أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عزام يونس الحملاوى - الفاسدون وصناعة الفساد














المزيد.....

الفاسدون وصناعة الفساد


عزام يونس الحملاوى

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 18:46
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



يعتبر الفساد آفة من آفات المجتمع لأنه يعمل على تدمير الوطن واذلال المواطن, وخلق الكثير من المشاكل السياسية والاجتماعية والاقصادية والثقافية والامنية, ولا يمكن لأي مجتمع ان يتقدم ويرتقي طالما انتشر الفساد به. أما الفاسدون فهم أشد خطرا على المجتمع لما يقوموا به من نشر للفساد مستغلين مناصبهم ونفوذهم, او الثغرات الموجودة سواء بالقانون او اللوائح, او من خلال سيطرتهم على المخازن والمناقصات الحكومية من خلال شبكات من الفاسدين تعمل معهم ولصالحهم0 ويتعدد اوجه الفساد واساليبه المتنوعة,وتساهم جميعها مع الفاسدين في صناعة الفساد مثل: حجب المعلومات ,وانعدام الشفافية ,والتدخلات الرسمية ,وتغليب المصالح الشخصية والتنظيمية, والاستثناءات الممنوحة في القوانين والانظمة, والواسطة والمحسوبية, وتراجع الاخلاق و القيم والمبادئ, وعدم التمسك بالشريعة السماوية ,وكذلك الصلاحيات المطلقة التي يتمتع بها المسؤول حيث يصبح الناهي والآمر, وتعيين بعض المسؤولين ليسوا على مستوى الكفاءة والامانة. ان الفساد لا يرتبط بالمنصب مهما كبر او صغر, فجامع القمامة حين يقصر في عمله فهو فاسد, والطبيب عندما يهمل في آداء واجبه ويحول مرضاه الى عيادته الخاصة فاسد,والمعلم الذي يعلم الطلبة ادبيات تنظيمه في المدرسة فاسد , والوزير الذي لا يخاف ربه ولا يراعي شعبه في عمله فاسد . فالفساد مرتبط بكل انسان لا يؤدي عمله بامانة واخلاص, ومما يزيد الطين بلة عدم قدرة المجتمع والمواطن على مواجهة الفساد والفاسدين . ويرتبط الفساد بالإنسان خاصة حين تكثر مصالحه وتتوسع علاقاته, فيدخل في صراع ما بين مصالحه ومبادئه, ومن هنا يبدأ الامتحان الحقيقي والجاد لهذه القيم التي يؤمن بها ,وربما كان يصارع من أجلها في الماضي. ففي الظروف العادية والطبيعية تكون المبادئ والقيم محافظا عليها, وهي المقياس الذي يتبناه الانسان قبل مصالحه, أما في عصرنا الحالي,عصر الانحطاط والتخاذل والتحالف وبيع النفس والضمير, نجد صاحب القيم والمبادئ يتنحى عن قيمه ومبادئه ودينه, ويبدأ في البحث عن المصالح الشخصية والمكاسب الذاتية التي سيحققها مثلما يحصل في تجارة الأنفاق, ومن هنا تبدأ صناعة الفساد. ان سوء الأحوال الاقتصادية, وازدياد أعباء الحياة, وارتفاع نسبة البطالة لدى غالبية الشعب, وازدياد عدد الفقراء, يوفر المناخ الصالح للفاسدين وللفساد الأخلاقي والاجتماعي والسلوكي, وهكذا تكون التربة صالحة لصناعة الفساد, حيث يبدأ الفاسدون بنشر سمومهم وتجنيد الناس0 لذلك فالمشاكل الاجتماعية والأخلاقية وغيرهما, أساسهما بيئة اقتصادية سيئة تدفع الناس الى الفساد, وتجعل هدفهم الوحيد هو الكفاح والصراع من أجل البقاء وبأي ثمن0 ان هذه الظروف الصعبة التي تنطبق على مجتمعنا الفلسطيني, عندما تصبح أوضاعا ثابتة ودائمة, تؤدي الى تغيير كبير وحاد في السلوك والأخلاق, وتصبح الأجيال الجديدة هي الضحية, ويكون الفساد والاستبداد الفكري والسياسي والاجتماعي والثقافي وظلم الشعب قد تمكن من المجتمع, وتكون الرسالة هي النصيحة بعدم الكلام أو الحديث, والبعد عما يجلب المشاكل, أو السير في الاتجاه المرسوم, وربما تصل الأمور الى ما هو أسوأ من ذلك, بأن تشكل الأجيال الشابة القائمة على الوضع الأطر والمرجعيات نتيجة لهذه الأحوال والأوضاع, ويقيمون أنفسهم وسلوكهم والعالم من خلالها, وبذلك يكونوا قد شيدوا مصنع الفساد الأبدي . ومن هذا المنطلق وحتى يخلو مجتمعنا من تلك الآفة الخطيرة, يجب أن يواجه الفساد والفاسدين من خلال تنظيم الدورات وورش العمل, وإشراك المسؤولين للخروج بطرق وأساليب لمكافحة الفساد ووضع آليات لذلك0 والاهم من ذلك, الدورالوطنى الذي يجب أن يلعبه المواطن, ومنظمات المجتمع المدني, ومراكز حقوق الانسان في مكافحة الفساد وإبرازه, والعمل على تعزيز النزاهة والشفافية على كافة المستويات, و هذا كله يعتمد على الإبلاغ عن الفساد ,وتوثيق المستندات الخاصة به ,والمطالبة بسن القوانين والتشريعات التي تحمي الوطن والمواطن من الفساد والفاسدين, بالاضافة الى انه يجب على جميع المسؤولين تقديم الذمة المالية عند توليهم لأي منصب, ومراقبة المناقصات والمخازن الحكومية, وفوق كل هذا يجب أن يسن قانون من أين لك هذا ؟؟؟؟؟؟؟ حتى يكون الجميع تحت طائلة القانون والمحاسبة ولا احد فوق القانون0



