطن البسيط عن إمكانية تغيير أوضاعة في توفير لقمة عيش كريمة تستره وأطفاله من الوقوف ساعات وأيام في طوابير الذل والمهانة للحصول علي كوبونه مساعدة من هذه المؤسسة أو تلك وهي دائما لها مقابل من كرامته أو قناعته وعليه أن يعلن الولاء المزيف لهذه الحركة أو تلك وان يقدم الطاعة والخدمة المقابلة لها حتى أن كان سيد نفسه ويعمل بجهده وعرقه .
أن حال شعبنا وعمالة وفقرائه وبعد انتهاء الفترة القانونية للمجلس التشريعي يحتاج دون شك إلي قيادات تتحمل المسئولية فالحكومة أياً كانت في غزة أو الضفة مسئولة عن توفير العمل كحق مكفول دستورياً وقانونياً وعلي من يقود أن يتحمل مسئولية القيادة وان يتولى إدارة شئون المواطن والبلاد وبكافة جوانبها.
وإذا كنا في فلسطين نعيش فترة من تعطيل التشريعات ونقص ما يختص منها في توفير الحماية الاجتماعية للفئات والشرائح الاجتماعية المهمشة فإن عدم تنفيذ القوانين تبقي المشكلة الأكبر التي تواجهنا حيث تعطلت كافة الوزارات عن القيام بواجبها المسند لها في إنفاذ القانون وتطبيقه وغابت في الأدراج قوانين الحماية الاجتماعية كقانون التأمينات الاجتماعية الذي صدر والغي دون أي جهد لتطبيقه , كما تم تعطيل صناديق الحماية والتشغيل كما غابت الرقابة علي توفير فرص العمل المتكافئة بدون تمييز وأهدرت وانتهكت حقوق العمال في ظل ضعف النقابات واستلابها من قبل بعض الأحزاب السياسية والقائمين عليها وتربع أفراد لا علاقة لهم بالشأن العمالي والنقابي علي دفتها ، وفي ظل مصادرة الحق النقابي وحق العمال في اختيار ممثليهم الحقيقيين .
إن هذا الواقع المأساوي للعمال في القطاع يستدعي دون شك توفر إرادة ورغبة سياسية في حماية شعبنا وفقرائه وذلك لن يكون إلا بوجود قيادات وطنية وإسلامية صادقة تؤمن بالحقوق والحريات وتعترف بحق شعبنا في الحياة الحرة الكريمة التي دفع من أجلها خيرة أبناءة وشبابه في معارك النضال التحرري والوطني وذلك يتطلب العودة السريعة إلي طاولة الحوار والمفاوضات للوصول إلي مصالحة وطنية تخلص هذا الشعب من أعباء الانقسام الداخلي لتتسلح بمواقف وطنية موحدة أمام جبروت الاحتلال الغاشم وان تناضل معا ضد الاحتلال وعدوانه وحصاره وتعيد الكرامة والحرية لهذا الشعب وذلك لن يكون إلا إذا توفرت العزيمة والإرادة الصادقة والإيمان الحقيقي بان شعب ذليل جائع ومنقسم على نفسه لن يقدر على الصمود والدفاع عن نفسه وحريته ..... وحتما لن ينتصر .
* نقابي عمالي - غزة
#الياس_الجلدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