أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - تطوان في السرد الروائي ... تجارب و شهادات














المزيد.....

تطوان في السرد الروائي ... تجارب و شهادات


مصطفى العوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 23:14
المحور: الادب والفن
    


الفضاء و المبدع عنصران متداخلان يصعب الفصل بينهما لبناء نص أدبي صافي في جوهره ، صادق في شعوره و تعبيره ، أعمال عالمية كبرى كان مبدعوها شديد الارتباط بفضاءات معينة و عنها حكوا لنا أروع المشاعر و اصدق الاحاسيس ، جائت مئة عام من العزلة للأديب العالمي غابرييل غارسيا ماركيز لصيقة قرية أسطورية تحت اسم ماكوندو ، و كتب الطيب صالح موسم الهجرة الى الشمال مرتبطا أشد الإرتباط بقريته المترامية الأطراف على ضواحي نهر النيل بالسودان ، لكن سؤالا ما ظل عالقا في خطابات النقذ المعاصرة ، كيف يستوحي الكاتب فضاءا ما في عمله ؟ و ما نوع العلاقة التي تجمع بينهما ؟ تحضنهما و تضمهما في نتاج احادي لا يكاد الواحد فيهما ينفصل عن الاخر ؟
في لقاء أدبي بهيج عقدته جمعية العمل الثقافي بالمضيق ، طرح ذات السؤال ، و هذه المرة مع استحضار فضاء تطوان كنموذج ، عن أزقتها العتيقة و دروبها ، و عن اهلها و أناسها ، عن عوالمها الخفية و المستثيرة على حد سواء ، هذا اللقاء الذي أداره الأستاذ المفضل اخماش عضو الجمعية ، عرف ثلاث مداخلات لمبدعيين مشهود لهم بعلو كعبهم في مجال السرد ، و هم على التوالي الكاتب و المبدع محمد انقار ، الكاتب خالد أقلعي و الكاتب البشير الدامون ، ابتدأ الكاتب محمد انقار حديثه عن حضور مفهوم الفضاء في الكتابات النقذية المعاصرة كمفهوم جديد ، ليتحدث عن علاقته الخاصة بتطوان و التركيز على أبعادها الجغرافية و الزمنية و الإنسانية ، مع إعتراف جميل بتعلقه الخاص بدروب المدينة العتيقة ، تعلق وجد اني و عاطفي جعله روائيا تطوانيا بإمتياز .
الكاتب خالد أقلعي تناول استثماره لفضاء تطوان في أعماله الروائية ، معتبرا أن هذا الفضاء شبيه بفضاءات أخرى و مدن أخرى كبغداد و دمشق ، نظرا لحضور طابع المدينة العريقة الذي تشترك فيه هذه المدن ، فيبقى المجال مفتوحا لإستلهام و استحضار شخوص هذا الفضاء و قيمه المثلى التي تسعى الحياة بواسطة أهلها الى زرعها في الأجيال بالتعاقب ، فتحضر قيم التسامح و التعايش كما وظفها الكاتب في روايته أطياف البيت القديم فكانت الفتيات التطوانيات يتعلمنها الى جانب تمكنهن من الصنعة في دار الصنعة ، معرجا بعد ذلك في حديثه عن دور المدينة في مقاومة المستعمر ، الامر الذي جعل تطوان فضاءا قارا و محوريا في كتابات خالد أقلعي ، كما كتاب أخرون .
أما صاحب رواية سرير الأسرار ، الكاتب البشير الدامون ، فقد كان حديثه متمحورا حول تطوان في روايته هذه الصادرة عن دار الأداب ببيروت و التي لاقت نجاحا كبيرا ، ظفرت الى جنبه بقسط وافر من النقذ الأدبي داخل المغرب و خارجه ، فعلاقة الإنصهار بين الفضاء و جمالية الحكي على حد تعبير الكاتب هي الدافع الأساس لخروج العمل الأدبي الى الوجود في قالب فني يتماهى مع الروعة و الخلق الأنيق الراقي ، فيتحول الفضاء الى مولد مباشر للجمال كقيمة إ نسانية تسعى الروح الى بلوغها ، في رواية سرير الأسرار تحضر فضاءات تطوان و المضيق و واد لو ، كمحور تتكرر فيه دوامة المعاناة ، مع الإشارة الى مرحلة البداية ،أو مرحلة الطفولة التي تبدأ بفضاء المضيق و تتوزع بعدها مراحل الحياة المتلاحقة على فضاءات أخرى .
ختام اللقاء كان إعلانا عن مسابقة في الإبداع الادبي تنظمها جمعية العمل الثقافي إحتفاء بالشباب المبدع بمدينة المضيق ، في الأجناس الأدبية الثلاث ، و ذلك تماشيا مع خطوها الدافع في إ تجاه تطوير الشأن الثقافي و العمل على خلق جيل مبدع يرتبط بفضاءه الخاص في البداية و يسرح بعدها لإقتناص عوالم أخرى في المستقبل .



#مصطفى_العوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجوز يصارع للبقاء في هافانا
- الإنتماء الى أفرقيا
- قبلة و أغنية حزينة
- غابرييل غارسيا ماركيز ... و ريح شقاء ايرينديرا
- جامعة ... و دورة إستدراكية
- الهجرة الى أين ؟
- جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الفقيه داود التأهيلية بالمضيق و رس ...
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 4 )
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 3 )
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 2 )
- الاسلام و ظواهر المجتمع ( 1 )
- موسم الهجرة الى أصيلة
- غابرييل غارسيا ماركيز ... على خطى الرواية و التقشف
- جنون و حرائق و سهول
- العالم الثالث و فن الانتقام
- العربية ... اللغة و العصر
- لماذا تقدم الغرب و تاخر الشرق
- سيجارة مارلبورو
- الحلوة دي في قفص العولمة
- هل نحن مجتمع قارئ ؟


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى العوزي - تطوان في السرد الروائي ... تجارب و شهادات