أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عابدين - عشوائية الثقافة .. أم .. ثقافة عشوائية















المزيد.....

عشوائية الثقافة .. أم .. ثقافة عشوائية


محمد عابدين

الحوار المتمدن-العدد: 2900 - 2010 / 1 / 27 - 14:49
المحور: المجتمع المدني
    


منذ مدة وأنا أرصد كغيري من المهتمين بالشأن العام المصري تلك التغيرات التى تحدث على الساحة الإجتماعية فى بلدنا ، ورغم أن تلك النظرات الفاحصة كانت تتم علي فترات متباينة متباعدة .. لكنها كانت في كل مرة تتبين تغيرات جذريه في حالة المواطن وحياته سواء كانت تلك التغيرات لصالحة أم ضده ..مستحدثة عليه أم نابعة من تجزرها في قيمه وثقافته .. وخلال العقد الأخير بدأت تلك النظرات تسير بوتيرة أسرع لتواكب سرعة حركة تلك التغيرات حتى صارت شبه يومية ، ففي كل يوم يمكنك رصد تغيرات مؤثرة في الشخصية المصرية .. وغالبيتها للأسف تغيرات مدمرة تعصف بالمجتمع المصري وتهدم الشخصية المصرية المألوفة ، ومن أخطر تلك التغيرات .. إنتشار ثقافة العشوائيات .. تعززها عشوائيات ثقافية وإعلامية وتعليمية و .. و .. لتجدها في النهاية تعبث بالثقافة العامة للمجتمع .
من المفترض عموما ً إن العشوائية تقود بسهولة إلي الفوضي وهذا ما يشير إليه كثير ممن يرصدون الحالة المصرية .. بل أنها قادت المجتمع إلي حالة من الفوضي العامة لا يدري أحد إلي أي مدي يمكن أن تأخذ البلاد .
بل وأصبح السائد هو التعدي علي المجتمع وحقوقه .. من أراد أن يفعل أي شيء يفعله ، لأنه أيضا ً باتت العقوبات انتقائيه وأصبح الردع عشوائيا .
عشوائية الحياة لم تعد متوقفة عند العشوائيات الإسكانيه أو الإيوائية فقط كما يتخيل الكثير بل تعددت أشكالها ومظاهرها :
في كل مكان الناس تصرخ وترتفع أصواتها ولو في حوار عادي .. بلا مبرر .. لحظة ويشاركها العديد من أشكال السباب والتهجم والتهكم .. وكأن الجميع يسير نحو الأنفجار ، سيارات تعترض نهر الطريق وقوفا ً متحدية جميع القوانين وأخري تسير عكس الإتجاه .. وهذه تقف صف ثالث .. وهذا يرفع سلاح على آخر بسبب أسبقية المرور .. و .. و .. الأطفال في الشارع تتلذذ بإيذاء الحيوانات .. تفرح حينما تطال يدها زجاج سيارة أو منزل لتكسره وتعدو مرحة بالتدمير .. إزعاج الأهل والجيران والمارة أصبح هدف رئيسي للصبية حتى الصباح الباكر ولو كان هذا افزعاج بالترفيه بلعب كرة .. تدمير وإتلاف المواصلات العامة والحدائق والأرصفة كأنه بات أمل ينبغي الوصول إليه .
لذا يا سادة نرى أن السلبية المتناهية هي قمة العشوائية .. عشوائيات البناء والتخطيط صارت تطال كل مكان لدرجة أنه لم يعد هناك شيء اسمه حي راق .. تعالى معي عزيزي القارئ نتخذ من قاهرة المعز عاصمة البلاد مثالا ً :


فالقاهرة بوضعها الحالي المفروض أن تسع لثلاثة ملايين ونصف المليون إنسان تقريبا ً .. بينما تعداد سكانها الحالي تعدى العشرين مليونا بخلاف الزائرين في ظل نظام عشوائي يطول كل ما حوله
.. والغريب في الأمر أن كل منهم يريد لنفسه ما لايريد لغيره .. ( راجع بنفسك طوابير الحصول على رغيف عيش )


بل أصبح كل مواطن يبحث عن فرصة للتعدي علي حقوق الآخرين أو يحصل علي أي شيء دون ثمن أو مقابل .. تارة بالفهلوة وأخرى بالبلطجة



هل تصدقني القول عزيزي القارئ أن صفات العشوائية ضربت الحياة كلها .. تعالى معي نراجع بعض الصور التي إلتقطتها عدسة الكاميرا لتأكد ما نقول :





