أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الجواري - التورط الامريكي مع الساسة العراقيين















المزيد.....

التورط الامريكي مع الساسة العراقيين


محمود الجواري

الحوار المتمدن-العدد: 2906 - 2010 / 2 / 3 - 12:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد اجمع السياسيون في العراق على ان الولايات المتحدة الامريكية هي محتلة للعراق وكما اجمع سياسيوا المنطقة العربية وغيرها من الدول الاقليمية ان الجدل السياسي قد انتهى بانتهاء مهمة السيد جي كارنر في العراق ومن هناك تم وضع الحجر الاساس لتشكيل مجلس المستشارين والذي اطلق عليه فيما بعد مجلس الحكم و لم يكن امام الولايات المتحدة الامريكية من الخيارات الكثيرة والمتاحه سوى الاتكاء على مشورة الساسة الجدد الذين وجدوا انفسهم في قصر المؤتمرات او الذين جاؤوا مع الاحتلال كمساعدين ادلاء للدخول الى العراق ... المشورة المطلوبة كانت تختص بما يعرفه اولئك الساسه من العلومات التي تختص بالشان العراقي او شان المنطقة والاقليم الذي العراق هو جزء منه . ونحن نعلم ان الساسة اولئك كانوا يفتقرون الى الدقة والمعلومة الصائبة لكونهم كانوا ينظرون الى الملف العراقي من الخارج اي من ما وراء الحدود وبحكم وجودهم كمعارضة للنظام الذي اقصاهم مما دعاهم ان يكونوا معارضين ولربما كانوا سياسيين في الوقت الذي كان نظام صدام يتأرجح بين اختيار البقاء في السلطة وتنفيذ ما يطلبه الغرب والمجتمع الدولي وبين الفناء في رفضه تلك المطالب وعند الاصرار على عدم العودة الى العقل السياسي بديلا عن العنجهية والبحث عن الحلول التي تضمن له سبل البقاء وعن ما دار في مؤتمر لندن كان الحد الفاصل بين السياسة السابقة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبين المرحلة الجديدة التي ارادت الولايات المتحدة الامريكية من خلالها رسم سياسة شرق اوسطية جديدة وكذلك رسم خارطة طريق مبنية على اساس اقامة توازنات جديدة تتناسب ووقع حدث سقوط نظام صدام .. نعم كان الامر ليس هو مجرد سقوط نظام حكم شمولي ومعروف لدى كل الاوساط فهو يرتبط ارتباطاً وثيقا ببقاء انظمة عربية اخرى وان كان حجم الخلافات واسع وكبير ... لم يبق امام الولايات المتحدة الا استخدام اساليب الاغراءات السياسية وكذلك التلويح بالعصا .. حيث كانت تبتغي من ذلك ان تنضبط الدول العربية الى ايقاع التحول الجديد في العراق الذي كانت الدعوات تشير ان العراق سيشهد نظام حكم جديد أكثر حرية وديمقراطية وازالة انظمة الحكم الشمولية السائدة التطبيق في المنطقة العربية بشكل خاص والشرق الاوسط وبشكل عام ، كل تلك الوعود كانت رهينة بنجاح الولايات المتحدة في تحقيق ما تصبوا اليه في العراق وعلى اساس نجاح التجربة الجديدة فيه .
والسؤال .. لماذا لم تفلح الولايات التحدة في تحقيق اهدافها في العراق وهي الانعكاسات على الوضع في المطقة العربية عند فشلها؟ .. والسؤال الذي يشتق نفسه من السؤال السابق ما هو مصير التجربة الديمقراطية التي ستصبح مصدر قلق للعرب جميعاً ؟ هل تبقى فسحة من الامل في استطاعة امريكا لملفها في العراق و انعاش التجربة الجديدة... نقول كل الاجوبة على الاسئلة تنحصر في ارادة امريكا ومصداقيتها فهل هي ارادت انجاح تجربتها في العراق من اجل خلق اوضاع جديدة اكثر عقلانية واكثر انصافا لشعوب المنطقة .. لنجاح التجربة في العراق كان سيضفي العزم والاقدام على تناول التجربة وهي لاتمانع اي الدول العربية في تغيير نفسها اذا توفرت لها الامكانات المادية والمعنوية ... ولو اردنا الاجابة على الاسئلة المطروحة ونضع الحلول للظروف المعقدة في المنطقة برمتها وليس العراق منعزلا من معادلة الشرق الاوسط الكبير فعلينا النظر وبعيون امريكية او غربية ومن عدة مستويات وعلينا ان نتحاشى التقاطع او ان ننتبه الى التوافق في الجوانب العديدة لهذه المسالة المعقدة والتي افقدت الامريكان قدرتهم على فهم العراق .
