أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - السياسة الخارجية الأمريكية وقود تنظيم القاعدة















المزيد.....

السياسة الخارجية الأمريكية وقود تنظيم القاعدة


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2904 - 2010 / 2 / 1 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرج زعيم تنظيم القاعدة أخيرا عن صمته؛ ووقع استمرارية التنظيم؛ أولا عبر تبني المحاولة الأخيرة لتفجير الطائرة الأمريكية ؛ و ثانيا من خلال اتهام الولايات المتحدة الأمريكية عما يعيشه العالم من تردي بيئي؛ مقدما بضعة توجيهات؛ أهمها مقاطعة السلع الأمريكية؛ و استبعاد الدولار من الهيمنه على التعاملات الاقتصادية . و لعل الخروج الأول هو الذي يهمنا في هذا السياق؛ لأنه يحمل بين طياته الكثير من الدلالات السياسية.
أولها أن تنظيم القاعدة ما زال يتمتع بالقوة اللازمة؛ لاستمرارية المعركة ضد الولايات المتحدة الأمريكية؛ و أهم النتائج التي يسعى التنظيم إلى تحقيقها؛ هي إثارة الرعب و استمرارية حالة الطوارئ؛ في المطارات و المؤسسات الكبرى . و هذه الصورة تشبه تماما حالة حرب؛ تعيش عليها الولايات المتحدة و حلفاؤها بشكل مستمر؛ مع ما يرافق ذلك من استنزاف مالي كبير؛ يضاف إلى الأزمة الاقتصادية و الإنفاق على حربي العراق و أفغانستان ( و اليمن في الطريق).
و ثاني هذه الدلالات السياسية يتعلق بالمقاربة التي ينهجها (باراك أوباما) في مواجهته لما يسمى بالإرهاب . و في هذا الصدد لابد أن نؤكد أن هذه المقاربة تشجع تنظيم القاعدة أكثر؛ على إعادة تنظيم صفوفه من جديد؛ و التفكير في إيذاء الولايات المتحدة الأمريكية؛ بأشكال مختلفة .
و لعل الاحتـقان السياسي الذي يسود؛ في العراق و في فلسطين و في أفغانستان؛ و الآن في اليمن؛ لا يمكن أن يبشر بنهاية مرتقبة لتنظيم القاعدة؛ بل على العكس من ذلك تماما؛ سيساعد القاعدة أكثر على تحقيق انتشارها؛ في بؤر الصراع؛ مستغلة في ذلك الاحتقان الشعبي الناتج عن السياسات المتبعة .
إن النقاش السائد اليوم حول محاربة الإرهاب؛ و حول تنظيم القاعدة خصوصا؛ هو في الحقيقة نقاش بيزنطي لا طائل من ورائه؛ لأن النقاش الحقيقي؛ يجب أن يكون حول السياسة الخارجية؛ المنتهجة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية؛ في الشرق الأوسط و أفغانستان؛ و هي سياسة تؤذي مجتمعاتنا العربية و الإسلامية أكثر مما تؤذي الولايات المتحدة. فالتفجيرات التي عانينا منها في المغرب و الجزائر و مصر و سوريا و السعودية و الباكستان - و القائمة تطول بلا حدود – تفوق بكثير ما حدث في الولايات المتحدة .
إن الولايات المتحدة تطبق إملاءات اللوبيات المتحكمة في خيوط القرار السياسي الحقيقي؛ و لذلك فهي تضغط بكل ثقلها السياسي و الاقتصادي و العسكري؛ على الأنظمة السياسية الحاكمة؛ في مجموع هذه الدول؛ و تحولها إلى أدوات إجرائية لتنفيذ خططها .
فهي تضغط على مصر لمحاصرة قطاع غزة بالجدران؛ و تضغط على اليمن لقيادة حرب داخلية بالوكالة على المدنيين العزل؛ و تضغط على المغرب لفرض أجندتها السياسة على المنطقة العربية و الإسلامية؛ و في العراق ما زالت توجه الصراع الطائفي؛ مطبقة خطة ( فرق تسد ) . و المشهد لا يختلف سواء مع دول الخليج؛ التي حولتها إلى قاعدة عسكرية كبيرة و متعددة الاختصاصات؛ أو مع الباكستان التي توظفها لرجم المدنيين العزل في الجبال بالقنابل؛ و خنق كل الأصوات الداخلية التي تنادي بالتغيير؛ و مواجهة التسلط الأمريكي على السيادة الوطنية .
إن تحكم الولايات المتحدة في خيوط اللعبة؛ و توجيهها حسب مصالحها الخاصة؛ ضدا على مصالح الدول و الشعوب العربية و الإسلامية؛ هو الذي يخلق الكثير من التوترات؛ المطعمة بمشاعر الكراهية و الرفض؛ ضد الولايات المتحد؛ و هذا ما يوفر لتنظيم القاعدة الوقود الوافر؛ لإشعال النيران في أية لحظة و في أي مكان .
إن تنظيم القاعدة؛ و نتيجة لهذا الوضع المأزوم؛ أصبح يصول و يجول بلا رقيب؛ فبعد أن كان محاصرا في جبال و كهوف أفغانستان؛ أصبح اليوم يمد ذراعه من مشرق العالم العربي إلى مغربه؛ و من آسيا إلى إفريقيا و أوربا و أمريكا.
