أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل














المزيد.....

الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 00:13
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عندما يموت بعض القادة تموت معهم أشياء كثيرة، وفي ذات اللحظة تتفجر الإمكانيات الكامنة في أعماق البشر، وقد لا ينطبق هذا الكلام على واقعنا الغارق في وحل الرذيلة السياسية ولكن إلى حين، ويعتبر الدكتور جورج حبش من القادة الفلسطينيين الذي شكلوا حضورا قل مثيلة في نفوس الوطنيون العرب والفلسطينيون، وخاصة أن رحيله استحضر لحظات من العز عاشتها امتنا العربية من محيطها إلى خليجها، انه النهوض القومي العربي الذي ترك بصمات لا زال فعلها حاضراً عند امتنا العربية التي ستصحو يوما من غفوتها.

ونحن بحضرة الذكرى الثانية لرحيل الحكيم ينفض الفنييق الفلسطيني الرماد عن جسده المحترق ويعود المشهد الفلسطيني سيد الموقف وتختفي الهوامش وتكتسي فلسطين المستحيل لنرى شعباً موحداً في وجه الأخطار التي تهدد وجودة، وحين نفتح صفحات النهوض الوطني الحقيقي قولا وفعلا يتدفق الدم فينا وتعود للأشياء قيمتها وأسماءها وتختفي سنوات انقلاب المقاومة على المقاومين وانقلاب المقاومين على المقاومة، يغيب الجنرال دايون وتأتي الصورة دولة فلسطينية مستقلة هتف لها القادرة الأوائل عام 1988 في بلد المليون شهيد، لحظتها تشابكت الأيدي وتوحدت الحناجر وعلا الهتاف باسم فلسطين والشعب الفلسطيني.

هو التاريخ الغير مزيف، وهي الحكاية اصل الحكاية، حكاية شعب في رجل وحكاية الرجل الشعب، حكاية الرجل الذي تنحى جانياً في زمن الهوس والتدافع للنزول عن الجبل، وهو القائد الذي عاش زمن القافلة التي تسير رغم نباح الكلاب، وكان يعرف أنة سيأتي زمن تسير فيه الكلاب والقافلة تنوح في صحراء التيه الفلسطيني، وكان يعرف أن الحياة في الوحدة ولطالما تحدث عن الوحدة الفلسطينية رغم كل الخلافات المشروعة مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية.

مرت سنة وبعدها سنة على رحيل الحكيم، والوضع على ما هو علية، انقلاب يفرخ انقلاب، وإمارة تحمل في أحشاءها إمارات، والشعوذة السياسية تصول وتجول، من والى مصر وقبلها مكة وهناك عدن، نقف لبعضنا على النقطة والحرف ونقدم لأعدائنا حسن النوايا في السر والعلن وبلا خجل،ونفتح بالفنجان لاستطلاع المستقبل، وننادي ليل نهار بالمقاومة ونقطع يد من يفكر بالمقاومة.

في غياب الحكيم غابت الكلمة وتبدلت المصطلحات، هي حقائق الأشياء، علينا أن نعترف، هؤلاء الأشبال ليس من ذاك الأسد، لقد ولى زمن الأسود، وأصبح الكلمة تعرض في دواوين العواصم، نستجدى المواقف والتعاطف مع أم القضايا، لماذا تبدلت أحولنا وتهنا في التفاصيل؟؟؟؟؟ ولماذا لا نعود لأصل الحكاية ونراكم لما أنجزه من سبقونا؟؟؟؟؟ بماذا اختلف الحكيم وأبناء جيله عن قيادتنا الحالية؟؟؟؟ هي ألكلمه الفصل والرفض بلعب دور الكومبارس والتمسك بان يكون المايسترو الذي يصنع التاريخ ويكتبه ولو بالدم.

لقد قيل في الحكيم الكثير، قالوا أنة الثوري الذي لا يموت، وقالوا أنة الذي قرأ الواقع والمستقبل أنة مؤسس حركة القوميين العرب، وقالوا أنة القائد الفلسطيني الفذ الذي تحيز لعروبته، وأنة القائد الذي تجاوز الجغرافيا وفرض نفسه على التاريخ، كتبوا فيه الكثير وصدرت المنشورات والكتب التي تحكي زمن الحكيم، لقد انصفوه في الوقت الذي لم ينصفه شعبة ومحبيه، فتمر الذكرى وكأنة لم يكن، وهذا طبيعي في الزمن الفلسطيني اللامعقول.

وفي مرحلة الموات الوطني والتجاذب السياسي الداخلي من الطبيعي أن تتبدل الأشياء, ويصبح الرويبضه صاحب" الكلمة الفصل" الكلمة التي تخلف وراءها الموت والدمار، كلمة لا معنى لها سوى المزيد من التشظي والانقسام الذي يشكل القاعدة الرئيسة للاباده الجماعية والتبعية.

قد تأتي الذكرى الثالثة لاستشهاد صاحب الكلمة الفصل وقد تغيرت أحوالنا، هي أمنية نقولها في حضرة الحكيم، ولكن تبقى الأمنية خاضعة للصدفة، والصدفة لا تحقق تطلعات الشعوب التي تصبوا للتحرر من قهر الاحتلال، لكن الحتمية التي لا مفر منها أننا سنشهد يوماً نقف فيه بمئات الآلاف نحي ذكرى الحكيم والآباء الأوائل الذي بشروا بالخلاص ونفخوا في البوق واستقطبوا شعبهم وقادوه لشاطيء الأمان، عندها نكون قد تحررنا وقلنا الكلمة الفصل بان لا مفر من إتباع تعاليم من عاشوا وماتوا محافظين على الوعد.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث في فندق الأفرست
- ماذا لو نزلنا إلى الشارع
- الزملاء الصحفيين : احذروا النعجة دولي
- عن الجنس المحرم
- عن استطلاعات الرأي وصناعة الفشل
- غزة والضفة والموت المجاني
- مذكرات فاسد:الورقة الثالثة- سفينة نوح
- في يومها : حضر الحكيم وصور أخرى
- مذكرات فاسد- الأنفاق-الورقة الثانية
- مذكرات فاسد: الورقة الأولى
- الأضحى صدام وصدام الأضحى
- حنا مينا: هل هي نهاية الرجل الشجاع؟؟!!
- ثقافة الطوطم وفوبيا الإنسان العربي
- بنطلون تشي جيفارا
- لا سمعاً ولا طاعة
- خطير: تع بورد تع بورد تع
- نقابة الصحفيين الفلسطينيين:هبوط آمن...ولكن
- كيف نتضامن مع أحمد سعدات
- فضايح نقابة الصحفيين الفلسطينيين: إلى متى
- تحشيش سياسي ودعارة فكرية


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل