محاكمة بلير الاداة المستنفذة للعولمة الراسمالية مقدمة لمحاكمة ادواتها القدامى والجدد امام محاكم الشعوب

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 15:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

محاكمة بليرالاداة المستنفذة للعولمة الراسمالية
مقدمة لمحاكمة ادواتها القدامى والجدد امام محاكم الشعوب
تجري في لندن هذه الايام مسرحية التحقيق مع بلير عن مسؤليته في المشاركة مع الادارة الامريكية في شن الحرب العدوانية على العراق، تحت ضغط الرأي العام البريطاني والعالمي، الذي يتصاعد نضاله من اجل محاكمة الادارتين الامريكية والبريطانية كمجرمين حرب ، ومجرمين بحق البشرية ، في محاكم جماهيرية عالمية ، بعد ان ثبت عالميا كذب كل الادعاءات المبررة للحرب التي قادتها الادارة الامريكية لاحتلال العراق ونهب ثرواته النفطية بحجة امتلاك النظام الدكتاتوري اسلحة الدمار الشامل. فضلا عن تجريم الادارتين بسبب استخدامهما الاسلحة النووية المحرمة دوليا، في الحرب باعتبارهما مجرمين بحق البشر والبيئة. دع عنك استمرار الادارتين المتعاقبتين في احتلال العراق . ولا تزال الحكومة البريطانية الحالية بزعامة براون التي تدير مسرحية التحقيق ترسال قواتها، وان باعداد اقل، الى العراق لتركيع الشعب العراقي في مناطق نفوذها وفقا لاقتسام النفوذ مع الادارة الامريكية الحالية بقيادة اوباما وفي نهب حصتها من الثروات العراقية ولاسيما النفطية.
وجرى تشكيل لجنة التحقيق الثانية بزعامة قائد المسرحية المحقق تشيلكوت واعلانه المسبق عن عدم اصدار اية احكام بحق بلير وانما الهدف استكمال التحقيق السابق الذي جرى عام 2004 عن شرعية الحرب على العراق، تحت ضغط الرأي العام العالمي الذي استمر يتصاعد مع تصاعد جرائم الاحتلال بحق الشعب العراقي . اذ لم تكتف قوات الاحتلال بكل ما اقترفته من جرائم الابادة بحق الشعب العراقي والهدم المنظم لكل معالمه الحضارية وارجاع بلد معاصر قرون الى الوراء، بل عمدت الى استمرار اعمال الابادة والتدمير عن طريق ادارة وتسليح تفجيرات مروعة يذهب ضحيتها الالاف بين قتيل ومعوق وتنظيمها وتوقيتها بما يضمن تحقيق اهدافها الاخرى ولاسيما تمزيق صفوف الشعب العراقي على اسس طائفية وقومية واثنية . فاحاطت الجماهير بمقر المحكمة في لندن، شاهرة بشعاراتها وهتافاتها، حكمها بحق بلير وبوش وادارتيهما كمجرمين حرب، وتصميمها على اعتقال بلير تمهيدا لتقديمه الى محكمة العدل الدولية، رغم ضعف ثقة البشرية بها بسبب انسياقها وراء اهداف اقطاب العولمة الراسمالية في ملاحقة ذيولهم دون رؤوسهم. الامر الذي اضطر الحكومة البريطانية الى تهريب بلير سرا واحضاره قبل موعد التحقيق.
وفي عنجهية ملفتة للتغطية على جبنه عن مواجهة الجماهير وحضور التحقيق من الابواب الخلفية ، اعلن بلير انه غير نادم على مشاركته بالحرب على العراق ، بل واستعداده لتكرار جريمته باعتبارها حرب للاطاحة بصدام وليس حرب ابادة ضد الشعب الراقي من اجل النفط، في ابادة الشعب الايراني من اجل النفط، تحت ذريعة سعي الحكومة الايرانية لامتلاك السلاح النووي. وبصلف ادعى بان العالم بعد كل جرائمهم التي ستروها بالقضاء على اداتهم المستنفذة صدام، اصبح اكثر امنا!! في حين دربت المعاهد والمخابرات الامريكية عشرات الالاف من امثال صدام من العراقيين وغيرهم ليعدوا لها الامكانيات لاستعباد شعوبهم ونهب ثرواتها . وتعم البلدان التابعة ولاسيما الغنية بالنفط افضع الحروب الاهلية المنظمة كما يجري في نيجيريا واليمن والسودان . ويتصاعد التوتر في الكثير من مناطق العالم ولاسيما في الشرق الاوسط.
واخذ الشعب البريطاني وسائر شعوب العالم تدرس مستجدات عصرنا ومتطلباته. ولاشك في انه عصر انتقالي جبار بكل مخاطره وامكانياته الهائلة . فلم تعد النشاطات الجماهيرية الجبارة احتجاجا على ما تقترفه ادارات اقطاب النظام الراسمالي من جرائم بحق الشعوب وعموم البشرية والبيئة، تكفي. فقد سحقت الازمة العامة للراسمالية طاقات الجماهير بالافقار والتجويع والبطالة. في حين يتعمق وعي البشرية بعجز هذه الاقطاب عن وقف ازمات علاقات الانتاج الراسمالية او حلها رغم كل التطور الهائل للعلم ووسائل الانتاج بل وعجزها عن مواكبة هذا التطور ووقوفها ضده ،لانه السبيل الوحيد لتحرر البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية . وفي مراجعة تاريخية لمسؤليات ادارات الاقطاب الراسمالية ولاسيما البريطانية والامريكية عن خوض مئات الحروب المحلية والحربين العالميتين الاولى والثانية، تجري تنظيم المطالبة بمحاكمة رؤساء كل تلك الادارات عن مسؤليتها في شن تلك الحروب التي كلفت البشرية ملايين الضحايا والمشوهين وهدمت انجازات اجيال وثروات اجيال . فضلا عن تطور اسلحة الدمار الشامل وتهديدها لمصير البشرية والكرة الارضية
والمهم ليس الانغمار في الماضي ومظالمه وظلماته ومعاقبة اقطابه على اهميتها لردع اقطاب الحاضر، ولا الانغمار في الجوانب السلبية من الحاضر وبمخاطره الكارثية على البشرية والبيئة وفي معاقبة اقطابه على اهميتها، فمن شأن ذلك شل طاقاتنا وصرفنا عن التطلع الى المستقبل بكل ما يوعدنا من تحرر واخاء ومحبة بين سائر البشر ، وعن الانطلاق مملوئين بالامل والثقة، بما توفره الجوانب الايجابية من حاضرنا ولاسيما التطور العلمي والتكنولوجي الجبار من امكانيات ووسائل يتطلب تطويرها واستخدامها شجاعة واقدام
سعاد خيري في 1/2/2010

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات