أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - الحسين وسيلة إيضاح مهمة لكن لمن؟














المزيد.....

الحسين وسيلة إيضاح مهمة لكن لمن؟


تنزيه العقيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2902 - 2010 / 1 / 29 - 08:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لأني في الوقت الحاضر غير متفرغ لتنزيه العقيلي، لن تكون مقالاتي ممتابعة، أو لعلها تكون قصيرة نسبيا، حيث لن أفصل في فكرة كل من الموضوعات التي سأتناولها في مقالاتي، على أمل التفصيل فيها مستقبلا، عندما أحول مقالاتي إلى مشروع كتاب.
فكرة هذه المقالة راودتني الساعة 0.45 (الواحدة إلا ربع) من بعد منتصف ليلة 28/12/2009، واليوم أود تكملتها ولو بشكل موجز.
استوحيت الفكرة من أجواء محرم في الأوساط الشيعية، وبالرغم من نفوري من الاستغراق في الشعائر، لا أستطيع أن انكر أن للحسين ولكربلاء وعاشوراء ثمة إيحاءات لا تخلو من ثمة فائدة للحياة، هذا طبعا مع لحاظ أن العامة المستغرقة في الشعائر لا يسعها أن تستفيد من هذه الإيحاءات، ولكن قلت لنفسي لأكن موضوعيا، ولأسلم بكون قضية الحسين وإحياء ذكراها السنوية لا تخلو من تلك الإيحاءات. وقد سميت امتلاك قضية الحسين وغيرها من أمور الدين لثمة إيحاءات، بأنها بمثابة وسيلة إيضاح، توصل الفكرة التي تختزنها قضية الحسين إلى شريحة من الناس، لا يسعهم أن يستوعبوا تلك الفكرة، وعموم الأفكار والقيم إلا عبر وسائل إيضاح، وليس عبر الفكر المجرد. إذن للحادثة الدينية، وللحكم الديني، وغيرهما مهمة الإيضاح كوسائل له.
ولكن لنتساءل عن متى يا ترى نحتاج إلى وسائل إيضاح، وعمن الذي يحتاج إليها. إن وسائل الإيضاح تكون عادة مهمة للعامة، بينما الخاصة، أي النخبة الواعية، أو الراشدة، أو الواعية لا تحتاج عادة إلى وسائل الإيضاح. وحيث أن العامة، وكما يعبر المصطلح نفسه تعني الأكثرية، بينما الخاصة تعني الأقلية، وهذا يعطي المبرر لأهمية وسائل الإيضاح، ما زالت الأكثرية في حاجة إليها، لأن القضايا العامة لا تؤسس عادة على ضوء احتياجات الأقلية والنخب.
وعلى سؤال متى تكون الحاجة لوسائل الإيضاح، ومنها الشعائر الحسينية كوسيلة من تلك الوسائل، فأقول إنها تمثل حاجة لمرحلة ما دون الرشد، أما عند تجاوزها إلى مرحلة الرشد، أو ما بعد اكتمال الرشد، أو لنقول بلوغه مستوى الاستغناء عن وسائل الإيضاح، فتنتفي الحاجة إليها حتما. ولذا نرى في المناهج التربوية والتعليمية تشتد الحاجة إلى وسائل الإيضاح في المرحل الدراسية الأولى، وتقل هذه الحاجة تدريجيا، كلما تدرج التلميذ ثم الطالب إلى مراحل متقدمة من دراسته.
من هنا ولكون الرشد، أعني رشد عموم المجتمع الإنساني، ورشد الأمم والشعوب والجماعات البشرية، في تنام مطّرد، فستتحول أقلية اليوم إلى أكثرية الغد، ومع الوقت ستتلاشى الحاجة إلى وسائل الإيضاح، لأن ما كان أكثرية في السابق لمئات ولعله آلاف السنين لن تبقى أكثرية على مدى المستقبل، وما كان يمثل النخبة قليلة العدد ستتحول إلى حالة عامة واسعة الانتشار.
وهذا يعني أن الأقلية اليوم لا تحتاج إلى الحسين والشعائر والذكريات الدينية والسيرة والتاريخ الديني، كما لا تحتاج إلى الأحكام الشرعية، لأن المنتمين إلى هذه الأقلية يدركون القيمة بشكل مجرد، دون طلب استيضاحها عبر وسيلة من وسائل الإيضاح؛ يدركونها ويعيشونها ولا يحتاجون إلى شاهد عليها من سيرة لنبي أو إمام أو صحابي أو خليفة أو ولي أو قديس أو شيخ أو مرجع أو قس أو راهب أو حاخام. وغدا عندما تتحول الأقلية إلى أكثرية، لن تحتاج البشرية إلى وسائل إيضاح، التي إن كان لها ثمة نفع، فمضارّها أكثر بكثير من منافعها، وما كان ضرره أكثر من نفعه، فهو إثم حسب النص القرآني «وإثمهما أكبر من نفعهما».
وهذا ربما لا يقلل بالضرورة من قيمة قضية الحسين، لأنها كانت وسيلة إيضاح مهمة وضرورية للأكثرية لمئات السنين، أو لأكثر من ألفية.
وهذا المفهوم يعمم على عموم مفهوم الدين كما بينت، أي الأحكام، الأخلاق، التاريخ الديني، القدوات الدينية وإلى غير ذلك.
والتحول يحتاج إلى أن نقطع عدة مراحل من التحرير:
1. تحرير الفقه من سجون الشكل إلى رحاب الجوهر، ومن الجمود إلى الديناميكة.
2. تحرير الدين من الفقه والأحكام، وكذلك من الشخصنة بعنوان القدوات الدينية.
3. تحرير الشعوب والأمم المتدينة من هلوسة الدين إلى رحاب العقل والقيم الإنسانية، ومن الانغلاق على المنطلقات إلى التحرر في أجواء الفهم النسبي.
4. تحرير الإيمان من الدين، والعقول من الخرافات، وتحرير الله من الأسوار التي طوقه بها الأنبياء والكتب المقدسة والفقهاء وعموم المتدينين.
أكملت في 28/01/2010



#تنزيه_العقيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين وجدوى حركات الإصلاح والتنوير والتجديد
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 5/5
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 4/5
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 3/5
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 2/5
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 1/5
- آيات تحدي القرآن بالإتيان بمثله
- المحكمات والمتشابهات في القرآن
- صلاة المذهب الظني وصلاة عقيد التنزيه
- صلاة المذهب الظني 4
- صلاة المذهب الظني 3
- صلاة المذهب الظني 2
- صلاة المذهب الظني 1
- المذهب الظني 3/3
- المذهب الظني 2/3
- المذهب الظني 1/3
- تدريس الدين
- تأويل ممكن لقصة آدم وحواء القرآنية
- قراءة أخرى لنصوص القرآن
- مطابقة دائرة الوجود والعدم ودائرة أحكام العقل الثلاثة 2/2


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تنزيه العقيلي - الحسين وسيلة إيضاح مهمة لكن لمن؟