أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - لماذا يؤيد الحزب الآشوري الكوتا المسيحية رغم رغم تناقضها مع مبادئه القومية ؟














المزيد.....

لماذا يؤيد الحزب الآشوري الكوتا المسيحية رغم رغم تناقضها مع مبادئه القومية ؟


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 15:52
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


نحن مبدئياً مع حزب آشوري قوي متين على ان لا يتسم بالتعصب وألأقصاء لأي مكون قومي عراقي ، لقد كان للحزب الآشوري ( اقصد هنا الأحزاب الآشورية كالحركة الديمقراطية الآشورية والحزب الوطني الآشوري والمنظمات الآشورية قبل 2003) ، ثم تأسس الحزب الآشوري الآخر مؤخراً في اقليم كوردستان والذي اتخذ لنفسه تسمية المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري .
كان لتلك الأحزاب قبل 2003 توجهات قومية صحيحة غير مسيّسة همّها الأول ينحصر في الهاجس القومي ، ورغم هذا التوجه الذي كان ينبغي ان يكون مثالياً وإنسانياً باعتباره يدافع عن حقوق شعب مشرد ومضطهد ، لكن هذا الحزب تخللته بعض مظاهر التعصب والشوفينية ، لا سيما نظرتهم الى التوجه القومي الكلداني ، معتقدين ان عدم نشاط منظمات كلدانية تعني عدم وجود قومية لهذا القوم ، وفعلوا المستحيل في سبيل ان لا تنبثق مثل تلك الأفكار .
كانت الأتصالات بشخصيات ومثقفين كلدان في مطاوي التسعينات من القرن الماضي ، بغية إبعادهم عن جهود بناء فكر قومي كلداني ، وكان ذك يندرج في عِداد تلك المحاولات التي يمكن إدراجها ضمن المحاولات الرامية الى خنق تلك الأفكار وهي في مهدها ، وقد افلحوا مع بعض الشخصيات وفشلوا مع اخرين واهم هؤلاء الذين تصدوا لهم بثبات ، كان المناضل توما توماس الذي لم يقبل بدفن القومية الكلدانية والتاريخ الكلداني والمآثر الكلدانية قرباناً لرغبة القوميين المتزمتين من الاشقاء الآشوريين .
نأتي الى مربط الفرس في هذا المقال وهو ان الحزب الآشوري بعد ان استلم دفة قيادة المسيحيين من الحاكم الأمريكي بول بريمر ، الذي اثبت غباؤه وجهله بالتاريخ العراقي وتخبطه بالعمل السياسي ، على الأقل على الساحة العراقية ،لا سيما ما يخص شعبنا الكلداني ، فقد سلم هذا الشخص مقاليد المسيحيين ومصير الشعب الكلداني بيد الحزب الآشوري المتمثل في الحركة الديمقراطية الآشورية ، وفي هذه المحطة امتلأ الأخوة الآشوريين بمظاهر الغرور والتعالي ، واصبح همهم الوحيد بدلاً من توحيد شعبنا المسيحي بكل مكوناته من كلدان وسريان وآشوريين وارمن في خطاب واحد وهدف واحد ، عكفوا بدلاً من ذلك إعلاء شأن القومية الآشورية كقومية راجحة وعملوا على تبخيس ما سواها ، لا سيما ما يخص القومية الكلدانية العراقية الأصيلة والتي تعتبر ثالث قومية عراقية في الخارطة القومية العراقية ، واعتبروها مجرد مذهب كنسي ديني ، الجدير بالذكر حتى خريجي مدارس مكافحة الأمية ، يعرفون بأنه لا يوجد مذهب كنسي اسمه المذهب الكلداني .
ثم بعد ان يئسوا من مسح التاريخ القومي لغيرهم دأبوا على اختراع صيغ عقيمة لجمع التسميات ولتبخيس الآخرين منها الكلدو آشورية واخرى كلدان سريان آشور ومن ثم سورايي التي تعني عندهم الآشوريين لا اكثر ، مع احتفاظهم باسم احزابهم الآشورية وفضائياتهم وصحفهم ومواقعهم الآشورية .
وبعد ان انبثق حزب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، فإن هذا الحزب الذي انبثق بقوة في اقليم كوردستان ، استقطب شريحة كبيرة مخلصة همها العمل بإخلاص وتفان والاسماء معروفة ولا امنح نفسي حق ذكر اسماءهم ما دمت لم لم اتصل بهم ، لكن يبدو ان تلك الشريحة الرائدة أزيحت عن المسرح تحت سطوة قوة أخرى تغريها الأمكانيات الكبيرة لهذا الحزب من الثروة المالية والمعنوية والإعلامية ، ورغم إزاحة تلك النخبة المؤسسة استطاع هذا الحزب استقطاب قوة بشرية واسعة متسلحاً بثروة مالية كبيرة يسيل لها اللعاب ، فكان بؤرة جذب اوساط كثيرة منهم محتاجين الى العمل ، وآخرين بحاجة الى العون المادي ، وغيرهم أرباب عمل ، وآخرين كتّاب يوظفون اقلامهم لنيل فائدة بشكل من الأشكال .
ولا يمكن نكران وجود شريحة منهم تعمل بدافع الأخلاص بشكل شفاف رغم كل تلك المغريات ، كما ان لهذا الحزب فضائية وهي فضائية عشتار الآشورية التي ضيقت من توجهاتها السياسية الى ما يخدم خطابها السياسي الحزبي فحسب .
بهذه الأمكانيات المادية للحزب الآشوري ومستخدماً ماكنة إعلامية كبيرة استطاع هذا الحزب ان يفرض طوق من حديد على كل فكر يدعو الى انبثاق مشاعر قومية كلدانية في اقليم كوردستان ، بل افلح بما فشلت به الحركة الديمقراطية الآشورية والأحزاب الآخرى في تبديل صيغة المسودة للدستور المؤقت لاقليم كوردستان رغم تضاربها الصارخ مع صيغة الدستور الرسمي للدولة العراقية الفيدرالية .
بعد ان هيمنت الأحزب الآشورية على الساحة السياسية لشعبنا بفضل إمكانياتها الكبيرة ، باشرت هذه الأحزاب في التناكف والتنافس فيما بينها للحصول على اكبر حصة من الكعكة ، فقد قضوا على المعنى القومي لتمثيلنا ، فلو كان الأمر حسب التمثيل القومي لكل قومية فستكون الكوتا كالآتي :
ثلاثة مقاعدد للكلدانيين
مقعد واحد للاشوريين
مقعد واحد للسريان
مقعد واحد للارمن
وهذا لا يلائم مع الطموحات السياسية للحزب الآشوري للهيمنة على كل الكعكة ، او على الأقل ان يكون له حصة الأسد منها ، فكما اسلفت فإن الكوتا القومية تضع الآشوريين في مؤخرة القائمة ، فاطلقوا شعار الكوتا للمسيحيين ، وبهذه الحالة يمكن الألتفاف على المعادلة الديموغرافية بشعارات ثورية وحدوية ، وباعتبارنا جميعاً مسيحيين .
وهكذا نزل الآشوريون متسلحين بإمكانياتهم الأعلامية والمادية ، ونزل الكلدانيون في اللعبة الأنتخابية وهم مكتوفي الأيدي ، ولا يستطيعون مجاراة السباق غير المتكافئ فالظروف كلها ليست في صالحهم .
وهكذا ترك الحزب الآشوري مبادئه القومية قرباناً للهيمنة على المسار السياسي الذي يسيل له اللعاب للحصول على المكاسب السياسية المترتبة على ذلك ، فكان التنازل عن المبادئ القومية التاريخية بتقزيمها واختزالها بتمثيل ديني مسيحي فقط ، ففي هذه الكوتا تكمن أسرار الهيمنة على الساحة السياسية ، اما المبادئ القومية فاقرأ عليها السلام رجاءً .
حبيب تومي / اوسلو في 01 / 02 / 2010



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقباط مصر وتشكيل حزب قومي كحزب العمال الكوردستاني التركي
- أيهما اكثر تعايشاً وتسامحاً مع المسيحيين سنّة الموصل ام شيعة ...
- الأقتتال الكوردي الكوردي سيعمل على وأد التجربة الكوردية الف ...
- لماذا تريد الاستحواذ على ما ليس لك ايها الدكتور .. ؟
- اين تقف كنيستنا من المسألة القومية للامة الكلدانية ؟
- الدكتور حنين قدّو علموا شعبكم ثقافة قبول الآخر والتعايش معه
- البيشمركة يحفظون الأمن في سهل نينوى وهذه خدمة وطنية
- لكن خوض الأنتخابات بقائمتين كلدانيتين هو الخيار الأصعب
- اين النخوة والشهامة العربية يا اهل الموصل ؟
- اين يقف رابي سركيس والمجلس الشعبي من حقوق شعبنا الكلداني ؟
- لتبقى مدينة عنكاوا القلعة الحصينة للامة الكلدانية في اقليم ك ...
- نحن كلدان وسريان وآشوريون أوقفوا المتاجرة بأسمائنا رجاءً
- بين توما توماس وهرمز ملك جكو شراكة شريفة بدلاً من الوحدة الم ...
- رسالة الى الدكتور الشيخ همام حمودي رئيس لجنة صياغة التعديلات ...
- لماذا لا يجري تفعيل حقوق الشعب الكلداني في اقليم كوردستان ؟
- الراحل ناجي عقراوي صديق شعبنا الكلداني ومدافعاً عن حقوقه
- لنجمع ربع مليون توقيع لايقاف التطهير العرقي ضد المسيحيين في ...
- حوار الأديان ؟ عن اي حوار تتحدثون ايها السادة ؟
- مبروك للمجلس الشعبي مؤتمره الثاني وعسى ان يعدل ولا يفرق
- مذكرة غريبة عجيبة من 41 كاتب وأديب الى وزارة الثقافة في اقلي ...


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حبيب تومي - لماذا يؤيد الحزب الآشوري الكوتا المسيحية رغم رغم تناقضها مع مبادئه القومية ؟