العيون اللاقطة ..؟ -1

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 20:01
المحور: الصحافة والاعلام
    

العيون اللاقطة : صور – مشاهد – من له أذنان فليسمع ا !؟
-1
يسعدني بكل حب وأخوة أن أكتب هذه الملاحظات اليوم , بصفتي مربية ومدرسة ومن واجبي الأخلاقي والثقافي أن ألتقط بعض النواقص والسلبيات هنا وهناك وأشير إليها للعلم فقط , أي بمعنى أننا لسنا متلقين فقط دون تفكير وتحليل للصورة والمشهد الإجتماعي والإعلامي أو البرنامج في إطاره الفني الجميل ..

( 1
بلد مثل مصر .. عشرة ألاف سنة حضارة - هذا البلد الذي مشى فيها يسوع وأمه مريم
عاشوا واحتموا واختبأوا اّمنين من بطش وظلم القتلة أعداء الطفولة والإنسان والسلام -
- وبشّر فيها الرسول القديس مرقس تلميذ السيد المسيح بتعاليم يسوع بكل حرية وانفتاح .
- عاشت واحتمت فيها أول قديسة هي : ( القديسة كاترين ) , وبني فيها أول ديرللصلاة والعبادة في صحاريه وجبالها –
- موطن أول مؤسسة أو رهبنة في العالم .. حيث نشأ وعاش فيها أول راهب في العالم هو : ( أنطونيوس الكبير ) .. وهذا شرف لا يضاهيه شرف واعتزاز تاريخي وحضاري ..
يضطهد فيها المسيحيون اليوم ويقتلوا في القرن 21 وأمام الكنائس وفي صبيحة عيد الميلاد – ميلاد يسوع – بالذات ..!!؟؟

مشهد يلزمه الكثير من الاسئلة وعلامات الإستفهام ؟؟ مشهد برسم التفكير والتحليل والخطوات العملية الجريئة , فالسلام والمسامحة لا يعني الضعف والخنوع ..!؟
هل التاريخ يعيد نفسه منذ 2010 سنة حتى اليوم لم يتغير القاتل , والعدو؟؟
.........


2 -
شعوب تقتلع من جذورها : فلسطينوين , وعراقيون ( صابئة وسريان وكلدان واّشوريين ) , وأكراد من سورية وتركيا , ويسكن بيوتهم وأرضهم غرباء ومحتلين وشوفينيين وشذاذ اّفاق .. ومسلحين ؟؟
سؤال يقتلع نور العيون , بحاجة لألف حملة وعريضة وتظاهرة وصرخة وتمرد وثورة ؟؟


3 -
دول عريقة تاريخية مركزية و جمهوريات , يسرق قرارها من شعوبها , بواسطة إنقلابات عسكرية أو غير عسكرية , ويتربع طغاتها وحاشيتهم 40 عاما فوق رقاب الناس والشعب , وتضع خيرة الشباب والرجال والقادة في السجون للموت , وتورث الحكم للأبناء والأحفاد إلى يوم القيامة , بقوة قمعها ومساندة الدول الأجنبية لها والعدو الصهيوني مباشرة ..!!؟؟
....
في أي جحيم يعيش عالمنا ؟ وأي دور و جور يمرر على شعوبنا ؟ ألف سؤال وسؤال للمحاكم الدولية وهيأة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان .. هل هي الحضارة الأميركية في أبشع وجوهها الكارثية واللاإنسانية تخلق وتدعم وتنشئ كيانات وأنظمة تفرخ حروب وأزمات ومجازر وأحقاد وأحلاف قديمة جديدة للتدجين والسير في الصف العسكري , نفذ ثم اعترض – لا تعترض – إخرسوا يا عرب –

4 -

الجامعة العربية أغلقت أبوابها - أغلقت محلاتها .. مكاتبها – حذف إسمها من التداول - سرحت موظفيها وعمالها – لم يعد لها أي عمل ومهمة تقوم بها فكل المهمات أنجزت - " دبروا حالكم " أيها العرب – ..؟؟

الجغرافيا , والتاريخ , .... مستهدفان
الثقافة , والإعلام ., ...........مستهدفان
الأسرة والعائلة
والشباب
والديمقراطية
المياه
الاّثار
كلها مستهدفة
....!!؟؟؟؟؟

توزعوا على إيران أيها العرب لتحميكم بأطماعها وتوسعها ونيرانها النووية – وبتركيا لتطعمكم وتسقيكم من أنهارها وأسواقها الطافحة من لملمة مستودعات الجيران – ولا تنسوا جارتكم إسرائيل الطماعة والسلابة والمدللة حبيبتكم ووديعتكم وإبنة عمكم التي تعلمكم الشوفينية والتعصب والقتل وعبادة المال بدل الله وتعلمكم العنصرية والتجسس بدل الحب والثقافة والديمقراطية , تعلموا اللغات العصرية : التركية الفارسية والعبرية والإنكليزية ربما تعودوا للتريك والتفريس والأمركة مرة أخرى من يعلم ..؟ ........ فالمعاهد والجامعات ألصقت التعليمات على أبوابها والشاطر يلحق حالو العصر عصر سرعة ونهب .. وصف ..!!؟؟
........

