أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي الأسدي - السيد مقتدى الصدر ...وخطوطه الحمراء....؛؛















المزيد.....

السيد مقتدى الصدر ...وخطوطه الحمراء....؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 23:37
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


العراقيون على علم بإمكانات السيد مقتدى الصدرالمالية ، فلم يكن من رجال المال والأعمال ، ولم يورث عن والده الراحل ثروة تذكر، ولأنه لم يضطلع بوظيفة حكومية مرموقة لا في عهد النظام السابق ولا حاليا ، كما فعل الكثير من أبناء العلماء الدينيين وقادة الأحزاب الدينية القديمة والجديدة ، فلم يدنس الصدر يديه أو ضميره بأي من تلك الأموال والممتلكات الحرام ، وهي ميزة يندر وجودها في هذا الزمن الغريب.

لكن ما يثيرالاستغراب هو سخاء الصدر في تمويل نشاطات جيش المهدي ، الحركة المسلحة التي يتزعمها والتي أصبحت في فترة قصيرة جدا قوة يحسب لها الحساب ، لما لها من قدرات قتالية ، واسلحة ثقيلة متقدمة ، استخدمت ضد قوات التحالف والجيش والشرطة العراقيين. وفي الأسبوع الماضي أصدر السيد الصدر بيانا ذكر فيه انه " خصص أموالا كبيرة للعناية بالمعتقلين من أنصاره، وتحسين ظروف اعتقالهم ومنع ممارسة التعذيب ضدهم، وتعويض عائلاتهم، ومنح تعويضات للمتضررين من اعمالهم ". نستطيع الجزم بأن هذه الأموال لم يوفرها من راتبه الشحيح كطالب علم في الحوزة الدينية بمدينة قم الإيرانية ، لأننا نعرف إن دخل طالب الحوزة لا يكاد يكفي قوت عائلة صغيرة. لكن لماذا يبدي الصدر تعاطفه مع أولئك المحكومين بعقوبة الاعدام الذين ثبت ارتكابهم جرائم قتل واغتصاب وخطف وتهجيرالناس من ديارهم ومدنهم ؟
.
السيد الصدر لاشك سمع عن هذه الجرائم سنينا قبل أن تشن الحكومة عملية " جولة الفرسان " ، ولم يتدخل أبدا لمنع أفراد جيشه عن استهداف النساء سيئات الحظ وتقطيع أوصالهن ورميها على قارعة الطريق بحجة التبرج وعدم ارتداء الحجاب الذي فصلوه كما يشتهون ، ولم يحرم عليهم اغتصاب المختطفات المظلومات مقابل فدية لم تنقذ واحدة منهن. ولم يدعو الجهات المسئولة للتصرف بحزم تجاه أفراد جيشه العقائدي الخارجين عن النظام العام. إن الأدلة الجنائية الكثيرة على ارتكاب أفراد جيشه لتلك الجرائم مع سبق الاصرار منحت القوة المادية للمحاكم لإيقاع الجزاء العادل بحقهم. وبعد أن صدرت الأحكام باعدام أكثر من مائتي قاتل من المتورطين بدماء العراقيين والعراقيات خرج السيد الصدر بمشروع جديد لاعادة الاعتبار للمدانين من أفراد جيشه. فاستقبل بالأحضان زعيم عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي وعددا من أفراد عصابته ودعاه الى العودة الى تياره ، وهو نفسه من وصف العصائب في بيان سابق له أنهم " مجموعة منشقة وبأنهم من قتل الجيش العراقي وشرطته بل والمدنيين العزل " وقال بالحرف الواحد " أتبرأ منهم وأعلن عصيانهم لأوامري وقراراتي ، وأسأل الله ألا يعيد نشاطهم فهم كحشرة تنخر في المجتمع العراقي الحبيب". وبين أيضا انه قام بالتبرؤ من العصائب " لأنهم سبب تأجيج الفتنة الطائفية والاهلية والحكومية التي ادت الى الاعتقالات، لانهم كانوا لايميزون بين المحتل والمدني وينشرون عبواتهم الناسفة في المدن والمحلات على عكس الاوامر الصادرة منا ".

إن دعوة السيد الصدر لعصائب أهل الحق للاندماج مجددا بتياره أمر يثير الغضب وعدم التصديق ، فهو يعرف جيدا فظاعة الجرائم بحق الأبرياء التي أرتكبتها عصائب أهل الحق وبالأخص زعيمها قيس الخزعلي. وهي نذير شؤم لما ستأتي به الأيام والأسابيع القادمة ، ولا ينبغي التهوين من نتائجها على واقع الحياة اليومية للعراقيين. ومن تابع تحركات الصدر الأخيرة بدءا بلقاءاته التي أجراها مع السيد رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بهدف الضغط لاطلاق سراح أنصاره من السجون والمعتقلات ، وبيانه الشديد اللهجة ضد حكومة المالكي بعد تفجيرات الأثنين الماضي ، يستشف منها موجة جديدة من العنف لا شك تلوح في الأفق تحت ستار مقاومة المحتل. وما يرميه السيد الصدر من وراء المطالبة باطلاق سراح الذين ما يزالون في السجون ، واستعداده لضمهم إلى تياره يمكن تفسيره كالآتي : إن الغرض من إطلاق سراحهم هو إعادة استخدامهم كآلة قتل خبيرة في اختيار ضحاياهم وبث الرعب بين الناس ، وباعتبارهم قوى مدربة على استعمال مختلف أنواع الأسلحة ، فليس من الحكمة إزهاق أرواحهم بالمشانق بينما يمكن إزهاقها بعمليات " انتحارية هادفة " تسقط عنهم ذنوبهم و ينالوا عفوا الاهيا.

أما تصريحات السيد الصدر والاعلان عن قرب عودته للعراق فيأتي ضمن حملته لاعادة الاعتبار لتياره ، وأيضا للمساهمة بحملته الدعائية لمرشحي تياره من جهة ، ومن جهة أخرى ، إلحاق الضرر بقائمة رئيس الوزراء الانتخابية ، حيث طالب المواطنين بصورة صريحة بعدم التصويت لها في الانتخابات المقبلة ، كونها خاضعة للاحتلال وغير مكترثة بدماء العراقيين. لكن ما صرح به السيد الصدر أخيرا يعني أكثر وابعد من حملة انتخابية.

فقد جاء في بيان قال فيه " أصدرت الأوامر إلى المقاومة الشريفة بتنفيذ بعض العمليات ضد المحتل ليكون ضاغطا على الحكومة والمحتل للافراج عن المعتقلين ". لقد أراد السيد الصدر ببيانه هذا توجيه الضغوط على المالكي لدفعه باتجاه مواقف أكثر شدة من القوات الأمريكية في العراق ، لضمان انسحابها الكامل وعدم الأحتفاظ بوجود لها بعد 2011. إن هذا التحرك يندرج ضمن الجهود والاجراءات التي تتخذها إيران لمنع القوات العسكرية الأمريكية في العراق من تقديم الدعم اللوجستي لعملية عسكرية اسرائيلية / أمريكية تلوح في الأفق ضد مواقع المنشآت العسكرية النووية وقواعد وترسانة الصواريخ البعيدة المدى في إيران. إن الكثير من المطلعين على نشاطات الصدر منذ ظهوره على المسرح السياسي بعيد الاطاحة بالنظام ولحد هذه اللحظة لم يدركوا بعد الدورالأهم المناط به في اللحظة المناسبة من تطور الأحداث في العراق. إن دور السيد الصدر في استقرار العراق هو نفس دور السيد حسن نصرالله في لبنان. وربما لا يزال الوقت مبكرا ليقتنع العالم بهذا الدور مع اختلاف طفيف في التفاصيل الجزئية لتحركات الشخصيتين ضمن ستراتيجية إيران في منطقتنا.

