أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هكذا تكلَّم الجنرال باراك!














المزيد.....

هكذا تكلَّم الجنرال باراك!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 14:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


يُفْتَرَض في باراك، بصفة كونه الممثِّل الأعلى للوعي الأمني القومي والإستراتيجي لإسرائيل، أن يكون أدْرى القادة الإسرائيليين بحقيقة المخاطر الأمنية الحاضرة والمستقبلية، المؤكَّدة والمحتمَلة، التي تحفُّ بدولته، التي يريد لها أن تكون "يهودية" و"ديمقراطية" في آن، أي أن تأتي بمعجزة الجمع بين أمرين لا يمكن الجمع بينهما، وهما "اليهودية" و"الديمقراطية".

أيُّهما أولى بمواجهته إسرائيلياً الآن، والتصدِّي له، ودرء مخاطره، القنبلة النووية الإيرانية (التي لم تَغْدُ بعد حقيقة واقعة) أم "عدم ترسيم وتعيين الحدود" بين دولة إسرائيل، التي لم تَكْتَمِل حدودها، ترسيماً وتعييناً، بعد، والدولة الفلسطينية، التي لم تَقُمْ بعد؟

يبدو أنَّ قادة إسرائيل مختلفون الآن في إجابة هذا السؤال، وأنَّ باراك يسعى في إقناع كثير من زملائه ورفاقه في الائتلاف الحاكم برئاسة نتنياهو بأنَّ عدم ترسيم تلك الحدود هو الأخطر على أمن إسرائيل القومي والإستراتيجي، وبأنَّ عليهم، بالتالي، أن يسرعوا في تذليل العقبات من طريق استئناف "مفاوضات السلام" مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، توصُّلاً إلى درء هذا الخطر (الأمني والإستراتيجي) الأعظم عن إسرائيل، أو عن "يهوديتها" و"ديمقراطيتها".

وكأنَّ باراك يريد أن يقول لهم أيضاً إذا أردتم درء مخاطر القنبلة النووية الإيرانية عن إسرائيل فإنَّ عليكم الإسراع في تفكيك "القنبلة الديمغرافية" الفلسطينية من خلال الاتِّفاق مع عباس على ترسيم للحدود النهائية والدائمة بين الدولة العبرية والدولة الفلسطينية التي ستُقام على جزء من "أرض إسرائيل"، بحسب ما أدلى به باراك من آراء وأقوال في مؤتمر في جامعة "بار إيلان".

لقد قال على وجه التعيين والتحديد: "غياب حلٍّ يقضي بترسيم الحدود في داخل أرض إسرائيل التاريخية هو، وليس القنبلة (النووية) الإيرانية، التهديد الأعظم لمستقبلنا".

إنَّ باراك، على ما تعنيه آراؤه وأقواله، مطْمَئِنٌّ حتى الآن إلى أنَّ "نووية" إيران ليست بتهديد أمني إستراتيجي لإسرائيل النووية من رأسها حتى أخمص قدمها، عِلْماً أنَّ "الذهنية الأمنية اليهودية" ترى مخاطر أمنية على دولة إسرائيل في أمور ليست من الأمن بشيء كالزِّي الشعبي الفلسطيني.

ولكنَّ هذا الجنرال، وعلى ما نفترضه فيه من سعة أُفْق أمني، أبى إلاَّ أن يقيم الدليل على ضيق أُفْقِه السياسي والفكري والديمقراطي، فهو كاد أن يقول؛ بل قال، إنَّ الدولة الثنائية (أو المتعدِّدة) القومية هي نفي، لا تأكيد، لـ "ديمقراطية" إسرائيل، ولو أثبتت التجرية التاريخية والعالمية، في هذا الصدد، أنَّ الدولة المتعدِّدة القومية هي تأكيد، لا نفي، للديمقراطية، فالديمقراطية، في عُرْف هذا الجنرال، والذي لديه من العصبية اليهودية ما يكفي لـ "تحلِّيه" بمزيد من ضيق الأفق اليهودي، تبقى وتتعزَّز وتتوطَّد (في دولته ومجتمعه) مع إخضاع "الميزان الديمغرافي" لمزيدٍ من التهويد؛ ولسوف تصبح إسرائيل مُطْلَقةً خالصةً في "ديمقراطيتها" إنْ هي نجحت في التخلُّص من نحو 20 في المئة من مواطنيها، أي من "عرب إسرائيل"!

