أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - التطورات المأساوية على ساحة الصراع الأسرائيلي – الفلسطيني















المزيد.....

التطورات المأساوية على ساحة الصراع الأسرائيلي – الفلسطيني


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 882 - 2004 / 7 / 2 - 07:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


تشهد ساحة الصراع الأسرائيلي- الفلسطيني تطورات غاية في الخطورة من جراء التصعيد الدموي للعدوان الأسرائيلي ومؤشرات التآمر لحرمان الشعب الفلسطيني من حقه الشرعي بأقامة دولة فلسطينية مستقلة لها مقومات دولة سيادية طبيعية.

وعندما اقر مجلس وزراء حكومة اليمين قبل حوالي شهر خطة شارون للفصل من طرف واحد مع قطاع غزة على مراحل بحيث يبدأ التنفيذ في مطلع العام الفين وخمسة اذا ما سمحت الظروف بذلك ووافقت حكومة شارون" بمعنى ان يقدم الفلسطينيون شهادة حسن سلوك للمحتل, عندما اقر ذلك اكدنا ان هذه الخطة في نهاية المطاف ليست ابدا تخليص الشعب الفلسطيني من نير الأحتلال الاستيطاني, بل تخليص الاحتلال من التزامات تجسيد الحقوق الشرعية الفلسطينية بالحرية والاستقلال الوطني. كما حذرنا من امرين اساسيين تنطوي عليهما خطة شارون الكارثية, الاول اعتبار الصراع الجوهري بين اسرائيل والفلسطينيين حزاما امنيا مصدره دفاع اسرائيل عن امنها في مواجهة الارهاب الفلسطيني وليست صراعا سياسيا بين محتل غاصب وضحاياه. وبناء على هذا التوجه الديماغوغي فان حل الصراع ينحصر في الخانه الامنية بعيدا عن الحلول السياسية وعن قرارات الشرعية الدولية ومختلف مبادرات وخطط ومشاريع التسوية العربية وغيرها مثل خطة خارطة الطريق.
والثاني: تقسيم وتجزئة الوحدة الاقليمية للاراضي الفلسطينية المحتلة بعزل الضفة الغربية عن قطاع غزة, واستغلال الحديث عن الانسحاب من قطاع غزة, والاصح أعادة انتشار قوات الاحتلال في القطاع وتحويله الى ما يشبه معسكر اعتقال جماعي لاهله, لتثبيت اقدام الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية وخلق وقائع استيطانية جديدة.
واحداث الشهر الاخير والايام الاخيرة وما رافقها من تطورات واحداث تكشف وتعكس الاهداف الحقيقية من وراء خطة الفصل الشارونية المسنودة بالدعم الامريكي وبالغزل غير العذري من قبل بعض الانظمة العربية
وشتان ما بين موقف القيادة الشرعية والوطنية الفلسطينية وبين موقف حكومة اليمين الشارونية ومن يتواطأ معها. فالسلطة الفلسطينية رحبت بالانسحاب من القطاع ولكنها اشترطت ان تكون خطة الفصل الشارونية جزءا عفويا من خطة خارطة الطريق.
اما الموقف الاسرائيلي المنسق مع ادارة بوش الامريكية فتجسد ويتجسد بما يلي:
أولا:
تشغيل مكابس الضغط الامريكية والاوروبية والعربية على القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية للرضوخ وقبول الاملاءات الشارونية الامنية والسياسية المتمثلة في اطار خطة فك الارتباط من طرف واحد. فشارون يرسم للنظامين المصري والأردني دورا محدودا يتمحور حول حماية امن الاحتلال والاسهام في بلورة قيادة امنية وسياسية فلسطينية مرضي عنها اسرائيليا وامريكيا. النظام المصري يسهم في قطاع غزة والاردني في الضفة الغربية. وان تكون مهمة كل منهما محصورة في الناحية الامنية المساعدة في اصلاح الأمني بتوحيد قوات الامن الفلسطينية في ثلاث تنظيمات, ارسال خبراء لتدريب قوات فلسطينية....ولعل ما تمخض عن لقاء ومشاورات وزير المخابرات المصري عمر سليمان مع المسؤولين في حكومة الكوارث الشارونية خلال الاسبوع الماضي يكشف عن ما تخططه حكومة الاحتلال والاستيطان من دور لمصر. فبعد ان اخبر سليمان المسؤولين الاسرائيليين عن ارتياحه من مقابلة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وغبره من القادة الفلسطينيين وموافقة الطرف الفلسطيني على توحيد قوات الامن الفلسطينية وعلى ارسال خبراء امنيين مصريين الى القطاع ليعملوا مع بعثة مخابرات امريكية لاعادة بناء قوات الامن الفلسطينية, بعد ذلك تقدم بثلاثة طلبات, ان توقف قوات الاحتلالعملياتها العدوانية من قتل وتصفيات وتدمير, اي اعلان هدنة مؤقتة, وان تخفف من القيود المفروضة على حرية تنقل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المعتقل عمليا في مقر الرئاسة برام الله وان تسحب قوات الاحتلال من ممر فيلادلفي (الشريط الحدودي بين مصر والقطاع عند رفح) وبصلف مستعمر غاشم رفض شارون هذه الطلبات وقال لن نرضى ونوافق ان يكون لمصر دور الوسيط بيننا وبين الفلسطينيين, دور مصر ينحصر في المجال الامني فقط! وان ياسر عرفات سيبقى محجوزا في المقاطعة لمدة 45 سنة اخرى, ولن تزج قوات الاحتلال من ممر فيلادلفي!!!

ثانيا: اراد شارون ان يثبت لمنتقديه ومعارضيه ومعارضي خطة الفصل مع القطاع من داخل حزبه ومن مخنلف قوى الاستيطان والفاشية العنصرية واليمين المغالي في تطرفه ان شارون جنرال الاستيطان والمجازر لم يتغير وانه لم يتراجع عن برنامجه الاستيطاني لضم اكثر من نصف المناطق المحتلة الى اسرائيل ومنع قيام دولة فلسطينية طبيعية وبنت معيشة.
ولهذا لاحظنا خلال الاسابيع الاخيرة انه نقل عمليات التصعيد العدواني الاجرامي من قطاع غزة الى الضفة الغربية. ففي وقت يجري فيه تضليل الرأي العام العالميه تجري تحركات مصرية واردنية وامريكية واوروبية لتجسيد خطة الفصل في قطاع غزة, وان شارون وحكومته بالاتجاه نحو تسوية سياسية, في هذا الوقت بالذات يجري تصعيد لم يسبق له مثيل للعدوان الدموي ولارتكاب المجازر والجرائم التي يرتكبها المحتلون في مدن وقرى الضفة الغربية. فيوميا يقصف المحتل اعمار ما معدله اثنين الى ثلاثة فلسطينيين وتصفية قيادات وملاحقة واعتقال العشرات من الرجال والشبان الفلسطينيين.وما حدث في نابلس جبل النار من مجازر ارتكبها هولاكوالاحتلال يعيد الى الاذهان مجزرتهم الهمجية في مخيم جنين تدمير وقتل مدنيين وتصفية قياديين.
والاخطر من كل ذلك ان المحتل يسابق الزمن في عملية بناء جدار العزل العنصري في الضفة الغربية حول القدس الشرقية وفي ضواحيها وفي منطقة الخليل وقلقيلية لتقطيع اوصال الوحدة الاقليمية للأراضي الفلسطينية ولعزل القدس الشرقية المحتلة عن ضواحيها ومحيطها الفلسطيني وعزل شمال الضفة عن جنوبها وتحويل العديد من القرى الفلسطينية الى جيتوات, معسكرات اعتقال معزولة عن اراضيها وعن بعضها البعض. فجدار العزل العنصري الوسيلة الاستعمارية في اطار مخطط شارون لضم حوالي ستين في المئة من اراضي الضفة الغربية في اسرائيل.
ويلقى بناء هذا الجدار العنصري مقاومة باسلة من شعب الانتفاضة وتضامن قوى سلامية من داخل اسرائيل تتعرض لأبشع صور الاعتداء من قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تستعمل اسلحة محرمة دوليا مثل غاز الاعصاب الذي يفقد من جرائه الانسان وعيه ورصاص مخضب وغيره.

