أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد مليطان - مستنقع التطرف














المزيد.....

مستنقع التطرف


محمد مليطان

الحوار المتمدن-العدد: 2906 - 2010 / 2 / 3 - 08:33
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اليمين الشعبوي المتطرف في كل الأديان عادة ما يتسبب في إحراج تيارات اليمين المعتدل والوسط واليسار خاصة مع المجتمع الدولي وتحديدا تجاه قيم الديمقراطية والمواطنة والتسامح والتعايش بسبب ثقافة العنف التي تسم وتسيطر على علاقة هذا اليمين مع الآخر سواء أكان هذا الآخر ممثلا في ديانات أو أعراق أو ثقافات مختلفة أو مغايرة.
عندما أحرج اليمين الإسلامي الشعوبي المتطرف بقية الاتجاهات والتيارات الإسلامية الأخرى في أعمال عنف ضد أهداف غربية وقف العالم بأسره – بما في ذلك العالم الإسلامي- ضده واتخذ مواقف تدرجت من الحرب والرد بالعنف المضاد، كما هو حاصل في أفغانستان، إلى المقاومة الناعمة ممثلة في دعم التيارات الدينية الموصوفة بالمعتدلة والسماح لها في بعض الدول بالمشاركة السياسية في محاولة لإعادة برمجتها وفق مفاهيم الدولة الحديثة.
الحال مع اليمين المسيحي الشعبوي المتطرف في سويسرا ليس أفضل منه مع اليمين الإسلامي الشعبوي المتطرف، وبالتحديد على مستوى الذهنية والفكر المتطرف والموقف العدواني من الآخر، غير أن اختلاف الظروف المحيطة والوسائل المستخدمة تسهم في إظهار نموذج التطرف الإسلامي أشد عنفا، خاصة مع اقترانه بالعنف الدموي، لكن البنية الذهنية المتضمنة للعنف لكلا الطرفين تظل واحدة، فاستخدام الديمقراطية لتمرير ممارسات متطرفة تمس الأديان الأخرى ومشاعر معتنقيها هو من أبشع صور العنف الرمزي.. فالديمقراطية سواء أكانت على مستوى المفهوم السياسي أم على مستوى المفهوم الاجتماعي لا تعني مطلقا ممارسة القمع أو المنع، قمع الأقليات أو الأفراد أو منعهم من ممارسة شعائرهم والترويج لها بالطرق العلنية والسلمية، فحكم الأكثرية وفق المفهوم السياسي للديمقراطية يقترن اقتران شرط بحماية حقوق الأقليات والأفراد ومن هذه الحقوق الحق في ممارسة الشعائر الدينية، وهذه الشعائر الدينية ضمن المبدأ نفسه يجب أن تحترم بكل طقوسها وأشكالها، فلا يجوز باسم الديمقراطية قمع أو منع أي شكل من أشكال التدين أو أنماطه، ذلك أن الإطار الديمقراطي غير معني بهذه التقاليد الداخلية لأشكال الطقوس الدينية، ولا ينبغي المساس بها مطلقا، فهذه التقاليد تتم مراجعتها وتصحيحها وتعديلها ونقدها ونقضها داخل منظومة الدين نفسه أو داخل أطر علمية أو فكرية أو ثقافية بعيدة عن المؤسسات السياسية.
تصرف اليمين المسيحي الشعبوي المتطرف في سويسرا تجاه منع بناء المآذن يحمل جملة من المساوئ على المستوى السياسي أيضا ففي الوقت الذي كانت تتمتع فيه سويسرا بصفة الدولة المحايدة وضعها هذا اليمين في صف الدول المنحازة، وليس الانحياز فقط، بل الانحياز إلى أقصى اليمين، ما يسمح بظهور ممارسات مماثلة في الدول الإسلامية وتتخذها بعض التيارات الإسلامية، وهنا تستوي المنعوتة بالمتطرفة والموصوفة بالمعتدلة، مبررا للضغط في اتجاه اتخاذ موقف مماثل لمنع وقمع أشكال التواجد الديني عامة والمسيحي خاصة وإسكات الأجراس والتميز الديني الشكلاني للأفراد ودور العبادة، مستدعين من التراث ما يشحن الشارع الإسلامي مستشهدين بالواقع السويسري الذي شوهته ثقافة التطرف.
مستنقع التطرف فيه ما يكفي من الأوحال لإغراق سفن النجاة العابرة بالإنسان إلى مجتمعات أكثر تسامحا وانفتاحا قابلة للتعايش، وارتكاب مثل هذه الأفعال العداونية المتطرفة تحرج المجتمع الثقافي الإنساني الطامح إلى غد متسامح ويعيده في مشروع حوار الثقافات إلى المربع الأول بعد أن ظن، أو زعم، أنه تجاوزه بلا رجعة.



#محمد_مليطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإثارة الرمزية في الفضائيات الملتحية
- ثقافة إسلامية أم -إسلام ثقافي- ..؟
- ليبيا اليوم .. بين ليبيا الأمس وليبيا الغد
- أكاديمية الفساد
- طموحات شبابية.. بحجم شقة
- التوسل إلى الأمام.. عبر التراجع
- الاوبرا الالمانية تقدم عرضا تظهر فيها رأس النبي محمد - صلى ا ...
- لا تغربي يا شمس
- (تصدر حسب التساهيل).. علامة ليبية بامتياز في عالم الصحافة
- الشرق الأوسط الجديد.. مواسم الحصاد
- الإعلام الليبي.. احتضار الخطاب ونزوح المتلقي


المزيد.....




- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- أمير قطر وولي العهد السعودي يؤكدان ضرورة خفض التصعيد وتجنب ا ...
- مندوب روسيا: مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية عادوا إلى ا ...
- الإمارات تشهد أكبر كميات أمطار خلال الأعوام الـ 75?‎ الماضية ...
- -استهداف مقرات قيادة ومواقع وجنود -.. -حزب الله- ينشر ملخص ع ...
- أمريكا: سنطالب إسرائيل بتفسير صريح حول مقتل الطفلة هند رجب ...
- رئيس بلدية إسرائيلية على حدود لبنان: 70% من سكان المنطقة في ...
- لواء في الجيش الإسرائيلي: قادة إسرائيل يقودونها للنهاية مدفو ...
- حزب الله يعلن مقتل 3 من عناصره ويهاجم مواقع عسكرية إسرائيلية ...
- باريس تدين -بأشد العبارات- عنف المستوطنين الإسرائيليين في ال ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد مليطان - مستنقع التطرف