أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - رساله من خالي














المزيد.....

رساله من خالي


قاسم محمد مجيد الساعدي
(Qassim M.mjeed Alsaady)


الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 22:08
المحور: الادب والفن
    



مثل ضباب يتجمع الدمع في ساحة العيون .. ليبلل رسالة ظلت تنتظرها سنوات طويلة مطلقة من حقول القلب أسراب طيور الشوق الملتهبة وتحت حماه تطبع قبله عليها كأنها تقبل خد مرسلها
تحاول أن تستجمع قواها التي بعثرتها تلك المفاجأة التي غمرتها وجعلتها مثل أغصان هشة في يوم عاصف !
صرخت راكضة أولادي جاءت رسالة من خالكم كريم !!
تملكتهم الحيرة فقد اجزموا أن الغربة ابتلعته وهو المفقود من ذاكرة العائلة ألا أمهم التي كانت تحلق في عالم من الأماني ربما وهميا تصنعه مخيلة محبة تبحث عبثا عن فانوس علاء الدين كي تدلكه وتطلب منه ان يعود غاليها بغمضة عين !!
صمت خيم مثل سحابة سوداء ثقيلة فقد توغلت بهم الرسالة إلى ساحات النار وفجرت بهم عوالم متناقضة لكنهم في غمرة الطيبة المتوارثة فيهم احتضنوا أمهم وأمطروها بالقبلات ونسوا جحوده ونكرانه لهم
بدا احمد بقراءة الرسالة التي ظلت بعض كلماتها معلقة بين شفتيه يريد أن يلحم مقاطع رسالة تجاوز عمدا قراءه بعض سطورها متعللا برداءة الخط !
خاطبته أمه .. لم افهم شيئا
خالي يسلم عليكم وسيأتي قريبا مع ابنته ليعيش هنا
صاح حيدر لا أظن رمقته أمه بنظره تعجب ! أكمل ..ما نعيشه ألان لا يحتمله احد وخصوصا من تعودوا الترف متأخرين !
لم يدخل احمد على خط السجال الذي فجره حيدر فقد سكت الجميع ليتركوا له مهمة الاتصال بأخوالهم فيما كان رأس أمه مثل بالون منتفخ يحمل علامات استفهام كبيره ؟
2
مثل مناخ متقلب كانت أجواء الفرح والحزن تتقلب معا فتختلط الزغاريد بالدموع.. أنها عوده الروح لجسد انقطع عنهم عشرون عاما يتنقل غلاف الرسالة من يد إلى أخرى فقد أعطى نصها ل أخواله الذين فهموا إشارته بان يقرءوها بصمت مبتدأ بشهاب الذي بدا يرى على اتساع الرسالة وجه أخيه مرسوما فيها فيكلمه ويعاتبه ومعها تتسع حيرته في كل سطر تمسحه عيناه التي امتلأت بالدموع دون وعي كأنه إمامه يا قمري أتريد أن تودع نجيماتك سنعود بك كان الجميع يرى في انه يقاوم رغبه قويه في أن يكتم ما تفق عليه لكنه لايستطيع أن يزيح بقايا فانفجر صارخا كريم أتصارع الموت وحيدا
3
في الطريق البري الطويل كان احمد يسترجع ذكرياته التي صارت مثل شجرة هرمه تشابكت أغصانها فصار البحث فيها شاقا لكن يتسرب من ثقوبها تلك الأيام التي سافر فيها كريم بأموال أبيه و موج الدمع الذي يتساقط يوميا على خد أمه .. وكيف راسلناه بعشرات الرسائل ولم تأتي منه الا رسالة يتيمة واحده .. وكانت السنوات تتوالى علينا وضيق العيش يهصر النفوس لان الحصار جاء مدمرا كالعاصفة الهوجاء وحول كل شي فينا إلى ركام
قال لصديق التقاه صدفه في إحدى مطاعم باريس انه لم يضيع بين غسيل الصحو ن أو بيع الجرائد لان حظه السعيد قاده لامراءة صنعت له عالم من الثراء والسعادة و حين اخبره عنا وما ننوء به ارتبك وودعه بسرعة حتى لم يحمله سلاما لنا
لم انتبه ألاحين سمعت السائق يقول وصلنا نقطه الحدود فنظرت لأول مره للشمس المتوارية تطبع ألوانها الوردية على سماء بلادي
4
من عمان إلى باريس كنت أتخلص تدريجيا من أخر قيد يشدني للمكان ويجعلني لصيق به انظر من نافذة الطائرة أرى المدن التي يلفها الضباب فيتسرب اليها شيئا من السعادة سرعان ما تختفي حين يطويني القلق طائرا تحت جناحيه
خارج مطار باريس أعطيت العنوان لسائق الأجرة الذي بهت لملامحي السمراء باغته إنا عراقي هز رأسه بأسى اخترق بسيارته شوارعا ومدنا جميلة وانأ مثل طائر تائه بين البحر والضباب أنزلني قرب المقهى المجاور للبناية التي يسكن فيها خالي كانت انيقه وممتلئة بالرواد تذكرت التخوت الخشبية المهترئه التي يجلس عليها العاطلين واليائسين من كل شي في بلدي دفنت راسي في معطفي اتقي لسع البرد
5
كانت إمامي وجها جامدا" بملامح زجاجيه تطلعت فيها لعلني أجد فيها ملامح من خالي في ذلك الوجه الشديد البياض ..إنا المهندس احمد ابن عمتك بابتسامه فاترة أدخلتني للصالون الكبير جلست قبالي وساد صمت بيننا أردت أن أفك طوق الصمت قلت رائحة زهر الليمون تنتشر في إرجاء المكان لم ترد ورطنت بلغه البلابل إلى الخادمة التي خرجت ملتفتة ألي
احمد جئت متأخرا لقد مات والدي
صرخت متى
منذ أكثر من أسبوعين ودفن هنا عيناي تطوفان بالمكان لم ترى أي مظهر حزن والصورة المعلقة لخالي لم تؤطر بشارة الحزن السوداء يالقسوة ألغربه التي اقتلعت جذور الحزن المتوارث فينا أربكني خبر موت خالي ودفنه هنا .. وبلا وعي مني قلت لكنه كان يريد أن تعودا معا إلى العراق لذا إنا جئت وكأني فتحت فوهة بركان صرخت أرجوك لاشي يربطني هناك واتجهت صوب النافذة المطلة على المقهى ففتحت الستارة وأدارت ظهرها لي
خارج الباب الحديدي يلسعني البرد هذه المرة لم ادفن راسي في معطفي ومازال المقهى مزدحما برواده المشدودين للتلفاز فقد كان يعرض سجناء عراة مقيدين بالسلاسل يتكوم واحدهم فوق الأخر وكلاب تريد افتراسهم انه الخط المأساوي الممتد طويلا بالدم والفجيعة لكوارثنا المعروضة بلا ملل للدنيا كلها بدا ضجيج يتعالى حين اطل وجه (عبيرالجنابي) فتصاعد مد الفجيعة في ولم اعد أشم رائحة الليمون والنافذة ما زالت مقفلة



#قاسم_محمد_مجيد_الساعدي (هاشتاغ)       Qassim_M.mjeed_Alsaady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى نرمين المفتي الدم يمتد من البطحاءالى تازه
- رسائل خالدة
- السياب ورصيف ساخن
- بودلير الشاعر الكبيرالذي لم ينصفة زمانه
- صور وفراغات
- الى -علي السوداني - توهمت
- رسائل من بيت الموتى رساله روسيا الحزينه
- شكرا كاظم الساهر
- في ثانويه بورسعيد
- وقت
- الفنان محمد عبده -المتنبي من عنزه
- 1957
- الرجال المحشون بالقش
- اربعون جلده
- شاعر يكتب وصيته
- عندما تغتال مرتين - ناجي العلي في ذكرى رحيلة
- ادباء كبار وطفوله معذبه
- مازلت معنا
- عندما كان سلمان عبد الواحد مسرحيا
- موليير ويومه الاخير


المزيد.....




- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم محمد مجيد الساعدي - رساله من خالي