5 )

العيون اللاقطة مستمرة

أكثر ما يزعجني من المذيعات والمذيعين – بالأخص بعض المذيعات - في الأقنية والفضائيات العربية :
كثير من الحوارات اليومية التي يجرونها و التحليلات السياسية والإقتصادية والبرامج المتنوعة .... مع شخصيات مسؤولة أو غير مسؤولة – يخاطبونه – أو يخاطبونها بلفظ : ( أنت – أنتَ ) - بصيغة المفرد .
وحبذا لو يخاطب أستاذ فلان ... بإسمه – أو : حضرتكم - أليس كذلك أيها الإخوة والأخوات ؟
فهذا من البديهيات في ثقافة الإعلام وقواعده .
دبياً غير لائق ثقافيا وتربوياً وهو مخرش للأذن ويقلل من نجاح البرنامج المشاهد والمذيعة التي تديره –

صحيح أن لا قاعدة في الحوار أو الحديث التي تجريه فلانة أو فلان – لكن لا أدري فيجب أن يكون من أولى الدروس التي يتعلمها الطالب الإعلامي أو الصجافي الجامعي أو غير الجامعي . فأدبياً غير لائق , ثقافياً وتربوياً , وهو مخرش للإذن , ويقلل من نجاح البرنامج المشاهد والمذيعة التي تديره .

ففي هولندا مثلاً : عندما بدأنا نتعلم اللغة الهولندية أول درس تعلمناه في المخاطبة سواء المرأة أو الرجل , أن نخاطبهما بلفظة حضرتكم ) U ( , ومن المعيب جداً هنا أن نتحدث أو نخاطب مع أي إمرأة أو رجل سواء شفهياً أم كتابياً بلفط ( أنت أو , أنتَ ) ..

كذلك عندما تعلمت اللغة الفرنسية في المعهد الفرنسي في باريس : قاعدة أساسية مخاطبة الإنسان أمامك , بصفة الجمع ( حضرتكم , أنتم ) للإحترام والتقدير –
حتى الطالب في المدرسة لا يخاطب المعلمة أو الأستاذة , أو الأستاذ إلا بكلمة سيد أو سيدة ( الست – االاّّنسة , أو مدموزيل فلانة .... ) , هذا واجب إنساني في علاقات البشر ببعضهم , ومن اللياقة الأدبية المخاطبة بشئ من الإحترام ..

6 )


1 - هناك ملاحظة سلبية أخرى أود لفت النظر إليها لأنها مسيئة للإعلام والإعلاميين ..
الكثير من برامج الفضائيات في بداية البرنامج أو نشرة الأخبار أو أي حديث جماعي أو فردي تجريه المذيعة أو المذيع مع الشخص المراد إستضافته – يذكر الإسم مرة واحد فقط –
– وكثيراً ما ينتهي البرنامج دون أن يذكر الإسم إطلاقاً بل الكنية فقط – وأحيانا , يختم البرنامج بدون ذكر لا الكنية ولا الإسم نهائياً .. هكذا ( حاف ) ...!؟
أو أحياناً يلفظ الإسم بسرعة وبصوت خافت جداً ومنخفض غير واضح ومفهوم , أي مخارج الأحرف لا تلفظ جيداً وكما يقال بالعامية مع الأسف : " بيشبل شبل , أو بيلعس الكلمة لعس " - ............. هذا أولاً –
أعتقد أن هذه النقطة مسؤول عنها مدير الإعلام ..... وكوادر المخرجين في الفضائيات ..


2 – الملاحظة الثانية : يأتي مشاهد لهذه الفضائية أو تلك في منتصف الحديث مثلاً , طبعاً لا يعرف من هو الضيف أو المتكلم ومدير البرنامج , ولا يوضع أو يدرج إسمه في أسفل الشاشة بين الحين والاّخر ممن فاتهم حضوره من البداية, وأين يقام هذا الحفل ومن يغني أو يتكلم أو يحاضر - حتى مقدم البرنامج لا يذكر إسمه , ولا حتى يذكر أي شئ من هذا القبيل في نهاية الموضوع أو الأغنية أو الحفلة أو أي فعالية أخرى ؟؟ – وهذا نقص تقني وثقافي على ما أعنقد واستخفاف بالمشاهد –

غريب .. كيف تستمر هذه الأخطاء ولا تصحح !؟ فمثل هذه الملاحظات الصغيرة مشوهة للإخراج والصورة في كثير من الأحيان ..
فالمشاهد لم يعد شخصاً متلقياً فقط , بل إنسان يشاهد ويحلل ويقيّم وينتقد ,, ومن حقه ذلك , والأحسن والأنجح أن بؤخذ رأيه في كل المواضيع والبرامج الناجحة والممتازة والناقصة والسيئة والمشوهة للنظر والسمع والتربية ...
______

