أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى عبيد - عساكر سوداء














المزيد.....

عساكر سوداء


مصطفى عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 15:51
المحور: حقوق الانسان
    


حكى لى صاحبى كيف عصبوا عينيه فجأة من الخلف وساقوه الى سيارة مظلمة جدرانها من الصفيح الساخن . كان عائدا من صلاة العشاء فى المسجد الأقرب لمنزله . غابت عيناه دقائق طويلة قبل أن يسقطوه أمام احد المبانى ليدخل بقوة الدفع مع أصوات عالية تتأوه لضربات عصى غليظة . بعد لحظات جردوه من ملابسه تماما وسمع صوت جهورى يسأله : من أنت ؟ وبماذا تفكر؟ ولمن تقرأ ؟ حاول الاجابة ،لكن صوته لم يخرج بسبب صفعة مفاجئة من يد غليظة على ظهر رأسه . "وضبوه " . قالها الرجل ذو الصوت الجهور ، فارتفع صاحبى الى اعلى ورُبط من يدين فى سقف الغرفة . ساعات وساعات لم يعرف كم بقى ، وغاب عن الوعى وفاق وغاب ثم فاق عندما أنزلوه ليأخذ جرعة الكهرباء المستحقة . قال لى الصديق "شعرت بجسم غريب يتم ادخاله قهرا فى عضوى الذكرى واحسست اننى اطير من الارض وأن الظلام يسود وأن المخ يذوب وأن افضل شىء يمكن أن احصل عليه هو الموت ".

فى الصباح لا تعذيب جديد . قالوا له "اكتب كل ما عندك " فكتب كل حياته دون اى مدارة . اعتذروا له وطلبوا منه التواصل والصداقة والابلاغ عن اى شىء ملفت للنظر فى المسجد أو بين الاصدقاء والاهل . تركهم وولى وكله حزن وغم على وطن فقد براءته وتسيد فيه المخبرون ، والغمازون ، وكتبة التقارير. كيف هانت الانسانية الى هذا الحد ؟ لم أشتم أحدا ولم أحمل سلاحا ولم أقل الا كل خير .. لماذا فعلوا بى ذلك ؟ هكذا قال لى وهو يبكى ..

آخرون ، لم أعرفهم ولم ارهم حكوا قصصا أبشع . منهم من هتكوا عرضه ، ومنهم من نفخوا بطنه بالهواء ، ومنهم من ضربوه حتى فقد عقله ، ومنهم من احضروا بناته أمامه ليراهم عاريات . كلهم ضحايا ظلم الاجهزة الامنية من اسلاميين وشيوعيين وبهائيين وشيعة وقرآنيين وقيادات عمالية ونشطاء حقوق انسان . فى الظلم تتوحد المذاهب ويلتقى المختلفون ويتفق المتفرقون .

هل يمكن أن نتفق جميعا على رفض التعذيب أى كانت المبررات ؟هل يمكن ان نرفع قبضة التحدى فى وجه المعُذِبين حتى لو كان ضحاياهم متهمون فى قضايا قتل ؟ هل يمكن أن تتكاتف الاحزاب السياسية والتيارات الفكرية ومنظمات حقوق الانسان لعمل قائمة سوداء بأسماء ضباط امن الدولة والمباحث المتهمين بالتعذيب؟ لماذا لا نخصص يوما "ضد التعذيب " نحتفل فيه بسجون خالية من السياط ، وأقسام شرطة بدون صواعق كهرباء ، ومباحثيون يحترمون كرامة الناس ولا يضربون ولا يهينون أحد خلال التحقيق .

إن التعذيب سبة فى جبين مصر ، وماكينة جاهزة لصناعة الارهاب والعنف والثأر تعمل كل يوم . وفى رأيى لا يكفى أن يتعلم ضباط الشرطة حقوق الانسان ، وانما ينبغى أن يشعروا ان كل انسان فى هذا البلد بأن له كرامة وحقوق وقيمة . و اعتقد ان هذا لن يحدث فى ظل النظام الحالى ..والله أعلم



#مصطفى_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقصر خطبة فى تاريخ السياسة المصرية
- درس فى حب مصر
- الاسلام الذى نعرفه
- امنيات مصرية للعام الجديد


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى عبيد - عساكر سوداء