وهذا "الميزان الديمغرافي" يمكن أن يتعرَّض لمزيدٍ من خطر "التعريب" إذا ما تحوَّل الفلسطينيون في الضفة الغربية إلى مواطنين إسرائيليين، يتمتَّعون بحقوق المواطنة، وبحق الاقتراع، فيتضافر، عندئذٍ، خطر "التعريب الديمغرافي" و"الديمقراطية" على نفي وتقويض "يهودية" إسرائيل، والتي من أجل الحفاظ عليها لا بدَّ، في حال عدم ترسيم وتعيين الحدود، من إخضاع الفلسطينيين لنظام فصلٍ عنصري.

باراك يرفض "إسرائيل الديمقراطية ثنائية القومية"، التي ضمَّت الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى مواطنيها؛ لأنَّها عدوٌّ مبين لـ "يهوديتها"؛ ولا يقبل "نظام الفصل العنصري"؛ لأنَّه عدوٌّ مبين لـ "ديمقراطيتها"، وإنْ حَفِظَ لها "يهوديتها"؛ وليس من حلٍّ، مع انتفاء واقعية "حل الترانسفير"، سوى "ترسيم الحدود".

ولكنَّ باراك يريد ترسيماً للحدود في غياب الاعتراف الإسرائيلي بالحق القومي الفلسطيني، فإسرائيل "تعطي"، أو "تمنح"، الفلسطينيين من "أرضها التاريخية" ما يكفيهم، من وجهة نظرها، لإقامة دولة لهم، تُرسَّم الحدود النهائية بينها وبين إسرائيل؛ ولكن بما يجعل إقليم هذه الدولة على هيئة "جزيرة"، أو "أرخبيل"، في بحر إسرائيلي، وفي مقابل أن يتخلُّوا، وإلى الأبد، عن "حقِّ العودة"، بمعناه المعترَف به دولياً.

أمَّا باراك الثاني، أي باراك أوباما، فانضمَّ إلى باراك الأوَّل، أي الإسرائيلي، في السعي إلى الإتيان بالمفاوِض الفلسطيني إلى ما يشبه "بيت الطاعة"، من أجل التوصُّل إلى اتفاق على حل مشكلة الحدود أوَّلاً، وبما يفي بالغرض الإسرائيلي كما حدَّده وأوضحه الجنرال باراك.

وها هو "الوسيط"، أي إدارة أوباما، تقول للرئيس عباس، مباشَرةً وعبر "معتدلين" عرب: تنازلوا عمَّا تنازلنا عنه، وهو الوقف التام للنشاط الاستيطاني؛ عودوا فوراً إلى طاولة المفاوضات لحل مشكلة الحدود التي تقلق الجنرال باراك؛ أمَّا إذا أبيتم واستكبرتم، فإنَّ مجلس الأمن لن يُفْتَح بابه لكم، وإنَّ الضفة الغربية ستظلُّ أبوابها مشرعةً أمام الاستيطان؛ فاغتنموا "الفرصة"، ولا تضيِّعوها!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ثقافة الزلازل- عندنا!
- أوباما يَفْتَح -صندوق باندورا-!
- مفاوضات فقدت -الشريك- و-الوسيط- و-المرجعية-!
- سنة على تنصيب أوباما.. نتائج وتوقُّعات!
- حال -اللاتفاوض واللامقاومة-!
- مزيدٌ من الإفقار.. ومزيدٌ من -التطبيع-!
- نمط من المراكز البحثية نحتاج إليه!
- الأجهزة الأمنية العربية!
- ما معنى -حل مشكلة الحدود أوَّلاً-؟
- الإرهاب ومحاربيه.. منطقان متشابهان!
- -سورة الأنفاق-.. يتلوها علينا الشيخ طنطاوي!
- احذروا فضائيات التكفير!
- شيء من -الاقتصاد الإعلامي-
- قيادات في تيه سياسي!
- -جدارٌ فولاذي- لفَلِّ -الأنفاق-!
- أزمة الإصلاح السياسي والديمقراطي في الأردن
- الحقُّ في السؤال!
- معالي الوزير!
- ترقَّبوا -النبأ العظيم- من -سيرن-!
- بين مفاوضات مُفْلِسَة ومقاوَمة عاجزة!


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هكذا تكلَّم الجنرال باراك!