أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لهيب خليل - قصة بعنوان ساعات














المزيد.....

قصة بعنوان ساعات


لهيب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 22:09
المحور: الادب والفن
    


كانت سيارة الكاز 66 تتهادى بين الأرض الوعرة في وادي لا يعلم حتى الله أين موقعه على الكرة الأرضية ، كثيرا كنت ما أفكر في أمي التي إذا تأخرت عن الحضور على طعام الغداء تنصب نوع خاص من العزاء عزاء على كد الحال ، الان الساعة تشارف على الرابعة صباحا ً الأمر الذي لا أتمناه لأحد ، ( يوما قالت لي شنكول هل تغادر في الفجر أحيانا ً قلت لها الساعة كم بالضبط قالت في الثالثة مثلا ً قلت لها وما الذي يجعلك سهرانة حتى الفجر وتحديدا الثالثة قالت الأسبوع الماضي جاؤا بأبن الجيران في الثانية ليلا ً في تابوت ومن الرعب لم استطع النوم وفكرت فيك كثيرا ً هل تسافر إلى الجبهة في الفجر أحيانا ً ، لم اجبها لأنني سافرت غادرت لأني متُ في كل ساعات اليوم العراقي الذي لا يشبه يوم دول الجوار ابدا ً لان الأمر وبكل بساطة كان هو موت وانتحار بزي المغاوير لأني كنت اخدم ذلك الوقت في سلك المغاوير وليس في الأمر أية خيارات فكل الذين خدموا في الجيش يعرفون أن عملية توزيع الجنود قضية كيفية قضية مزاجية بيد القيادة الحكيمة ، ليست القضية أن تغادر بل هي لماذا تغادر ولأي سبب تمضي ،لأي سبب تسافر في أحيانا ً كثيرة وعندما أودع أهلي وانأ أقف في الباب الخارجي الثالثة إلا خمس دقائق مثلا ً أو وربع أو الرابعة والنصف أو الخامسة عصرا ً أو السابعة حربا أو الثامنة موتا ًً لا أجد سببا ً معقولا ً لأية حرب لأقنع أمي أولا ً واقنع نفسي ثانيةً بأننا لسنا مجموعة من المجانين ، في الفجر وعندما تنهض الحبيبة وتوقض أمها لتذهب معها في تلك الساعات التي ينتظر بها الجنود على الساتر كي تنقضي ساعات الهول المظلم تدخل الحبيبة إلى التواليت وتبول وهي فرحانة تفكر في الحبيب وعندما تنتهي من حجتها تمضي وهي تنفذ أوامر أمها كي تتشطف جيدا ً وتغسل فرجها وهي لا تعلم متى ستُفض بكارتهُ هل في هذه الحرب أم التي بعدها ، في كل الحروب هناك قصة حب غير معروفة نهايتها الحبيب يتأسر وبعد أعوام يعود ليجد الحلم قد تزوج وأنجبت درزينة أطفال في إحدى الحروب المضحكة القصيرة التي فقط دامت ثماني قرون (العام في روزنامة الحرب قرن ) عاد الأسير وقد جف شعره ُ بياضا ً وجد الأخ الصغير الذي تركه وهو يلعب (دعابول) قد تزوج الحبيبة زوجته ابنة العم التي ما أن عبر العام الخامس على فقدانه حتى طلب أبيها أن تتزوج من الأخ الصغير ولان المحكمة كانت قد راعت ظروف الفقدان بعد أربعة سنوات وسمحت للمرأة التي فقد زوجها أن تتمتع بفرجها بقية عمرها ، الأخ الأسير الذي عاد اطرق رأسه عاليا ً عاليا ً ثم قال مبارك لكم صاح الأخ الصغير وهو يبكي إنها زوجتك وإنها حرام علي من هذه اللحظة صاح الأسير بأعلى منه ( شركت ك... نصين وهسه اتكول صارت أختي )إي دين يقبل بهذا تحت حذائي صاحت الأم وليس هناك أسلوبا ًللتفاهم إلا الصياح والذي يزعم غير ذلك ك... امه لقد عاد والجنون يملئ عيناه هكذا قالت وماتت فليم هندي أخراج الباري عز وجل . إحدى المنتظرات ليعود زوجها من الفقدان زحفت نحو قاضي من مدينتها وطلبت منه أن يعتقها لوجه أي شيء في سبيل الوطن في سبيل الحزب الواحد الذي لا يؤمن إلا بأمة خالدة والذي اصدر تعليماته بان تغادر كل العاهرات الأجنبيات حفاظا ً على العملة الصعبة وبناء الجبهة الداخلي ارض الوطن المعطاء لان الاكتفاء الذاتي عهرا أصبح شعار المرحلة وأخلى القاضي حال سبيلها منتوج وطني مئة بالمائة لحم شرح عراقي وزجها مفقود خطية مسؤول المنطقة بعده شباب . ابتعدت كثيرا ً سيارة الكاز 66التي خرجت بأمر آمر الفوج القادم الذي تخرج حديثا ً من كلية الأركان الذي يحلق ذقنه تحت أربعة ملاجئ وضعت الواحد فوق الآخر لتحمي سيادته من القصف والشظايا وهو يغني خدري الشاي خدري ،لا اعرف بالضبط كنا في أي موسم ،تحت القصف وأسنانك تصطك تشعر انك جربوع والجرابيع لا يهمها سوى أن تجد جحرا ً بعيدا ًعن عيون الرفاق وفي الربيع فقط تمارس العادة السرية قبل الهجوم المباغت لأنك تحس إنها المرة الأخيرة التي ستشعر فيها باللذة الجنسية فقط هناك مشكلة صغيرة ستواجهك وهي أن عقل قضيبك (يقولون المراهق عقله في رأس قضيبه وابن الخايبة الجندي لا يملك حتى قضيبه في فترة القصف العشوائي الذي يتكرر كل وقت مغرب ) خالي من صور النساء وكل ما يحويه صور قتلى وجثث وليل دامس في الرعب ورغم ذلك تمارسها لتثبت لنفسك أن الله قد خلقك ذكرا ً . السيارة التي تتنطط بين حفر القصف وصلت إلى مقر اللواء وعندما نرفع قماش السيارة الغليظ من المؤخرة سوف لن ترى سوى المرعوبين المتراجفين وعندما تسألهم أين الطريق المؤدي نحو مقر الفوج يضحك بعضهم والبعض الأخر ينفخ في وجهك دخان سيكارة السومر أم سن طويل .
ينبلج الصباح وتجد أمامك ضابط الآليات الذي يشبه ثورا ًمجنح لا يصلح إلا ليكون خزان للظراط يصيح بالآخرين ارسلو بالقصعة إلى المتقدم حتى تصل حارة لان شوربة العدس لا تؤكل وهي باردة (ليس للجنود المجففين من الروح على الساتر هم سوى أن يأكلوا العدس وهو ساخن)سألني الضابط الخفر وين بيتكم قلت بغداد بالطبع ولست متأكدا لأنك كلما وصلت إلى الجبهة فليست هنالك ثوابت فمن المحتمل أن تكون من سكنة الرمادي أو من علي الشرقي ولكن اصطكاك الأسنان المزمن يجعلك تتصور انك من سكنة بغداد أو من إي مدينة أخرى لذا لاتعول على ذاكرتك طويلا (خلص نفسك )وهذه جملة قد تكون مفيدة أو غير مفيدة حسب تأريخ ترديدها .



#لهيب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغنيات ضد المرارة
- مقالة ساخرة / عدسكم علينا
- قصة قصيرة / حموضة
- حاجة ( قصة قصيرة )
- قصص قصيرة /
- لماذا
- قيس
- احتلال قبلة
- حرب الباميا
- قصة قصيرة /بعنوان / ماذا حدث لها بعد ذلك


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لهيب خليل - قصة بعنوان ساعات