3 - هناك لقطة أخرى ,, في عرض , أو قراءة ( نشرة الأرصاد الجوية ) لبعض المحطات :

تعرض وتكتب كتابة على الشاشة فقط , دون الكلام , و دون صوت , وفي المدة الأخيرة تعرض صورة البلد وبجانبها درجة الحرارة وبسرعة مذهلة تغير الصورة , وتكتب الأرقام بألوان غير مدروسة للنظر والقراءة ؟
وهذه الناحية جدا مهمة .. قضة الألوان والكتابة –

فالمشاهد الضرير وضعيف السمع أين حقه في المعرفة والمشاهدة والسمع .. !؟

تصور أخي القارئ , زحمة وفيض المذيعات والمذيعين في الفضائيات وساعات الحديث والكلام الذي يتكلمون به والساعات المفتوحة على مصراعيها لكل برنامج ليلاً نهاراً –
أما حينما يأتي دور .... النشرة الجوية ....... فيختصرونها ب ( 5 ) دقائق أو أقل من ذلك بكثير ؟؟؟
هل هذا توازن في العلوم والمعارف والبرامج ؟

لماذا كل هذا البخل في زاوية النشرة الجوية , ومعرفة أحوال الطقس بشئ من التفصيل..! ؟ لماذا ؟

..... فهي بالتالي جزء من الجغرافية الطبيعية والمناخية جداً ممتعة وضرورية ... عندما تشرح بشئ من التفصيل والإيضاح مع الصور والمتغيرات على المنطقة والبلد الذي يوجود فيه التلفاز أو البث الفضائي .
حبذا لو يعطى لهذا البرناج أو الزاوية وقت أكبر , ليخرج بشكل واسع ومفصّل و مشوّق .. محلي وأقليمي ودولي , مع ذكر كل العوامل المؤثرة على طقس الأسبوع مثلاً :
من درجة الحرارة – الرطوبة – الرياح – الضغط الجوي وووو ... وتأثير كل واحدة على الأخرى والمؤثرات الخارجية التي تسبب تبدل أو إستمرار المنخفض الجوي أو غيره من العوامل مع الرسم والتوضيح .. ,, فهو علم قائم بذاته وثقافة جغرافية بيئية زراعية طبيعية حلوة وجميلة جداً على أبنائنا وشعوبنا أن تعي كل هذا ..
وعلى الفضائيات والإعلام عامة , واجب الإهتمام به جيداً وعدم إختصاره بكلمتين !!


7 )

هناك ملاحظة أيضا مهمة :
بالنسبة للصور الحية التي تعرض ( للحظات ) في بعض الفضائيات العربية طبعاً - قبل نشرة الأخبار لعواصم أوربية وغربية مختلفة , أي صور حية لحظية اّنية .. ؟

أرى .. أن في بلادنا العربية هناك مناظر خلابة في كل بلد عربي , ( جنات عا مدّ النظر ) جنات وجنات لنسلط الأضواء عليها ليتعرف المواطن على مساحة وجمال أوطانه المسروقة شبرا وراء شبر ..؟

أعتقد أن المشاهد لا يهمه صورة تلك المدينة أو العاصمة أو الشلال بقدر ما يهمه صورة من بلاده كيف يعيش السجين في هذا السجن أو ذاك في هذا القبو المعتم والزنزانة الرطبة , أو المخيم أو الرصيف , أو الشارع الفوضى أو تزاحم السيارات ومخالفتها لقوانين السير أو من يلتقط القمامة من الطرقات أو أو .أو وما أكثر الأو .. والاّه .. والاّخ ........ ولا نقلل من أهمية مشاهدة صور وصروح من أنحاء العالم في برنامج تعلم بلدك .. ماذا تعرف عن العالم ؟ ماذا تعرف عن فلسطين أو الموصل أو باريس أو شنغهاي أو فاس .. و حلب .. مثلاً .... هذه فقيرة فيها الفضائيات العربية كلها دون استثناء مع الأسف ..!؟

علموا الأجيال ماذا تعرف عن كوكبك عن أرضك عن بلدك ؟ عن أي برامج جديدة جغرافية متنوعة وتاريخية , لكن بعيداً عن التعصب والحقن الطائفي .. بعيداً عن السيوف والقتل والعنف .. بعيداً عن التصنع ما رأيكم أيها الإعلاميون المشرفون على وسائل الإعلام .. مدارس اليوم ؟؟
إخوتي وأخواتي الإعلاميات والإععلاميين مرة أخرى , المشاهد ليس إنساناً متلقياً فقط .. , بل هو محلل وناقد ودارس عليه واجب التقييم , تقييم كل البرامج المعروضة والمرسلة رشاً رشاً دون استراحات للعين والأذن والأعصاب .. دون استراحات ذهنية ونفسية منعشة للقلب والروح ..
لاهاي / 28 / 1 / 2010 / مريم نجمه

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات