أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - بعد خراب البصرة... بريطانيا تعترف بالخطأ...؛؛















المزيد.....

بعد خراب البصرة... بريطانيا تعترف بالخطأ...؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 23:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خلال مؤتمره الصحفي الشهري ، قال السيد غوردون براون رئيس الوزراء البريطاني أن " خطئا ارتكب بعدم الاستعداد بشكل كاف لإعادة اعمار العراق بعد الاطاحة بالنظام العراقي السابق، وأن الحكومة البريطانية اضطرت إلى اتخاذ قرار المشاركة في غزو العراق بسبب رفض الديكتاتور الراحل الامتثال لمطالب الأمم المتحدة ". وتابع قائلا : " أعتقد أن الخطأ في الحرب هو أن رسم خطة اعادة الاعمار لم يكن بالطريقة الضرورية التي تمكن العراق من التعافي سريعا بعد سقوط صدام حسين".
لا يمكننا اتهام السيد غوردون براون بالعجزعن وضع خطة لاعادة اعمار العراق لما بعد الغزو ، وهو الاقتصادي المرموق الذي اقترن اسمه بالنجاحات الباهرة التي أحرزها الاقتصاد البريطاني في عهد الحكومة العمالية.إن سبع سنوات منذ غزو العراق لحد هذه اللحظة تعتبر أكثر من كافية لوضع مثل تلك الخطة والمباشرة في تنفيذها لو أراد ، وكنا سنكون جد سعداء لو أن السيد براون قدم تصوراته عن مثل تلك الخطة ، لكنه لم يفعل ، لا عندما كان وزيرا للاقتصاد ، ولا عندما أصبح رئيسا لوزراء بريطانيا. فما معنى أو قيمة قول السيد براون أمام كل هذا الذي يجري في عراق اليوم؟

من حضر ذلك المؤتمر الصحفي ومؤتمرات سابقة له ولرئيسه السابق السيد توني بلير لابد ويصاب بالخيبة من التلاعب المفضوح بالألفاظ وإطلاق أنصاف الحقائق تمشيا مع مقولة " اكذب ثم اكذب ، حتى يصدقك الناس. لكن الواقع أثبت أن ما من أحد صدق أقوال السيدين براون وبلير رغم الجهد الاعلامي الكبير المفبرك الذي رافق عملية الاعداد للغزو وما بعده لتجميل صورة أبطاله والفرص التي أتاحتها الولايات المتحدة وقوى التحالف للعراقيين لبناء ديمقراطية نموذجية للشرق الأوسط الجديد. كما أثبتت الأحداث أيضا إنهما وحدهما من يعيش وهم التصديق بالكذب ، فلا الشعب البريطاني والأمريكي ولا الرأي العام العالمي مقتنع بالحجج التي ساقها وما انفك يكررها المسئولون في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.

إن قانون تغيير النظام في العراق اتخذه مجلس الكونغرس الأمريكي في عهد الرئيس الأسبق كلينتون ، يعني أن الكثير من الوقت كان متاحا لوضع خطة شاملة لاعادة هيكلة النظام السياسي والاداري والاقتصادي لما بعد الاطاحة بالنظام الديكتاتوري السابق. فهل كان متعذرا حينها تنسيق الولايات المتحدة الأمريكية مع الدول الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن ، أو مع بريطانيا الحليف الأقرب للولايات المتحدة في شأن تلك الخطة؟ بالطبع كان ذلك ممكنا ، ولا نجد أي سبب يحول دون ذلك. لكن يبقى السؤال – لماذا لم تجر حتى مشاورات بشأن ذلك بين الدولتين وهما على وشك الدخول في مغامرة تتطلب الزج بقوات عسكرية ضخمة من كلا الدولتين يبلغ تعدادها عشرات الآلاف وتحملهما مئات البلايين من الدولارات ؟
إن الجزم بحدوث تلك المشاورات بين الدولتين ليس ضربا من الرجم في الغيب ، بل هي الأقرب للواقع ، وتحتمه أصول العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين الدولتين ، علما بأن البلد الذي يتعرض للغزو يقع في اكثر مناطق العالم حساسية وأهمية لكونها مصدرا حيويا للنفط الذي تعتمد عليه اقتصاديات العالم الراسمالي وبالأخص الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا واليابان. إن المشاورات التي نعتقد أنها قد جرت قبل الحرب وأثناءها قد تناولت السبل التي تقود إلى التخريب الشامل للدولة العراقية، وأن واقع ما نشهده خلال السنوات السبع الماضية يثبت ذلك بكل وضوح.

الاعتراف البريطاني الأخيربالخطأ لم يكن ليحدث لولا قيام اللجنة التي يرأسها السير جون شيلكوت بالتحقيق في ملابسات الحرب على العراق ، والتي استدعت مسئولين كبارا في حكومة السيد بلير للادلاء بشهاداتهم ، بما فيهم السيدان بليرو براون نفسهما اللذان سيدليان بشهادتهما لاحقا قبيل نهاية العام الحالي
لقد استمعت لجنة شيلكوت إلى شهادات عدد من العسكريين والسياسيين السابقين بضمنهم الليفتنانت جنرال السير فريدي فيغرز الممثل الأعلى للجيش البريطاني في بغداد بعد الحرب. ذكر الجنرال فيغرز: " عانينا من الافتقار التام لأي فهم حقيقي للدولة في هذا البلد في مرحلة ما بعد الحرب، لم نقم بأبحاث وافية أو التخطيط لصالح بلد خرج من سيطرة نظام بعثي استغرق ثلاثين عاما، لم نفهم ديناميكية البلد ولا ثقافته أو نقاط الخلاف بين السنة والشيعة والكرد ". وأفاد آخر هو السير نايجل شاينولد مستشار بلير للشئون الخارجية بالقول: " لم تكن لدينا خطة في كيفية إدارة البصرة لأن هذه المشكلة برزت خلال مجرى العمليات العسكرية".