ثالثا: رغم الوعود الكثيرة التي اغدقها شارون لبوش والرأي العام بأخلاء مستوطنات وبؤر استيطانية هشة في الضفة الغربية الا انه حتى يومنا هذا لم يخل اية مستوطنة, الامر الذي يعكس المدلول الاستيطاني لسيلسة شارون.
رابعا: اكدنا مرارا ان اسرائيل الرسمية الحليف الاستراتيجي للامبريالية الامريكية جزء لا يتجزأ من المخطط الاستراتيجي العدواني الامريكي للهيمنة في منطقة الشرق الاوسط كونيا. وان خطة فك الارتباط من طرف واحد جزء من هذا المخطط, جرى بلورته بالتنسيق مع ادارة بوش لخدمة بوش في انتخابات الرئاسة المقبلة وللأسهام في مساعدة وجود.
الاحتلال الانجلو امريكي في العراق الذي يغرق في اوحال مستنقع الازمة والمواجهة هناك.
وكجزء من المخطط الاسرائيلي الامبريالي العدواني في المنطقة ادرجت قمة الحلف الاطلسي وبضغط من الادارة الامريكية اسرائيل الرسمية في اطار" دول الحوار البحر المتوسط السبع" التي تتعاون مع هذا الحلف العسكري في عمليات ما يسمى " اكثيف الدبور" لمنع تهريب وسائل قتالية, مواد واجهزة لأنتاج اسلحة دمار شامل, وكل ذلك تحت يافطة محاربة الارهاب. ووفقا لهذه المكانة الجديدة فان قوات بحرية وجوية اسرائيلية ستشارك الى جانب قوات من حلف الاطلسي في مراقبة منطقة الشرق الاوسط بحرا وجوا,حيث ستجوب اساطيلها وطيرانها بحار وأجواء المنطقة. مهمة فرضية جديدة للهيمنة على المنطقة في اطار عولمة الارهاب والجرائم وبمشاركة اسرائيلية.
ان جميع ما تقدم يعكس حقيقة ان وجهة حكومة شارون وسياسته ليست ابدا نحو اية تسوية سياسية مع الشعب الفلسطيني, بل العمل لدفن اي جهد او مبادرة لوقف نزيف دم الصراع. وما يثير السخرية ان حكومة الاحتلال والدماء اليمينية تدعي انها تقوم بتصعيد عدوانها الدموي بهذف القضاء على الارهاب الفلسطيني, على حماس والجهاد الاسلامي وغيرها, وان مهمة الدور المصري منع تسلط هذه الحركات على القطاع بعد الانسحاب, والواقع ان تصعيد جرائم الاحتلال واغلاق جميع المنافذ التي قد توصل الى تسوية وفرض حصار الجوع والمجاعة على اهالي القطاع والضفة تعتبر التربة الخصبةالتي تغذي قوى التطرف والاصولية الدينية الفلسطينية وتزيد من قوتها, كما انها العاملة لاستدراج اعمال فلسطينية مغامرة ينتظر شارون بفارغ الصبر حدوثها لاستغلالها وسيلة لتبرير مواصلة سياسته الأجرامية الدموية.
برأينا انه لا مفر امام الشعب الفلسطيني ومختلف فصائله وقواه لمواجهة هذا الظرف المصيري وتحدياته من صقل وحدة صف وطنية على اساس صياغة برنامج واضح المعالم يتمسك من جهة بثوابت الحقوق الشرعية الفلسطينية غير القابلة للتصرف, ويكون بوسعه من جهة اخرى تجنيد التضامن العالمي على مختلف المستويات والصعد الرسمية والشعبية الجماهيرية لنصرة الحق الفلسطيني المشروع وافشال مشاريع التصفية الشارونية والمساندة لها والمتواطئة معها.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاضية دوريت بينيش تفضح عرض وعار تحالف -الشاباك- والحكومة
- المدلولات الكارثية للسياسة الليبرالية الجديدة
- تطوير الترسانة العسكرية الاسرائيلية في ارجوحة المخطط الاسترا ...
- المدلولات الحقيقية لنتائج انتخابات برلمان الاتحاد الاوروبي
- وتبقى القضية في جوهرها ومدلولها سياسية اولا وليست أمنيّة يا ...
- وتبقى القضية في جوهرها ومدلولها سياسية اولا وليست أمنيّة يا ...
- خطة (لفك الارتباط) بدون أي فك للرباط!
- في الذكرى السنوية الـ- 37 للحرب والاحتلال: لن يكون (شرق أوسط ...
- ماذا كنتَ ستقول يا ماير فلنر؟
- كان ماير فلنر أمميًا حقيقيًا وشيوعيًا مبدئيًا
- تقرير منظمة العفو الدولية: ادانة صارخة لجرائم الحرب في المنا ...
- مؤتمر القمة العربية في تونس: لا خروج من دائرة الرقص الموضعي ...
- الاتحاد- المرجع والمرجعية لمسيرة التاريخ الكفاحي لجماهيرنا
- التصريحات الامريكية المتناقضة في أرجوحة الازمة والتورط في او ...
- خطة الميني الشارونية- وتأتأة -الكوارتيت- وآفاق الصراع
- على ضوء نتائج هزيمة شارون:ما هي المدلولات السياسية لنتائج ال ...
- المدلولات الحقيقية للاستفتاء على خطة فك الارتباط الشارونية ب ...
- من يطالب الحزب الشيوعي (ضمنًا) التخلي عن هدفه الاستراتيجي ال ...
- في الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال اسرائيل: الاستقلال الحقي ...
- على ضوء جريمة تصفية الرنتيسي الارهابية: اغتيال قيادات وطنية ...


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - احمد سعد - التطورات المأساوية على ساحة الصراع الأسرائيلي – الفلسطيني