و لعل ما يروج الآن حول تراجع التنظيم؛ لا يعدو أن يكون ذرا للرماد في العيون؛ و هذا ما يجب أن يكون محل استفهام كبير؛ لأن كل ما يروج لا يعدو أن يكون خطابة رنانة؛ توجهها الولايات المتحدة إلى الداخل و الخارج ؛ ضمن خطة سياسية محبوكة؛ تروج لنجاح مقاربة باراك أوباما (الجديدة! ) في مواجهته للقاعدة؛ و هذا في الحقيقة ما لم يتحقق لحدود الآن .
فرغم استمرارية المقاربة العسكرية البوشية؛ التي تعتمد القبضة الحديدية في أفغانستان؛ و رغم التطمينات الداخلية؛ بقرب انتهاء المعركة ضد طالبان و القاعدة. رغم كل هذه الشعارات المروجة؛ و الإجراءات المطبقة؛ ما يزال تنظيم القاعدة قادرا على توجيه ضرباته القوية إلى الوجود الأمريكي في الداخل و الخارج .
نحن نردد دائما؛ و معنا كل النخب العربية و الإسلامية المتنورة؛ أن محاربة القاعدة يجب أن تمر عبر حل الملفات السياسية الشائكة؛ في منطقة الشرق الأوسط و أفغانستان؛ و هي ملفات يؤدي من خلالها عالمنا العربي و الإسلامي ضريبة باهظة الثمن؛ من أبنائه و ثرواته و سيادته. و هذا الانتهاك الممارس؛ هو الذي يوفر الأدوات الفعالة لتنظيم القاعدة؛ و يساعده على تحقيق الانتشار مثل النار في الهشيم.
و لعل رسالة بلادن الأخيرة؛ كانت واضحة؛ و لا لبس فيها؛ فقد ركز في حديثه على فلسطين؛ و على قطاع غزة بشكل خاص. و هي رسالة مشفرة توحي بمعالم التوجه الجديد للتنظيم؛ لاستغلال الحصار الشامل المفروض على القطاع؛ و ذلك بقصد تجييش الرأي العام العربي و الإسلامي؛ و بالتالي استعادة الامتداد الشعبي؛ الذي افتقد التنظيم الكثير منه؛ بعد الفتنة الطائفية؛ التي أثارها في العراق.
و هذا ما يعني أن استمرار الدعم الأمريكي اللا-محدود لإسرائيل؛ مع الإصرار على محاصرة أبناء الشعب الفلسطيني؛ في قطاع غزة؛ لا يمكنه أن يخدم سوى توجه تنظيم القاعدة في المنطقة؛ خصوصا و أن هناك حكومة صهيونية متطرفة؛ لا يختلف نهجها الإرهابي عن نهج تنظيم القاعدة.
إن الواجب على باراك أوباما؛ خلال السنة الثانية؛ من عمره الرئاسي؛ هو تجفيف كل منابع التطرف؛ و بشكل خاص التوجه بشكل جدي؛ إلى إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية؛ مع ردع الحكومة الصهيونية المتطرفة؛ عن التمادي في انتهاكاتها المتكررة لحقوق الشعب الفلسطيني. و هذا هو المدخل الحقيقي لمحاربة تنظيم القاعدة؛ بالإضافة –طبعا- إلى مراجعة السياسة الخارجية الأمريكية في علاقتها بقضايا العرب والمسلمين؛ و هذا النهج هو ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي في خطاب القاهرة؛ و ما نطالب به الرئيس الآن هو فقط تطبيق الوعود التي التزم بها؛ خدمة لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية أولا؛ و استرجاعا للحقوق العربية و الإسلامية المشروعة؛ في فلسطين و العراق و سوريا و أفغانستان ... و هذا ما يتطلب إرادة صلبة من رئيس استثنائي؛ نرجو منه تحقيق هذه الأهداف الاستثنائية .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باراك أوباما و حصيلة السنة الأولى- ماذا بقي من شعار التغيير؟
- اليمن : البوابة الجديدة للسيطرة على الشرق الأوسط
- خطة أوباما الأمنية الجديدةهل هي بداية انتصار المقاربة الجمهو ...
- حصيلة القدس سنة 2009 : مزيد من التهويد
- نهاية سنة أمريكية دامية
- التقارب السوري-اللبناني: تغليب كفة المصالح المشتركة
- مذكرة اعتقال تسيبي ليفني: مصداقية القضاء البريطاني على المحك
- أزمة ديون دبي في نقد المقاربة الإيديولوجية
- أزمة المآذن في سويسرا في الحاجة إلى نقد مزدوج لثقافة التطرف
- الوضعية السياسية الجديدة لحزب الله ما بين التصريح الحكومي و ...
- وهم وقف الاستيطان المخرج الأمريكي- الإسرائيلي من المأزق
- حول الملف النووي الإيراني- السوري : تصريح البرادعي – الشجرة ...
- طرد الموريسكيين مأساة إنسانية في عز النهضة الأوربية
- تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية
- هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟
- الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية
- ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة ا ...
- المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كو ...
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - السياسة الخارجية الأمريكية وقود تنظيم القاعدة