أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حامد كريم - الدعاية الإنتخابية و قناة الإنتخابية العراقية – سؤآل لا جواب له !














المزيد.....

الدعاية الإنتخابية و قناة الإنتخابية العراقية – سؤآل لا جواب له !


حامد كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 23:28
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


اليوم في الوقت الذي يستعد العراق حكومة وشعبا للانتخابات القادمة والتي لم يبقى لها سوى ايام معدودة ونحن في خضم النقاشات المستمرة والمتواصلة فتارة قانون الانتخابات وتارة المساءلة والعدالة وأخرى نبحث الموازنة وغيرها السلوك الانتخابي ، نلاحظ الشعب محدقا ومنتظرا والناخب ينتظر والمرشح كذلك ينتظر ، واحاديث هنا وهناك واشاعات واقاويل وتسريبات والناس ينقسمون بين هذا وذاك وتلك الكتلة وهذا الإئتلاف والمهم في ذلك كله ان الوعي الشعبي قد وصل الى نتيجة نبذ الطائفية والعنصرية والتخندق خلف الشعارات التمييزية التي لم تجلب للعراق سوى الدمار.
وهنا يأتي دور الحملات الدعائية والترويجية والقنوات الإعلامية و وسائل التداول الإخباري بكل انواعها المرئية والمقروءة والمسموعه ، حتى باتت تلك الوسائل تجارة مربحة بشكل غير معقول واصبح اصحاب المصلحة يتفننون في الإختراعات وطرق الدعاية والتلميح والترويج والتلميع ولو اردنا الحق فهذا بحد ذاته مزيج يجمع بين العلم والفن وليس بالشيء البسيط.
هنا يأتي دور احدى هذه الوسائل وهو في واقع الامر فكرة جديدة وناجحة ( قناة الإنتخابية العراقية ) التي قابلها المراقب والمواطن بالترحيب و الإستلطاف لهذه الفكرة الناجحة والتي تعبر واقعيا عن احدى الصفات الديموقراطية والتحررية والتي تعطي الفرصة العادلة للجميع للمشاركة بالرأي والإختيار ، ولكن !
ظهرت مسميات وتلميحات وأوصاف تثير الإستغراب والدهشة وتثير الفضول وربما الإنزعاج في الكثير من الأحيان .. من خلال الرسائل النصية المكلفة جدا و التي يقوم بارسالها المواطن وحتى في بعض الأحيان الشخص نفسه يرسل لنفسه العديد من الرسائل وبعدة صيغ ومؤشرات وإيحاءات معينة ، حيث نقف مع الشريط المتحرك أو (السبتايتل) كما يطلق عليه نتفاجئ بقراءة رسائل موجهة لمدح وتمجيد وتعظيم المرشحين و وصفهم بأوصاف ومسميات قد يكون معظمهم بعيد عنها كليا وشكلا ومضمونا ( مع كامل الأحترام للأشخاص والمرشحين جميعا) ، وعلى سبيل المثال نأخذ .. تحية الى القائد البطل ... تحية لشيخ العراق ... تحية للمحرر الشجاع .. انتخبو من اطعم الجياع وكفل الأيتام .. انتخبو من قال لا ووقف بوجه الأعداء ... أنتخبو الاسد .. والجبل الشامخ ... كل العراق مع فلان .. وكل المدينة .. مع فلان .. واهالي المنطقة ... تنتخب فلان .. نعم للرئيس القادم .. فلان .. وعاجل عاجل المنصب الفلاني سيكون لـــ فلان .. وابشروا قمر العراق .. فلان .. وانتخبو فلان لكي تكون بغداد مثل سويسرا .. وصوتوا لفلان الذي سيجعل العراق دبي .. ونعم لفلان الذي ساعد الجميع .. وعاش فلان شيخ كل العراقيين .. وعلى هذه الشاكلة وبشكل رخيص ومصطنع وبعيد كل البعد عن الحقيقة ...
والأعظم من ذلك عندما يمتدح شخص نفسه واصفا شخصه بالذي ساعد وخدم العراقيين طوال عمره .. ولكن المصيبة إن هذا الشخص غادر العراق الى الخارج منذ 25 عاما على اثر قضية مدنية مشينة وليست (سياسية) ولم يعد للعراق حتى ايام قليلة لكي يرشح نفسه للانتخابات .

أنا أستغرب وأنزعج حقا من هذا الهراء .. فمن هو القائد البطل الذي يجمع العراقيون على اختياره ؟ ومن هو الأسد والجبل والنجمة والقمر و .. و .. و .. الأنسان خلق إنسان فقط لا نجمة ولا اسد ولا شجرة ولا .. ولا .. ولا .. وكفى تمجيدا بالأخرين .. وأهالي المحافظة كذا .. والمحافظة كذا .. وكذا معك يا فلان .. ! الله أكبر يا أخوان من هو ذلك الشخص الذي ستنتخبه وحده سبعة محافظات ليتركوا باقي المرشحين ؟ والوهم والجهل والتمجيد المفضوح مستمر ... وهل أصبح الناس يعلمون الغيب ليعلموا من سيكون رئيسا ومن سيكون وزيرا ؟ وما هي قيمة المسؤول أو الحاكم على بلد محطم وشعب قد أدمته الجراح ؟ أما كارثة كيف سيصبح العراق فهي أكبر وأعمق من أن يكتب عنها كاتب بسيط مثلي .. فهذه المصيبة تحتاج الى علاج وجلسات وتثقيف وتدريس ليستوعب الأخرون حقيقة الأمر ..
العراق هو العراق منذ آلاف السنين .. يجب ان يفهم الجميع أن العراق هو العراق لا سويسرا ولا دبي ولا جزر القمر ... ما هذا التشبيه ؟ العراق أرض الحضارة وموطئ الأديان والرسالات السماوية وأرض المراقد الكريمة الطاهرة وموطن البطولة والتأريخ والكبرياء ولن يكون العراق إلا العراق .
ليبني العازمون العراق وليحسنوا بنائه .. وليحاربوا الفساد والإجرام .. وليعيدوا للعراق بهجته وعنفوانه .. وليعطوا كل ذي حق حقه .. وليعدلوا في حكمهم .. وليخدموا شعبهم لا أن يستكبروا وتجبروا على العباد فالله أكبر على كل من ظلم وتجبر .. وليعملوا على رفع رأس العراقي الذي أنهكته مصائب الماضي وباذن الله سيبقى خالدا اسم العراق .
وكفى تمجيدا وتعظيما زائف لا نفع منه ولا خير ..


احدى الروايات القديمة تحدثت عن أمير أو حاكم في قوم .. كان يسير في تلك المدينة ومعه دائما تابع يهمس في اذنه باستمرار .. فلما سأل الناس عن قصة هذا التابع وبما هو يهمس ، اجاب الأمير : بأن هذا التابع يواصل تذكيري بأنني بشر .. كلما ازداد تعظيم الناس وتمجيدهم .. همس التابع باذن سيده لا تنسى فأنت بشر .
والحكمة في الرواية .



#حامد_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - حامد كريم - الدعاية الإنتخابية و قناة الإنتخابية العراقية – سؤآل لا جواب له !