أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عودة الله - نبيل وناصر..أسود تعود الى عرينها..!















المزيد.....

نبيل وناصر..أسود تعود الى عرينها..!


صلاح عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 2906 - 2010 / 2 / 3 - 14:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


"وضعوا على فمه السلاسل..ربطوا يديه بصخرة الموتى، وقالوا: أنت قاتل..أخذوا طعامه والملابس والبيارق ورموه في زنزانة الموتى، وقالوا: أنت سارق..طردوه من كل المرافئ..أخذوا حبيبته الصغيرة، ثم قالوا:أنت لاجئ..يا دامي العينين والكفين, إن الليل زائل..لا غرفة التوقيف باقية, ولا زرد السلاسل..نيرون مات، ولم تمت روما بعينيها تقاتل..وحبوب سنبلة تجف, ستملأ الوادي سنابل"..شاعر القضية الفلسطينية ومقاومتها الراحل محمود درويش.
ناصر ونبيل حكاية ابتدأت قبل عقدين من الزمن..ابتدأت في قرية شعفاط الصغيرة بمساحتها الكبيرة والعظيمة بأهلها, وتواصلت بين باستيلات الصهاينة, لتنتهي أيضا في شعفاط وقبل أيام معدودة..انها حكاية أسرى الحرية, حكاية ناصر ابراهيم عيسى ونبيل خضر زيادة.
لا داعي للخوض في سبب هذه الحكاية, فليس هذا هو الهدف من هذه المقالة, ولكن الأهم ان هؤلاء الأبطال قرروا أن يبدأوا بنسج حكايتهم ولم تكن أعمارهم تتعدى الثامنة عشر ربيعا..في ذلك الوقت وقبل البداية كانت لهم أسماء ولكن لم يكونوا معروفين, وبعد دخولهم باستيلات الصهاينة أصبحوا أرقاما, ولكن بعد خروجهم من الزنازين ومن خلف القضبان الحديدية, عادت لهم أسماؤهم, ولكن بثوب اخر, انه ثوب العز والمجد والفخر والبطولة.
تم اعتقالهم ولم تتجاوز أعمارهم العقدين من الزمن, ليخرجوا وقد أطلوا على بداية العقد الرابع..أكثر من نصف عمرهم قضوه في غياهب السجون والمعتقلات, وبالتأكيد لم تكن الرحلة سهلة..تعرضوا لأبشع طرق التعذيب والقهر, حرموا من رؤية أهاليهم مرارا, فرضت عليهم الغرامات المالية, وضعوا في الزنازين, لكنهم صمدوا وقاوموا ولم تنكسر عزيمتهم, وهكذا يكون الأبطال, ولذلك خرجوا من ظلام السجون الى نهار الحرية..يقول جبران خليل جبران:"ان الشجرة التي لا تستطيع أن تقاوم عواصف الخريف لا ولن تفرح بجمال نيسان"..نعم يا جبراننا, فقد كان نبيل وناصر كتلك الشجرة المقاومة, وكان لهم أن يفرحوا ويفرح معهم ذويهم وأحبتهم في شعفاط والقدس وضواحيها.
ناصر ونبيل جزء صغير من جكاية أبطالها أسرى شعفاط, فقد سبقهم بسنوات عديدة أبطال تشهد لهم زنازين المعتقلات الصهيونية بصلابتهم وعنادهم, العديد منهم دخلوا هذه المعتقلات لفترات طويلة, ليتم الافراج عنهم, وليدخلوها لمرات أخرى, ولا يزال البعض يخوض معركة التحرر والحرية في هذه الزنازين.
لقد خرج ناصر الى الحرية قبل رفيق دربه نبيل ببضعة أيام, وعند وصوله الى شعفاط كان أول بيت يقوم بدخوله هو بيت والدي نبيل ليعانقهما,وهكذا تكون البطولة.. يوم خروجهم من المعتقلات ووصولهم الى مسقط رأسهم"شعفاط", أبت الشمس عن المغيب, وقهر النهار الليل, ولتمتد الفرحة أيام وأيام وستستمرحتى تعانق فرحة تحرير من لا يزال ينتظر رؤية شمس الحرية.
وعندما التقى ناصر ونبيل وتعانقا, كانت نظراتهم توحي بأنهم يقولون:"هي الأوطان وان جارت لنا عزٌ..وان ضاقت في وجهنا بواديها..هي عشقٌ والهامٌ نكرّسه..وسرّ حبنا وحياتنا فيها..هي الأسدُ للشموخ عنوانا ً وبارقة ً..وان جارت بها الأزمان واعتلّت نواصيها".
حكاية أسرى شعفاط هي جزء من حكاية أسرى القدس الأبية وهي بدورها جزء من أسرى فلسطين..الضفة الغربية وقطاع غزة وأسرى هذا الجزء الذي تم احتلاله في عام نكبتنا الكبرى, ومن هنا نقول بأن أية صفقة لتبادل الأسرى لا تشمل أسرى القدس وفلسطينيي الاحتلال الأول تعتبر باطلة بل متخاذلة, فلا فرق بين أسير وأسير, فكلهم تم اعتقالهم بسبب دفاعهم عن قضية واحدة..قضية فلسطين أطهر وأشرف قضية في التاريخ المعاصر.
الالاف من الأسرى لا يزالون وراء القضبان, ولسان حالهم يردد ما قاله المناضل الوطني السوري الكبير نجيب الريس في مطلع عشرينيات القرن المنصرم:"يا ظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما..ليس بعد الليل إلا فجرَ مجدٍ يتسامى..ايه يا أرضَ الفخارِ يا مقّر المخلصينا..قد هبطناكِ شبابًا لا يهابون المنونا..وتعاهدنا جميعًا يومَ اقسمنا اليمينا..لن نخون العهدَ يومًا واتخذنا الصدقَ دينًا..ايّها الحُراس عفوًا..واسمعوا منّا الكلاما..متعونا بهواءٍ منعه كانَ حرا مًا..لستُ والله نسّيًا ما تقاسيه بلادي..فاشهد يا نجم أنّي ذو وفاءٍ وودادد..يا رنينَ القيدِ زدني نعمةً تُشجي فؤادي..إن في صوتك معنىً للأسى والاضطهادِ..لم أكن يومًا اثيمًا لم أخن يومًا نظاما..انما حب بلادي في فؤادي قد اقاما".
نبيل زيادة وناصر عيسى, قلة قليلة جدا من أبطال حملوا هم الوطن..حملوا كغيرهم من عشرات الالاف من الأسرى والشهداء هم شعب لا يزال محتلا برمته..شعب كل ما أراده هو الحرية والاستقلال وكل ما حصل عليه هو القتل والتشريد واللجوء, ولكنه شعب أبي لا تنحني هاماته..شعب عنيد يأبى الخضوع, والتاريخ علمنا بأن أي شعب أحتل وناضل من أجل استقلاله وحريته كان له ذلك, فالشعوب المناضلة والمكافحة من أجل نيل الحرية كان لها ما أرادت وان مصير المحتلين القتلة الى زوال طال الزمان أم قصر.
عادوا الى شعفاط وهاماتهم مرفوعة تناطح السماء..اختلطت دموع الفرح بدموع الحزن على رفاقهم الذين بقوا وراء القضبان..دموعهم اختلطت مع دموع ذويهم وأقاربهم ومحبيهم..لقد خرجت شعفاط عن بكرة أبيها لاستقبال الأبطال..خرجت شعفاط بأطفالها ونسائها وشبابها ورجالها وكهولها وهي تردد ومعها نبيل وناصر مخاطبين أولئك الذي لا يزالون في سجون الحرية والتحرر:"أخي إن ضاقت عليك زنزانة حقدهمُ..ففي قلبنا لك حبٌ يضاهيها..وان قسوا أو عذبوك قيد أنملة ٍ..فلا تيأس،وهل للروح غير باريها..وان منعونا لقاءا طالت مدته ُ..فللأنام موعدها وتلاقيها..وان فرقت سجون حقدهم لنا جسدا ً..فراق الأجساد بالوجدان تلاقيها..لكم في قلبي محبة ً ومودة..ستظل نبض الروح تُبقيها وتُحييها..سيبقى الدمع أحزانا لبعدكم ُ..وهل للعين غير الدمع يدميها..ويبقى القلب مشدودا لطرفكم ُ..فعيش القلب دونكم غدا دونا ًوتسفيها..لن نرضى وطنا ً وعيشا ً بغيركم..فلا الأوطان أوطان ٌ دون حاميها..ولا امنٌ ولا سلمٌ بهذه الأرض دونكم..فهل للأرض عيش السلم دون رجالها فيها..هذه كلماتي لكم حبا ً وإجلالا ً وتقديرا..ولأهلكم هي الكلمات دون إنقاصا ً وتحريفا".
والى نبيل وناصر نقول ستكون فرحتنا وفرحتكم أكبر عندما يتم تحرير كل الأسرى وبدون استثناء, واليكم والى ذويكم أبارك خروجكم من ظلام الباستيلات الى شمس الحرية, ولنردد جميعا:لن ننثني يا سنوات الجمر, واننا حتما لمنتصرون..عاشت فلسطين وشعبها, الحرية لكل أسرى الحرية الفلسطينيين والعرب وخاصة الجولان المحتل..المجد والخلود لشهدائنا الأبرار, والخزي والعار للأعداء ومن سار في فلكهم, وانها لثورة مستمرة حتى تحرير الأرض والانسان.



#صلاح_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يفقد المقدسيون صوابهم المفقود أصلا..!
- الى الحكيم-الحكيم- في ذكرى رحيله الثانية..!
- القرضاوي..عليك بمقاطعة المسيحيين وكل ما يتعلق بهم..!
- في الذكرى الثانية لرحيل-حكيم القدس-..!
- كلنا..-نادين البدير-..!
- نحن مع فلسطين ظالمة أو مظاومة..!
- قراءة عقلانية في مقال نادين البدير-أنا وأزواجي الأربعة-..!
- العار كل العار يا عبدالله الهدلق..!
- في الذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة المارد الأحمر..!
- نعم,-واحسرتاه يا قدس-...!
- لسنا بالفئران يا صحيفة الفجر الجزائرية..!
- عندما يفقد شيخ الأزهر الصواب..!
- نصحتك فالتمس يا ليث غيري..!
- يا فجر بيروت عجل قليلا
- قل كلمة حق أو أسكت يا تميمي..!
- درويش..انك نصف العرب وأكثر..!
- من هو قاتلك يا أبا عمار؟
- لن يصلح الأسود ما أفسده الأبيض..!
- ما بين حكومتهم وحكومتنا..!
- من أطفال غزة الى رئيس مصر..!


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صلاح عودة الله - نبيل وناصر..أسود تعود الى عرينها..!