#عزام_يونس_الحملاوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمصلحة من؟؟ومن المستفيد؟؟
- ملاحظات على الفصائل الفلسطينيةالصامتةوالمعطلة
- جرائم لن تنساها الشعوب
- الانتماء والاخلاص وحب الوطن
- تاثير الاعلام ودوره فى تنشئة الطفل
- احلام الاغبياء وتطفل المجرمين
- اهمية تعليم الحوارودور التعليم والاعلام فى تحقيقه
- ابو عمار وذكرى الاستقلال....من المساعدات والخيمة الى المقاوم ...
- من سور برلين الى جدار فلسطين
- ابادة شعب00بالامس العراق واليوم فلسطين
- رسالة الى حماس والجهاد
- يكفى عبثية وعنجهية
- شعب يرفض سماع نعيق الغربان
- غولدستون رؤى وحلول
- الى متى سيظل هذا الذل والهوان
- ليس امامنا خيار الا نجاح الحوار
- من سيكسب هذه الجولة
- العمالة الفلسطينية وتقاعس السلطة
- الوحدة هى طريق الدولة والتقدم والسلام
- عفوا ايها الشيخ


المزيد.....




- -بلدنا- القطرية تستثمر 3.5 مليارات دولار لإقامة مشروع للحليب ...
- خبراء يفسرون لـCNN أسباب خسارة البورصة المصرية 5 مليارات دول ...
- اقتصادي جدا.. طريقة عمل الجلاش المورق بدون لحمة وبيض
- تحد مصري لإسرائيل بغزة.. وحراك اقتصادي ببريكس
- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...
- -ستوكس 600- يهبط ويتراجع عن أعلى مستوى في أسبوع


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عزام يونس الحملاوى - الفاسدون وصناعة الفساد