وحول قرار بول بريمر رئيس سلطة الائتلاف المؤقتة في العراق بإلغاء الجيش واجتثاث البعث ، ذكر عدد من المسئولين أمام اللجنة واصفين القرار بأنه جنوني ، حيث ذكرالسيد ماننغ " لا أعرف أي شخص في لندن سواء كان مسئولا أم لا وعلى صعيد الوزارة يمكن ان يعتقد بأن حل الجيش العراقي أو اجتثاث البعث كانت فكرة ممتازة". وحول نفوذ بريطانيا على الولايات المتحدة بشأن ما تتخذه من قرارات قال الأدميرال بويس الرئيس السابق لهيئة الدفاع " لم اكن استطيع اقناع الأمريكان بحقيقة أن قوات التحالف لا يمكن ان تعتبر قوات تحرير ، أو انه سيتم الترحيب بها بالورود".

إن أحداث الأيام الأولى من الغزو قد أعطت الانطباع بما لايدع مجالا للشك بأن قوات التحالف قد عملت على تشجيع الفوضى وتخريب البنية التحتية للاقتصاد والمجتمع ، وهو ما نقلته الصور التي نقلتها وكالات الأنباء العالمية التي رافقت قوات التحالف في جميع أنحاء العراق ، بما فيها أعمال النهب والسلب التي جرت أمام القوات العسكرية التي كانت تقابلها بلاأبالية تامة ، بل أن قسما من الصورالتي نقلتها القنوات الفضائية الاخبارية أظهرت أن تلك القوات قد شجعت عمليات النهب.
إن مثل تلك الصور شكلت إدانة دامغة لقوات التحالف لا تقبل الدحض ، ولا يبررها أبدا حقيقة عدم وجود خطة لاستقرار أو اعمار العراق ، فقد كان بامكان جنود التحالف منعها أو على الأقل الحد منها لو أرادوا ، وهذا ما لم يحدث أبدا ، مما جعل الناس تعتقد أن ما كان يجري أمام أعين الجنود إلا جزءا من خطة أوسع لتدمير العراق.
العراقيون لا يمكن أن يصدقوا رئيس الوزراء البريطاني عندما يتحدث عن ارتكاب أخطاء في التخطيط لما بعد الحرب ، وهم الذين شاهدوا بأم أعينهم كيف تركت القوات البريطانية أهالي البصرة رهينة بأيدي عصابات جيش المهدي وعصائب أهل الحق وحزب الله وثارلله. وقد تم ذلك بعد عقدها صفقة مع تلك العصابات تسلمهم بموجبها مصير البصرة وسكانها مقابل امتناع تلك العصابات عن مهاجمة الجنود البريطانيين الذين انسحبوا إلى خارج المدينة. إن القوات البريطانية في تصرفها ذاك تركت عن معرفة ووعي تامين مصير العراقيات والعراقيين ومؤسسات الدولة الاقتصادية والأمنية والخدمية في أيدي عصابات احترفت القتل والسطو والارهاب والاغتصاب ، في حين هي ملزمة بموجب القانون الدولي كدولة محتلة للبلاد أن تحفظ أمن وسلامة الأهالي وممتلكاتهم ونشاطاتهم اليومية لتدبير شئون حياتهم. إن مثل هذه الحقائق تسلط مزيدا من الضوء على المسئولية القانونية والأخلاقية والتاريخية التي تتحملها كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا عن كل ما لحق بالشعب العراقي من خراب اقتصادي وإداري وأمني وبيئي وثقافي.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الناخب تذكر هذا .. قبل أن تمنحني صوتك....؛؛
- - هيئة المساءلة والعدالة - أم -هيئة العمل بالمعروف والنهي عن ...
- كوبونات النفط .. والضمائر المنتهية الصلاحية في العراق الجديد ...
- الحكومة العراقية والمعارضة ... في قفص الأتهام...؛؛
- مراجعنا السياسية والدينية الشيعية والسنية... لا ترد على الإس ...
- السيد نوري المالكي...والفرص الضائعة...؛؛
- عرب الجنسية ... والفرس المجوس...؛؛
- مغزى زيارة كربلاء .. وسانتياغو دي كومبولا .. وذي الكفل...؟؟
- نوري المالكي وعبد الكريم قاسم ... دروس وعبر...؛؛
- حرمان الأقليات العراقية من حقوقها...دليل إفلاس سياسي فاضح .. ...
- العلاقات العربية / الكردية ... وحق الانفصال عن العراق ...؛؛
- السيد أياد جمال الدين ...أخشى عليك من كواتم الصوت...؛؛
- جرائم الشرف بحق المرأة.. مخلة بالشرف.... ؛؛
- هل لاحظتم .... كأن اليوم العالمي للطفل...يوم حداد في العراق. ...
- عقود النفط العراقية الأخيرة...علامات استفهام كبيرة....؛؛
- من أين نبدأ... يا سيادة رئيس وزراء دولة القانون...؟؟
- قانون الانتخابات المعدل..نهج صريح لاقصاء الر أي الحر...؛؛
- قانون امتيازات النواب...رشوة فات أوانها...؛؛
- هل سنشهد قريبا ... نظاما للفصل العنصري في كردستان العراق...؟ ...
- هل الأتراك والكورد في تركيا ... أخوة أم أشقاء ....؟؟


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - بعد خراب البصرة... بريطانيا تعترف بالخطأ...؛؛