أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - عراقي ارهابي ام عراقي عميل؟














المزيد.....

عراقي ارهابي ام عراقي عميل؟


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 881 - 2004 / 7 / 1 - 07:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل سنين, وقع في يدي كتيب صغير مازال عنوانه يرن في ذاكرتي وهو "كيف تكسب الاصدقاء وتؤثر في الناس", لكني اكتشفت سريعا ان القراءة لاتغير عدد الاصدقاء.
لكن الكتابة تفعل, هي فعالة بشكل خاص في تقليل عددهم. فقبل سنتين لامني بعض اهل وطني لانني اهمل العراق لحساب فلسطين, ثم لامني الفلسطينيون عندما هاجمت موقف المرحوم ادوارد سعيد من الاكراد في حلبجة, ثم زعلوا عندما اكثرت الهجوم على صدام, كانهم اعلم به مني, ثم غضبوا علي عندما هاجمت عبد الباري عطوان لتمجيده ولدي صدام العاهرين.
ولامني شيوعيون لانني قلت ان مجلتهم مملة, وزعل بعضهم عندما قلت انهم لايعرفون الديمقراطية وشككوا بدوافعي عندما قلت لهم ان ردهم على زيارة زوكانوف لصدام كان ضعيفا. وهكذا زعل بعض الشيعة ايضا عندما طالبت الجلبي بكشف اوراقه, واعترض غيرهم عندما رددت على الملك عبد الله لهجومه الطائفي على الجلبي, وقطعت علاقتي مع احد اقاربي عندما اصر على التخفيف من جرائم صدام. وعندما ذهبت الى بغداد, كلفني نفس الموضوع عدة علاقات في جلسة نقاش واحدة. فلدي المرونة للنقاش, الا امام هذا الرمز المباشرلذل الانسان العراقي.

في كل هذا كنت مدرك لحساسية كل جهة واتفهم اي موقف تقريبا, فالوضع في العراق شائك الى حد اللعنة, ويمكن لاي كان ان يثبت اية نظرية ويمكن لاي كان ان يدحض اية نظرية. فلا عجب ان يأخذ الناس مواقف متناقضة, وليس هناك من حاجة الى اتهام احد لابالعمالة ولابالحماقة ولابالعنصرية ولابالنفاق لاي موقف يتخذه. ليس من مخطئ حقيقي الا من يؤمن بانه يرى بوضوح في هذه المياه العكرة, ويصر على تجاهل علامات الاستفهام التي تقف بوجه نظريته, ثم الغضب ممن يضعها امامه كلما حاول الدوران حولها او القفز من فوقها.

وعندما قلت في جلسة نقاش قبل ايام في دنهاخ انني ارى في كل من الارهاب والاستعمار خطرا, وان على العراق ان ينظر الى اليسار واليمين عندما يعبر الشارع الخطر, كدت اخسر الجميع. فبعض الحضور كان يرى ان الارهاب الذي يمزق العراق اليوم وان الحل هو المساندة السريعة غير المشروطة للحكومة والتحالف. والبعض الاخر يرى ان اميركا هي الخطر الحقيقي ووجودها هو الباعث الاساسي للعنف الذي اسماه "مقاومة مشروعة" للاستعمار. اما من يخاطر في الوقوف ضد الارهاب وضد الاحتلال فانه يعرض نفسه لقذائف الطرفين.

قبل ايام, استلمت اتصالا تلفونيا من "صديق" لم يتصل منذ مدة. لم يضع وقته بالسوأل عن حالي, بل فاجأني مباشرة بهجوم بدأه بانتقاد موقفي من الاكراد, ثم انتقل الى مهاجمة صديق لي (هو بالصدفة كردي) ثم الى اتهامي باني وصفت الارهاب في الفلوجة بالمقاومة في محاضرة لم يحضرها هو, لكنهم "قالوا له". وحين حاولت ان اصحح معلوماته رفض الانصات. ثم فاجأني بانه قد اكتشف مواقفي "القومجية", و"منطلقاتي الطائفية" رغم اني حرصت ان لا اكتب عنها شيئا, اخفاء لدوري السري. وحين توسلت اليه ان يخبرني كيف اكتشف تلك الاسرار قال بانه يعرف "خفاياي". وحين الححت بأن مقالاتي تعاكس ما يقول تماما فوجئت بانه يحفظ عناوين تلك المقالات عن ظهر قلب, وقال انه يعلم انني انما كتبت تلك المقالات عمدا لاخفاء طائفيتي! سألني لم لم اكتب عن الشيعة الذين احرقهم السنة في الفلوجة قلت له اني كنت انوي ذلك فعلا, لازيد اخفاء "منطلقاتي الطائفية", لكني كما ترى اصبحت مكشوفا, ولاجدوى من ذلك, فلم لا تكتب انت؟ قال انه سيكتب, لكنه مشغول حاليا بالقراءة وهو يقرأ كثيرا, وللجميع, حتى لي انا! شعرت من الطريقة التي قال بها ذلك ان علي ان اشكره, لكنه لم يعطني الفرصة.

يصيبني الخوف كلما نظرت الى اين يتجه الحال الثقافي - السياسي العراقي. فالمساحة المتفهمة المفكرة من الطيف العراقي تفرغ نفسها سريعا لتتجه الى كل من جانبي التطرف و النظرة الاحادية وتصلب الرأي والاتهام السريع. لو ان غريبا سألنا اليوم عن انفسنا فسيستنتج ان نصفنا ارهابيون ونصفنا الاخر عملاء للامريكان!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مداح القمر
- العراق يعبر الشارع الخطر
- لحظة ايها الملائكة
- الانتخابات الاوربية في هولندا: نصر لليسار وهزيمة للحكومة وعد ...
- الهدية الرئاسية
- منطق النمل: غضب عراقي في البرلمان الهولندي
- القراءة الطائفية
- بحثا عن - التكنوقراط
- كلام الملوك
- الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!
- 188: احترام لمرونة الشريعة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صائب خليل - عراقي ارهابي ام عراقي عميل؟