أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال محمود - عندما أصبحت المقاومة في مواجهة التحرر الوطني














المزيد.....

عندما أصبحت المقاومة في مواجهة التحرر الوطني


طلال محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2906 - 2010 / 2 / 3 - 14:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


معسكر الانقساميين في حماس وجد ضالته في شعار المقاومة ليتخذ منه دثارا لمشروعهم " اللاوطني" بإنتاج وتعزيز الانقسام في الساحة الفلسطينية. وأوغل هؤلاء في مشروعهم الآثم بالسطو على الوضع الفلسطيني ورهنه في بازار الصراعات الإقليمية واستنزافه والتقهقر به من مستوى قضية شعب يكافح من أجل نيل حقه في تقرير المصير إلى مستوى القضايا الإنسانية الإغاثية، الأمر الذي تسعى إسرائيل إلى تحقيقه منذ نشأتها!.
فمشروع الإنقساميين يستمد مقوماته من مصدرين اثنين. المصدر الأول وهو إسرائيل التي تدرك أن مشروع الإنقساميين في فلسطين يتلاءم في طبيعته السياسية مع تطلع إسرائيل نحو نفض يدها من استحقاقات العملية السياسية في المنطقة على المدى القريب والمتوسط، ويتلاءم مع تطلعها نحو تصفية المسألة الفلسطينية كقضية وطنية على المدى الأبعد.
أما المصدر الثاني، فيتمثل بما يسمى محور المقاومة ومركزه إيران بتطلعاتها القوية نحو لعب دورا إقليميا رئيسيا في الشرق الأوسط.
ولعل سردا سريعا لتاريخ الفعل السياسي لحركة حماس منذ الانطلاقة يقدم لنا ما يعزز ما ذهبنا إليه آنفا.
• فحماس تجد في انخراط منظمة التحرير الفلسطينية في العملية السلمية بعد الحرب على العراق، 1990، المبرر للشروع في بدء حماس بالعمل المسلح بهدف خلخلة ما أنجزته الانتفاضة الفلسطينية الأولى من رأي عام داخل إسرائيل المساند للعملية السلمية، ودفعه القهقرى نحو اليمين المناوئ لتلك العملية.
• منذ قيام السلطة الوطنية الفلسطينية، حماس تشن حملة إعلامية قذرة داخل فلسطين وخارجها ضد القيادة الفلسطينية، باتهامها بالتفريط والفساد المالي والإداري.
• تستمر حماس في تنفيذ العمليات الفدائية حتى العام 2003، حيث ردت إسرائيل بضرب المؤسسات الأمنية الفلسطينية وفرضت حصارا على الأخ أبو عمار في المقاطعة برام الله بذريعة دعمه للإرهاب.
• بعد العام 2003، حماس تنفض يديها من العمل الفدائي ضد إسرائيل، وتنسحب بهدوء من العمل في ساحة الضفة الغربية، وتركز وجودها العسكري في قطاع غزة الذي قامت بتحويله إلى ميليشيا عسكرية علنية تنافس قوى الأمن الفلسطيني الرسمي السيطرة على مقاليد الأمور في القطاع.
• بإتمام إسرائيل لانسحابها الأحادي الجانب من قطاع غزة تختطف حماس الحدث لتجعل منه نصرا خاصا بها، وتقطع الطريق على السلطة الفلسطينية في سعيها لاستثمار هذا الانسحاب سياسيا وتنمويا. وفي خضم احتفالها بالنصر المزعوم بمشاركة شخصيات قيادية قادمة من مصر العربية تستعرض حماس جيشها المعد للسيطرة على مقاليد الأمور في قطاع غزة الأمر الذي نال الرضا من جانب إسرائيل وبعض القوى في المنطقة.
• لم يكن الفوز في الانتخابات التشريعية عام 2006 كافيا لإشباع رغبتها في السيطرة على مقاليد الأمور في الأراضي الفلسطينية، فانقلبت بالعنف المسلح على مؤسسات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وبصورة لاقت استحسانا إسرائيليا، ولتبدأ في تجسيد مشروع الانقسام السياسي في الساحة الفلسطينية على مستوى الجغرافيا. هذا الانقسام الذي تحافظ عليه حماس وكأنه غاية الأمل للشعب الفلسطيني، وتتهرب من كل مبادرة للمصالحة الوطنية الفلسطينية ولإنهاء الانقسام.
• بوساطة من الحكومة المصرية، حماس وإسرائيل تتفقان على هدنة لمدة ستة أشهر بين قطاع غزة وإسرائيل، وكأن تاريخا جديدا يتم كتابته برسم الانقسام الفلسطيني، فهناك ما هو خاص بإمارة غزة ولا يخص الضفة الغربية.
• وإمعانا في التخصيص السياسي لقطاع غزة، إسرائيل تشن عدوانا إجراميا على قطاع غزة بتواطؤ مع قيادة حماس التي قدمت الذريعة السياسية إسرائيل برفض تمديد الهدنة، لتعود هذه القيادة لهدنة غير معلنة تحافظ عليها حماس بكل ما أوتيت من قوة، حتى وصل الأمر حد تهديد قيادات التنظيمات المقاومة في قطاع غزة بالعقاب ومواجهة الاتهام بالتسبب في تهديد المصالح العليا للشعب الفلسطيني!.
لقد بات الأمر واضحا، الانقسام هو بيت القصيد، وغاية السعي هو بناء تاريخ سياسي خاص لقطاع غزة بعيدا عن الوطن الفلسطيني. أمر تلتقطه حركة حماس لتبني لها إمارة برسم الرضا الإسرائيلي ودعم من الطامح القادم من بلاد فارس، وهذا كله حتى لا تكون للشعب الفلسطيني دولة تحمله إنسانا وقضية وحلما وحضارة تدرك إسرائيل خطرها.



#طلال_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا هذا السؤال؟
- لا فلسطينية حركة حماس وإخوانيتها
- ما أجمل أن تعود فلسطينيا!
- قضية الجدار... والحرب على الوعي
- مرة أخرى مع قاموس حماس.... الحسم
- تخاريف حماس في معاني النصر والهزيمة
- المنطق في منطق الحرب على غزة
- تقليعة حماس الإعلامية الجديدة: التهديد باللجوء إلى منظمات حق ...
- مفاوضات أم مقاومة
- حماس في مواجهة قانون الطبيعة
- نظرة في معالجة إعلام حماس لتقرير الغارديان


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال محمود - عندما أصبحت المقاومة في مواجهة التحرر الوطني