نحن نعلم ان العراق هو من اغنى بلدان العالم بالثروات ... ففيه موارد على الارض مضافا لها طاقة بشرية وحضارة ، ولديه تحت الارض ما يسيل له لعاب الدول العظمى ... ولا يخفى ان الولايات المتحدة جاءت الى العراق مندفعة وبقوة .... والهدف هو تأمين مصالحها ولا يقتصر دورها في العراق وحسب بل انها تسعى الى تحقيق تلك المصالح وحتى في اكبر دول العالم وحتى التي تنضم الى تجمع الثماني اي الصناعي المتقدم ،،، ولا ابالغ اذا قلت انها تستطيع تحقيق ما تصبوا اليه أينما وطأت اقدامها ... فلماذا تتلقى الصعوبات ولربما الفشل في العراق؟
لو أمعنا النظر في طبيعة المشتركات في الرغبة لاسقاط نظام صدام فاننا سنجد ان الولايات المتحدة لها الرغبة الشديدة في اسقاط نظام صدام .. هذا جانب... العراقيون انفسهم وعلى اختلاف مذاهبهم وطوائفهم كانوا تواقون لاسقاط نظام الحكم في العراق ... من تلك المشتركات التي وضعت امريكا امام منعطفات طرق كثيرة وخاصة على مستوى القرار السياسي في امريكا ذاتها ونحن نعلم طبيعة الانقسام في الكونغرس الامريكي الذي انقسم على نفسه بين صقور وحمائم وهذا كان حتماً سيلقي بضلاله حتى ولو نجحت الولايات المتحدة في تحقيق مسعاها ولو على المدى الغير المنظور... من الجانب الاخر وهو الغير السياسي اي الرأي الشعبي الامريكي الذي لايريد المجازفة أو التورط في سياسات تاتي له بالويلات كما حدث في فيتنام والصومال وغيرها من الدول التي تداعت فيها هيبة امريكا
... من الجانب الاخر هو الذهول والحيرة التي سيشعرها العراقيون بعد التغيير ومن هم الساسة الجدد ... ناهيك عن المخاوف التي كان يبديها المجتمع الدولي في اقحام الاوربيين الذين كانو لا يريدوا المجازفة في مشروع مجهول النتائج .
وبمعنى اكثر دقة كانت الاسئلة حول المصير في العراق ومن هم الساسة الجدد القادمين الى عملية اشبه بالمتاهه... ولو اردنا قراءة ما كان مطروحا في اوانه هم رؤساء الاحزاب التي ائتمرت او تآمرت في مؤتمر لندن .. وبطبيعة الحال ان لاؤلئك الساسة العراقيون احزاب اكسيلية اي لاوجود لها على الارض العراقية ... وكما هو معلوم ان النظام البعثي كان يحظر على كائن من يكون ان يعلن عن تشكيل حزب في العراق سواء كان مؤيدا للسلطة او مناوئا لها .
اذن شكل القادم الجديد لم تكن له صلة بالشعب المغلوب على امره والساسة الساعين الى الاطاحة بصدام لم يكن من اجل الشعب العراقي وانما كان من اجل تحقيق اهداف معلنة او غير معلنة ولكن في الاخر هي لا تتعدى المصالح الشخصية والمنافع المادية ... كانت تلك الاحزاب تدرك تماما انها كيف تستطيع استثمار سقوط صدام وبايد خارجية ولمصلحة جهات خارجية .. اي ان امريكا سعت بقصد او دون قصد من تغيير نظام صدام هو تخليص الشعب العراقي من دكتاتورية صدام .. ولكنها تفاجئت بظهور دكتاتورية احزاب جديدة تنقصها الخبرة في الادارة والسياسة وعلى حد سواء .
والذي يطلع على الشأن السياسي في العراق سيندهش وتأخذه الغرابة بعيدا دون ان يقف عند نقطة معلومة سواء على صعيد الفهم او التحليل لما يحدث في العراق ... الكل يعلم ان الساسة العراقيون متفقون تماما مع الاميركان وفي نقاط ومشتركات عديدة ... وهم كذلك متفقون كساسة فيما بينهم اي العراقيون اذا اجيز لي ان انعتهم كساسة .. ليست النقطة هنا وانما تدعوهم الحالة وليست الحاجة الى الاتفاق .. ولكن يختلفون فيما بينهم ومع بعضهم البعض ... والذي يجرني الى البحث عن ثوابت الفهم هو مؤتمر لندن الذي جمع المعارضين العراقيين وبكل طوائفهم ومذاهبهم ... ومما لا يعرفه الكثيرون عن طبيعة هذا المؤتمر الذي في خاتمته اطلق طلقة الرحمة على راس صدام ... اليوم وبعد ان عادوا من ذلك المؤتمر وكانوا متفقين مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكان لهم سفيراً لتلك الدولتين العظميين الا وهو زلماي خليل زاده انني واستطيع الجزم بأن مؤتمر لندن كان بمثابتة التوريط لكل من امريكا وبريطانيا في دخول العراق وعلى ضوء النفاق السياسي الذي كان يجيده البعض وسياسة الوهم التي اسدوها الى كلتا الدولتين ... هنا انا لست بمعرض عن الدفاع عن تلك الدول وانما عن ما قدمه العراقيون المؤتمرون في ذلك المؤتمر من زيف في الحقائق وعدم الفهم لسايكولوجية الفرد العراقي الذي كان يريد ان ياتي أي كان ولمجرد تخليص الشعب العراقي من ظلم عاشه ولعقود طوال .. ولكن كان الامل المشروط هو ان يكون القادم لتولي السياسة في العراق انسان نزيه وشريف وعلى الاقل يحترم العراقيون الذين عانوا ما عانوا ومن الحقب التاريخية المتعاقبة نقول ان الساسة العراقيون جاءوا وتحت الحراب الامريكية اي ان الدولتين التزمتا بالمواثيق لتامين الحماية ولان الشعب العراقي يعلم ان طاغية العراق وامر تغييره اصبح من المحال ... استقبل الشعب العراقي ذلك الحدث التاريخي واقول تاريخي لان التغيير لم يكن متاحا وحتى لو تطلب القوة التي يمتلكها العراقيون فان ذلك كان يشير الى الاستحاله في تحقيق ذلك.نعم الغرب له اليد الطولى وصاحب الفضل في احداث ذلك التغيير ولكن لا زال الانسان العراقي يتسائل على ماذا اتفق الساسة العراقيون مع الغرب في مؤتمر لندن ... وهل ان الاتفاقيات التي يتم عقدها اليوم هي وليدة لمعاناة الامريكان ام هي الثمن الذي كان لزاما على العراقيين دفعه مقابل ذلك التغيير ... هنا كان اعطاء المبررات او حتى زيف الادعاءات في تمرير شيء مشروع وهو حق الدول التي جاءت بناءاً على متطلبات الساسة المتفقون في مؤتمر لندن اي انه ليس هناك شئ بلا ثمن فلماذا يختلف الساسة العراقيون الان على هل ان الأجنبي الذي جاء على متن الدبابات وعابرا المحيطات هل هو محرر ام محتل ؟ من هنا نرى الاصطفافات التي ولدت الشكوك في نوايا الساسه المؤتمرون في لندن كانوا لايهمهم امر العراق والعراقيين قدر ما كان همهم هو الهيمنه على السلطة والمال وهذا لم يغير الكثير من سلوكية صدام لو اتبع سياسة اخف من العنف الذي مارسه ... اي الديمقراطية ولو بحدودها الدنيا لكان افضل للشعب العراقي الذي عانى بعد السقوط من القتل الجماعي وظهور الطائفية وتجزئة البلاد وقرار بين المتصارعين وكما اسلفت على حكم العراق .
اليوم محاكمة السيد طوني بلير وهو لاعب في اصول هذه اللعبة التي عادت بثقلها الى الساحة الدولية وكذلك التلاعب بمقررات مؤتمر لندن من قبل الساسة العراقيون والسؤال من هو الجاني ومن هو المجنى عليه ... وكما اسلفت ان الساسة العراقيون واذا ارادت الولايات المتحدة وبريطالنيا واقول ما زال هناك وسائل كثيرة يستطيع السيد طوني بلير تقديمها كادلة للدفاع عن نفسه عليه تقديم كل المؤتمرين في لندن الى المحاكمة ويكون في ذلك انصافا لشعب اجرمت بحقه الدول وتتلاعب بمقدراته ارادات فاشلة تتدعي الساسة ولكنها بعيدة كل البعد عن هذا المسمى المقدس ... علينا وعلى السيد طوني بلير والسيد اوباما ان يقوموا بفحص عقول القائمين على السياسة في العراق وان في ذلك مكسب للدول التي تلعن اليوم الذي اطاحت بصدام فيه وجاءت بمن هو اقبح منه ... لن يتحمل العراقيون اكثر من ذلك ... فلو كانت اخطاء سياسية لتحملناها وبرحابة صدر ولكن هي احقاد وضغائن يكبلون الشعب العراقي بها لمجرد انه طلب الرحمة .





[email protected]








#محمود_الجواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الجواري - التورط الامريكي مع الساسة العراقيين