دعوة الصدر الأخيرة لاستيعاب أنصاره السابقين في تياره قد أثارت مخاوف بعض القوى الممثلة للسنة في البرلمان العراقي ، وهي نفس المخاوف التي سلطنا عليها الضوء في الجزء الأول من مقالنا هذا. فرد الفعل الأول جاء من النائب عن هذه الجبهة السيد سليم الجبوري ، فقد عبر " للسومرية نيوز" يوم الخميس 28 كانون الثاني الماضي عن قلقه من التهديدات التي أطلقتها جماعة عصائب أهل الحق بانهيار هدنتها مع الحكومة العراقية. وأضاف : أن " التهديد يجب ألا يكون بالسلاح لأن هذا الأمر يعني العودة إلى العنف ، معرباً عن قلقه من هذا التصعيد وانعكاساته السلبية على الأوضاع العامة في البلاد". فيما أعلن التيار الصدري من جهته على لسان المتحدث باسمه الشيخ صلاح العبيدي ، وهو أمر عودنا عليه الشيخ خلال السنوات السبعة الماضية ، نافيا " وجود نوايا لدى التيار باستخدام السلاح أو وجود أي تصعيد" مشيراً إلى أن البيان الصادرعن مكتب الصدر قبل يومين قد "شدد على حرمة إراقة الدم العراقي أو التورط به مطلقاً من قبل جماعة التيار، لأن هذا الأمر بمثابة خط أحمر يجب عدم تجاوزه". لكن التيار وجيشه تجاوز كل الخطوط الحمراء حتى لم نعد نميزها عن أنهار الدماء التي سالت في النجف وكربلاء والبصرة والناصرية ومدينة الصدر.
كيف تستقيم الحياة مع هذا التناقض الصارخ يا حضرة الشيخ ، وأي تيارهذا الذي يدعى إليه قتلة محترفون ، وهل تبقى أي حرمة للدروس الدينية التي دعي إليها قاتل مثل الشيخ قيس الخزعلي ، وهل تبقى أية قدسية لدين تنتمي إليه عصابة قتلة يتزعمها قاتل كقيس الخزعلي ، وهل تبقى أية قيمة لعمامته حتى لو نال درجة آية الله العظمى؟
علي ألأسدي
1 / 2 0/ 2010



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد خراب البصرة... بريطانيا تعترف بالخطأ...؛؛
- أيها الناخب تذكر هذا .. قبل أن تمنحني صوتك....؛؛
- - هيئة المساءلة والعدالة - أم -هيئة العمل بالمعروف والنهي عن ...
- كوبونات النفط .. والضمائر المنتهية الصلاحية في العراق الجديد ...
- الحكومة العراقية والمعارضة ... في قفص الأتهام...؛؛
- مراجعنا السياسية والدينية الشيعية والسنية... لا ترد على الإس ...
- السيد نوري المالكي...والفرص الضائعة...؛؛
- عرب الجنسية ... والفرس المجوس...؛؛
- مغزى زيارة كربلاء .. وسانتياغو دي كومبولا .. وذي الكفل...؟؟
- نوري المالكي وعبد الكريم قاسم ... دروس وعبر...؛؛
- حرمان الأقليات العراقية من حقوقها...دليل إفلاس سياسي فاضح .. ...
- العلاقات العربية / الكردية ... وحق الانفصال عن العراق ...؛؛
- السيد أياد جمال الدين ...أخشى عليك من كواتم الصوت...؛؛
- جرائم الشرف بحق المرأة.. مخلة بالشرف.... ؛؛
- هل لاحظتم .... كأن اليوم العالمي للطفل...يوم حداد في العراق. ...
- عقود النفط العراقية الأخيرة...علامات استفهام كبيرة....؛؛
- من أين نبدأ... يا سيادة رئيس وزراء دولة القانون...؟؟
- قانون الانتخابات المعدل..نهج صريح لاقصاء الر أي الحر...؛؛
- قانون امتيازات النواب...رشوة فات أوانها...؛؛
- هل سنشهد قريبا ... نظاما للفصل العنصري في كردستان العراق...؟ ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي الأسدي - السيد مقتدى الصدر ...وخطوطه الحمراء....؛؛