أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - فاطمة العراقية - اقبل شباط يرمد الذكريات














المزيد.....

اقبل شباط يرمد الذكريات


فاطمة العراقية

الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 22:03
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


الحلقة الاولى لمسلسل لاينتهي اسمه (ابو غريب )

نعم اقبل وهو يرمد ذكرياتي .وينتهك لحظات الامل المؤجل .بتفاصيله الموجعة .وسليل الفاجعات التي استاثرت بي انا تماما ..
يوم جالوا مراهنين بقتل البراعم .وقلع جذور الانتماء لتربة طالما افزعهم توهجها
وصدق ابناءها ..بكل القسوة البشعة حشدوا مرارة الامنيات منتزعين رب المنزل (والد نزار)
كمن ينتزع احد اصابع الكف مني .
توقفت هناك بكل ظرواتها ناقلة جثث الاحياء .معلنة احتواء اماني الصغار .بقول الخديعة الواضحة كلها (ساعات ويعود)...
طال الترقب وافترست الايام الشهور ..
في مساء فتك كل مالديها من كرنفالات الاماني وطمانينة الرجوع .
(امي هناك من يريد يكلمك على الهاتف )حدثها مناديا احد ابناءها الاربعة .. ياالهي من
يكون ؟؟!!.. علقت الوجيب بصوت المهاتف ..جاءها السؤال اتعترفين انك لعدونا تنتمين
عدوكم !!!؟؟.من هو نعم عدونا من يرفع سبابته بوجه بطل الابطال ..
نعم انتمي بكل الفخر الذي اورثني اياه والدي وزوجي الذي بين ايديكم ..
اذن ستلقيه مجرد هيكل يقبع بين ظلمات الضجة الرهيبة التي تنتظرون ..القت التلميحات المروضة لذكرى اللقاء .بمن يعشق معها رائحة المطر ووهج الربيع ..لن نشاكس نعيقهم المترقب بامالها ..ستركض مخترقة حواجز ذلك الجاثم على من اختزل كل سنينها وشبابها مع اولى اندلاقة لفجر وهو ينثر حبقات من تراتيل اللقاء المنتظر .
ارتدت احدى خياراته التي كان يبوح بها وتوجت راسها بالمكابرة ان لاتضعف امامه بالنواح والبكاء .وجزع الفراق ..
عبرت ومعها مدارات الشوق المختزن .متجاوزة عدا وعددا مايقارب الاحد عشر قضبان مع اروقتها ..
حين تسمرت ويساروها شك بوجوده اين ستجده ؟؟!! لن ترى اية ملامح توحي بانه هنا
وهي بين الحيرة في كسر الصمت وانتظار الانبثاق ..صاح بها صوتا خافتا متضائلا من شدة الهزال والتعذيب المر .(تعالي انا هنا انه انا )ارتجفت مذعورة من وحشة التذكر .
(ايعقل انه هو ) لاارى غير شبحا تحيطه عظاما تصرخ متوجعة انهم استنزفوا كل قواي
صرخت (ياربي من الذي جاد عليك بهذا الصخب الريجميي القاسي ).
ارتفع منها الصوت عاليا دون الانتباه انهم حولها (تبا لهم من حثالة وذئاب ) واسكتها واضعا يده على فمها خوفا عليها من الوحشية التي يغص بها المكان .
سرت معه نحو القاعة التي تضمه ورفاقه .وبها جوع البكاء ولوعة العويل
صمت بالهيبة المختومة على جبينه (( لايهم طالما بقيت لي رهانا من رهانات الامل الموعود ) .. حين فتحت اليه باب الجدران الكالحة .والغرف الحمراء .وكيف تكالبت عليه وهي تبتل بالدم والقسوة ..وكيف عدت عليهم كغذاء خمسة حبات من الباقلاء و24 وعشرين من الحمص المسلوق ..وجثى من جثى للجوع ..والضرب .وتسامق غيرهم بوقار ذاهلا مناصب الساخرين بالانسانية جمعاء ..

(اوراق من سجن ابو غريب لسنة 1993 )



#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد ليس له مبرر
- انه الاثنين الدامي كما تعلمون
- الى مدينة البرتقال
- اعترافات امراة مخذولة
- العراقيين بين سلطة ومسلطين
- حييت مطر بغداد
- في تساؤل يقول هل تؤيد مشروع الكونغرس الامريكي الرامي لمعاقبة ...
- فيتسؤل يقول هل تؤيد مشروع الكونغرس الامريكي لمعاقبة الاقمار ...
- قصة لقاء
- استمحيك عذرا انك باق
- من الصميم
- مبادرة رائعة وكبيرة
- فسحة من الزمن
- سؤال وجهة الينا من قبل مركز دراسات في باريس .ماهي اهداف المع ...
- اصبوحة مهيبة .من اصبوحات نادي الشعر
- حبك معبدي
- ماهي اهداف المجازر التي ترتكب في العراق ؟ ومن يقف وراءها ؟
- فؤاد سالم طيرا يحط بعد غربته في ملتقى الابداع
- وجهة نظر ورسالة محبة لفنانينا ومبدعينا المسرحيين
- تهنئة من كل الفراشات وكل انواع الزهور ومني انا اليك ايتها ال ...


المزيد.....




- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - فاطمة العراقية - اقبل شباط يرمد الذكريات