هل ما رأيتموه وقرأتموه يعود إلى :
عشوائية الثقافة .. أم ثقافة العشوائيات
ليسأل كلا ً منا نفسه
وعلى كلا ً فغالبا ًعندما نتحدث عن العشوائيات ‏في حياتنا ،‏ فإنه أول ما يخطر ببالنا مباشرة عشوائيات البناء في غالبية مناطق الأيواء والإسكان في مصر ، حتى الراقي منها .. وفي كل مرة تقودنا الخطى نحو أرقام سواء رسمية أم غير رسمية ونجد أنفسنا نلهث لنتحدث عن عدد العشوائيات في مصر وكيفية معالجتها دون المساس بالعشوائيات الأخطر بل أخطرهم على الإطلاق .. عشوائية الثقافة العامة المقدمة للعوام على طبق من فضة ، لتصبح فيما بعد قيمة وسلوك ..
ومن عشوائيات الثقافة تلك إننا لم ندرك بعد أنها هي التي وراء جميع أشكال وأنواع العشوائيات الأخرى كعشوائيات البناء و الإيواء التي طالت كل مكان بمصر المحروسة .. تقترب الآن من ربع تعداد السكان .. وهو رقم مخيف حقيقة وخصوصا ً أن العدد التقريبي هو‏8‏ ملايين نسمة يعيشون في‏88‏ منطقة عشوائية علي مستوي الجمهورية‏,‏ تحتل محافظة القاهرة وحدها حسبما تنص الأرقام الرسمية نصيب الأسد رغم إنها العاصمة وهي من المفتروض أن تكون عاصمة نظيفة لكنها تحتوي علي‏68‏ منطقة عشوائية تحيط القاهرة من شمالها إلي جنوبها من شرقها إلي غربها‏.
وكالعادة تعلقنا بالفرع وتركنا الأصل .. فعشوائيات الثقافة خرجت من بطونها أصول ثقافة العشوائيات والتي بدورها تهدر وبجدارة جميع حقوق الإنسان ، إنها ثقافة تردي القيم الإجتماعية التي برزت معها على السطح ظاهرة الإنحراف الشخصي و التي أدت بدورها لإنتشار فساد عام عم جميع مناحي حياتنا
وأشار تقرير جهاز الإحصاء إلى أن سكان العشوائيات – ومنها مناطق المقابر– بلغ حوالي 8 ملايين موزعين على 794 منطقة سكنية بكافة أنحاء مصر، إلا أن النسبة الكبيرة منها حول القاهرة الكبرى بسبب الهجرة إلى العاصمة بحثا عن عمل .
والعجيب أن الناس في العشوائيات تآلفوا مع الخطر، واطمأنوا لما هو أهم من هدم مبانيهم السكنية .. لقمة العيش أو مورد الرزق .. وبدأ الجميع يبحث فيما حوله عن مصدر دخل هناك .. مخدرات وبلطجة ودعارة و مصانع أسلحة ومتفجرات و.. و .. وما خفي كان أعظم ..
غير أن تلك العشوائية إذ إنتقلت للثقافة العامه كما وحال لغة الإعلام والإعلان والفن .. تلك اللغة البادية على وجه الحقيقة والحياة الآن .. فذلك يمثل كارثة بكل المقاييس ولأدركنا إننا أمام ظاهرة خطيرة وفريدة من نوعها تحتاج لسياسة ثقافيه متكاملة لمواجهتها ، خصوصا وقد سبق أن حذّر خُـبراء مصريون متخصِّـصون في جميع المجالات كالاقتصاد والسياسة والاجتماع وعِـلم النفس وشؤون البرلمان، من خُـطورة العشوائيات على الأمن القومي المصري، معتبرين أنها تمثل "حِـزامًا ناسفًا" و "قنابل مَـوقوتة" تُـحيط بالمجتمع المصري
وهذا دافعنا الرئيسي للبحث عن أصل المشكلة
ونتساءل عسانا نصل لحل .. هل المشكلة في عشوائيات الثقافة .. أم .. في ثقافة تلك العشوائيات ؟؟
ولنا لقاء أخر بإذن الله
محمد عابدين



#محمد_عابدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرد مبارة لكرة القدم تكشف عن أحوالنا
- إخلوا سبيل المرأة من محبسها
- حوار مع العقل - نهايتة توحي بأن -الصورة أصدق أنباء ٍ من الكل ...
- قيم الغرب الكافر
- شاركنا رأيك .. تكلم .. إسأل .. حاور .. ناقش .. وافق .. إرفض
- جنرالات على الورق
- ثلاثة ألاف وخمسمائة قتيل على الأرض وتحت الأنقاض ينتظرون أن ت ...
- غزة .. لمن بعد أن ُيفنى كل الغزاويين
- غزة ..القبر الكبير الذي فتحه الفكر المتطرف
- الحياة أبدا ً لا تستقم .. والإنسان يعاني أكثر مما يستطيع
- أبرياء .. ولكن
- -تشنجات الدين في المجتمع المصري وملامحه -.
- لماذا تعتبر المرأة ناشزا ً لو كان أمر الزوج الموجب للطاعة مخ ...
- هل من حق الزوج إكراه زوجته على المعاشرة الجنسية دون رضاها ؟؟
- هل الحجاب هو تكليف اسلامي من قبل الله سبحانة و تعالى على كل ...
- هل الحجاب هو تكليف اسلامي من قبل الله سبحانة و تعالى على كل ...
- سبع شمعات مضيئة في حياة أجيالنا
- متى نحكم قبضتنا على الإرهاب ؟؟
- جريمة إغتيال عقولنا على من تقع ؟؟ الراوي أم المروية أم المرد ...
- لماذا تستهوينا المرويات أكثر من الآيات ؟؟ الجزء الثاني


المزيد.....




- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عابدين - عشوائية الثقافة .. أم .. ثقافة عشوائية