أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - نشيد الى الروح الغربية-شللي-ترجمة ماجد الحيدر














المزيد.....

نشيد الى الروح الغربية-شللي-ترجمة ماجد الحيدر


ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم

(Majid Alhydar)


الحوار المتمدن-العدد: 2905 - 2010 / 2 / 2 - 12:59
المحور: الادب والفن
    


نشيد الى الريح الغربية
ب ب شللي
ترجمة ماجد الحيدر


[1]
يا ريحَ الغرب الوحشية
أنتِ يا تنفس الخريف
أنتِ يا من وجودك اللامرئي
تُساقُ أوراقُ الشجرِ ، كأشباحٍ تفرّ من ساحرٍ ما
صفراء ، سوداء ، باهتة ، حمراء محمومة ، حشودا يضربها الطاعون
آه يا من في مراكب مسرعات
تسوقين حبات القمح المهيضات الى سريرها الشتوي المظلم
الى حيث تنام .. باردةً .. واهنة كأجداث ضمتها القبور
حتى تنفخ أختك اللازوردية ، الربيع
في بوقها على الأرض الحالمة
لتملأ التل والسهل
(سائقة البراعم الحسناء كقطعان ترعى في طلق الهواء)
بألوان وروائح حية
أيتها الروح الجَموح ، يا من تتحرك في كل صوب
يا مدمرة ويا حافظة
أنصتي ! آهٍ ، أنصتي !
[2]
أنتِ ، يا من في تيارك الجارف
وسط اضطراب السماء الشاهقة
تتساقط قزع الغمام .. كأوراقٍ أرضيةٍ ذابلة
حين تنفضها الأغصان المتشابكة
للسماء والبحر .. ملاكي المطر والبرق
وهناك ثمة انسدلت في استواء
من تخوم الأفق المبهمة الى ارتفاع السمت
جدائل العاصفة المقبلة
فوق الأديم الأزرق لاصطخابك الأثيري
كأكليل شعرٍ ناري
رفعته مينادةٌ هائجة(1)
أنتِ يا لحنا جنائزيا للسنة المحتضرة التي من أجلها
سيمسي هذا الليل المطبق
قبة قبرٍ عظيمة
معقودةٍ بحجارةٍ من جبروت ملتز
لأبخرتك التي من هوائها المرصوص
ينفجر المطر الأسود ، والنار ، والبَرَد
آهٍ … أنصتي !
[3]
أنتِ يا من أيقظتِ المتوسط الأزرق من أحلامه الصيفية
لما استلقى وقد هدهده اضطراب التيارات البللورية
على أقدام جزيرة بركانية ، هناك عند خليج "بايي" (2)
ليرى فيما يرى النائمون :
قصورا وأبراجا تهتز في عنفوان الموج
زحفت عليها زهور وطحالب لازوردية
في روعة تشل ريشة الأحاسيس
أنتِ يا من كي تشقي طريقك
تفلق آلهة الأطلسي المتينة أجسادها وتتصدع.
وهناك .. في الأعماق الفضية
تعرفت صوتَك زهورُ البحر
التي اكتست أوراق المحيط الشاحبات
فشابت من هول رعبك
وارتجفت وتعرت … آه ، أنصتي !
[4]
ليتني من يابس الورق الذي تسوقين
ليتني غيمة مسرعة فأطيرَ معك
أو موجة تلهث تحت سطوتك ، وتشاطرك نبض جبروتك
غير أني ، واحسرتاه ، لست حرا كما أنت .. يا مطلقة العنان
بل ليتني أعود للصبا
فأكون رفيق تهيامك عبر السماء
كما في تلكم الأيام ، حين كان سبقي إياك
بالكاد يبدو حلما
لو كان الى ذاك من سبيل
لما جاهدت معك ، وأنا في مسيس حاجتي ، بصلاة يقيمها القلب
آه ، ارفعيني كمثل موجةٍ ، كمثل ورقة ، أو غمامة
فأنا أهوي على أشواك الحياة وأنزف
وعلى قلبي ينيخ حمل من الساعات يذلني
أنا ، شبيهك ، السريع ، الفخور ، العصي على الترويض.
[5]
اجعليني – كما الغابة - قيثارة في يديك
وما عليّ إذا مثلها تساقطت أوراقي
فهدير لحنك الجبار ينزع من كلينا
أنغام خريف عميقة ، جميلة برغم حزنها
كوني أيتها الروح الغضبى روحي
كوني أنا ، أيتها المقدامة الجَسور
واكنسي ميت أفكاري ، مثل أوراق يابسة
لتعجلي في ولادة جديدة
ولتطلقي ، بوحيٍ من رقى هذي القصيدة ، كلماتي بين البشر
كما يثور الرماد والشرر من أتون لا ينطفي
كوني على شفاهي مزمار نبوءة
يوقظ الأرض من غفوتها
آه يا ريح .. إذا حل الشتاء .. هيهات أن يتأخر الربيع !

(1) المينادة (maenad) : امرأة تشارك في مهرجانات باخوس الإباحية
(2) Baiae : مدينة أثرية ساحلية تقع على بعد عشرة أميال الى الغرب من نابولي بإيطاليا



#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)       Majid_Alhydar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيرسي بيش شللي - حياته وأعماله -
- المقامة الدينارية-قصة
- عشر قصائد للشاعرة الأمريكية مايا أنجلو
- سيدي أيها الشحاذ البوذي-قصيدة
- الأجراس
- حساءٌ ساخنٌ.... في العاصفة الثلجية
- أغنيات خالدات-اللقة الاولى-لويس ارمسترونغ
- نشيد الى ذاكرة العالم
- هذه صورتي-قصة
- المحجر الأبدي
- الشاعر .. قصيدة
- نشيد القاعدة الأممي-مع الترجمة الانكليزية
- النهر .. قصيدة
- نشيد الى اللا جدوى
- ناجون بالمصادفة .. مجموعة شعرية جديدة للشاعر العراقي ماجد ال ...
- قصائد مختارة للشاعرة التشيلية غابرِييِلاّ مِسترال
- قصائد مختارة للشاعرة الامريكية آن سكستون
- رائحة البطيخ-قصة قصيرة
- أخبرني العراف-الى يوسف الصائغ
- الربان والبحر


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد الحيدر - نشيد الى الروح الغربية-شللي-ترجمة ماجد الحيدر